67 - عين في السماء... وملك في الظلال

في السماء، حيث الصمت يعلو والبرد يشتد...

كان يوشيرو وساجور يحلقان عبر الغيوم المتجمدة، بينما بدأ الهواء يصبح أكثر برودة. قال ساجور بصوت حذر:

"سنصل قريباً إلى الغابات الجليدية. كن حذرًا، فكلما توغلنا فيها ازدادت خطورة المخلوقات. يقال إن في تلك الغابات كائنات ضعيفة، لكن هناك مخلوقات قوية لا يُستهان بها. أخطرها يُعرف بـ طائر الجليد، أو كما يسميه البعض ملك الغابات الجليدية. إنه لا يظهر إلا ليلاً، لكنه في حالات نادرة قد يستيقظ في وقت غير متوقع."

وفجأة، بدأ الثلج يتساقط بخفة، والجو يزداد قسوة. كانت الأشجار شاهقة، مكسوة بالثلج من جذوعها حتى أطرافها العالية. من الأعلى، بدا المنظر بديعًا كلوحة مرسومة، لكن خلف هذا الجمال كان يكمن رعب صامت.

وفوقهم، من خلال ثقب صغير في السماء، ظهرت عين تراقبهم بصمت. لم تكن عينًا بشرية، بل من كيان خارج هذا العالم. قال صاحب العين، بصوت عميق لا يُسمع إلا في البعد:

"سأحصل عليه قبلهم..."

ثم اختفت العين، وأُغلق الثقب كما لو لم يكن هناك شيء.

قال ساجور: "الليل يقترب... ويجب أن نجد مكاناً نحتمي فيه، لأن طائر الجليد سيستيقظ قريباً."

ردّ يوشيرو بإصرار: "لا، يجب أن نصل بسرعة."

لكن ساجور وضع يده على كتف يوشيرو قائلاً: "اصبر. الطريق ما زال طويلاً جداً. لنكمل رحلتنا في الفجر."

تنهّد يوشيرو وقال: "حسنًا..."

هبط الاثنان إلى الأرض، وقال يوشيرو: "سننام هنا الليلة."

تفحص ساجور المكان وقال: "هذا المكان مكشوف. سنكون فريسة سهلة جداً للمخلوقات الأخرى."

ابتسم يوشيرو ثم قال تعويذة سحرية، وفي لحظات تشكّل أمامهم منزلٌ سحريٌ متين.

تأمل ساجور المنزل وقال في نفسه بدهشة:

"واو... هذا الفتى حقاً موهوب. قدرته السحرية تسمح له ببناء عالم كامل بمفرده."

قال يوشيرو: "هيا، فلندخل."

وفي هذه الأثناء...

كان إريكان والبقية مجتمعين حول مائدة الطعام في منزلهم المؤقت.

قال ناد بقلق: "هل تظنون أن سونا ستعود إلى الحياة؟"

ردّ كين بهدوء: "علينا أن ننتظر ونرى."

قال تشو فانغ: "لكن العجوز لي قال لا يوجد أمل."

ابتسم إريكان وقال: "تشو فانغ، لا تنسَ أننا نعيش في عالم السحر... هناك أشياء كثيرة لا نعلمها."

قال هارو بحماس: "نعم، عالم السحر يجعل المستحيل ممكنًا."

أما أكينا، فقد كانت شاردة تفكر بصمت، تهمس لنفسها:

"لطالما حلمت بوجود أخت... وعندما حصلت على سونا، فقدتها."

وانهمرت دموعها بصمت.

لاحظ إريكان ذلك، فاقترب منها وقال بلطف: "لا تقلقي، أكينا. يوشيرو سيبذل كل ما بوسعه لإعادتها."

ردّت أكينا وعيناها تلمع بالأمل: "أنا أثق بيوشيرو... سونا ستعود."

وبعد أن أنهوا طعامهم، قال إريكان: "هيا، لنذهب للنوم. غدًا أمامنا طريق طويل للعودة إلى قرية هيراشي."

قال ناد: "سوف نعود بسرعة، كما أتينا."

ردّ هارو باستغراب: "ماذا تعني؟"

ابتسم ناد وقال: "ظلال أخي يوشيرو ستنقلنا كما فعلت في المجيء."

ضحك تشو فانغ وقال: "يا لك من أحمق! عندما خرج يوشيرو عن السيطرة، خرجت كل الظلال من أجسادنا."

قال ناد بدهشة: "إذاً... سنعود مشيًا؟"

أجاب تشو فانغ: "أكيد، نحن سنطير... وأنتم ستتمشون!"

قال إريكان : "لا، لا تقلقوا. ستطيرون معنا."

سأل ناد: "لكننا لا نعرف سحر الطيران!"

قال إريكان: "هناك طريقتان. إما أن أستخدم سحرًا خاصًا يجعل الجميع يطير، ويمكنني إلغاؤه لاحقًا، أو أضعكم داخل عالمي الخاص ونطير معًا. أنتم تختارون."

ثم أنهى حديثه مبتسمًا: "الآن، عودوا إلى النوم."

2025/05/04 · 6 مشاهدة · 492 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025