ذهبت أكينا لتحضير العشاء، بينما اتجه الجميع إلى غرفهم.
وبعد فترة، علت صرختها من المطبخ:
– "هيا، انزلوا! العشاء جاهز!"
نزل الجميع وجلسوا حول المائدة، وبدأوا بالأكل في هدوء.
قالت أكينا وهي تنظر للجميع:
– "من سيشارك في هذه المسابقة النهائية؟"
قال يوشيرو بثقة:
– "الجميع سيشارك."
نظرت سونا بدهشة وقالت:
– "هل سيشارك كين، وناد، وهارو؟"
أجاب يوشيرو بنبرة حاسمة:
– "نعم."
اعترضت سونا:
– "لكنهم ما زالوا ضعفاء..."
التفت ناد إليها قائلاً بسخرية:
– "الضعفاء الحقيقيون هم أنتم، أنتي وتشو فانغ، عندما غاب يوشيرو صرتما تتشاجران كالأطفال."
رد تشو فانغ، وقد اشتعل غضبًا:
– "أيها الأحمق... هل تريد أن أقتلك؟"
قال ناد متحديًا:
– "حاول إن استطعت."
ضحك يوشيرو وقال:
– "يا ناد، يبدو أنك ستكون شجاعًا بحق."
التفت ناد إلى كين وهارو قائلاً:
– "سمعتم ما قاله؟"
لكن سونا لم تهدأ، وقالت:
– "رغم ذلك، هم ما زالوا ضعفاء ويجب أن يبقوا هنا."
رد عليها ناد بابتسامة ساخرة:
– "بل أنتي من يجب أن تبقي."
صرخت سونا بتحدٍّ:
– "أنا سأشارك مع يوشيرو!"
قال كين باستغراب:
– "لماذا مع يوشيرو؟ وليس مع أكينا؟"
فجأة، احمر وجه سونا خجلًا.
قال هارو مازحًا:
– "هل... تحبين أخي يوشيرو؟"
نظر يوشيرو إليها بابتسامة غامضة وقال:
– "هيا، أجيبي عن سؤاله."
وقفت سونا بارتباك، ثم قالت بخجل:
– "نعم، أنا أحبه."
ثم استدارت وهرعت إلى غرفتها، وما إن أغلقت الباب خلفها حتى همست لنفسها:
– "ما الذي قلته...؟"
ضحك كين وقال:
– "وجهها أصبح أحمر وهربت من الخجل."
سأل هارو بدهشة:
– "لكن... لماذا قالت نعم ثم هربت؟"
ضحك ناد بصوت عالٍ:
– "أخي يوشيرو... متى الزواج؟"
ضحك الجميع بصوت واحد.
---
بعد العشاء، عاد كلٌّ إلى غرفته. دخل يوشيرو مع أريكان إلى غرفته، ثم قال تعويذة سحرية فتح من خلالها بوابة إلى عالمه الداخلي، العالم الذي تسكن فيه شياطينه.
توجها مباشرة إلى مقر زاندر.
وحين وصلا، دخلا القاعة.
قال أريكان وهو ينحني قليلًا:
– "أنا أريكان، خادم الوريث، والمبعوث من كاسبر."
ابتسم زاندر وقال:
– "أنا زاندر، قائد عائلة الشياطين المتوسطة، وخادم لعائلة هيسامي. تشرفت بمعرفتك."
سأل يوشيرو:
– "كيف حال البيضة؟"
رد زاندر بابتسامة غامضة:
– "حكيم السماوات... ما زال يتكون."
أومأ يوشيرو برأسه:
– "حسنًا... المسابقة تبدأ بعد يومين. هل كايرو وإيرسا مستعدان؟"
وفجأة، قُطعت المحادثة بضحكة مدوية. التفتوا، فإذا بكايرو يدخل بخطوات واثقة:
– "كنت أُدرّب نفسي لهذه اللحظة."
قال يوشيرو:
– "حسنًا، ستقاتل ضد أريكان."
قال أريكان وهو يمد يده:
– "تشرفت بمعرفتك."
سأل يوشيرو:
– "أين إيرسا؟"
رد كايرو وأشار إلى أحد الحراس:
– "أرسل في طلبها."
وصلت إيرسا بعد قليل. قال يوشيرو:
– "هل أنتما مستعدان؟"
سأل كايرو بابتسامة:
– "نحن الاثنان ضد هذا الشخص؟"
رد يوشيرو:
– "نعم... أنت و إيرسا."
ضحك أريكان وقال:
– "لن تتمكنوا حتى من لمسي."
قال كايرو بثقة:
– "دعني وحدي معه."
أومأ يوشيرو قال :حسناً
ثم انتقلوا جميعًا إلى ساحة قتالٍ واسعة.
قال يوشيرو:
– "سأبدأ العد... واحد... اثنان... ثلاثة... الآن!"
أخرج كايرو سيفًا تنبعث منه شرارات كهربائية، وفي يده الأخرى رمح خيالي ينبعث منه وميض أسود. أما أريكان، فوقف بلا سلاح، ويداه خاليتان.
أطلق كايرو رمحه بسرعة، لكنه اختفى قبل أن يصل.
قال أريكان بابتسامة ساخرة:
– "لا تستطيع حتى لمسي."
ضحك كايرو:
– "لا تخف، فرماحي لا تنتهي."
أطلق الرمح الثاني... والثالث... والرابع... لكن جميعها اختفت.
قال كايرو في نفسه: "يجب أن أهاجمه بكامل سرعتي!"
ثم اندفع وقفز، هو يصوب السيف حول رأس أريكان، لكن فجأة... سقط سيفه من يده، وكأنه اصطدم بحاجز غير مرئي.
أسرع نحو سيفه، أمسك به، واندفع نحو أريكان مجددًا، لكنه لم يصب منه شيئًا. كان أريكان يضحك بهدوء.
قال زاندر في نفسه: "هذا هو مبعوث كاسبر بحق."
قال أريكان:
– "هل هذا هو تدريبك؟"
صرخ كايرو فجأة، وانبعثت منه هالة مرعبة. حتى جيش الظل الذي كان يحرس يوشيرو ظهر للدفاع، لشعورهم بالخطر.
قال كايرو بفخر:
– "أنا قائد الحرس... هالتي تُثير الجنون والخوف."
قال أريكان ساخرًا:
– "هل هذه هي الهالة التي تخيف؟"
قال يوشيرو وهمس لزاندر:
– "بصراحة... هالته تُخيفني."
رد زاندر:
– "نعم هذا الهال تخيف."
ابتسم أريكان وأغلق عينيه، وتمتم بتعويذة. فتح عينيه بعدها... لم يحدث شيء.
ضحك كايرو:
– "حتى تعاويذك لا تعمل."
لكن فجأة... انبعثت هالة مرعبة، مخيفة، جعلت جيش الظل يختفي من الرعب. سقطت إيرسا مغشيًّا عليها، وزاندر بدأ يتعرق. حتى يوشيرو شعر بثقل الهالة.
كان كايرو واقفًا... لكنه يرتجف.
قال أريكان:
– "أين غرورك الآن؟"
تحرك أريكان واقترب، وفجأة شعر كايرو وكأنه قد انتقل إلى عالم مظلم... لا يرى شيئًا، لا يسمع سوى صدى خطوات. ثم رأى ظل أريكان يتحول إلى شيطان بعينين متعطشتين للدم.
قال كايرو بخوف:
– "ما هذا...؟!"
أجاب أريكان بهدوء:
– "أنت الآن في عالمي الخاص. لا أحد يستطيع رؤيتنا، لقد اختفيت من العالم الحقيقي."
حاول كايرو أن ينطق بتعويذة... لكنها لم تعمل.
قال أريكان:
– "هنا... أنا إله، وأنت لا شيء."
اقترب منه وأخرج سيفًا يبدو وكأنه مصنوع من الدماء. غرسه في صدر كايرو... فصرخ من الألم.
ثم غرسه مجددًا.....
قال أريكان:
– "قل: أستسلم، وسأُنهي ألمك."
رد كايرو بغرور:
– "في أحلامك..."
ضحك أريكان:
– "حسنًا..."
غرس السيف في مواضع مختلفة، حتى استنزف جسده، ثم همس:
– "الآن... في القلب."
غرسه في قلبه مباشرة.
مات كايرو في اللحظة ذاتها.
قال أريكان وهو يسحب سيفه المدمى:
– "قلت لك... لكنك لم تستمع. والآن، قد متّ."