في نفس الوقت،
كان يوشيرو وساجور يجلسان داخل المنزل حول مائدة الطعام، بينما كانت الظلال تطهو بصمت. جلس يوشيرو شارد الذهن، يفكر في سونا، يتردد في ذهنه سؤال واحد:
“هل ستعود إلى الحياة؟”
لاحظ ساجور ملامح القلق على وجهه، فقال له بهدوء: – لا تقلق، ستعود… لكن عليك أن تصبر.
ردّ يوشيرو بصوت منخفض: – متى سنصل؟
أجاب ساجور: – الطريق لا يزال طويلاً جداً.
في الخارج، خلف الأشجار، وفوق الأغصان، وتحت الأرض… كانت كائنات غريبة تراقبهم بصمت. عيونها الحمراء تلمع في الظلام، كأنها نار خافتة في ليلة باردة.
نظر ساجور من خلال نافذة مغلقة وقال بصوت حذر: – بدأت الكائنات بالظهور… يجب أن نكون حذرين جداً.
قال يوشيرو: – سأرسل مجموعة من الظلال لتحرس المنزل من الخارج.
رد ساجور: – ستلاحظها تلك الكائنات، وقد تهاجمنا فوراً.
ابتسم يوشيرو بثقة: – لا، سأجعلها ظلالًا خفية… لا يُمكن لأحد رؤيتها.
تساءل ساجور بدهشة: – كيف ذلك؟
أجابه يوشيرو: – ستبدو موجودة، لكنها غير مرئية… لن يشك أحد بوجودها.
– حسناً، هذا مطمئن.
وخرجت بالفعل مجموعة من الظلال الخفية، تمركزت خارج المنزل تراقب المكان في صمت مطبق.
قال ساجور: – هيا، لنخلد إلى النوم. علينا أن نستيقظ مبكرًا غدًا.
رد يوشيرو وهو ينظر إلى النار: – اذهب أنت، لا أشعر بالنعاس الآن.
قال ساجور وهو يتجه نحو غرفته: – لا تبقَ مستيقظًا طويلًا… أنت بحاجة إلى الراحة.
– سأفعل.
بقي يوشيرو وحيدًا وسط الصمت والثلج. ألقى نظرة على ألسنة النار المتراقصة وتنهّد، ثم قال: – نسيت استرجاع الظلال التي خرجت من أجساد عائلة هيسامي… لا أعلم إن كانوا بخير الآن أم لا.
فكّر بإرسال بعض الظلال ليتأكد، لكنه قال: – لا بأس… إريكان وتشو فانغ معهم. سيكونون بخير.
ثم سقط في دوامة من الذكريات… لحظات عاشها مع سونا. لحظات ضحك، خوف، أمل، وانتماء. تمتم بأسى: – عائلة أوتسكا ماتت… والآن سونا… لماذا دائماً أفقد من أحب؟
وفي السماء البعيدة، فوق الغيوم، كانت هناك عين تراقب… عين من عالم آخر.
قال صاحب العين وهو يبتسم بخبث: – حان الوقت لاختبار قواك، يا وريث الظلال.
تمتم بتعويذة، وخرجت كرة نارية صغيرة من بين يديه، عبرت من خلال ثقب في السماء وهبطت نحو المنزل. لاحظت الظلال تلك الكرة وأرسلت تنبيهات سريعة إلى يوشيرو، لكن الرجل لم يكن مرئيًا… كان يختبئ في الثقب، يراقب ويخطط.
أسرع يوشيرو نحو غرفة ساجور وهو يقول: – هناك كرة نار قادمة!
لكن قبل أن ينهض ساجور، كانت الكرة قد اقتربت من سقف المنزل.
وعندها، شعرت الكائنات التي تراقب من الغابة بالخطر. هاجمت المنزل فجأة، ليس رغبة في الأذى، بل خوفاً على الغابة وصغارها من النيران.
في تلك اللحظة الحرجة، كان الرجل الذي يراقب لا يزال يختبئ في السماء، يبتسم بخبث… وما يزال يوشيرو و
ساجور في داخل المنزل، لا يعرفان من الذي أطلق أول شرارة.