قبل بزوغ الفجر...
كان يوشيرو مستيقظًا، يجهّز نفسه بهدوء. في الخارج، كان الجميع ينتظر خروجه من الغرفة بصمتٍ مقلق. وعندما خرج، كان يحمل جسد سونا بين يديه، ينظر إلى وجهها الشاحب وكأن روحه معلقة بها.
ظنّت أكينا أنه ينوي دفنها، فتقدّمت دون تردّد، أطلقت تعويذة سحرية، وخرج لهب خافت من إصبعها، ثم صرخت بغضب:
"ماذا تفعل بجسد سونا؟! هل تنوي دفنها؟!"
التفت الجميع نحو أكينا، وقد علت ملامحهم الدهشة.
قال ناد بسرعة: "لا! أخي يوشيرو لا يمكن أن يفعل هذا!"
وأضاف تشو فانغ بحدة: "قل لنا، ماذا تنوي أن تفعل بجسد سونا؟"
أجاب يوشيرو بصوت منخفض، حاسم:
"سأعيدها إلى الحياة."
ساد الصمت لثوانٍ، قبل أن ينفجر تشو فانغ ساخرًا:
"بالتأكيد، لقد فقدت عقلك."
ردّ يوشيرو بثبات: "لا، أنا بكامل قواي العقلية."
تقدّم تشو فانغ قليلًا وقال:
"لكن العجوز لي، الذي عالجكم، أكد أنه لا يوجد أمل."
هز يوشيرو رأسه:
"قال ساجور إن هناك رجلًا عجوزًا يمكنه مساعدتنا. وسأجده. سأحاول حتى وإن تطلب الأمر حياتي، سأُعيدها."
تقدّم هارو بعينين متوسلتين وسأل:
"حقًا... هل يمكن أن تعود سونا للحياة؟"
أجاب يوشيرو: "نعم. وسأبذل كل شيء من أجلها."
قال إريكان: "هل سنذهب معك؟"
صرخ تشو فانغ: "بالطبع! لا يمكنني أن أتركك مع ذلك الساجور. لا أثق به."
لكن يوشيرو قال بصرامة:
"لا. لن يأتي أحد. أنتم ستعودون إلى قرية هيراشي، إلى منزل عائلة هيسامي."
أصر تشو فانغ: "أنا قادم معك."
فرد عليه يوشيرو: "قلت لا. لديك مهمة أخرى."
ثم أشار إلى إريكان وتشو فانغ وقال:
"تبعاني."
ابتعد الثلاثة قليلًا عن الآخرين. هناك، قال يوشيرو بصوت خافت:
"أريد منكما أن تقتلا إمبراطور قرية هيراشي، ذلك الذي يعيش في عالم العذاب الخاص بإريكان. لكن لا تفعلوها أمام الناس. أريد جثته."
اعترض إريكان بتحفّظ:
"لكن سيدي... كن حذرًا من ساجور."
أجابه يوشيرو بنظرة واثقة:
"لا تقلق. سأكون أكثر حذرًا مما تظن."
وفي تلك اللحظة، طرق الباب. كان ساجور ينتظر بالخارج.
قال يوشيرو: "حان وقت الرحيل. عودوا أنتم إلى القرية."
غادر يوشيرو مع ساجور، وهو لا يزال يحمل سونا بين ذراعيه. نظر إليه ساجور وقال بابتسامة هادئة:
"هل ستبقى حاملاً لحبيبتك طوال الطريق؟"
ثم نطق ساجور بتعويذة سحرية، فظهرت خزانة مزخرفة بشكل غريب.
"ضعها هنا. هذه الخزانة مصممة لحفظ الأجساد من التلف."
أدخل يوشيرو جسد سونا إلى داخلها، فاختفت الخزانة في ومضة. انطلق الاثنان بعد ذلك محلّقين في السماء بسرعة هائلة، والرياح تعبث بشعر يوشيرو الأبيض.
كان يبتسم...
لأول مرة منذ مدة، لأنه رأى بصيص أمل في عودة سونا.
ومن هنا... تبدأ رحلة يوشيرو وساجور لإنقاذ سونا.
لكن السؤال يبقى: هل ستعود فعلاً إلى الحياة؟