وضع آدم يديه على كتفيها ينظر إليها..وبصوت هادئ أراح قلبها قال" ما الذي حدث لكِ شارلوت..تبكين بإنهيار وسط الطريق"

إنطلقت تبكي من جديد فور تذكرها لما ينتظرها في المنزل، وزادت شهقاتها حين إستوعبت الموقف الذي وضعت نفسها فيه وتذكرها بما حذرها مايسون منه قبل أن تخرج...

*لاتلفتي نظر الشرطة إليك*

***

سحب آدم منديلاً ورقياً من جيب سترته وسلمها إياه، ثم رفع حاجبيه وقال مغازلاً" ليس من الجيد للقمر أن يبكي"

إبتسمت بخفة ثم رفعت رأسها تنظر إليه في شرود..والأفكار تدور في رأسها...

(ماذا إن أخبرته بما يجري..لعله يساعدني، إنه مهذب ويبدو أنه يجيد التصرف..كما أنه يبدو كـ شخص يعتمد عليه)

ثم أنزلت رأسها فور تذكرها لموزيس..ما الذي سيحدث له إن أوشت بمايسون؟

قاطعها صوت آدم بينما يقول" هل أنتِ بخير؟"

تصنعت إبتسامة عريضة على وجهها وأجابت" أجل..أمور العمل..تعلم"

هز رأسه إيجاباً ولم يقتنع أبداً بتلك الكذبة التي إختلقتها، لكنه لم يرد التدخل ومضايقتها فأضاف محاولاً تلطيف الجو" أي شخص يضايقك أخبريني فقط..وأنا سأقوم بتخويفه بهذا الزي"

أخذ يحرك يديه بطريقة مسرحية مشيراً لبذلته العسكرية، فضحكت ضحكة خفيفة وشكرته..ثم مشت على الرصيف ناحية أحد المطاعم التي تعودت أن تشتري منها دوماً...

في نفس الطريق كانت تلك المكتبة نفسها التي إشترت منها الجريدة صباحاً، إلتفتت ناحيتها لاشعورياً وأمسكت أحد الجرائد تنظر إلى العناوين ولا تعلم لما..فقط قادتها قدماها لذلك المكان ببساطة...

*قامت الشرطة بتحركاتها وأوشكت على الإمساك بالمجرم*

*إفلات المجرم من قبضة القوات الأمنية كالشعرة من العجين*

*لما يستهدف القاتل المتسلسل شخصيات الحكومة؟ هل يظن أنه عمل بطولي؟*

قضبت شارلوت حاجبيها وضيقت عينيها تقرأ دون وعي..لتظهر صورة مايسون داخل رأسها فجأة ودون أن تعلم لما...

وضعت يدها على فمها بهول مما إكتشفت..وبدأ قلبها يخفق وتجمعت الدموع في عينيها بقلة حيلة...

بكت بصمت وأدارت جسدها بإتجاه المطعم مسرعة في خطاها لتشتري الطعام وتعود قبل أن تغضبه بتأخرها أكثر من ذلك...

وأثناء عودتها لمحت آدم يقف وسط رفاقه يحدثهم، نظرت إليه بعيون طفل يستنجد بألم، ثم أغمضت عينيها بقوة وأحكمت قبضتها على الأكياس ومشت بخطوات عريضة نحو المنزل..ليوقفها صوت نداء من بعيد...

إستدارت في هدوء..تنظر لآدم الذي يركض نحوها بعجل..قطع الطريق وهاهو قد وصل إليها...

-" هل إحتجتني؟"

فتحت فمها لثوانٍ مستعدة للبوح بكل ماتشعر به..لكنها صمتت، فأعاد سؤاله مرة أخرى لكن بقلق..لتردف هي بتردد" أريد أن أصارحك بشيء آدم..شيء مهم وسري للغاية"

نظر إليها بتعجب واضعاً يديه على خاصرته، ثم هز رأسه إيجاباً وقال بحزم" لندخل المطعم ونتكلم.."

قالت شارلوت بعجل" كلا دعنا نتكلم هنا رجاءً.."

أومئ رأسه بتفهم وأخذ ينظر لعينيها بكل إصغاء، لتتنفس هي الصعداء وتردف بعد تردد طويل" حين عدت لشقتي ليلة البارحة..وجـ-

قاطعها صوت رنين هاتفها داخل الحقيبة، سحبته وهمت لتنهي الإتصال لولا أن قال آدم بإحترام" فالتجيبي على الإتصال..أنا بإنتظارك هنا" مشى ووقف في الزاوية منتظراً منها أن تنهي مكالمتها، هزت رأسها بشكر وأجابت على الهاتف...

-" أين أنتِ يافتاة؟"

-" أنا..أنا في المنزل ليندا.."

-" لما لم تأتِ للمشفى اليوم؟ الجميع قلقون عليكِ.."

فتحت شارلوت فمها وإتسعت عيناها في دهشة..كيف نسيتَ أمر العمل بهذه السهولة!

تصنعت السعال على الهاتف وقالت بصوت خافت" في الحقيقة حين إستيقظت صباحاً أحسست بالمرض..ولم أستطع المجيء، بلغي المدير إعتذاري..سأعود للعمل فور تحسن حالتي.."

إنفعلت ليندا على الهاتف بقلق" مريضة!! سآتي إليك في الحال!"

أعادت شارلوت شعرها للخلف بتوتر وأردفت بتسرع" لاتشغلي نفسك ليندا أنا بخير حقاً"

ثم فكرت بإشغالها ومنعها عن المجيء لزيارتها فأتبعت بصوت لطيف ناعم" هل لي بطلب ليندا؟"

-" بالطبع شيري..أي شيء"

-" فقط غطي مكاني لبعض الوقت.."

-" بالتأكيد سأفعل.."

-" إعتني بنفسك"

-" وأنتي أيضاً أتمنى لكِ الشفاء العاجل..أنا في طريقي إليك"

شكرتها شارلوت وأغلقت الخط وأطلقت تنهيدة طويلة بعدها ممسكة قلبها، ثم إتسعت عيناها مستوعبة آخر كلمة سمعتها...

(في طريقها إلي!؟)

أدخلت الهاتف داخل الحقيبة بعنف وهمت بالرحيل..ليوقفها آدم من خلفها بقلق" ما الذي حدث؟"

تعلثمت ولم تعلم بما تجيب..تشوشت أفكارها ولم تعلم ما الذي يجب عليها فعله بعد الآن، قد لاتمر فرصة مثل هذه مجدداً ويحبسها مايسون في المنزل حتى يقضي عليها، ربما إن أخبرته هنا والآن ستتخلص من معناتها للأبد...

-" فقط..لدي ضيفة قادمة لزيارتي الآن والمنزل في حالة يرثى لها..علي أن أسرع، أعذرني"

إستدارت راحلة بينما وقف هو حائراً في أمرها..تتبعها بعينيه إلى أن دخلت العمارة التي تسكنها...

صعدت بسرعة ودخلت فيها حاملة الأكياس بيدها، أخذت نفساً عميقاً ودخلت إليه بخطوات مرتجفة مخفضة رأسها...

-" لقد أحضرت الطعام.."

نظر إليها بطرف عينه ثم أشاح بنظره عنها وهم ليجلس ببطئ، إلى أن سمعت طرقاً على الباب...

إتسعت عيناها بينما تنظر ناحية الباب..أدارت رأسها لتقع عيناها على مايسون الذي ينظر في عينيها بشك، هزت رأسها نفياً موشكة على البكاء بينما تهمس" لا أعلم..زميلتي بالمشفى إتصلت بي وأنا في الخارج قائلة أنها بالطريق.."

حدق فيها لثانية، ثم اشار برأسه للباب وقال بكل برودة" أصرفيها فوراً" لتهز هي رأسها بإيجاب وقالت بترجي" أرجوك أن لاتخرج من الغرفة..إبق مختبئاً"

كلمة مختبئ أثارت إستفزازه، نظر إليها بحنق يتتبعها بعينيه إلى أن خرجت من الغرفة..وقفت أمام الباب وهلمت لتفتحه ثم تذكرت شكلها، نظرت في المرآة لنفسها..لاتبدو كشخص مريض رغم علامات التعب التي تعلو وجهها...

عاد الطرق على الباب ولكن بقوة هذه المرة..فركت شعرها بأناملها حتى بدت كالوحش لا كمريض، وأرخت عيناها وذبلتهما غصباً عنهما وزاد من الجو تلك الحلقات السوداء حول عينيها...

فتحت الباب مخفضة رأسها، ثم نظرت إلى زميلتها ليندا وبرفقتها شاب يعمل في المشفى معهما، يحملان مشتريات وتحمل ليندا بيدها قدر كبير...

-" كيف تشعرين عزيزتي شيري؟"

هزت شارلوت رأسها بثقل وأجابت متصنعة السعال" أعتذر عن إقلاقكم..إنه ليس أكثر من نزلة برد"

إنفعلت ليندا في وجهها" نزلة برد! أنظري لحالك يافتاة.." إبتسمت بمرح وأتبعت" عموماً أنا أحضرت لكِ عصيدة بوصفة جدتي السحرية، ستنعشك!"

عقد زميلها حاجبيه وسأل بعفوية" ألن تدعينا للدخول؟"
تعلثمت شارلوت وقالت" آه..أا أنا.."

ليخرج مايسون من غرفة والدتها دون قميص وهو ينادي" أين وضعتِ قميصي؟"

مدت ليندا رأسها للداخل ورأته لتتسع عيناها وتعوج فمها بإحراج قائلة" يبدو أننننننـنا لم نأتي في الوقت المناسب.."

أغمضت شارلوت عينيها بقوة من الموقف المحرج الذي وقعت فيه، فإقتربت ليندا منها وهمست في أذنها" لو أنكِ أخبرتني أنكِ مع صديقك الحميم..لابأس خدي هاته"

سلمتها القدر وأكياس المشتريات دون أن تترك لها مجالاً للحديث، لكنها تمكنت من إلقاء بعض كلمات عابرة" لقد فهمتِ الأمر بشكل خاطئ..إنه ليسـ-

قاطعتها ليندا واضعة أصبعها السبابة على فم زميلتها وهمست بينما تغمز لها" صديقك وسيم جداً..عموماً سأغطي عليك في المشفى..باي باي~"

ثم مشت بسعادة غامرة رفقة زميلها تاركة شارلوت تنظر بإستغراب حائرة في ماحدث للتو، ثم صرخت خلفهما" أرجوكِ أبقِه سراً ليندا!"

هزت ليندا رأسها إيجاباً وتابعت مسيرها، لتتنفس شارلوت الصعداء وتضع القدر جانباً ومايسون يتتبعها بعينيه إلى أن أغلقت الباب، إستدارت تنظر إليه بغيظ وحنق، ليعقد هو حاجبيه ينظر إليها تارة ويشيح بنظره عنها تارة أخرى دون وعي منه..وكأنه متوتر من نظرات العتاب خاصتها تلك!

-" أين وضعتِ الطعام؟" قال ببروده المعتاد بينما يعرج نحو غرفة والدتها، مشت بخطوات عريضة ووقفت في طريقه قائلة بصرامة وقد نسيت مع من تتحدث" لما خرجت من الغرفة؟ ليندا لاتمسك فمها أبداً..آه~ ستفضحني في المشفى وتقول بأنني تغيبت لأنني رفقتك!"

شددت على كلمتها الأخيرة بينما تنظر إليه بإشمئزاز، لتشتعل عيناه غضباً لكنه صمت..مما شجعها أكثر على الإنطلاق في الحديث دون توقف" ألم أخبرك أن لاتخرج!؟ لما عاندتني.."

أمسك رقبتها بيده العارية بقوة وألصقها بالحائط يرفعها ببطئ يخنقها..وهي تحاول إفلات نفسها من قبضته وتحرك قدميها محاولة النجاة بنفسها...

-" أرجو..ك.أتركـ..ني.." إحمر وجهها وبدأ نفسها ينقطع بينما هو كان يتكلم بصوت خفيض كفحيح الأفاعي مصطكاً على أسنانه" لا أحد يرفع صوته فوق صوتي..ولا أحد قط، يتجرأ ويلقي علي الأوامر..أنا من يسأل هنا، أنا من يأمر..تسمعين وتنفذين إن كنتِ ترغبين بالحفاظ على حياتك"

هزت رأسها بصعوبة معلنة موافقتها ليفلت قبضته ويتركها تقع على الأرض بعنف، أخذت تمسح على رقبتها وتسعل وتضم ركبتيها لصدرها تبكي..بينما مشى هو بعدم مبالاة إلى الغرفة وباشر بتناول طعامه...

***

حل المساء وشارلوت جالسة على سريرها ولم يرف لها جفن، تنظر في فراغ والخوف مازال يعتريها غارقة في التفكير الذي أنهك عقلها وأوجع رأسها...

لتسمع طرقاً على باب الشقة، رفعت بصرها تنظر إلى الباب من غرفتها فقد منعها مايسون سابقاً أن تغلق غرفتها فلربما غيرت رأيها وتصرفت تصرفاً سيعيق طريقه في الهروب من قبضة الشرطة...

عاد الطارق يطرق الباب من جديد دون إجابة، لتلمح مايسون يعرج نحو الباب وينظر من العين محاولاً معرفة هويته، لتتسع عيناه ويتراجع ببطئ..ثم نظر إليها بحدة وأشار بيده أن تفتح الباب وتطرد الطارق دون مشاكل...

هزت رأسها إيجاباً عدة مرات ووقفت ببطئ، بينما مشى هو ودخل الغرفة مغلقاً بابها بهدوء شديد..ثم جلس على سريره وأزال قميصه يتفحص جرحه أمام المرآة الطويلة...

وقفت شارلوت أمام الباب تنظر من العين..لتفاجأ بكارل يقف حاملاً علبة كبيرة أمامه، أخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب بإبتسامة باهتة على وجهها الكئيب، أخفض كارل رأسه بتوتر وقال دون مقدمات" أعتذر..أتيت فجأة دون موعد بالرغم من أنكِ قد نبهتني أن لا أفعل ذلك من جديد.."

هزت رأسها نفياً وأجابت بصوت خافت مبحوح أثر البكاء" لاعليك.."

رفع رأسه بعيون لامعة ولم يستطع إخفاء إبتسامته التي طبعت على وجهه حتى أظهرت غمازاته، لم يصدق أنها كلمته..ظن أنها لن تسامحه على تجاوزه لحدوده وللمرة الثانية...

عم الصمت لحظات وهو غارق في عينيها..ليستفيق فجأة من شروده وبتلبك سلمها العلبة قائلاً" جلبت لكِ كعكتكِ المفضلة.." أخفض رأسه وأغمض عينيه وبجدية أتبع" أعتذر عما بدر مني شارلوت"

إتسعت عيناها تنظر بدهشة وقد نست تماماً ماحدث بينهما بسبب الموقف الذي تعيشه الآن، فتحت العلبة تتفحص مابداخلها ثم نظرت إليه مضيقة عينيها وبمرح داعبته قائلة" هل هي محشوة بالمكسرات أم أنك مازلت بخيلاً؟"

إبتسم وأجاب رافعاً حاجبيه" وبالكراميل أيضاً"

هزت رأسها برضى وقالت" أسامحك"

ضحك وسألها" أخبريني..هل مر موزيس إليك؟"

قضبت حاجبيها وأجابت" كلا..لماذا؟"

-" إنه ينام باكراً في المساء ويغادر في الصباح الباكر دون أن أراه.."

عوجت شارلوت فمها بحنق وعاتبته" هذا لأنك تهمله دوماً! هل الآن فقط لاحظت بأنه ينام باكراً ويستيقظ باكراً؟؟"

تنفس الصعداء وقال بندم" أنا أحاول جاهداً أن أتغير.."

ظل واقفاً لحظات ينتظر منها دعوته للدخول لكنها نظرت إليه ببراءة وقالت" ماذا؟ لما تنظر إلي؟"

أخفض رأسه وقد شعر بالإحراج من الموقف الذي وضع نفسه فيه ظناً منه أنها لاترغب بإستقباله، فقال بينما يحك شعره" إذاً سأذهب أنا..وداعاً"

هزت رأسها إيجاباً وقبل أن تغلق الباب لمح حذاء أسود رجالي موضوع بجانب الباب، أحس بشيء يلدغ عقله ويشعل غيرته فإستدار بإتجاهها مخفياً صدمته قائلاً" هاي شيري، هل لي أن أدخل للحمام..لن أستغرق الكثير من الوقت"

أجابت هي بحسم ممزوج بنبرة مزاح" كلا، إذهب لحمام منزلك هل أصبحت شقتي فندقك الخاص!؟"

أخذ يحرك قدميه بنفاذ صبر كالأطفال وقد أدى دوره بإمتياز بينما يترجاها" أرجوكِ شارلوت لم أعد أطيق الإنتظار أكثر!"

ألح عليها حتى وافقت بعد إصرار، قبل أن يدخل مدت ذراعها توقفه قائلة" إنتظر هنا لحظة"

دخلت بضع خطوات تنظر لغرفة والدتها إن كانت مغلقة تجنباً لإلتقائه بمايسون، عادت بعد ثوانٍ وإبتسامة شاحبة على وجهها فقالت مشيرة له بالدخول" تفضل.."

أومئ رأسه ودخل المنزل بخطوات هادئة بينما ينظر للمكان عن كثب وكأنه يدخله لأول مرة..يتفحص كل زاوية مترقباً أي شيء غير عادي...

غسل يديه فور إنتهائه ثم خرج، كانت شارلوت واقفة أمام باب الحمام كالحارس تنتظر خروجه معقدة ذراعيها حول صدرها، نظر إليها يفكر..ثم قال بترجي بينما يمسح على رقبته وكأنه ظمآن" أعتذر شارلوت أعلم أنني قد عذبتكِ بطلباتي..لكن هل لي بكأس ماء؟"

قلبت شارلوت عينيها وهزت رأسها إيجاباً بينما تمشي نحو المطبخ بخمول وكأنها تجر قدميها غصباً عنهم!

أخذ كارل يراقبها بعينيه إلى أن دخلت المطبخ، فور دخولها إنطلق نحو غرفة والدتها فقد كانت الوحيدة المغلقة من بين جميع الغرف مما يجلب الشك إليها، وقف أمام الباب ثم أدار المقبض بهدوء ودفعه ببطئ ليصدر صوتاً...

توقفت شارلوت بتلك اللحظة عن سكب الماء بينما تنظر كالمصدوم..فقد طرأ في رأسها أن ذلك الصوت هو صوت باب غرفة والدتها تفتح...

حملت الكأس وركضت للخارج ودقات قلبها تتسارع مع كل خطوة تخطوها..لتلمح كارل واقفاً أمام الباب ينظر، ومايسون يحمل قميصه يبادله النظرات وكأنه كان على وشك لبسه...

أغلق كارل الباب بكل هدوء، ثم مشى نحو الباب وقد مر بجانبها دون أن ينظر إليها..لتسرع هي خلفه محاولة التوضيح لكن قبل أن تقول شيئاً إستدار هو ووضع إصبعه على فمها مشيراً لها أن تصمت، ثم نظر إليها بألم وأردف وقد بدى الحزن في عينيه" لست في علاقة صحيح؟ مايسون ياشارلوت..مايسون!"

نظر إليها معاتباً ثم رمقها بنظرة إشمئزاز من فوق لتحت وكأنها بدت رخيصة في نظره، ثم غادر تاركاً إياها في حيرة من أمره..ودّت لو تسرع خلفه وتبرر له ماجرى..لكنها عادت للداخل بإنزعاج مكلمة نفسها بصوت خافت" فاليفعل مايحلو له، لم يعطني فرصة حتى لأشرح..لما أتعب نفسي بالتبرير من الأساس فما شأنه!؟"

رفعت بصرها لتلتقي عيناها بعينا مايسون وبدى على ملامحه غضبٌ شديد، وهنا إتسعت عيناها..وباتت أطرافها ترتعش دون سوابق...

-" أيتها الـ..."

صرخ بينما يقترب منها بخطوات سريعة ثم ناولها صفعة قوية أردتها أرضاً وإحمر خدها جراء قوتها، أمسكت خدها وبدأت الدموع تنهمر على وجتنيها في صمت..ليقترب هو منها محكماً قبضته مستعداً لتهشيم عظامها..لكن تذكره لشيء ما أوقفه في مكانه...

زحفت بسرعة مسندة ظهرها للحائط تضم ركبتيها لصدرها..بينما تترجاه وسط شهقاتها" أرجوك أرجوك لم أقصد..قال لي أنـ-

قاطعها مايسون بعصبية والشرر يتطاير من عيونه" إخرسي!!"

وضعت كفيها على فمها وأغلقته نهائياً..أوشكت على القسم بأنها لن تتكلم بعدها أبداً لو أمرها بذلك...

إعتراها الخوف، وهي لاتتوقع أنه سيفعل أقل من تنفيذ حكم الإعدام عليها...

يتبع...

سؤال البارت: ماذا سيكون مصير شارلوت ياترى؟ تابعواً معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم 💙 ✥ بقلم إيمان إيدا

2020/03/28 · 295 مشاهدة · 2082 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2025