ذهب يوشيرو مع الحكام السبعة عبر طريقٍ واسع كأنهم يصعدون نحو السماء. كان الطريق جميلاً، تحيط به هالة من السحر والسكينة. توقف الحكام السبعة في منتصف الطريق، فرفع كبيرهم "رين" عصاً سحرية منقوشة برموز للشياطين والسحرة، وضرب بها الأرض. اهتزت الأرض قليلًا، وخرج منها باب ضخم مرسوم عليه نفس النقوش التي كانت على العصا. قال رين بنبرة هادئة:

"هيا، دعونا ندخل ونتحدث في الداخل."

دخل يوشيرو مع الحكام إلى الداخل، ليُفاجأ بأرض خضراء طبيعية وكأنها لوحة فنية مرسومة بعناية إلهية. ثم قال "جونغ"، صانع أدوات القتال السحرية:

"تعويذة سحرية."

ظهرت فجأة ثمانية عروش ضخمة، جلس كل منهم على عرشه، وجلس يوشيرو معهم. بدأ كبير الحكام "رين" الحديث:

"قبل أكثر من عشرة آلاف عام، اندلعت حروب بين الشياطين والسحرة، ونتج عنها دمار وخسائر بشرية وشياطينية. وكان هناك شيطان يُعرف بـ ملك الشياطين، يُدعى كاسبر... أقوى شيطان وُجد على الإطلاق. عندما ظهر، فرّ الحكام السبعة السابقون لأن لا أحد يستطيع مواجهته. لقد قتل ستة من الحكام السبعة، وبقي واحد فقط على قيد الحياة."

صمت قليلًا، ثم تابع:

"لكن في لحظة يأس، حدثت معجزة... ظهر شخصٌ مجهول، لا نعلم من هو ولا أصله ولا نسبه. وعندما وقف أمام كاسبر، ارتجفت عينا ملك الشياطين من الخوف. نطق الشخص المجهول بتعويذة سحرية، فاختفت الشياطين من هذا العالم، وتم ختمهم في عالم آخر. وقبل أن يرحل، سأله الحاكم الوحيد الذي نجا: من أنت؟ فقال:

'لقد ختمت الشياطين وأرسلتهم إلى عالمٍ آخر، لا تذكُرني بعد الآن.'

ثم رحل دون أن يطلب شكرًا."

سأل يوشيرو بفضول:

"هل عرفتم من هو هذا الشخص؟"

قال رين:

"إلى اليوم، لا نعرف هويته... لكننا نحترمه ونشكره من أعماق قلوبنا."

سأل يوشيرو مجددًا:

"ولماذا لا يُذكر هذا البطل في الخارج؟"

أجابه "هارو"، المستشار الأول:

"لأن ذلك الشخص المجهول قال للحاكم الذي نجا: لا تتحدث عني. ومع مرور الزمن، بدأت الأختام التي حبست الشياطين تضعف، وها هي عائلات الشياطين من الرتب الضعيفة قد بدأت بالظهور، تليها عائلات من الرتب المتوسطة، وقد تُفتح الأختام قريبًا عن الشياطين الأقوياء، وربما حتى كاسبر نفسه."

قال يوشيرو بقلق:

"ولماذا لا تهاجمون الشياطين وتُنهونهم قبل أن يكبر الخطر؟"

قال هارو:

"لا نستطيع. إذا قتلناهم، فستعتبر العائلات الأقوى ذلك إعلان حرب، لأننا قتلنا إخوتهم، وستخرج قوى لا يمكن ردعها."

قال يوو، نائب الوزير:

"كاسبر لا يخرج إلا إذا قتل السحرة الشياطين، لكنه أحيانًا يخرج بلا سبب... لذلك نحذر من أي تصعيد."

سأل يوشيرو بحدة:

"وما علاقتي أنا بكل هذا؟ لماذا تخبرونني به؟"

قال تاكو، المستشار الثاني:

"ليس لك علاقة مباشرة، لكن... الهالة التي أطلقتها أثناء المسابقة، كانت تشبه هالة كاسبر، لكنها أضعف. شعورنا حينها أنك تحمل شيئًا غريبًا... شيئًا نادرًا."

قال رين:

"أنت شاب موهوب، ويجب أن نحظى بك قبل أن تسبقنا العائلات الشيطانية... رأيت فيك القدرة، بل وربما في المستقبل، القوة التي قد تهزم كاسبر."

ضحك يوشيرو بسخرية وقال:

"أنتم تقولون إن الحكام السبعة لم يستطيعوا هزيمته، كيف لشابٍ مثلي أن يفعل؟"

أجابه "شين"، وزير السحرة:

"إذا تدربت، وإذا تدربنا نحن أيضًا، فربما نملك فرصة ٤٥٪ لقتله."

قال يوشيرو بثقة:

"سأتدرب بكل قوتي."

ابتسم شين وقال:

"لكن تذكّر، كاسبر ليس عدوًا عاديًا... هو وحش."

قال رين:

"يمكنك المغادرة الآن، لكن قبل أن ترحل، أين تسكن؟"

قال يوشيرو:

"أنا من عائلة صغيرة... عائلة هيسامي، وأسكن في قرية هيراشي."

عندما نطق اسم "قرية هيراشي"، بدت علامات التوتر على وجوه الحكام السبعة. قال رين بسرعة:

"يمكنك المغادرة."

ضرب الأرض بعصاه، وفتح الباب السحري. ثم أمر أحد الحراس بمرافقة يوشيرو، لكن يوشيرو رفض:

"لا داعي، أعرف الطريق."

خرج يوشيرو، لكنه ترك ظلًا صغيرًا من ظلاله داخل القاعة دون أن يشعر به أحد.

بعد خروجه، قال رين:

"هل لاحظتم وجه يوشيرو؟ بدا متوترًا عندما ذكرنا كاسبر."

قال "غو"، المسؤول عن أدوات القتال:

"وعيناه... تشبهان تمامًا عينَي الخادمة التي قتلناها من عائلة أوتسكاء."

وافقهم الآخرون.

في تلك اللحظة، كان يوشيرو يسمع كل شيء من خلال ظله. همس لنفسه:

"هم من قتلوا عائلتي... يقولون إنهم توازن الأرض، لكنهم فسادها الحقيقي."

ثم سمع صوتًا في عقله... كان صوت ملك الشياطين كاسبر:

"احذر منهم... إنهم خراب الأرض وفسادها."

همس يوشيرو:

"الآن فقط عرفت الحقيقة... من قتلني؟ ومن دمّر هذا العالم؟ الحكام السبعة."

قال كاسبر مجددًا:

"لا تقترب منهم."

ثم اختفى الصوت.

...

في تلك الأثناء، كانت سونا قلقة على يوشيرو. عاد إلى المنزل، لكن وجهه كان غاضبًا وهالته تشع رغبة في القتل.

قالت سونا بخوف:

"ما بك؟ لماذا تبدو غاضبًا؟ وهالتك... مرعبة!"

أجابها وهو يُخفض هالته:

"آسف... لم أنتبه."

قالت:

"ما الأمر؟"

قال ببرود:

"لا شيء... فقط دعوني وحدي."

دخل غرفته، فقالت أكينا لسونا:

"ما به؟"

أجابت سونا:

"لا أعلم."

قالت أكينا:

"فلندعه يرتاح، لقد كان يومه شاقًا."

هزّت سونا رأسها موافقة.

...

حل الليل. وعندما نادت أكينا الجميع للعشاء، نزلت سونا لكن يوشيرو بقي في غرفته. أرسلوا "ناد" ليناديه، فطرق الباب وقال:

"يا يوشيرو، العشاء جاهز."

ردّ يوشيرو بصوت حزين:

"كلوا أنتم... لا أرغب في الأكل."

عاد ناد وقال:

"لا يريد النزول... وكان صوته حزينًا."

قالت سونا:

"دعوه، ليرتاح."

سألت سونا:

"هل تركتِ له طعامًا؟"

أجابت أكينا:

"نعم."

...

بعد العشاء، وبينما استلقى الجميع في غرفهم، ظلت سونا تفكر في يوشيرو.

فجأة، سمعت صوتًا على سطح المنزل. همست لنفسها:

"لابد أنه يوشيرو."

غيرت ملابسها وصعدت بهدوء، لكنها ما إن وصلت، حتى رأت مشهدًا آلم قلبها: أكينا تُطعم يوشيرو، وهما يتحدثان بهدوء.

شعرت بالغيرة، وعادت إلى غرفتها، والدموع في عينيها. استلقت على فراشها، وغفت دون أن تشعر.

2025/04/09 · 9 مشاهدة · 839 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025