في صباح اليوم التالي، ومع بزوغ الفجر،

استيقظت سونا بهدوء بينما كان الجميع لا يزال نائمًا. جلست على سريرها تتذكر مشهد الأمس، حين كانت أكينا تطعم يوشيرو بنفسها. شعرت بوخز في صدرها، ألم خافت لكنه عميق، وقالت بصوت خافت:

“سأصعد إلى السطح… أحتاج الاستنشاق بعض الهواء.”

صعدت إلى السطح وهي تظن أن الجميع نائم في غرفته، لكنها توقفت فجأة...

كان المشهد أمامها كالصاعقة.

أكينا كانت نائمة على صدر يوشيرو، ويده تحتضن ظهرها بحنان.

شعرت سونا بشيء يتحطم داخلها، نزلت مسرعة إلى غرفتها ودموعها تتساقط، تمتمت وهي تكتم بكاءها:

“لماذا لم أسبِق أكينا البارحة؟ لماذا دائمًا تكون أمامي؟”

استلقت على فراشها، تضغط على وسادتها وتهمس:

“لماذا لم أسمع نصيحة أبي؟ قال لي اعترفي بحبك له... لكني خفت.”

غفت دون أن تدري، ودموعها لم تجف بعد.

**

وعندما حان وقت الغداء، نادت أكينا بصوت مرتفع:

“هيا، انزلوا! الغداء جاهز.”

نزل الجميع، لكن سونا لم تظهر.

قالت أكينا الى ناد وكين وهارو:

“فلْيذهب أحدكم ليناديها.”

ذهب ناد وطرق الباب قائلاً:

“سونا، الغداء جاهز، انزلي.”

ردّت بصوت خافت:

“لا أريد.”

عاد ناد وقال:

“لا تريد النزول... لكن صوتها كان حزينًا، كأنها تبكي.”

قالت أكينا بهدوء:

“دعونا نتركها ترتاح... ربما تشتاق لوالديها.”

**

وبينما الكل يأكل، شعر يوشيرو فجأة بصوت داخلي يخاطبه، صوت عميق ومرعب:

“أنا كاسبر...”

تبدلت ملامحه في لحظة، وانقلبت عيناه إلى اللون الأحمر، وانطلقت من جسده هالة شيطانية مرعبة، حتى من في الخارج شعروا بها.

صرخت أكينا بقلق:

“يوشيرو! ما بك؟”

لكنه لم يرد، عينيه فارغتين، وجسده متشنج.

“يوشيرو! تكلم!”

قال بصوت منخفض غريب، يردد جملة واحدة:

“دماء عائلة أوتسُكاء لا تذهب سُدى...”

قال ناد برعب:

“ما الذي يحدث لأخي؟!”

صرخت أكينا:

“لا أعلم! أحدكم يذهب ينادي سونا بسرعة!”

ركض كين إلى سونا وقال وهو يلهث:

“سونا! تعالي بسرعة! يوشيرو… لا أعلم ماذا أصابه!”

نزلت سونا فورًا، ورأت يوشيرو واقفًا، يردد نفس الجملة، وعيناه تلمعان كالجمر:

“دماء عائلة أوتسُكاء لا تذهب سُدى...”

وفجأة، خرجت مجموعة من الظلال من جسده، وصرخ:

“اتبعوني!”

انطلقت الظلال من حوله، وطار في السماء بسرعة جنونية.

في الخارج، شعرت العائلات الأخرى بالهالة الشيطانية، فظنوا أن الشياطين هاجمتهم، ورفعوا حالة التأهب.

قالت أكينا لسونا:

“علينا اللحاق به قبل أن يرتكب شيئًا!”

ركضت سونا خلفه، ومعها أكينا، لكن عند خروجهم من المنزل، تشكلت حواجز من الظلال تحيط بهم.

كأنها تقول:

“غير مسموح بالعبور.”

حاولت سونا اختراق الحاجز، لكن الظلال شكلت مربعًا محكمًا، يمنعهم من الخروج.

صرخت سونا وهي تبكي:

“اشرحوا لي ما الذي يحدث؟”

قالت أكينا بارتباك:

“لا أعلم! كان يأكل فجأة ظهرت هذه الهالة...”

قال هارو بصوت مرتجف:

“هل... هل لن يعود أخي؟”

قالت أكينا بثقة باهتة:

“سيعود... لقد وعدنا أن يبقى معنا حتى النهاية.”

**

وفي السماء، كان يوشيرو يطير مع الظلال بسرعة مخيفة، إلى أن توقف فجأة فوق غابة سوداء.

صرخ بصوت عالٍ:

“أنا الوريث! أين أنت؟”

خرج من بين الأشجار شاب غامض، يرتدي عباءة سوداء مطرزة بصورة ذئب.

انحنى وقال:

“مرحبًا، اسمي اريكان، خادم مخلص لملك الشياطين كاسبر. أرسلني البحث عنك لاجل شيء، وطلب ايضا مني أن أكون خادمًا لوريثه... أنت.”

قال يوشيرو بهدوء غاضب:

“وأين هو الآن؟”

رد اريكان:

“في مكان بعيد... اتبعني.”

**

بعد يومين من الرحلة عبر الغابة، وصل يوشيرو و اريكان إلى منطقة كثيفة بالأشجار.

أشار اريكان نحو شجرة:

“ستجده تحت تلك الشجرة.”

اقترب يوشيرو، حفر الأرض... ثم تجمد في مكانه.

رأس بشري، مغطى بالتراب، لا يزال محافظًا على ملامحه.

لقد كان رأس قائد عائلة أوتسُكاء.

قال يوشيرو بصوت مبحوح:

“أين وجدته؟”

قال اريكان:

“كنت أتجول بين القرى، فسمعت رجلين يتحدثان عن إجراء تجارب على قائد عائلة أوتسُكاء. تبعتهم، حتى وصلوا إلى هنا، حفروا الأرض وأخرجوا الرأس... ثم قتلتهم وأعدته إلى مكانه. بعدها تواصلت مع كاسبر، وقال لي: ‘سأخبر وريثي.’”

قال يوشيرو والشرار يملأ عينيه:

“سوف أدفنه في مكان آمن... وسأنتقم له.”

أمر يوشيرو الظلال بمراقبة المكان، وحمل الرأس إلى مكان مغطى بالأزهار، ودفنه هناك.

ثم همس:

“ارقد بسلام، سانتقم لمن قتلكم.”

**

بعد يومين، مع طلوع الفجر، استيقظت سونا من نومها، وقالت وهي تنظر من النافذة:

“أين ذهبت يا يوشيرو؟ فقط كن بخير... لأني... أحبك.”

وفي الصباح، سُمِع طرق على الباب، وركض الجميع لاستقبال القادم.

قال أحدهم مبتسمًا:

“لقد عاد يوشيرو!”

فتحوا الباب، لكن لم يكن يوشيرو...

بل رجل مسن.

قال:

“أنامبعوث من المشرف شيبان. جئت أخبركم أن المسابقة النهائية ستبدأ قريبًا... استعدوا.”

قالت أكينا بهدوء:

“شكرًا لك... سنكون جاهزين.”

2025/04/10 · 7 مشاهدة · 679 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025