64 - أرواح لا ترتاح

عند بزوغ الفجر،

كان "أريكان" جالسًا بجانب "يوشيرو" الذي لا يزال نائمًا، وعلى الجانب الآخر من الفراش كانت "سونا"، جسدها هامد وقد فارقت الحياة.

فتح "يوشيرو" عينيه ببطء، فرأى الضباب يغطي نظره، بالكاد استطاع تمييز ملامح "أريكان". تملّكه ارتباك عميق وهمس بصوتٍ خافت:

"ماذا... ماذا حدث؟ لا أتذكر شيئًا..."

استعد "أريكان" سريعًا، فأطلق تعويذة سحرية أظهرت "شجرة التخدير"، تحسبًا لأي انفجار سحري قد يخرج من "يوشيرو" إن فقد السيطرة. وما إن التفت "يوشيرو" إلى الجهة الأخرى، حيث كانت "سونا" ترقد، حتى تجمدت ملامحه، وعيونه بدأت تروي حكاية الألم دون أن يتفوّه بكلمة.

ثم فجأة، صرخ صرخة مدوّية مزّقت السكون، خرج على إثرها سيلٌ من ظلالٍ حمراء قانية، تملأ المكان بهالة مشؤومة.

لكن "أريكان" لم يتردد، وأطلق التعويذة فورًا، فقيّده "شجرة التخدير"، مما منع الكارثة.

ركض الجميع نحو مصدر الصراخ.

قال "تشو فانغ" بقلق:

– هل لا يزال في حالته؟

أجاب "أريكان" بثقل:

– نعم، لم يفق بعد.

ثم تمتم بتعويذة أخرى، وانتقل مع وعي "يوشيرو" إلى عالم خاص، عالم التعذيب السحري. وهناك، وقف أمامه قائلاً:

– سيدي... لقد أخبرني "كاسبر" عن حياتك، عن الألم، عن الوحدة. شعرت بالعجز وأنا أستمع لما مررت به...

أنت تجاوزت ما لا يتحمله بشر. هذا الألم... ستتجاوزه أيضاً. فقط، ثق في نفسك.

في العالم الحقيقي، سألت "أكينا" بقلق:

– أين ذهب "أريكان"؟!

رد "تشو فانغ":

– لابد أنه ذهب إلى عالمه الداخلي مع "يوشيرو".

بعد مدة، عاد "يوشيرو" مع "أريكان"، لكنه كان صامتًا، لا يتفوه بكلمة. عيناه وحدهما كانتا تتحدثان.

قالت "أكينا" برفق:

– يوشيرو... هل أنت بخير؟

رد "يوشيرو" بصوت حزين:

– كيف أكون بخير... وقد عجزت عن حماية من أحبتني؟

قال "كين":

– هذه هي الحياة، أخي... الموت جزء منها.

رد "أريكان" بتقدير:

– أحسنت يا كين.

اقترب "يوشيرو" من جثة "سونا"، وكان لا يزال تحت تأثير التخدير، فحركاته بطيئة. جلس بجانبها، قبّل جبهتها، وهمس:

– ماذا سأقول لوالديكِ... لقد وعدتهم أني سأحميك كزوجتي.

كيف سأنظر في أعينهم؟! لقد اخترت النصر... ولم أختر حمايتكِ.

صرخت "أكينا" بانهيار:

– هذا خطأي! أنا من طلبت المشاركة في المسابقة!

وقف "يوشيرو" بصمت، حمل "سونا" بين ذراعيه وقال:

– سأذهب بها إلى غرفتي... لا يناديني أحد.

قال "أريكان" باحترام:

– كما تشاء، سيدي.

دخل "يوشيرو" غرفته، بينما كانت "أكينا" و"هارو" و"كين" و"ناد" يبكون بصمت.

قال "أريكان" بنبرة حاسمة:

– يكفي بكاءً الآن.

ثم التفت ناد وهو يسير نحو غرفته، وتمتم:

– متى يعود أخي كما كان؟ ويشرف على تدريبات العائلة...

ثم قال اريكان إلى الآخرين وقال:

– اذهبوا أنتم أيضًا، خذوا قسطًا من الراحة.

ومرت الأيام...

بعد يومين، اجتمع الجميع حول مائدة الطعام، وجوههم شاحبة، الحزن يثقل الأرواح.

سأل "تشو فانغ":

– هل لا يزال في غرفته؟

أجاب "أريكان":

– نعم، لم يخرج منذ ذلك اليوم.

سأل "كين" بفضول:

– لكن "سونا" ماتت، لماذا لم يتعفن جسدها؟

رد "أريكان" بهدوء:

– عند وفاتها، استخدمت تعويذة "منع التحلل".

وقبل أن يُكمل حديثه، طرق الباب الخارجي...

2025/05/03 · 6 مشاهدة · 457 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025