بينما كان الجميع نائمًا في هدوء الليل، استيقظت أكينا وهي تشعر بالحزن.

تذكرت كلمات يوشيرو عن والديها، وتمتمت:

"أبي، أمي... أنا وهارو كبرنا، وأصبحنا نتدرب يوميًا من أجل العائلة. كنت أظن أنكما قتلتما في الحرب... لكن يوشيرو أخبرني بالحقيقة... أنه تم التآمر عليكما وقتلكما.

لكن من؟ ولماذا؟ أبي كان رجلاً نبيلاً ومخلصًا... ما السبب الذي دفعهم لقتلك؟"

شعرت بضيق في صدرها، فنهضت قائلة:

"أحتاج إلى القليل من الهواء... جو الليل دائمًا ما يهدئني."

خرجت من المنزل وتوجهت نحو ضفة النهر القريب من ساحة التدريب. جلست هناك، تتأمل انعكاس القمر في الماء، وتغوص في أفكارها.

لكن... فجأة، سمعت ضحكة غريبة خلفها.

التفتت بسرعة، فرأت فتاة ضخمة تقف مع مجموعة من الرجال. قالت الفتاة:

"انظروا من هنا... إحدى أفراد عائلة هيسامي التي أهانت قائدنا فريدال! هل سنبقى نتفرج؟"

قال أحد الجنود:

"هل نعذبها؟"

ردت الفتاة بابتسامة شريرة:

"لا، اقتلوها من أجل سيدنا."

هجم الجنود على أكينا، وكانت بلا سلاح. خرج ظل من جسدها وقاتلهم بشجاعة، لكن الفتاة سخرت منها:

"تظنين أن هذا الظل سيكفي؟ كم أنتِ حمقاء!"

أطلقت الفتاة هالة مرعبة، ثم أمسكت أكينا من عنقها ورفعتها إلى الأعلى، بينما أكينا تصرخ وتكافح.

أطلق الجنود تعويذة سحرية حجزت ظل أكينا، فصرخت الفتاة:

"جنودي أقوياء... وسأجعلك تتمنين الموت!"

قالت أكينا بصوت مبحوح:

"عائلتي ستنتقم لي."

ضحكت الفتاة وقالت:

"اسمي ميشا، تذكريه جيدًا، سنلتقي في جهنم!"

ردت أكينا:

"ميشا؟ يعني جمال باهر؟ لا أرى فيكِ أي جمال... فقط وحش قبيح."

صرخت ميشا غاضبة:

"سأقتلك الآن!"

قالت أكينا في نفسها:

"أخي يوشيرو... شكرًا على كل شيء. على رعايتك لي ولهارو..."

ثم أغمى عليها.

وفجأة... سُمعت ضحكة مرعبة في السماء. التفت الجميع.

قالت ميشا:

"من أنت؟ عرّف عن نفسك قبل أن تموت!"

قال الصوت:

"لا حاجة للتعريف... اسمي ستتعرفين عليه في جهنم."

قالت:

"لوحدك؟ ستقاتلني أنا وجنودي؟ أنت أحمق!"

ردّ بصوت بارد:

"اسمي أريكان... وصدقيني، لا أرى سواكِ أمامي."

التفتت ميشا خلفها، فصُدمت... كل جنودها قد ماتوا!

قالت:

"أنت قوي... لكن لو اقتربت، سأقتل الفتاة!"

ردّ أريكان:

"لا تستطيعين... انظري خلفك."

التفتت... لم تجد شيئًا.

وفجأة ضُربت من الأمام، وسقطت أكينا من يديها.

قال أريكان ساخرًا:

"قلت لكِ لا يوجد أحد سواي... لماذا التفتِ؟"

صرخت ميشا:

"سأقتلك مهما كلفني!"

أطلقت هالتها، لكن أريكان رد بهالة سوداء مرعبة جعلت السماء حمراء، والقمر الدموي يسطع في السماء.

قالت ميشا في داخلها:

"نهايتي تقترب... يجب أن أهرب!"

حاولت الهرب... لكن أريكان ظهر أمامها، أمسكها من عنقها، وقال:

"من يقترب من أفراد عائلتي، مصيره الموت!"

أطلق أريكان هالة سوداء عظيمة غطّت السماء، وتحولت إلى دائرة تحيط بهم.

وبعد وقت، خرج أريكان من تلك الدائرة، وكان الظل يحمل أكينا بسلام.

قال اريكان الى للظل:

"أنزلها."

وضعها الظل بلطف على الأرض، ثم عاد إلى داخل جسدها.

استيقظت أكينا بعد لحظات، وهمست:

"هل... هل أنا ميتة؟"

ابتسم أريكان وقال:

"نعم... وأنا ملك الموت."

قالت:

"أنت أريكان؟"

قال:

"أجل."

قالت:

"شكرًا لإنقاذي... لكن كيف عرفت أني هنا؟"

رد بابتسامة:

"شعرت بعدم راحة... فخرجت للهواء."

قالت أكينا:

"فلنعد للمنزل."

عند وصولهم، فُتح الباب، ووقف يوشيرو بانتظارهم.

قال بقلق:

"أكينا، هل أنت بخير؟"

قالت:

"نعم... لكن كيف علمت؟"

رد يوشيرو بهدوء:

"من خلال الظل."

ثم نظر إلى أريكان وقال:

"أحسنت عملًا."

أومأ أريكان وقال:

"لا عليك، سيدي."

ذهب أريكان إلى غرفته، وقال يوشيرو لأكينا:

"عودي إلى غرفتك، لقد تأخرتِ."

قالت:

"حسنًا..."

صعدت إلى غرفتها، بينما صعد يوشيرو إلى سطح المنزل، ينظر إلى القمر وقال:

"حين تنام العيون، تبقى الظلال ساهرة تحرس من نحب، حتى وإن لم يشعروا بوجودها."

2025/04/13 · 6 مشاهدة · 542 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025