ذهب يوشيرو نحو الفتاة وقام بفك قطعة القماش التي كانت تغطي فمها، فصرخت بصوت عالٍ قائلة: "نجدة! ساعدوني!" لكن يوشيرو ابتسم بابتسامة هادئة وأجابها: "أنا لست كغيري من الرجال. أنا مجرد شخص مارّ، سأنام في هذه القرية ليوم واحد ثم أكمل طريقي."
فك القيود عن يديها، ثم نزّع عباءته وأعطاها إياها قائلاً: "خذي، ارتدي هذا." أخذت الفتاة العباءة بيدين مرتجفتين، ثم نظرت إليه بعيون مليئة بالشك.
قال يوشيرو: "من أنتِ؟ وأين أهلك؟ وأين إمبراطور هذه القرية؟" أجابت الفتاة بتنهيدة: "اسمي ليان، أهلي ماتوا، والرجُل الذي قتل إمبراطور القرية أصبح هو الآن الإمبراطور."
قال يوشيرو بحسم: "هيا، نخرج من هنا." لكن ليان توقفت وقالت بقلق: "لكن قبل أن نغادر، لا أريد لأهل القرية أن يعرفوا أنني كنت عارية معك."
رد يوشيرو بهدوء: "لا تخافي، لن أقول شيئاً."
ثم دخل ساجور، الذي بدا عليه القلق، وقال: "سيد يوشيرو، هل أنت بخير؟" رد يوشيرو باقتضاب: "نعم، أنا بخير."
ثم تابع ساجور قائلاً: "لكن ماذا تفعل هنا؟ ومن هي هذه الفتاة التي معك؟"
أجاب يوشيرو: "سمعت أن إمبراطور القرية قد قُتل على يد رجل، وأصبح هذا الرجل هو إمبراطور القرية. وجدت الفتاة محتجزة في غرفة مظلمة، فأنقذتها."
قال ساجور وهو يراقب الفتاة: "وأين هو الرجل الذي قتل الإمبراطور؟ ولماذا عباءتك معها؟"
قال يوشيرو ببساطة: "لقد قتلته. وكانت ملابس الفتاة مغطاة بالدماء بسبب المعركة، فأعطيتها عباءتي."
قال ساجور بحذر: "على كل حال، يجب أن ترتاحي. سنكمل طريقنا في الغد."
قال يوشيرو: "حسناً."
ثم نظر إلى ليان وقال: "هيا، عودي إلى منزلك."
لكن ليان انفجرت بالبكاء وقالت: "كيف لي أن أعود إلى منزلي بعد كل ما حدث؟ أين يمكنني الذهاب؟"
قال يوشيرو بهدوء: "إذا أردتِ، يمكنك أن تواصلي طريقك معي. يمكنك الانضمام إلى عائلتي، أكينا ستكون سعيدة جداً."
قال ساجور بحذر: "سيد يوشيرو، لا تثق بسرعة في الناس."
ردت ليان متسائلة: "ماذا لو كنت جاسوسة؟"
قال يوشيرو مبتسمًا: "أنا أثق بكِ، هيا نعود إلى المنزل. في الغد، نكمل طريقنا."
خرجوا جميعًا، وأهل القرية كانوا يراقبونهم من بعيد. فجأة رفع يوشيرو صوته وقال: "هذه القرية سيكون لها إمبراطور جديد!"
ثم انطلقت ظل عملاق احمر قاني و سبعين ظل عاديه. قال يوشيرو بنبرة حازمة: "هذا هو إمبراطور هذه القرية، وسوف يحكم بالعدل. كل مجرم سيقتل فور دخوله إليها."
انحنى جميع أهل القرية وقالوا بصوت واحد: "يعيش الإمبراطور!"
عاد يوشيرو إلى منزله مع ساجور وليان، بينما دخلت ليان إلى الحمام. كان يوشيرو مستلقيًا على الفراش، وساجور يتدرب على الوقوف على يد واحدة باستخدام عصا خيزران.
وفي ذات الوقت، كان أريكان مع بقية أفراد عائلة هيسامي حول مائدة الطعام التي أُعدت في الخارج، بالقرب من المنازل المدمرة التي بدأت تُعاد بناءها من جديد.
قال الامبراطور بابتسامة: "القرية بخير بفضل عائلة هيسامي."
كان الجميع يجلسون حول المائدة، بينما بدأ السماء تتحول إلى اللون الأحمر الغامق، مما أثار التساؤلات في نفوسهم.
قال أريكان متفاجئًا: "ماذا يحدث؟"
رد تشو فانغ بهدوء: "لا نعلم إذا كان خيرًا أم شرًا."
فجأة، بدأ اللون الأحمر ينساب من السماء. اندفع بسرعة باتجاه أريكان، بينما كان ظل يوشيرو يتناثر في كل مكان. قالت أكينا بقلق: "هذا هو الظل الأحمر القاني، يظهر عندما يخرج يوشيرو عن سيطرته. هل خرج يوشيرو عن سيطرته؟"
قال أريكان: "لا علم لي، لكن الظل هادئ. لا يبدو عدوانيًا كما في المسابقة. لابد أن هذا الظل قد أرسله يوشيرو ليتفقد حالنا."
قال ناد بابتسامة: "حتى في أسوأ حالاته، لا ينسى يوشيرو عائلته."
انتشر الظل بسرعة حول المدينة، التي كانت قد دُمرت بالكامل. ثم ارتفع الظل في السماء وتفكك إلى مجموعة كبيرة من الظلال العادية التي بدأت تعيد بناء المنازل.
قال الامبراطور معجبًا: "لا أعرف كيف أشكر يوشيرو."
قالت آسيا: "يجب أن نضع تمثالًا له."
بعد فترة قصيرة، عادت القرية وكأنها لم تشهد أي دمار. تجمع الظلال واندمجت لتصبح ظلًا عملاقًا أحمر قاني، ثم أطلق هذا الظل بسرعة نحو السماء.