بينما كان يوشيرو وأصدقاؤه يسيرون في طريقهم نحو هيسامي، بدا الجو غريبًا. كانت السماء مشبعةً بالغيوم الداكنة، والأشجار تتمايل في الرياح العاتية، وكأنها تحذرهم من شيء ما.
في منتصف الطريق، شاهدوا عائلة صغيرة مكونة من أربعة أشخاص: فتاة جميلة في مقتبل العمر، شاب و طفل صغير، عجوز مسن، وامرأة مسنّة. كانوا يبدو عليهم التعب، وفي أعينهم كانت هناك نظرات من الحزن والضياع.
قبل أن يستطيعوا الاقتراب، انفجرت فجأة صرخات من بعيد. كانوا قطاع الطرق، مجموعة من المجرمين الذين يعترضون الطرق في هذه المنطقة. كان لديهم أسلحة ويظهرون وحشيين.
**
في اللحظة التي كانوا فيها يوشيرو وأصدقاؤه على وشك التحرك، رفع يوشيرو يده، وأغلق عينيه للحظة، ثم تكثف الظل حوله، ليظهر ظل واحد، ثم يتحول إلى ظل ضخم. هذا الظل قفز أمام قطاع الطرق مثل وحش من الظلام، وأحاط بهم في ثوانٍ معدودة، محاصرًا إياهم.
مقام الظل بقتل قطاع الطرق بضربه واحده
أصاب الخوف الفتاة والعائلة، حتى أن الفتاة قالت بقلق:
"من هو هذا؟ ما الذي يحدث؟!"
ولكن يوشيرو، الذي لاحظ القلق في عيونهم، ابتسم بهدوء وقال:
"لا تخافوا، هو هنا لحمايتكم. إنه جزء من جيش الظل الذي أملكه."
**
ثم نظر إلى الفتاة وقال:
"أين تتجهون؟"
**
ردت الفتاة وهي ترتعش قليلاً:
"نحن هنا نبحث عن طعام. لا نملك منزلًا ولا عائلة، ولا نعرف إلى أين نذهب."
**
أجاب يوشيرو بصوت هادئ، رغم القوة التي كانت في ملامحه:
"هل ترغبون في الانضمام إلى عائلة هيسامي؟"
**
تفاجأت الفتاة بالسؤال، وسألت في حيرة:
"لكن… هل لديك عائلة؟ هل هي كبيرة أم صغيرة؟"
**
ابتسم يوشيرو وأجاب بثقة:
"قيام."
وفي اللحظة التي قال فيها الكلمة، ارتفعت جيوش الظل جميعها، وظهرت أمامهم مثل طوفان من الظلال المظلمة، جميعهم يحملون سيوفًا وأسلحة أخرى، مستعدين للحماية.
**
صمت الجميع في دهشة
ثم نظر العجوز إلى يوشيرو وقال:
"من يرفض الانضمام إلى هذه العائلة؟"
**
تردد الجميع للحظة، ثم ردوا بالإجماع:
"نحن خدمكم، سيدي."
**
لكن يوشيرو نظر إليهم وقال:
"أنا مجرد خادم أيضًا لعائلة هيسامي. أنتم لستم خدمًا، بل جزء من العائلة."
**
شينكو وريزا، اللذان كانا يقفان جانبًا، تبادلا النظرات ثم قالا معًا:
"نريد أيضًا الانضمام إلى عائلتك، يوشيرو."
**
ابتسم يوشيرو وقال:
"أنتم منذ البداية جزء من عائلتي."
**
مع حلول الليل، قال يوشيرو:
"دعونا نرتاح الليلة هنا، حتى الفجر."
**
أشعلوا النار حولهم، وجلس يوشيرو وشينكو وريزا أمامها، وتبادلوا الحديث عن الحياة، وعن قصائد قديمة تعلموها، حيث كانت القصائد تعكس أسرار الحياة والفقدان.
**
من بعيد، كانت الفتاة الجديدة، التي انضمت إلى العائلة، تراقبهم بصمت. كان قلبها مليئًا بالتساؤلات حول هذا الظل الذي أحاط بهم، وحول الشخص الذي لم تتوقع أن يختارها لتنضم إلى عائلته.
بينما كانت تتأمل، فجأةً، شعر يوشيرو بشيء غريب. وكان الظل الذي يحيط بهم قد تغير، إذ تحرك جزء منه فجأة ليظهر ظلًا آخر، أكبر، ثم حمل الفتاة بلطف ووضعها أمام يوشيرو.
**
ارتبكت الفتاة، وجعل وجهها يصبح أحمر خجلًا، وقالت بصوت منخفض:
"هل يمكنني أن أعرف… من أين جاء هذا الظل الذي حملني؟"
**
ابتسم شينكو وقال مازحًا:
"لا تخجلي، أنتِ الآن جزء من العائلة. الظلال هنا دائمًا لحمايتك."
**
ثم يوشيرو، الذي كان يراقبها، قال بهدوء:
"لقد وضعت ظلًا من جيوش الظل في كل شخص ينضم إلى العائلة. الظلال هنا لحمايتكم عندما تتعرضون للخطر."
**
قالت الفتاة متفاجئة:
"لكنني لم أتعرض لأي خطر… لماذا ظهر الظل؟"
**
أجاب يوشيرو بابتسامة هادئة:
"لقد كنت تفكرين في الانضمام إلينا، والتحدث معنا. الظل اكتشف ما تريدين، وأتى ليحقق رغبتك."
**
وبينما كانت الكلمات تتطاير في الهواء، شعر الجميع بالراحة والأمان وسط هذا الظلام، وكأنهم أصبحوا في أيدٍ أمينة.
**
وفي نهاية تلك الليلة، بعدما تحدثوا كثيرًا
واطمأنوا على بعضهم البعض، ذهب الجميع إلى النوم ليكملوا طريقهم في الفجر التالي، متجهين نحو عائلة هيسامي، حيث كانت هناك حياة جديدة تنتظرهم.