25 - بائعة الكبريت


ذاخل أحد الغرف بمنزل سيد القرية يمكن سماع أصوات الأنين ثم بعد ثواني يعم هدوء للحظات ثم أصوات خطوات

يفتح الباب ويخرج شياو لي الذي يمشط شعره للخلف ويشعر أنه أكثر انتعاشا وأفضل حالا

يبدأ في المشي ذاخل القرية بينما السكان يعرضون الإبتسامات نحوه ويحيونه

يضع يديه في جيوبه ويقرر التنزه قليلا ذاخل أحد الأراضي الفلاحية التي رأها عندما كان يطير فوق القرية

لطالما ساعده التنزه في تصفية ذهنه ومساعدته على الإسترخاء والتفكير بمنطقية

يضع يده على وجهه بينما تلمع عينيه بضوء بارد الأن هو نادم على التعمق في ذكريات ليوريو

"يبدو أن مايحدد الشخص ومايجعله هو هو هي ذكرياته تسك"

يسير بينما ينظر إلى الأغراض المعروضة في المحلات ويجب أن يقول أن لاشيئ يثير انتباهه

همم

يتوقف ثم يجلس القرفصاء ويمسك كتاب

يفتحه ويمر عبر بضع صفحات بسرعة

يطلق صفير مع مفاجأة

"العالم المنعكس، الكاتب هو معجزة أدبية"

بعيون لامعة يغلق الكتاب ويضعه برفق ذاخل سترته

يتحدت صاحب المحل ببتسامة وإن كان لايستطيع القرائة لمعرفة عما تتحدت عنه الكتب إلا أنه يعرف متى يكون العميل مهتما

"يمكنك الحصول عليه مجانا أمل أن يعجبك سيد شياو"

يومئ شياو لي وينهض

ينظر لتجاه معين ثم يتذكر شخص كاد أن ينساه

يبدأ في الطفو والإرتفاع ثم ينطلق بتجاه الجنوب تاركا قرويون يلوحون له بالوداع




بعد ثلات ساعات

يسير شياو لي في الشارع وبالقرب منه ليون ينظر لسماء الغائمة ويتحدت

"يبدو أنها ستمطر"

لا يتلقى ردا، ينظر جانبيا إلى ليون التي يبدو أنها في تفكير عميق ويمتنع عن قول أي شيئ لاكن بينما يكمل الإثنان طريقهما بتجاه نزل فإن ليون تتحدت

"الكثير مات بسببكم هل تعلم بالأخص بسببك أنت من أراد قتال العجوز"

يضيق شياو لي عينيه ويجيب بصوت هادئ

"أعلم ولست نادما"

تعبس ليون من كلماته هي متؤكدة من أن ضحاية وأموات معركتهم هو شيئ ضخم حتى أن المدينة حيث التقو بالعجوز قد تبخرت ويقول أنه ليس نادما

"أنت"

تحكم أسنانها وتلتفت تجاه شياو لي للحظة فقد نسيت خوفها منه وتمسكه من ملابسه، ترفع رأسها لتلتقي بعيون قاتمة تجعلها غير متؤكدة

"أنت وحش تعلم وأنت من كنت تتحدت عن الأبرياء"

يزيل شياو لي يدها بهدوء ويكمل طريقه

"الأشخاص الذين لديهم القوة والقدرة ويرون أمامهم المعاناة ولايفعلون شيئا هم أسوء الوحوش وأنا منهم"

تبدأ السماء في هطول قطرات خفيفة من المطر بينما يكمل شياو لي طريقه، تقف ليون تنظر لظهر شياو لي ويمكنها أن تقول أنه مختلف



بعيدا عن ليون يفرك شياو لي وجهه مازال بحاجة للوقت لكي يهضم ويتعود على ذكريات يورلو

يسحب شيئ ما ملابسه بخفة

يدير نظره ليجد فتاة صغير مقطوعة اليد بشعر أسود قصير ترتدي ملابس بالية وحافية الأقدام تحمل سلة بها أعواد كبريت وبوجه وتعبير خالي من المشاعر تعرض عليه أعواد الكبريت في يدها

ينظر إلى وجهها لبضع ثواني ثم يسحب عملة ويضعها في سلتها ثم يلتفت ويكمل طريقه

يضع يديه في جيوبه ثم يتوقف

ينظر جانبيا إلى بعض الظلال المتحركة في زقاق ثم يلتفت وينظر للفتاة التي تبيع الكبريت

ستموت هذه الليلة

ثواني ثم يلتفت ويهز رأسه ليتجاهل الأمر الجميع لديه مشاكله ليهتم بها

يبدأ في السير ويستخدم السونار ليغلف المدينة ويجد النزل حيث ليون وبعد ثواني يتحول تعبيره لبارد كقطعة جليد

"حشرات لاتعرف مكانها التخطيط لقتلي وأنا نائم ثم الإمساك بليون"

تظهر العروق في يده وأفكار مظلمة في ذهنه لقتلهم وتعذيبهم

يغمض عينيه ثم يفتحها وقد صار أكثر هدوئا


بعد دقائق من السير فإنه يصل للنزل يتجاهل ليون التي تشرب وتضحك مع مجموعة من الرجال السكاري ويقترب من صاحب المحل

"غرفة"

رجل سمين ينظف الصحون يرفع نظره تجاه شياو لي وقبل أن يخبره بأن يدفع عملة فضية فإن عيني الأخير تلمع ثم يتحدت بصوت يبدو وكأن السمين وحده من يستطيع سماعه

"الليلة وبعيدا عن أي شخص ستقوم بتقييد أطفالك وستسلخ جلدهم وتقطع أطرافهم أحياء، عندما سنغادر هذا المكان فأتوقع منك أن تقتل نفسك بأكثر الطرق التي يخشاها عقلك البائس"

يبتسم ببرود "ستدرك مدى حماقة أفعالك لاكنك لن تستطيع التحكم في جسمك أمل أنك ستحب الأيام المقبلة"

يأخد مفتاح ويغادر تاركا السمين يسقط على الأرض ويتقيئ، يرتجف جسمه يريد أن يصرخ تجاهه ويلعنه أو يقوم بأي شيئ لاكنه يجد نفسه لايقوم بأي شيئ مما يثير رعبه


يصعد شياو لي الدرج ويأسف أنه ليس لديه أي خبرة في التعذيب أو سيكسر أذهانهم من شدة التعذيب ويحولهم لمجانين


يشخر ثم يسير في ممر ويجد الغرفة رقم 11

يفتح الباب ويذخل ثم يغلق الباب خلفه

ينظر لغرفة عادية مع سرير وخزانة ملابس وكرسي وطاولة مكتب بجانب النافدة

يغلفه الضوء الأبيض ثم يظهر خلف النزل حيث توجد اسطبلات الخيول وزريبة صغيرة لبعض الخنازير والدجاج يجري بحرية من حوله

يسير بهدوء مع يديه ذاخل جيوبه حيث يوجد شاب يطعم الأحصنة

يشعر الشاب بشيئ ثم يستدير فقط ليمسكه شخص من حلقه ويرفعه عن الأرض

"أععععع تو..ق.ف"

بعيون دامعة مختنقة ينظر لشاب وسيم بعيون دموية باردة

بسبب قلة الأوكسجين فإنه يبدأ في ركله ومحاولة فك قبضته الشبيهة بأصابع الفولاد عن عنقه

يشخر شياو لي "طفل هل تعرف حتى مايعنيه قوة مئتي طن حتى نصف طن ولن تستطيع إزالة يدي الأن كن هادئا أو سأكسر رقبتك"

ينظر حوله ويتجاهل ركلات الشاب وفجأة يحط نظره على خنزير سمين

يبتسم بشكل باهت ثم ينظر للشاب المختنق في قبضته، تتصل الأعين واحدة مليئة بالخوف والإختناق والأخرى باردة تلمع ثم تتوقف حركات الشاب وتصبح عينيه باهتة

يرمي الجثة بعيدا ثم ينظر للخنزير وتلمع عينيه

"أمل أن تستمتع بتناسخك كخنزير"

يمر عبر ذهن الخنزير بسهولة ويضع ذكريات الشاب التي قام بأخدها ثم يتراجع تاركا خنزير فاقد الوعي

ينظر ليده ويشعر بالإشمئزاز من أنه لمس تلك الحشرة

"سأحتاج لقفازات من الأن فصاعدا"

يغلفه الضوء الأبيض ويختفي تاركا جثة الشاب وخنزير سيكون مواد بحثه للأيام المقبلة



يظهر ذاخل غرفته ثم يزيل سترته

يستلقي على السرير ثم يضع يده أسفل رأسه يستلقي عليها وينظر لسقف الغرفة الخشبي

"أنا لست جيدا في التعذيب سأحتاج لذكريات شخص متخصص في هذه الأمور لاكن المشكلة ستكون أنني إذا تعمقت بذكريات هذا الشخص وكانت الذكريات ساحقة مثل ليوريو فسيأثر ذالك علي، يبدو أن ذهني ليس قويا مثلما اعتقدت"

يتنفس بعمق ويخلي ذهنه ثم يغمض عينيه ومع أنه مغمض العينين إلا أن المدينة بأكملها ذاخل سوناره يشاهد، ربما فقط بسبب الملل أو لأنه يحب الشعور بالتفوق فوق الأخرين أو لأنه يحب التجسس أو ربما لجميع الأسباب وأيضا بهاده الطريقة فلاأحد يكتشفه ويمكنه النظر كيفما يحلو له ومن أي زاوية يحب


يمر الوقت ذاخل الغرفة وتبدأ السماء بالخارج تمطر ويمكن لشياو لي رأية وسماع ليون تذخل غرفتها


يفتح عينيه يراقب السقف لدقائق ثم ينهض من السرير

مع تنهد يمسك سترته ويغادر غرفته


بعد ثواني يظهر في زقاق مظلم بارد ورطب

يتوقف وينظر لفتاة صغيرة مع كدمات وبعض الدماء مستلقية على الأرض ومن حولها أعواد الثقاب المحطمة

ينبطح ويحمل جثتها ثم يبدأ في مغادرة الزقاق


2021/01/28 · 1,381 مشاهدة · 1054 كلمة
وحش
نادي الروايات - 2024