رواية يوشيرو

انطلق ناد نحو الشيء اللامع في وسط الجسر الحجري. وما إن اقترب منه حتى صرخ قائلاً:

"هذا هو المفتاح!"

قال تشو فانغ بتحذير حازم:

"لا تلمسه!"

رد عليه ناد بسخرية:

"هل تخشى أن آخذه قبلك، فيبدأ أخي باحترامك؟"

وما إن لمس ناد المفتاح، حتى دوّى انفجار عنيف شقّ السماء، واهتزّت الصخور من شدّته.

في ذات الوقت، في مكان آخر...

كان يوشيرو يسير مع الحارس وسط طريق جبلي محاط بالصخور السوداء.

قال يوشيرو بهدوء:

"متى نصل إلى فريدال؟"

ابتسم الحارس بسخرية:

"ما زلت مغرورًا... لا تنسَ، أحد أفراد عائلتك الآن بيد القائد فريدال."

ثم أشار نحو صخرة ضخمة قائلاً:

"ستراه هناك... خلفها."

انطلق يوشيرو بسرعة، دون أن يدرك الحارس أن عيونًا خفية تراقبه من بين الأشجار... لم تكن عيون بشرية.

عندما دار خلف الصخرة، وقف فريدال أمامه بابتسامة باردة:

"هل ندمت على غرورك أخيرًا؟"

رد يوشيرو بثقة:

"بالطبع أنا... لست نادمًا.

لكنني نادم فقط لأنني تركتك ترحل سابقًا دون عقاب."

أخرج سيفه وانطلق نحوه، لكن صرخ فريدال:

"هي بين أيدينا!"

توقّف يوشيرو فجأة، فعاد يقول:

"أعطني سونا الآن، ودعها ترحل بسلام."

أشار فريدال وقال:

"اخرج، يا كاين، مع الفتاة الجميلة."

خرج كاين وهو يمسك بـ سونا التي كانت تبكي وتصرخ:

"اهرب! هذا فخ!"

رد يوشيرو بحزم:

"أنا لا أهرب."

قال فريدال متسلّيًا:

"قالت إن هناك فخًا، أترى؟ هي أذكى منك."

ضحك كاين وأضاف:

"أنت الآن داخل دائرة الموت... هل تعرف ما تعني؟"

رد يوشيرو:

"لا أعرف... ولا أريد أن أعرف."

غرس كاين سيفه في الأرض وهمس بتعويذة. انطلقت أشعة حمراء من تحت قدمي يوشيرو نحو السماء، لتلتقي بأشعة أخرى قادمة من جهات متعددة، مشكلة دائرة متوهجة تتقلص تدريجيًا.

قال كاين:

"هذه دائرة الموت. من يدخلها لا يخرج، حتى العظام تُسحق."

ثم ربط سونا إلى شجرة بسحر، وقال لها:

"شاهدي سيدك وهو يُسحق حتى الموت."

لكن فجأة، اخترق سهم كهربائي الهواء، خدش كاين في ذراعه، ثم ظهر كايرو من بين الأشجار:

"أنا كايرو... وسأقتلكم الآن!"

صرخ كاين:

"اقترب خطوة وسأقتل الفتاة!"

لكن قبل أن يتحرك، ظهر خطر آخر خلفه... مخالب خاطفة اخترقت الهواء، هاجمته بها إيرسا وخدشت عينه اليمنى.

صرخ فريدال:

"توقفوا! إن لم تتراجعوا الآن سأقتلها بنفسي!"

تراجع كايرو وإيرسا بصمت.

قال فريدال:

"أحسنتم، كونوا مطيعين. الآن، قرروا... أنقذوا سيدكم ودعوها تموت، أو أنقذوها ودعوه يُسحق."

همس كايرو إلى إيرسا:

"سأنقذ يوشيرو، وأنتِ الفتاة."

نظرا لبعضهما واندفعا.

أمسك كاين بسونا، موجّهًا سيفه إلى قلبها:

"خطوة واحدة وسأغرسه في قلبها."

لكن كايرو لم يتردد. انطلق نحوه بسرعة.

قال كاين بابتسامة سوداء:

"هذا ما تريده، إذن!"

وغرس السيف في قلب سونا!

صرخت إيرسا بغضب:

"يا أحمق... ماذا فعلت؟!"

ضحك فريدال واندفع نحو إيرسا، وغرس سيفه في ذراعها ثم هرب. تبعه كاين.

قال كايرو:

"هل أنت بخير؟"

أجابت وهي تتنفس بصعوبة:

"لا تهتم بي... أنقذ يوشيرو."

كانت دائرة الموت تتقلص بشدة.

ركض كايرو، يحاول كسرها بسيفه الكهربائي، لكن دون فائدة.

همست سونا في آخر أنفاسها:

"اتبعوا... الأشعة... السيوف في الأرض... اقتلعوها... وستنتهي الدائرة..."

أغلقت عينيها.

اندفع كايرو بسرعة باتجاه مصدر الأشعة، واقتلع السيوف واحدة تلو الأخرى.

بدأت الأشعة تختفي تدريجيًا... ثم فجأة، انهارت الدائرة، وخرج يوشيرو متفجرًا بهالة سوداء، يتصبب عرقًا وغضبًا.

في مكان آخر...

بعد الانفجار، غطّى الغبار المكان.

صاح كين:

"ناد! ناد!"

ركض نحو مصدر الانفجار، وهناك، وسط الدخان، رأى ناد جالسًا يبكي بين ذراعي تشو فانغ، الذي كان ينزف دمًا.

قال تشو فانغ بصوت ضعيف:

"أيها الأحمق... لقد بدأت أكره صوت الأطفال..."

تمتم وهو يبتسم بألم:

"في أي زمنٍ يصبح سالك الطريق الشيطاني حاميًا للأطفال؟"

ثم أغمي عليه، ووجهه شاحب.

قال كين غاضبًا:

"ناد! ماذا فعلت؟! لقد قال لك لا تلمسه، لكنك لم تستمع! هذا كله بسبب غبائك!"

رد ناد باكيًا:

"ظننت أنه أراد سرقة المفتاح... ظننت..."

نظر كين حوله بقلق:

"الآن نحن في مأزق... لا نعرف إن كان تشو فانغ سينجو، ولا نستطيع النزول من هذا الارتفاع...

وصوت الانفجار بالتأكيد جذب العائلات الأخرى..."