62 - جراح لا تشفيها التعويذات

بينما كانوا ينتظرون أمام البوابة الصخرية،

مرّ وقتٌ قصير قبل أن يظهر "إريكان"، حاملاً جسد يوشيرو المغمى عليه، يتبعه "كايرو" وهو يحمل "إيرسا" المصابة بذراعها.

قال إريكان بصوت هادئ لكنه مثقل بالإرهاق:

"هيا، دعونا نعود إلى المنزل."

خرج الجميع من البوابة الصخرية، تُرافقهم عائلة تايغرون، وكان الحضور في حالة ترقّب شديد لمعرفة الفائز.

لكن المفاجأة أن كلا العائلتين خرجتا معًا!

وقف المشرف "شيبان" حائرًا، ثم قال بصوت متردد:

"المسابقة ستُعاد… لقد تعادلت العائلتان."

تقدّمت أكينا بخطى ثابتة، وقالت دون تردّد:

"عائلة هيسامي تنسحب."

صُدم الجميع!

سأل المشرف شيبان بذهول:

"وما السبب؟"

في تلك اللحظة، تقدم إريكان وهو يحمل يوشيرو، وكايرو يحمل إيرسا، وتشو فانغ يحمل سونا، وكانت الدماء قد جفّت على صدرها.

ساد الصمت، وبدأ البعض يهمس:

"من المسؤول عن هذا؟ هل هي عائلة تايغرون؟"

صرخ شيبان إلى مساعده:

"أحضر الساحرةالذي يستخدم سحر العلاج، حالاً!"

قالت أكينا بنبرة حزينة:

"لنعد إلى المنزل."

عادوا جميعًا، ووُضع يوشيرو على الفراش بجانب سونا وإيرسا.

وقف تشو فانغ قرب إريكان وسأله:

"كيف أوقفتَه؟"

رد إريكان بهدوء:

"استخدمت شجرة التخدير."

سأل كين:

"متى سيستيقظ؟"

قال إريكان:

"هذه الشجرة تُخدّر حسب درجة غضب الشخص وانفعاله. لا أعلم متى سيستفيق… عندما تهدأ أعصابه فقط."

وبينما هم يتحدثون، طرق أحدهم الباب.

ذهب كين ليفتح، فوجد رجلاً عجوزًا يتكلم بصوت ضعيف:

"مرحبًا… أنا الساحر المعالج."

قال كين:

"تفضل بالدخول."

دخل العجوز، ثم قال بصوت واثق رغم ضعفه:

"أنا الساحر لي، أقوى المعالجين هنا."

اقترب من يوشيرو، وسأل:

"هل استخدمتم شجرة التخدير؟"

أومأ إريكان بالإيجاب:

"نعم، حتى يهدأ قليلاً."

قال لي بابتسامة مطمئنة:

"أحسنت. سيستفيق قريبًا، سيكون بخير."

ثم توجّه نحو إيرسا، أمسك بذراعها، وتمتم بتعويذة، فظهرت كرة خضراء ووضعها على جرحها. بدأت الكرة تتغلغل ببطء في ذراعها، وكلما توغلت أكثر، بدأت الذراع تلتئم.

بعدها توجّه نحو سونا، تمتم بتعويذة أخرى، لكنها هذه المرة أخرجت كرة حمراء متوهجة. وضعها على صدرها، لكن الكرة لم تدخل، بل رفضت التغلغل وارتدت للخارج.

تنهّد لي وقال:

"سيكونون بخير… لكن هذه الفتاة… لقد انتهت حياتها، لا أمل في عودتها."

انهار كين باكيًا:

"ألا يمكن أن تعالجها؟ لماذا لم تستخدم الكرة الخضراء؟"

رد لي بصوت جاد:

"الكرة الخضراء أضعف من أن تشفي قلبًا ممزقًا، أما الكرة الحمراء فهي الأقوى. لكنها رفضت الدخول، وهذا يعني أن الضرر كبير جدًا… لقد تمزق قلبها بسيف مسموم."

صرخت أكينا وهي تبكي بحرقة:

"هذا كله بسببي… أنا من أراد المشاركة في هذه المسابقة!"

وانهار هارو، وناد، وكين بالبكاء إلى جانبها.

قال لي بصوت هادئ يحمل حكمة السنين:

"هذه هي الحياة… الموت دائمًا محتمل. اليوم ماتت، وغدًا قد نلحق بها. لا شيء يخلد، ولا أحد ينجو من النهاية."

ثم أضاف:

"عذرًا… يجب أن أغادر الآن."

قال إريكان لتشو فانغ:

"أوصِله إلى الباب."

عند الباب، سأل تشو فانغ بصوت مكسور:

"حقًا… لا يوجد أمل؟ هل ستموت؟"

أومأ لي بحزن:

"نعم… لا أمل. قلبها تمزق بسيف مسموم، ولا يوجد علاج لذلك."

غادر الساحر العجوز بهدوء، وعاد تشو فانغ إلى البقية، يحمل في قلبه صمتًا أثقل من الكلمات.

2025/05/02 · 6 مشاهدة · 464 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025