63 - غابت نجمة... وبقي الليل باكيًا

بعد مغادرة الساحر لي بزمنٍ قصير، بدأت إيرسا تتحرك بهدوء وفتحت عينيها.

تأوهت قليلًا وقالت بصوت خافت:

"ماذا حدث؟ آخر ما أتذكره أنني أصبت في ذراعي..."

اقترب منها أريكان وابتسم بلطف قائلاً:

"لقد عالجنا جرحك. أنتِ الآن بخير، لا تقلقي."

نظرت إيرسا نحو السرير المقابل حيث كان يوشيرو مستلقيًا دون حراك، ثم همست بقلق:

"ماذا حدث للسيد يوشيرو؟"

تنهد أريكان، وقال:

"لقد خرج عن السيطرة حين رأى سونا مصابة... لم يستطع أن يتحمل المنظر."

أخفضت إيرسا رأسها بحزن، وقالت بصوت مكسور:

"كل هذا بسببي... لو كنت أقوى لما حدث ما حدث."

رفع أريكان يده برفق، وقال بثبات:

"ارفعي رأسك. أنا من أخطأ. ظننت أن سونا برفقة يوشيرو، ولم أبحث عنها."

ثم قال:

"هيا، يمكنكم العودة إلى عالمكم الآن."

سأل تشو فانغ باستغراب:

"لكن، كيف سيعودون ويوشيرو لا يزال فاقدًا للوعي؟"

ابتسم أريكان بثقة:

"لقد منحهم الإذن بالدخول إلى عالمه مسبقًا. يستطيعون الدخول في أي وقت شاءوا."

أومأ كايرو وأطلق تعويذة سحرية فتحت بوابة شفافة متلألئة. دخل من خلالها مع إيرسا، ليعودا إلى العالم الخاص بيوشيرو.

قال أريكان موجهًا حديثه للبقية:

"هيا، اذهبوا للراحة. لقد كان يومًا طويلًا."

اعترضت أكينا وهي تقف قرب سونا:

"أنا لا أريد النوم... أريد البقاء بجانبها."

نظر إليها أريكان بحزن وقال:

"اذهبي للنوم. سونا... ماتت."

تجمدت الكلمات على شفتيها، ولم تجد ما تقوله. غادر الجميع إلى غرفهم. أطفأ أريكان الضوء في الغرفة التي تضم يوشيرو وسونا، وغادر بهدوء.

كانت أكينا مستلقية على فراشها، لكن صوتًا خافتًا قادمًا من سطح المنزل جذب انتباهها.

قالت دون تردد:

"لابد أن يوشيرو استيقظ..."

ركضت إلى السطح، لتجد تشو فانغ واقفًا وحده. عندما سمع خطواتها، مسح دموعه بسرعة دون أن تراه.

قالت بصوت منخفض:

"ماذا تفعل هنا؟ يجب أن تنام."

رد تشو فانغ بنبرة حزينة:

"كيف أنام وصديقي الذي دعاني للانضمام إلى عائلته، أصبح بهذا الحال؟"

اقتربت منه أكينا وسألته:

"هل تعرف بماذا أفكر؟"

قال:

"بماذا تفكرين؟"

قالت:

"سمعت يوشيرو يقول لوالدي سونا ذات يوم: (سوف أحميها مهما كلفني الأمر)... عندما يستيقظ، كيف سنخبره أن سونا ماتت؟ ماذا سيفعل؟"

أخفض تشو فانغ رأسه وقال:

"وماذا ستفعل عائلة سونا التي وثقت بيوشيرو؟ لكنه لم يستطع حمايتها..."

وفي أعالي السماء، كانت هناك أعين خفية تراقب بصمت.

قالت أكينا:

"هيا نعود إلى الداخل."

رد تشو فانغ:

"عودي أنتِ، سأبقى هنا قليلًا..."

عادت أكينا بصمت، بينما بقي تشو فانغ واقفًا على السطح، يهمس بكلمات شعرية خرجت من أعماق قلبه الجريح:

قال تشو فانغ:

كم وعدتُ بالحماية، وها أنا عاجزٌ

ماتت أمانيهُ، وصوتي عاجزٌ

سونا، سامحيني، خانني قدري

وما لي سوى الحزن، سيفي الرازحُ

ثم قال:

يا نجمةً سكنتْ سماء العائلة

وغابت فجأة، كأنكِ ما كنتِ!

كيف أقول له، يا من أحبّكِ عمرهُ؟

أنكِ فارقتِ، وهو لا يعلم بعدُ...

ثم جلس بصمت، ينظر نحو السماء، حيث بدأت الغيوم تُخفي القمر، وكأن الليل يشاركهم الحزن.

2025/05/02 · 7 مشاهدة · 438 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025