54 - دفء في قلب الليل

بعد مرور بعض الوقت، شعر يوشيرو بالجوع، فتسلل إلى المطبخ بهدوء بينما كان الجميع نائمًا. فتح الخزائن لكنه لم يعرف كيف يطبخ. جلس على الكرسي وهو يتذكر كلمات الخادمة التي كانت تطبخ لعائلة أوتسكاء، حين قالت له يومًا: "هل تريد أن أعلمك الطبخ؟" ولكنه رفض حينها.

همس في نفسه بمرارة:

"الآن، وأنا جائع، لا أعرف كيف أطبخ… هل أذهب لأوقظ أكينا؟ أم أنتظر حتى الصباح؟"

بينما كان غارقًا في التفكير، كانت هناك عين صغيرة تراقبه من خلف الجدار... إنها سونا.

نهض يوشيرو وخرج إلى سطح المنزل، يحدّق في السماء المظلمة بصمت.

دخلت سونا إلى المطبخ وقالت في نفسها:

"هو لم يأكل… لابد أنه جائع. لكن… هل أطبخ له؟ لا، أنا لست ماهرة في الطبخ… سأُحرج نفسي أمامه."

وفجأة، خرج ظل من جسد سونا وتوجّه نحو الخزائن. أخرج بعض المكونات، أشعل النار، وبدأ يطبخ بخفة ومهارة.

اندهشت سونا، وعيناها تتسعان في دهشة:

"هل ظلّ يعرف الطبخ أفضل مني؟! كيف هذا؟ ولماذا نجعل أكينا تطبخ دائمًا؟!"

في تلك اللحظة، خرج ظلٌ آخر، حمل سونا برفق وصعد بها إلى السطح حيث كان يوشيرو جالسًا، ثم تبعه الظل الأول حاملاً صحنًا من الطعام، وضعه بينهما بهدوء وغادر.

نظرت سونا إلى الطعام، ثم إلى يوشيرو، وقد احمرّ وجهها بشدة من الخجل.

ضحك يوشيرو وقال:

"ما الأمر؟ لماذا وجهك أحمر هكذا؟"

همست سونا في نفسها:

"ماذا أقول الآن...؟"

قال يوشيرو مبتسمًا:

"أنا أسمع ما تقولينه من خلال الظل، لكن لا تشعري بالإحراج. فأنا أيضًا لا أعرف الطبخ… والآن نعرف أن ظلّ فضل منا في هذا المجال."

ثم مدّ يده وأمسك يدها بلطف، وأضاف:

"لا تخجلي، أنا أحبك بكل صفاتك… الإيجابية والسلبية."

ابتسمت سونا، وجلست بجانبه، ثم قال:

"هيه، كلي، أنا متأكد أنك جائعة أيضًا."

بدأ الاثنان بالأكل، وقالت سونا بإعجاب:

"ظلّك يطبخ بشكل رائع جدًا!"

ردّ يوشيرو مبتسمًا:

"نعم، وسأجعل ثلاثة من ظلالي يساعدون أكينا في الطبخ بعد اليوم."

قالت سونا: "فكرة رائعة."

بعد أن أنهيا الطعام، استلقى يوشيرو على سطح المنزل ينظر إلى القمر، وجلست سونا بجانبه.

قالت بهدوء:

"القمر الليلة… جميل جدًا."

رد يوشيرو مبتسمًا:

"لكن، هناك ما هو أجمل من القمر… هل تعرفين من هو؟"

احمرّ وجه سونا أكثر، وترددت قبل أن تقول:

"لا… لا أعلم، من تقصد؟"

قال يوشيرو وهو يبتسم ماكرًا:

"القمر الليلة يشبه… أكينا."

اتسعت عينا سونا غضبًا، وقالت:

"نعم، أكينا…!"

وسقطت دمعة صامتة من عينها.

ضحك يوشيرو واقترب منها، ثم عانقها بلطف وقال بصوتٍ دافئ:

"كنت أمزح…"

ثم تمتم بقصيدة حب:

"يا زهرةً نبتت على حوافّ القلب،

يا دفءَ روحي حين يهجرني الدفء،

إن كنتِ خطيئةً، فإني العاشقُ التائبُ،

وإن كنتِ نجمة، فلكِ السماء وحدها."

جلس مجددًا، ثم قال بلطف:

"هيا، تعالي… نامي على ذراعي."

قالت سونا وهي تبكي بخفة:

"لا أريد…"

لكن ظلها خرج بهدوء، وحملها بلطف، ووضعها بين ذراعي يوشيرو.

احمرّ وجهها بشدة وهي تقول في نفسها:

"أنا الآن… بين أحضانه… ماذا فعلت؟!"

ضحك يوشيرو وقال:

"أسمعك أيضًا… لا تخجلي، لا خجل بين الحبيبين."

مسح دموعها، وقبّلها في جبينها بلطف، ثم قال:

"أنتِ جميلة… في كل شيء."

وبعد لحظات من الهدوء، همس لها:

"هل ما زلتِ غاضبة؟"

ردت سونا بابتسامة صغيرة:

"لا… لكن لا تفعل ذلك مجددًا!"

ضحك يوشيرو وقال:

"حسنًا… كما تأمرين، يا أميرتي."

وبعد حديثٍ طويلٍ بينهما، قال يوشيرو أخيرًا:

"هيا نعود إلى الداخل، يجب أن نحصل على بعض الراحة."

نزل الاثنان من السطح، ودخل كلٌ منهما إلى غرفته.

استلقى يوشيرو على الفراش، وقبل أن

يشعر، غطّ في نومٍ عميق.

أما سونا، فظلت تحدّق في السقف، وهمست لنفسها:

"أحضانه… كانت دافئة جدًا."

2025/04/20 · 9 مشاهدة · 547 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025