استفاق كايرو فجأة وهو يلهث، يتفقد جسده الملطّخ بالعرق، ثم قال بذهول:
– لم أمت...! هل أنا خالد؟
ضحك أريكان بنبرة متهكمة وهو يقترب منه ببطء:
– قلتُ لك، أنا الإله هنا، وأنت لا شيء في هذا العالم. أستطيع التحكم بكل شيء كما أشاء.
– وهل يستطيع يوشيرو أن يفعل مثل هذا؟ – سأل كايرو وهو يحدق فيه بتحدٍ.
هز أريكان رأسه بابتسامة باردة:
– لا. فقط أنا من يملك هذه القدرة.
– هل يمكنك أن تعيد الموتى إلى الحياة؟
أجاب أريكان بثقة:
– فقط من يموت داخل عالمي... أما من يموت خارجه، فلا قدرة لي على إعادته.
في تلك اللحظة، كان كايرو قد التقط سيفه الكهربائي دون أن يلحظ أريكان.
لكن أريكان ضحك وقال:
– لا تحاول، فأنا أرى من جميع الزوايا... لا يمكن خداعي.
ابتسم كايرو بثقة وهمس:
– لقد فات الأوان على أن ترى.
وانطلق بسرعة البرق، طاعنًا أريكان في صدره... لكن ما حدث كان غير متوقع. السيف مرّ من خلال جسده كما لو كان يطعن الهواء.
ضحك أريكان من جديد:
– أنا مجرد خيال في هذا العالم، لكن ليس خيالًا واحدًا... بل لا نهائي.
صرخ كايرو:
– لكنك كنت واقفًا أمامي! أنت حقيقي!
– قلتُ لك، أنا الإله في هذا العالم. صنعت مجسمًا يشبهني، ليخدعك.
صمت للحظة ثم أردف:
– لا يوجد مفرّ أمامك.
لكن كايرو رفع رأسه بشموخ:
– حتى في أحلامك... لن أستسلم.
ابتسم أريكان، ثم قال بنبرة مظلمة:
– حسنًا... سأعذبك حتى تستسلم.
وفجأة، ظهر آلاف النسخ من أريكان، جميعهم يحملون سيوفًا مشتعلة.
ضحك كايرو بمرارة:
– مجرد مجسّمات... لن يستطيعوا قتلي.
قال أريكان بصوت كالرعد:
– قلت لك، أنا الإله... وأنا من يقرر ما يمكن وما لا يمكن!
انطلق كايرو بسرعة البرق، يدمّر النسخ واحدة تلو الأخرى، لكن فجأة... لم يستطع التحرك. تجمّد جسده بالكامل.
اندفعت المجسّمات نحوه، وطعنته بالسيوف من كل اتجاه.
صاح كايرو بألم، ثم بدأ يردد قصيدة بصوت مرتجف:
– أنا كايرو، لا أنحني مهما اشتد الألمْ
– والدماء التي تنزف من قلبي، تصنع منّي عَلَمْ
– في الجحيم عشتُ... وفي العذاب تعلمتْ القدمْ
– وسأعود، ولو متُّ، ألف مرة... لن أندمْ.
ثم صرخ بألمٍ، ومات.
ضحك أريكان ببرود:
– لا مفرّ... استسلم.
لكن ما لبث كايرو أن عاد إلى الحياة... لتغرَس السيوف فيه من جديد.
وهكذا، بين الموت والحياة، ظل كايرو يعاني، إلى أن همس أخيرًا:
– أنا... أستسلم.
ابتسم أريكان بسخرية:
– وأخيرًا... تخلّيت عن كبريائك.
رد كايرو بصوت خافت:
– كانت كل تدريباتي بلا فائدة... طوال هذا الوقت.
– لا، بل أنت قوي جدًا، ولكن كبرياؤك كبير أيضًا... هيا، لنخرج.
خرج الاثنان من عالم أريكان الخاص، حيث كان الجميع ينتظر.
اقترب يوشيرو وسأل:
– من فاز؟
قال كايرو بصوت مكسور:
– لقد خسرت... كان قويًا جدًا... لقد مت أكثر من مرتين في عالمه، وكان يعيدني إلى الحياة فقط ليعذبني من جديد.
رفع يوشيرو حاجبيه:
– أكثر من مرتين؟ كيف؟
قال أريكان:
– في عالمي، أمتلك القدرة على القتل والإحياء. هذه قوة وهبني إياها كاسبر، أستخدمها للتعذيب.
أدار يوشيرو رأسه:
– حسنًا... أين إيرسا؟ أريد أن تقاتل مع اريكان.
لكن لم تكن إيرسا في مكانها.
سأل يوشيرو:
– أين ذهبت؟
أجابه زاندر:
– غادرت في مهمة خاصة.
هز يوشيرو رأسه:
– حسنًا... لنعد إلى المنزل.
– حاضر، سيدي – قال أريكان بخضوع.
وبينما كانوا يغادرون، التفت زاندر إلى كايرو:
– هل كان حقًا بهذه القوة؟
قال كايرو بهدوء:
– لم أرَ مثلها من قبل... حتى يوشيرو لا أظنه قادرًا على هزيمته.
رد زاندر وهو يبتسم بخفوت:
– لكننا لا نعلم بعد... ما مدى قوة يوشيرو الحقيقية.
في منتصف الليل، قال يوشيرو الى أريكان وهو يتثاءب:
– حسنًا، حان وقت النوم.
رد أريكان:
– غدًا، هل ستذهب أنت لرؤية قواعد المسابقة، أم أذهب أنا؟
قال يوشيرو وهو يتوجه لغرفته:
– لا، سأذهب بنفسي. أما أنت... فخذ قسطًا من الراحة.
ابتسم أريكان وقال:
– كما تأمر، سيدي.