عندما حلّ الفجر، استيقظ يوشيرو كعادته مبكرًا، وبدأ بإيقاظ البقية.
قال بصوته القوي:
"هيا، لدينا طريق طويل اليوم، لنبدأ قبل أن يحاصرنا الظلام."
تجهز الجميع في وقت قصير، ومع خروجهم من المنزل السحري، سلكوا الطريق الذي اعتادوا عليه.
لكن فجأة، توقف يوشيرو ونظر إلى الاتجاه المعاكس وقال:
"سنُغيّر الطريق."
نظر إليه تشو فانغ بريبة وسأله:
"لماذا؟ وأي طريق نسلك ؟"
أجاب يوشيرو بابتسامة غامضة:
"سندخل غابة الشياطين."
وقف تشو فانغ مكانه وقال بانفعال:
"هل جننت؟ لا أحد يعود من تلك الغابة، إنها مسكونة، لا توجد حياة هناك!"
رد عليه يوشيرو وهو يواصل السير:
"ستعرف قريبًا لماذا اخترت هذا الطريق."
كلما تقدموا داخل الغابة، أصبحت الرياح أقوى، وأحاط بهم ضباب أحمر داكن، حتى اختفى الطريق تمامًا.
قال كين وهو يرتجف:
"لقد اختفى الطريق!"
رفع يوشيرو يده وقال:
"سحر التشتيت... انكشف!"
وتلا تعويذة خافتة، فتراجعت الهالة قليلاً عنهم، لكنها بقيت كثيفة في الأفق.
قال يوشيرو موجّهًا كلامه إلى شياطين الربعة:
"من صاحب هذه الهالة؟"
أجاب "أورينيا"، أحد شياطين الربعة، بصوت هادئ:
"تعود لشيطان يُدعى كايرو... إنه من رتبة قائد الحرس في عائلة شياطين متوسطة."
وقبل أن يعلّق أحد، انطلق "ناريوس" بسرعة خارقة نحو مصدر الهالة، وبعد لحظات عاد، وفور عودته بدأت الهالة الحمراء تتلاشى تدريجيًا.
قال تشو فانغ وهو يتنفس بارتياح:
"وأخيرًا... بدأت أكره اللون الأحمر!"
فجأة، ظهرت مجموعة ضخمة من الشياطين من بين الأشجار، تسير بخطى ثقيلة، وأمامهم شيطان كبير في السن، بهالة مختلفة عن الجميع، يتّكئ على عصا سوداء تلمع بنقوش نارية.
انحنى ناريوس وقال بصوت رسمي:
"هذا هو يوشيرو الذي أخبرتكم عنه."
قال الشيطان الكبير:
"أنا زاندر، ملك عائلة الشياطين من الرتبة المتوسطة. جئنا كما طلبت."
تقدم يوشيرو بخطوات هادئة وقال:
"أقدر حضوركم. لنتعرف على بعضنا."
بدأ الشياطين بتقديم أنفسهم واحدًا تلو الآخر:
زاندر: ملك العائلة، شيطان حكيم يمتلك قدرة السيطرة على الحمم.
كايرو: قائد الحرس، هالته تثير الجنون والخوف، يستطيع إغلاق الإدراك الحسي.
ميريسا: شيطانة ذات جناحين من النار، مسؤولة عن المراقبة والتجسس.
ديرمال: شيطان ضخم يحمل فأسًا، هو قائد وحدة "الردع".
فالوكس: شيطان نحيل لكنه سريع، مسؤول عن التدريب والاختبار.
إيرسا: شيطانة مائية، تتحكم في الضباب والماء، مسؤولة عن الحماية.
قال يوشيرو وهو ينظر إليهم:
"قريبًا سأحتاجكم، وليس كضيوف... بل كجزء من مخطط كبير. استعدوا."
تبادل الشياطين النظرات بينهم، وكان في أعينهم الاحترام والخوف والفضول، فالأيام القادمة ستكون مختلفة...