بينما كان يوشيرو جالسًا على سطح المنزل، همس بصوتٍ هادئ وهو يردد:
"أَتَرحَلُ صَامتًا دونَ وَداع؟
وتُخفي الدُموعَ خَلفَ القِناع؟
أَلم تَشعُرِ الوَجعَ فِي نَبرَتي؟
وأَلم تَرَ الشَّوقَ فِي المُقلَتَين؟
سَألتُكَ عَنّي فَلم تَنتَبِه،
وصَمتُكَ أَوجَعَ كُلّ الحَنين.
فَعُذرِي بأني أُخفي المَلام،
وعُذرُكَ أَنّكَ لِلقَلبِ دَفين..."
فجأة، شقّ السماءَ نيزكٌ مظلم، أشبه بكرةٍ ضخمة تكسوها هالة سوداء، هبطت بسرعةٍ رهيبة، مخترقةً السكون الليلي. لاحظ يوشيرو هذا المشهد الغريب، فانطلق بسرعةٍ نحو موقع السقوط. وعندما وصل، وجد حفرةً هائلة أحدثها هذا الجرم الغريب.
اقترب يوشيرو وهو يهمس بدهشة:
"ما هذا الشيء؟ هل سقط من السماء؟"
تقدم نحو الكرة، لكن مع اقترابه بدأت بالاهتزاز، توشك على الانفجار. همس يوشيرو في قلق:
"يجب أن أبتعد فورًا!"
ركض مبتعدًا، لكن الهالة السوداء كانت أقوى منه، بدأت تجذبه نحوها رغم مقاومته بكل ما أوتي من قوة. وفي لحظة خاطفة، انفجرت الكرة الغامضة، تاركةً خلفها نارًا سوداء كثيفة.
---
في منزل هيسامي، استيقظت أكينا فزعًا على صوت الانفجار، حملت سيفها بسرعة وخرجت. كان الجميع لا يزال نائمًا. وما إن فتحت باب المنزل حتى رأت نارًا سوداء تلوح في الأفق.
همست بقلق:
"ما هذه النار الغريبة؟"
تقدمت نحو موقع الانفجار، وما إن وصلت حتى تجمدت في مكانها. كانت الحفرة ما تزال تنبعث منها حرارة غريبة، وفي منتصفها نصف الكرة المحترقة... وبجانبها عباءة يوشيرو ملطخة بالدماء، لكن لا أثر له.
دخلت أكينا في حالة صدمة، صرخت بأعلى صوتها:
"يوشيرو!!"
عادت مسرعة نحو المنزل، تصرخ بهلع، فاستيقظت سونا وخرجت من غرفتها لترى أكينا منهارة تبكي.
صرخت سونا:
"ماذا حدث؟!"
أجابت أكينا وهي ترتجف:
"أخي... يوشيرو..."
وصل ناد، وقد أيقظه الصراخ، ووقف مذهولًا أمام المشهد.
"ما الأمر؟!" سأل بقلق.
قالت أكينا بصوت مرتعش:
"سمعت انفجارًا، وعندما خرجت رأيت كرةً غريبة، وبجانبها عباءة يوشيرو ملطخة بالدماء... لكنه لم يكن هناك!"
تنهدت سونا وقالت:
"يجب أن نُخبر أريكان وتشو فانغ فورًا."
انطلقت أكينا نحو غرفة أريكان، بينما توجهت سونا إلى غرفة تشو فانغ، وذهب ناد لإيقاظ كين وهارو.
---
طرقت أكينا باب غرفة أريكان، وبعد لحظات فتح الباب.
"ماذا هناك؟" سأل أريكان ببرود.
سردت له أكينا ما حدث بسرعة، وعيناه تتسعان مع كل كلمة.
في هذه الأثناء، كانت سونا تقف أمام غرفة تشو فانغ، تطرق الباب مرارًا، لكنه لم يجب. فتحت الباب لتجده نائمًا يعانق وسادته ببراءة.
صرخت:
"أيها الأحمق، استيقظ!"
لم يجب. فغضبت، ورفعت إصبعها نحو مؤخرته، وأطلقت تعويذة نارية صغيرة.
صرخ تشو فانغ:
"من هذا المجنون؟!"
التفت ليرى سونا تقف غاضبة، هالةٌ من الغضب تحيط بها.
قال:
"ماذا حدث؟ ولماذا هذه الهالة؟"
صرخت سونا:
"سأقتلك! قلت لك استيقظ!"
قال بتأفف:
"أنا مستيقظ... لكن ألم أخبركم ألا توقظوني؟"
سردت له ما حدث، فاختفت السخرية من وجهه فورًا.
---
اجتمع الجميع أمام موقع الحفرة. كان المكان يعبق بدخانٍ أسود، والنار ما تزال مشتعلة.
نظر تشو فانغ إلى الحفرة وقال:
"هذا الأحمق... ماذا كان يفعل هنا؟"
صرخت سونا:
"إن تحدثت هكذا مرة أخرى، سأقتلك!"
ردّ تشو فانغ ساخرًا:
"ماذا قلتِ؟"
فما كان من سونا إلا أن ضربته بكل قوتها، أسقطته أرضًا. في تلك اللحظة، خرج من أريكان هالةٌ حمراء قاتمة، وقال بصوتٍ مخيف:
"إن تحدثتما مرة أخرى، سأقتلكما معًا."
ساد الصمت المكان.
فكّر أريكان بصمت:
ما هذا الشيء؟ لم أره من قبل... هل يعلمه ملك الشياطين كاسبر؟ وأين اختفى يوشيرو؟
ثم قال بصوتٍ حاسم:
"عودوا إلى المنزل. سنتحقق من الأمر صباحًا."
صرخت سونا:
"هل أنت أحمق؟ يوشيرو اختفى وتطلب منا العودة للمنزل؟!"
أضافت أكينا باكية:
"أخي كان يعتبرك أخًا له... وهذا ردك؟!"
نظر أريكان إلى تشو فانغ وقال:
"خذ هاتين الفتاتين من هنا قبل أن أفقد أعصابي."
قال تشو فانغ:
"دعونا نعود فعلًا. لن نستطيع فعل شيء في الظلام."
أجابت سونا غاضبة:
"حتى أنت؟!"
قال تشو فانغ:
"نعم، ما الذي سنفعله الآن؟ لنبحث صباحًا."
قال ناد:
"سأبقى هنا."
أيده كين وهارو:
"نحن أيضًا."
قال أريكان وقد اشتدت هالته:
"إياكم. إن لم تعودوا، سأقتلكم."
قال تشو فانغ محاولًا تهدئته:
"اهدأ، سأعيدهم بنفسي."
وبعد جدال طويل، وافق الجميع على العودة. جلسوا في غرفة واحدة، يتبادلون النظرات والقلق، وداخل كلٍّ منهم سؤال واحد يلحّ في أعماقه:
"أين اختفى يوشيرو؟"