69 - يوم خرجت الكوابيس

احترق المنزل، وتصاعد منه دخان كثيف، ثم انطلق منه ضوءان ساطعين نحو السماء… كان يوشيرو و ساجور.

في الأعلى، خلف ثقبٍ غامض في السماء، كانت العين لا تزال تراقب بصمت.

كان يوشيرو يسعل بشدة من كثافة الدخان، بينما الكائنات الطائرة، ذات العيون الحمراء، انقضّت عليهما من كل الجهات. حاصرتهم كأنها جدار من الظلام والجنون.

قال يوشيرو بصوت جاد: – كن حذرًا، ساجور.

ردّ ساجور وهو ينظر حوله: – نحن الآن محاصرون من كل الجهات… لا مفر!

في تلك اللحظة، خرجت مجموعة من الظلال، شكلت دائرة حول يوشيرو وساجور كدرعٍ أسود يدور باستمرار، تتقدمه مجموعة أخرى من الظلال الهجومية التي بدأت تقاتل الكائنات الطائرة.

لكن… الكائنات كانت كثيرة، وشرسة.

قال ساجور بقلق: – يجب أن نهرب من هنا قبل أن يظهر طائر الجليد!

أومأ يوشيرو: – حسنًا.

تحركت الظلال التي شكّلت الدائرة وبدأت بالانطلاق نحو الغابة، تُشكّل حماية متحركة لهما. كانت تدور حولهما كدوامة من السواد، يتقدمها الحُرّاس من الظلال في خط المواجهة.

لكن… الكائنات كانت أقوى مما توقّعوا، والظلال أبطأ منها في القتال.

قال ساجور وهو يخرج رمحه: – علينا أن نقاتل لنفتح طريقًا للهروب!

تفتت الظلال التي شكّلت الدائرة، وعادت إلى هيئتها القتالية.

أمسك يوشيرو بسيف من الظلام، تخرج منه شرارة سوداء تتراقص حول النصل. أما ساجور، فقد أمسك رمحًا ذهبيًا، تنبعث منه شرارات على هيئة تنين متلألئ.

قال يوشيرو بقوة: – هيا بنا!

بدأ القتال بينهما وبين الكائنات. كانت المواجهة عنيفة… كلما سقطت كائنات، ظهرت غيرها. كأن لا نهاية لها.

قال ساجور وهو يقاتل: – إن بقينا أكثر، سيظهر طائر الجليد!

أومأ يوشيرو، ثم هبط على الأرض المغطاة بالثلج، رفع رأسه إلى السماء وقال: – ساجور، ابتعد عني قليلاً.

تراجع ساجور ووقف إلى جانب يوشيرو، بينما كان الأخير يتنفس ببطء. ثم قال بصوت منخفضٍ غاضب: – الآن… سأريهم صرخة الخوف.

صرخ يوشيرو بأعلى صوته. هزّت الأرض، وخرجت هالة سوداء كثيفة من جسده، زادت قوتها كلما اشتدت صرخته.

بدأت عيون الكائنات الحمراء ترتجف… لم تعد واثقة من نفسها.

قال ساجور في نفسه، بدهشة: – هذا الفتى… في كل مرة يُبهرني أكثر!

فجأة، بدأت الكائنات تهرب في كل الاتجاهات… كأن شيئًا مرعبًا خرج من باطن الجحيم.

قال يوشيرو وهو يراقب فرارها: – تم حل المشكلة.

ردّ ساجور وهو ينظر إلى أطلال المنزل المحترق: – والآن؟ هل نكمل الطريق أم نرتاح قليلاً؟

أجاب يوشيرو بحزم: – نكمل.

لكن ما لم يعرفه هو أن تلك الصرخة… جذبت شيئًا أعظم.

ظهرت كائنات أقوى، كانت تستشعر الهالات الخارقة. بدأت تتكاثر حولهم، تحيط بهم بهدوء… لا صوت، فقط زئير داخلي يقترب.

قال ساجور وهو يحدّق في الكائنات القادمة: – يجب أن نهرب!

انطلق يوشيرو وساجور بسرعة البرق، يقطعان الأرض المتجمدة، لكن… ظهرت كائنات أسرع منهم، حاصرتهم مجددًا.

قال ساجور بوجه عابس:

– لا خيار الآن… علينا أن نقاتل. لكن يجب أن ننهي هذا بسرعة!

2025/05/04 · 6 مشاهدة · 439 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025