48 - حكيم السماوات

بينما كان الجميع غارقًا في التفكير، قال أريكان موجّهًا حديثه إلى أكينا:

– "وجدت شيئًا آخر عندما ذهبت نحو صوت الانفجار. هل كان هذا... جسدًا فارغًا؟"

أجابت أكينا وهي تحدق في الفراغ:

– "مجرد عباءة يوشيرو، ملطخة بالدماء... والجسم الغريب؟ كان فارغًا تمامًا، لا يوجد فيه شيء، فقط نصف كرة."

قالت سونا وهي مستغربة:

– "ولماذا لم توقظينا عندما سمعتي صوت الانفجار؟"

ردّت أكينا:

– "كان الجميع نائمًا، ولم أرد إزعاجهم. ذهبت بمفردي لأعرف مصدر الصوت."

قال ناد بقلق:

– "لكن، ما الذي كان يفعله أخي يوشيرو هناك؟"

سونا هزّت رأسها وقالت:

– "لا أعلم، وهذا هو السؤال الحقيقي... لماذا ذهب وحده؟"

سأل كين فجأة:

– "أين اختفى؟"

تشو فانغ تمتم ببرود:

– "لقد مات، بكل تأكيد. أين عساه يكون؟"

لكن كين رفض تصديقه:

– "لم نعثر على جثته... لا حتى على ظفر منه."

ضحك تشو فانغ ساخرًا وقال:

– "هل أنت أحمق؟! بعد أن رأينا تلك الحفرة العملاقة، والانفجار الهائل، والهالة المرعبة التي خرجت منها... هل تتوقع أن يتبقى منه شيء؟"

صرخت سونا بغضب:

– "أنت الأحمق! إن فتحت فمك بكلمة أخرى، سأجعلك تندم!"

قال تشو فانغ ساخرًا:

– "علينا فقط أن ندعو له بالرحمة، هذا كل ما في الأمر."

فما كان من سونا إلا أن لكمته بكل قوتها، ليسقط أرضًا وهو يتألم.

في تلك اللحظة، تدخل أريكان قائلاً بلهجة حازمة:

– "هل أنتما الاثنان تريدان الموت؟!"

تدخلت أكينا سريعًا:

– "دعونا نهدأ جميعًا، لنفكر معًا بهدوء."

لكن تشو فانغ زم شفتيه وقال بمرارة:

– "نفكر؟ في ماذا؟ يوشيرو مات... انتهى الأمر."

ثم استدار وغادر متجهًا إلى غرفته.

فجأة، شعر تشو فانغ بحرارة خانقة في المنزل، وكأنها نار القيامة. التفت مذعورًا ليرى أكينا، وسونا، وأريكان... تنبعث منهم هالات قوية ومرعبة.

قال بصوت مرتجف:

– "ما بكم؟ هل رأيتم شبحًا؟!"

ردت سونا:

– "لا... لكن اليوم، أنت من سيموت!"

شعر تشو فانغ بخطر داهم، فقفز من مكانه وركض خارج المنزل بأقصى سرعته، بينما انطلق الثلاثة خلفه. صاح وهو يهرب:

– "ما بكم؟ لم أفعل شيئًا! هل أصابكم الجنون؟! هو من ذهب ومات، هذه هي الحقيقة!"

انطلق نحو السماء محاولاً الفرار، والسماء أصبحت حمراء كأنها تنذر بالعاصفة. صرخ أريكان من خلفه، غاضبًا:

– "توقّف الآن! سأقتلك، مهما كلفني الأمر!"

أغمض تشو فانغ عينيه وقال تعويذة سحرية، فانطلق بسرعة الضوء، متجاوزًا قدرتهم على اللحاق به.

عاد الثلاثة إلى المنزل، غضبهم لا يزال مشتعلاً.

قالت سونا:

– "ذلك الأحمق... هرب! لو أمسكت به لقتلته!"

علّقت أكينا ببرود:

– "ما هذه الوقاحة التي يمتلكها؟!"

تدخّل كين بنبرة حادة:

– "أنتم الكبار هنا! بغياب أخي تتصرفون كالأطفال؟! ماذا ستقولون له عندما يعود؟!"

تنهد أريكان وقال:

– "حسنًا... لنهدأ، ونفكر مجددًا."

---

في عالم آخر...

فتح يوشيرو عينيه وقال:

– "أين أنا؟"

أجابه زاندر بهدوء:

– "أنت الآن في عالمك الخاص... العالم الذي وهبته لنا."

تذكّر يوشيرو قليلاً، ثم قال في نفسه:

– "أتذكر... آخر مرة استخدمت هذا العالم كانت قبل الانفجار..."

لاحظ زاندر يد يوشيرو وقال بقلق:

– "لكن ما الذي جرى ليدك؟ إنها تنزف."

تنهد يوشيرو وبدأ يروي ما حدث... ثم سأله زاندر:

– "وهل عرفت ما كان ذلك الجسم الغريب؟"

أجاب يوشيرو:

– "نعم، عندما اوشكت على الانفجار، فعلت درع الحماية. وخرجت منه بيضة سوداء اللون، أخذتها ووضعتها في جيبي السحري ثم نفجره جسم ."

سأله زاندر بفضول:

– "ولماذا لم تبقَ هناك ليتابعوا مساعدتك؟"

ردّ يوشيرو بنبرة غامضة:

– "لا أريد لأحد أن يعرف ما كان في ذلك الجسم..."

قال زاندر:

– "أين البيضة؟"

أخرجها يوشيرو من جيبه. كانت سوداء، ينبعث منها هالة غريبة، وقد أصبحت أصغر من الجسم الذي سقط في البداية.

لكن ما إن رآها زاندر، حتى صُدم:

– "هذه... بيضة حكيم السماوات!"

قال يوشيرو بدهشة:

– "لم أسمع بهذا الاسم من قبل."

أجابه زاندر:

– "حكيم السماوات كائن تتشكل طبيعته وقوته حسب قوة قائده. إن كان القائد قويًا، فالكائن سيكون خارقًا. وإن كان ضعيفًا... فسيكون كذلك."

سأل يوشيرو:

– "وكيف أجعلها تفقس؟"

قال زاندر:

– "ضع كلتا يديك على البيضة واطلق هالة خفيفة، ستتسلل الهالة إلى داخل البيضة، وعندها يبدأ الكائن بالتكوُّن حسب نوع هالتك."

وضع يوشيرو يديه على البيضة، وأطلق هالة خفيفة منها، فبدأت البيضة تتوهج... وتشكل كائن صغير في داخلها.

قال زاندر بإعجاب:

– "أحسنت، لقد بدأ يتشكل الكائن... وستعرف قريبًا ما هو."

سأله يوشيرو:

– "وكم من الوقت يستغرق حتى تفقس؟"

أجاب زاندر:

– "لا أحد يعلم، ربما أيام... وربما شهور."

قال يوشيرو:

– "سأترك البيضة معك، لا أريد أن يعرف بها أحد."

أومأ زاندر:

– "كما تشاء."

قال يوشيرو:

– "حسنًا، سأذهب الآن."

لكن زاندر أوقفه:

– "انتظر، يجب أن نعالج يدك أولاً."

رفع زاندر يده، وتمتم بتعويذة. دخلت طاقة دا

فئة إلى جسد يوشيرو، وبدأ الجرح يختفي شيئًا فشيئًا.

قال يوشيرو بابتسامة:

– "شكرًا لك... أنا ذاهب الآن."

2025/04/14 · 9 مشاهدة · 744 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025