عندما وصل يوشيرو وجيوش الظلال إلى عائلة هيسامي، كان المنظر غريبًا ومهيبًا. في لحظة واحدة، تغير كل شيء. السماء التي كانت صافية أصبحت ملبدة بالغيوم السوداء، وكأنها تنبئ بحرب قادمة أو حدث غير عادي. وفجأة، من بين الغيوم الداكنة، ظهرت خطوط من البرق الأرجواني، تتحرك بسرعة لا تصدق، وكأنها تحمل في طياتها قوة غير مرئية.
كانت الخطوط تتسارع نحو الأرض، وفي وسطها كان يوشيرو، محاطًا بجيوش الظلال، كظلال عاتية تنزل من السماء. "ما هذا؟" تساءل أهل القرية بدهشة، وكان الرعب يسيطر على الجميع. لم يعرفوا ما إذا كانت هذه الظلال تتبع وحوشًا أو قوة سحرية غير مألوفة.
فجأة، وعندما وصلت الظلال إلى الأرض، تحركت بسرعة فائقة، وشكلت دائرة حول أكينا وهارو، وهما في قلب الحدث، واقفين في حالة من الاستنفار.
ثم ظهر وجه يوشيرو وسط الغبار المتصاعد، مبتسمًا ابتسامة غامضة، ما جعل هارو يبتسم بدوره وهو يقول:
"عاد!"
أما أهل القرية فكانوا في حالة من الذهول، لم يعرفوا كيف يردون، واكتسحتهم تساؤلات متعددة:
"من هذا؟ هل هو من العائلة؟"
"ما هذه الظلال؟ وما هذا البرق؟"
كانت الأسئلة تدور في كل مكان. ثم قالت أكينا بصوت منخفض، لكن حازمًا:
"لن نصلح لعائلتنا فحسب، بل للقرية بأكملها إذا لزم الأمر."
لكن يوشيرو كان قد اتخذ قراره بالفعل. نظر إلى الظلال وأمرها:
"اقتلوا كل من حاول إيذاء أكينا وهارو."
وفي ومضة، هاجمت الظلال المرتزقة الذين كانوا يخططون لقتل أكينا وهارو. كانت الضربة سريعة، حاسمة، وبدون رحمة. ووسط الضباب والغبار، لم يكن هناك أثر للمهاجمين بعد لحظات قليلة.
شعر الجميع بالدهشة والانبهار، إذ لم يصدقوا أن هذه الظلال كانت تتحرك بهذه السرعة والدقة. أكينا، التي كانت ترقب المشهد بتوتر، تفاجأت من القوة التي أظهرها يوشيرو، ثم نظرت إليه وقالت:
"هل هذا هو جيش الظلال الذي تملكه؟"
ابتسم يوشيرو وقال:
"لا، هذا ليس جيشي، بل هو جيشكم الآن."
كان ذلك مفاجئًا للجميع، إذ لم يتوقعوا أن يوشيرو يملك مثل هذه القوة، وأن الظلال التي رافقته قد أصبحت جزءًا من عائلة هيسامي.
بعد فترة قصيرة، وصل شينكو و ريزا ومن معهما إلى المكان، لكنهم لم يجدوا أيًا من المرتزقة المتبقين. نظرا حولهما في حيرة وقالت شينكو:
"هل وصلنا متأخرين؟"
أجاب يوشيرو، وهو ما يزال ينظر إلى أكينا وهارو:
"آسف على خوفكم، ولكن تم حل المشكلة."
ابتسمت أكينا وقالت:
"هل هذه الفتاة معكم؟"
أجاب يوشيرو بتأكيد:
"نعم، قد انضمت إلى عائلة هيسامي، وهم أيضًا انضموا."
ثم وجهت أكينا حديثها إلى الفتاة التي كانت إلى جانبهم وقالت:
"ما اسمك؟"
ابتسمت الفتاة خجلاً وقالت بصوت منخفض:
"اسمي هو سونا."