بينما كان يوشيرو يتجول في سوق قرية هاكو، كان الجو يعج بالحركة والنشاط. البائعون كانوا ينادون في السوق، وكل شيء يبدو في مكانه، لكن فجأة، سمع يوشيرو صوت رجل ينادي بصوت عالٍ:
"عد الطعام، أيها الطفل المتسول!"
بينما كان يوشيرو يراقب المشهد، اندفع طفل صغير بسرعة هاربًا من البائع، لكن الطفل اصطدم فجأة بيوشيرو. لم يتوقف الطفل، بل ركض بسرعة أكبر، لكن يوشيرو ترك ظلًا صغيرًا من ظلاله في جسده دون أن يشعر الطفل.
ركض الطفل مسرعًا، وعندما وصل إلى مكانٍ نائي خلف أحد المحلات، بدأ يأخذ قطعة من الخبز الذي سرقه من السوق. بسرعة، بدأ يتقاسمها مع اخي، ثم جلسوا على الأرض يلتهمون الخبز.
وفجأة، ظهر ظل غريب يحيط بهم، مما جعل الأطفال يرتعدون من الخوف. كانت أقدامهم تكاد لا تستطيع الوقوف، وصرخ أحدهم قائلًا:
"آسفون، لم نسرق بعد الآن!"
بينما كانوا يرتجفون، سمعوا صوت ضحك خفيف. سأل أحد الأطفال بقلق:
"من هذا الذي يضحك؟ هل من أحد يساعدنا؟"
فجأة، ظهر يوشيرو أمامهم وقال:
"لقد اصطدمتم بي ولم تعتذروا. هل تظنون أن هذا تصرف لائق؟"
قال الطفل الذي سرق الخبز بسرعة، وهو يصرخ في خوف:
"آسف، آسف جدًا! لكن من فضلك، لا تؤذي اخي. أنا من فعلت الخطأ، لا تؤذي!"
قال يوشيرو وهو يبتسم بخفة:
"سوف أقتلكم جميعًا باستخدام هذا الظل!"
لكن بمجرد أن قال يوشيرو ذلك، بدأ الأخوان يصرخان من الخوف. ثم قال الأخ الذي سرق الخبز، وهو يبكي:
"آسف! أذني! لا تؤذي! أنا من أخطأت بحقك، أنا مستعد لأي عقاب!"
ضحك يوشيرو وقال:
"أمزع عليكم! لا داعي للخوف!"
ثم قال الأطفال بتشكك:
"هل تقول الحقيقة؟"
أجابهم يوشيرو وهو يبتسم:
"نعم، أنا أمزح فقط."
ثم نظر إليهم بجدية وقال:
"أين عائلتكم؟"
رد الطفل الذي سرق الخبز بصوت ضعيف:
"ليس لدينا عائلة... لقد ماتوا في الحروب، ونحن الآن أيتام."
قال يوشيرو وهو يشعر بالتعاطف:
"وما اسماؤكم؟"
أجاب الطفل، بينما كان الاخ الاخر ينظر إليه بحزن:
"اسمي كين، وهذا أخي ناد، ونحن في الحقيقة لا نملك مكانًا نعود إليه."
بينما كان يوشيرو يفكر في كلام الطفل، شعر بقرار داخلي. لقد قرر أن هؤلاء الأطفال لا يجب أن يعيشوا وحيدين في هذا العالم القاسي.
قال يوشيرو بعد لحظة من الصمت:
"هل ترغبون في الانضمام إلى عائلتي؟"
نظر الأطفال إلى بعضهم البعض بدهشة، ثم أجاب كين بحذر:
"هل أنت جاد؟ هل يمكننا حقًا الانضمام إلى عائلتك؟"
أجاب يوشيرو بثقة:
"نعم، سأهتم بكم كما أعتني بأفراد عائلتي."
ثم قال يوشيرو، وهو يبتسم لهم بلطف:
"لن تكونوا أيتامًا بعد الآن."
ابتسم الأطفال وهم يشعرون بالأمل لأول مرة منذ فترة طويلة، وأخذوا يد يوشيرو بكل براءة وأمل.