السماء ملبدة بالغيوم، والرياح تعزف لحناً غريباً بين أغصان الأشجار، بينما كان يوشيرو وشينكو وريزا يواصلون سيرهم عبر الغابة الصامتة نحو المكان الذي دلّه عليه "الظل"... المقبرة القديمة.

كانت الأرض تتغير كلما اقتربوا، الأعشاب تحولت إلى رماد رمادي اللون، والهواء أصبح أثقل، كأن الزمن توقف احتراماً لما دُفن في هذا المكان.

**

وقفوا أمام بوابة حجرية ضخمة، محفورة بكتابات قديمة غير مفهومة.

قالت ريزا بهدوء وهي تتحسس الرموز:

"هذه ليست مجرد مقبرة… إنها مخزن الأرواح المنسية. كل جندي ظل... كان إنساناً في يومٍ ما."

**

تقدم يوشيرو وحده، ووقف في منتصف الدائرة السوداء التي رسمها الضوء الطبيعي فوق الأرض، وأغلق عينيه، ثم قال:

"أنا من رأى عائلته تُذبح، ومن رأى الضعفاء يُسحقون. أنا من حمل الحطب للجبناء، ودفن الموتى بالصمت. أنا… أطلب منكم أن تنهضوا، لا لأجلي، بل لعائلة لم تُعطَ فرصة للحياة."

ثم همس بالكلمة التي أخبره بها "الظل" في الحلم:

"قيـام."

**

في لحظة، اهتزت الأرض تحته، وتشققت المقبرة، وخرجت من باطنها ظلال بشرية، صامتة، بلا ملامح، لكن تحمل هيئة المحاربين. عشرات، ثم مئات، ثم آلاف، حتى غطت الساحة بالكامل.

كلهم انحنوا أمام يوشيرو، دون صوت.

**

شينكو نظر بدهشة:

"إنهم… يسمعونه فقط. لا أحد غيره يستطيع قيادتهم."

**

يوشيرو لم يتحدث، فقط نظر إليهم، ثم رفع يده اليمنى للأعلى، فاختفوا كالدخان، وعاد المكان إلى هدوئه السابق.

ثم التفت إلى رفاقه وقال:

"هؤلاء ليسوا جيشي. إنهم عهد… لا يُستخدم إلا لحماية من لا يستطيع الدفاع عن نفسه."

**

ريزا اقتربت منه وقالت:

"عد الآن… لقد حان الوقت تعيد بناء هيسامي."

2025/04/06 · 7 مشاهدة · 242 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025