رواية يوشيرو

حين عاد يوشيرو وتشو فانغ إلى ساحة التدريب، وجدا الجميع منغمسًا في التمرينات. وقف يوشيرو وسط الساحة وقال بصوت واضح:

– "كفى تدريبًا، اجلسوا جميعًا، سأشرح الآن نظام المسابقة."

جلس الجميع على الأرض بترقب، وبدأ يوشيرو يشرح تفاصيل المشاركة، آلية الدخول، وأهداف المسابقة. وحين أنهى شرحه، رفع هارو يده وسأل:

– "لكن... كيف سنجد بعضنا البعض؟ عند دخولنا، سنتفرق تلقائيًا، أليس كذلك؟"

قال كين مؤيدًا:

– "نعم، كلام هارو منطقي."

ابتسم يوشيرو بثقة وقال:

– "لا تقلقوا، فلكل فرد من عائلة هيسامي ظل خاص. ستخرج تلك الظلال من أجسادكم عند دخول العالم الجديد، وكل ما عليكم فعله هو اتباع ظلكم. هكذا سنجتمع من جديد."

سأل ناد بقلق:

– "وماذا إن حوصر أحدنا ولم يستطع العودة؟"

رد يوشيرو:

– "الظل سيقاتل نيابة عنكم."

لكن ناد لم يطمئن وسأل مجددًا:

– "وماذا إن كان العدو أقوى من الظل؟ أو امتلك قوة سحرية تهزم ظلنا؟"

أجابه يوشيرو:

– "عن طريق الظل أستطيع أن أرى وأسمع كل شيء. سأعرف فورًا ما يحدث، وسأتدخل إن لزم الأمر."

تدخل تشو فانغ فجأة وسأل:

– "هل سيشارك الشياطين معنا؟"

أجاب يوشيرو بثقة:

– "نعم، بالطبع."

وبعد لحظات من النقاش، عاد الجميع إلى التدريب، ما عدا يوشيرو، وتشو فانغ، وأريكان.

قال يوشيرو وهو ينظر إليهم:

– "سندخل عالمًا مجهولًا، ولا نعلم ما قد يحدث في الخارج. لهذا، علينا تغيير مكان قاتل والدي أكينا وهارو."

سأل تشو فانغ متعجبًا:

– "لماذا لا تترك مجموعة من ظلالك لحراسته؟"

أجاب يوشيرو بهدوء:

– "حتى لو حرسه الظل، لا يمكنني مغادرة العالم الذي صنعه الحكماء السبعة."

تقدّم أريكان مقترحًا:

– "هل تريد أن أضعه في عالمي الخاص؟"

أومأ يوشيرو برأسه:

– "فكرة ممتازة."

تدخل تشو فانغ معترضًا:

– "لكن... لماذا لا تقتله فحسب؟"

أجابه يوشيرو:

– "لو قتلته، سيفتقده الحكماء السبعة، وسيتحركون للتحقيق. لا أريد إثارة الضجة الآن."

ضحك تشو فانغ ساخرًا:

– "أنت أحمق! إنه الإمبراطور، من الطبيعي أن يلاحظ الجميع اختفاءه!"

ابتسم يوشيرو وقال:

– "لا تقلق. عندما أرسلت أريكان إليك، صنع مجسمًا يشبه الإمبراطور، ونسخ كل تصرفاته. حتى الآن، لم يلاحظ أحد غيابه."

هز تشو فانغ رأسه قائلاً:

– "الآن فهمت."

قال يوشيرو:

– "حان وقت زيارة عالم الشياطين لشرح نظام المسابقة لهم."

---

في عالم الشياطين

دخل يوشيرو إلى عالم الشياطين متجهًا نحو مقر زاندر. وعندما وصل، انحنى وقال:

– "تحية لك، قائد عائلة الشياطين."

ضحك زاندر وقال:

– "كم مرة أخبرتك ألا تتعامل معي بهذه الرسمية؟ أنت وريث كاسبر، ولو علم أنك تنحني لي، سيقتلني!"

ابتسم يوشيرو:

– "لا تقلق. أتيت لأشرح نظام المسابقة لشياطين الربعة، وكايرو، وإيرسا."

جلس زاندر ثم تنهد وقال:

– "للأسف، شياطين الربعة خرجوا في مهمة ولم يعودوا بعد."

رد يوشيرو بلا مبالاة:

– "لا بأس."

عرض زاندر:

– "أعوضك بميريسا وديرمال."

هز يوشيرو رأسه:

– "لا أريد سوى كايرو وإيرسا، بهما فقط سنحقق النصر."

أمر زاندر أحد الحراس بإحضارهما، وبعد قليل دخلا كايرو وإيرسا.

جلس يوشيرو وبدأ يشرح تفاصيل المسابقة بهدوء وتركيز. وحين انتهى، قال كايرو:

– "سأتوجه للتدريب أنا وحراسي، علينا أن نستعد."

قاطعه يوشيرو:

– "لا أريد مشاركة حراسك في المسابقة."

رفع كايرو حاجبه:

– "ولماذا؟"

قال يوشيرو:

– "لو شاركوا، سيتحالف الجميع ضدنا لإخراجنا من المسابقة."

رد كايرو بثقة:

– "حراسي يستطيعون هزيمتهم جميعًا."

ابتسم يوشيرو:

– "أعلم ذلك، لكني لا أريد أن نوضع في مرمى العداء الجماعي."

تنهد كايرو وقال:

– "كما تريد."

ثم غادر مع إيرسا.

قال يوشيرو بعدها:

– "كيف حال البيضة؟"

أجاب زاندر بفخر:

– "في أحسن حال."

قال يوشيرو وهو يحدق في الأفق:

– "لا أطيق الانتظار لأعرف ماهو هذا الكائن الغامض."

ابتسم زاندر:

– "سنكتشف قريبًا."

ظل الحديث بينهما طويلًا حتى خرج يوشيرو من عالم الشياطين، ليجد الليل قد أسدل ستاره.

نظر إلى السماء وقال قصيدة:

"الوقت يمضي، والدهر لا يلين،

فما أدراكم ماذا في الغد يكمن،

أخفيتُ أسرارًا في قلبي الحزين،

ولا أعلم إن كنت يومًا سأُؤمن."

---

العودة إلى المنزل

عاد يوشيرو إلى المنزل، فوجد الجميع مجتمعين حول مائدة الطعام.

قالت أكينا مبتسمة:

– "وصلت في الوقت المناسب، هيا اجلس."

رد يوشيرو بهدوء:

– "لا أشتهي الطعام..."، ثم توجه إلى غرفته بصمت.

جلس في ركن الغرفة يتأمل الماضي، وتذكر أيامه مع عائلة أوتسكاء. سالت دمعة على خده، وهمس بألم:

"يا عيون لا تبكي على فراق الأحبة،

فلو ذرفتِ كل دمعكِ، ما عادوا لقُربه،

الحياة تمضي، وإن قست دروبها،

فاصبري، فما بعد الليل إلا نجمة."