تلك الليلة لم يذق أي من هيو أو تاج ناي النوم.


كنّا يفكران ....


حسناً ، هيو كان يفكر .. أما تاج ناي فقد كانت مصدومة.


' الأب الملكي صفعني؟!... أنا!!...و من أجل من؟؟...صعلوك عامي تافه. '


' لا ... لا ... لا يمكن. '


' أنا أميرة أمبراطورية يا .. سأت.. سأتزوج عامي! '


الدموع التي لم تتوقف في الأصل أصبحت أكثر غزارة على وجه تاج ناي.


كان هيو يقف قرب النافذة العملاقة المطلا على حديقة منزل عائلة ليان.


' ماذا أفعل؟ '


' ما الحل ؟! '


' فكر .. فكر ... لا بد من حل. '


مع إقتراب ساعات الفجر و إشتداد الظلام.


' وجتها. '


---


لازال هناك وقت للفجر ، ولكن ليس كثيراً.


في الظلام ، ظل يقفز بين البيوت و فوق الجدران.


تخطى الحرس الملكي.


وصل الظل لوجهته.


في هذه الأثناء ، كانت تاج ناي تجلس وحيدة في غرفتها.


كانت تجلس على الأرض بجوار السرير و رأسها يتكئ على السرير.


فجأة ظهر الظل أمام نافذتها و هم بالدخول.


ذعرت تاج ناي.


" حراس!"


لكن الصرخة خرجت أقرب الهمس بسبب أن صوت تاج ناي قد بُح من كثرت البكاء.


أتضح الظل شيءً فشيءً.


شخص مقنع يرتدي عباءة تخفي ملامحه و حتى جنسه.


" من أنت؟!"


الصراخ الذي أصبح همساً خرج هذه المرة مرتجفاً من فم تاج ناي.


" لا تقترب أكثر. "


توقف الشخص المقنع و صوت رجل خرج من تحت القناع.


" أنا هنا لإنقاذك ، فلا داعي للذعر... نحتاج لنتكلم الآن. "


----


الصباح حل و المدينة أستيقظت.


في القصر الإمبراطوري لمملكة يا.


الامبراطور و الدوقة تشي و الخدم يتجهون نحو غرفة الأميرة تاج ناي.


' يجب أن أعيد تربيت هذه الصغيرة الناكرة للجميل و سيبداء كل شيء بهذا الزفاف ، سأسألها مرة واحدة و إن لم يعجبني الجواب فإنها ستندم أشد الندم. '


كان الامبراطور يفكر و ملامحه غاضبة بينما يسير متقدماً الجميع نحو غرفة تاج ناي.


الجميع من حراس و خدم كان مصدوم من ما حدث بين الامبراطور و الأميرة.


إلا بعض أشخاص.


مثلاً الدوقة ، التي لا تستطيع إخفاء أبتسامتها ، فهي نامت سعيدة بعد أن أكدت لها الخادمة نينا أن الأميرة منهارة و بائسة.


' ههههه ، تاج ناي هذه الطفلة المغرورة على الأغلب ستثير غضب الامبراطور و سيسحب منها لقبها و إذا كنت محظوظة قد يتم نفيها لسجن ما ، هههه'


فتح باب جناح تاج ناي الملكي.


دخل الجميع و كان أمام الباب الداخلي لغرفة تاج ناي الخادمة نينا ، التي كانت سعيدة ، حيث أن تاج ناي قد شتمت الامبراطور هذا الصباح أمام نينا.


تبادلتا النظرات و الابتسامات ، بين نينا و الدوقة.


فتح الباب الداخلي لغرفة تاج ناي ......


الصدمة تملكت الجميع!


الخدم و الحرس لم يسبق لهم أن شاهدوا هذه الأميرة النرجسية المغرورة في مثل هذا الموقف من قبل ... إنها....


حتى الامبراطور قد لجم لسانه و سقط فكه من الصدمة كما و تبدد غضبه و حل محله الشعر بالذنب..


الأشد شعوراً بالصدمة كان كل من الخادمة و الدوقة.......


' ما معنى هذا؟؟!!'


' ما الذي تفعله الآن؟؟ ألم تكن تشتم الامبراطور هذا الصباح؟!'


" أبي الملكي إن حضرتنا الوضيعة قد قللت من مكانتك بتصرفها المشين حين خالفت كلماتك ، إننا نتوسل لك لتصفح عن حطأنا فنحن صغيرة و غبية *كالضفدع في قاع البئر / تعبير مجازي يقصد به إنعدام البصيرة/ ، إننا لم نستطع النوم و نحن نعلم عن غضب الأب الملكي نحونا "


رفعت تاج ناي رأسها عن الارض ، بينما بقي جسدها في وضعيت الركوع التام ، و عيناها تذرفان الدموع و ملامح التعب و قلة النوم واضحة عليها و تابعت


" أنا أسفة يا أبي .."


لم يتمالك الامبراطور نفسه و هو يرى ابنته الغالية المدللة في هذا الوضع.


أسرع الخطوات نحوها و سحبها بحضنه محتضناً إياها بحب أبوي.


" نحن الأب الملكي لا يمكن أن نغضب من الابنة الملكية ... نحن فقط كنّا حزينين من تصرفاتك قليلاً. "


" أبي الملكي أن ابنتك سيشرفها الزواج بالزوج الذي اختاره لنا الأب الملكي. "


" أعد للحفل بسرعة و ...."


بينما كان الامبراطور السعيد يأمر الحراس و الخدم و يعدد عليهم مهامهم.


كانت الدوقة في حالة غضب لا مثيل لها لدرجة أنها قد كسرة المروحة اليدوية من شدة الضغط عليها.


بينما كانت الخادمة نينا لا تعلم ماذا تفعل.


' تستحقان أكثر من هذا بكثير ، و سأعمل جاهدةً لأجعلكما تدفعان ثمن تأمركما علي ... لا مانع لدي من الزواج من عامي قذر فهذا أفضل بمئة ألف مرة من ترك الحكم يقع في يدي ابنتك أيتها الام الدوقة. '


لمعت عيني الأميرة و هي تراقب رد فعل الدوقة و الخادمة.


----


في منزل عائلة ليان


" بني أتوسل إليك ..."


كانت أم هيو تتوسل و هي تقرع الباب أمام غرفة هيو منذ بضعت ساعات الآن.


فتح الباب فجأة.


تقدم هيو نحو الأمام و صنع تصريحاً.


" أحضروا لي أفضل السحرة العّرافين في المملكة و أنا سأوافق على كل شيء تريده العائلة. "


ثم عاد للغرفة و أغلق الباب بإحكام.


' أنا أعلم ... هي قد تزوجت .. أعني هي فتاة جميلة و في عالم بعيد .... كيف لها أن تعلم بأنني موجود ؟ ... أنا نفسي لم أكن أعلم بوجودها عندما جئت لهذا العالم في أول *انبعث لي / إعادة الولادة من جديد/.... لكنني احتاج لتأكيد... حينها فقط ... حينها سأستطيع فعل ذلك...'


ساعات قليلة و كان الساحر العراف في غرفة هيو.


لقد تزوجت .... مراراً و تكراراً مع كل إبعث جديد لها في مملكة رم ، لكنها لم تحب أحد سواه و لم تسمح لقلبها بأن يفتح لأي أحد أبداً.


كان الجواب أكثر ما يريد هيو سماعه و قد جعله ذلك راضياً عن كل شيء.


' كما هو متوقع من ماي خاصتي ... حتى لو أرغمت على الزواج برجل أخر هي لن تسمح له بدخول قلبها .. فقلبها ملك حصري لي. '


لم يكن هيو يهتم بموضوع خيانة الجسد ، فبعد ابعثه هو تم ولادته بجسد مختلف عن جسده الاصلي ، و في كل مرة يولد من جديد يكون بجسد مختلف ، جسده و جسد ماي الأصلي قد ماتا منذ زمن طويل جداً و تحولا لغبار على الأغلب بحلول هذا الوقت ، فلا يهمه بما أن جسد زوجته الاصلي لم يعد موجوداً بعد الأن ليتم تدنيسه برجل أخر ....


' ماي لي ... جسدها الاصلي لم يعرف رجلاً غيري.... و روحها مقيدة مع روحي.... و هي لن تسمح لقلبها بحب رجل آخر. '


مع هذه الأفكار قرر هيو المضي قدماً بمخططه.


" أمي أنظري الخبر سأتزوج الأميرة في الوقت الذي يقرره الامبراطور. "


---


كان الزفاف الذي أخذ مكانه بعد شهرين من تلك الحادثة ، زفافاً ضخماً و سعيداً بالنسبة للإمبراطور و لعائلة ليان ، و لكنه كان شيء آخر لكل من هيو و تاج ناي ، أم يجب القول للأميرة تاج ناي و الأمير المرسوم هيو.


[ م.ك: تغير جسد هيو مع كل انبعث كما تغير اسمه لكن لسهولة القراءة حافظت على الاسم كما هو. ]


____


مرحباً جميعاً و شكراً لمتابعة القصة.


سأحاول النشر بطريقة منتظمة و سريعة قدر المستطاع.


لمن لديه اي استفسار يمكنكم التواصل معي عن طريق التعليقات أو عن طريق حسابي على الويتباد @m0g0d088


مجد M.G.D

2017/10/01 · 438 مشاهدة · 1129 كلمة
M.G.D
نادي الروايات - 2024