حلَّ الليل، وصعد يوشيرو إلى سطح المنزل بينما كان الجميع قد خلد إلى النوم.
وقف يتأمل السماء، وقال بصوت خافت:
"يا سواد الليل، لم تبدو حزينًا هكذا؟ هل اشتقتَ إلى من تحب؟"
من خلف أحد الزوايا، كانت هناك عينٌ تراقبه بصمت. قال يوشيرو دون أن يلتفت:
"لا تبقي هناك، تعالي. أنا أكره أولئك الذين يقفون صامتين."
خرجت ليان من خلف السطح، وقالت:
"أنت قلت إنني رجل راحل... إلى أين تتجه؟"
رد يوشيرو بنبرة هادئة:
"ما الذي حدث مع سونا؟"
قالت ليان وقد زاد توترها:
"وأين الذين قتلوها الآن؟"
أجابها يوشيرو ببرود قاتل:
"ماتوا جميعًا."
صُدمت ليان، وهمست:
"كيف... كيف ماتوا؟"
قال وهو يحدق في الأفق:
"أنا قتلتهم."
سألته بقلق:
"لكن... كيف ستنقذها؟"
رد بهدوء:
"سأحاول."
طال الحديث بينهما تحت ظلال الليل، ثم قال يوشيرو:
"هيا نعود، غدًا أمامنا طريق طويل جدًا."
دخلا إلى المنزل، وذهب كلٌ منهما إلى غرفته.
---
في الوقت ذاته، كان أريكان يجلس متربعًا على سطح منزل آخر، يتأمل السماء الملبدة بالغيوم وهو مغمض العينين.
الهدوء يلف القرية، وصوت الرياح ينساب بخفة بين المنازل، لكن هذا السكون لم يدم طويلًا...
فجأة، انقلب المشهد.
ظهرت كرة نارية ضخمة في السماء، لو سقطت على القرية لمسحتها من الوجود. كان هناك رجل يحمل تلك الكرة بيدٍ واحدة. مقارنةً بحجمها، بدا هو نفسه كنملة.
جسده الهائل عارٍ من الأعلى، مغطى بجروح قديمة، وكأنه خاض ألف حرب.
فتح أريكان عينيه، وقال في نفسه:
"من هذا المجنون؟"
كان الرجل يُطلق هالةً مخيفة، كل من يقترب منها يسقط من الرعب.
انطلق أريكان، مُحاطًا بدائرة سحرية تحميه من الحرارة، واقترب من الرجل.
صرخ أريكان:
"من أنت؟ أبعد تلك الكرة عن القرية قبل أن أُمحى وجودك!"
نظر إليه الرجل، وقال ساخرًا:
"هل تتحدث إليّ؟ وهل هناك غيري هنا؟"
رد أريكان بغضب:
"هذا تحذير أخير."
قال الرجل بابتسامة باردة:
"آسف... لكنني سأُسقط هذه الكرة على القرية أولًا."
أطلق الكرة النارية باتجاه القرية.
صرخ أريكان بتعويذة سحرية، فانطلق درعٌ دائري ضخم ليحيط بالقرية، لكن حرارة الكرة كانت هائلة. شعر الناس بالحرارة والاهتزاز، وخرجوا مذعورين من منازلهم، ليشاهدوا الكرة النارية تقترب من ابتلاع القرية.
انضم إمبراطور القرية إلى أريكان، وأضاف تعويذته لتعزيز الدرع السحري. استمرت الكرة بالدوران بسرعة هائلة، ولكن الدرع صمد... حتى بدأت الكرة تصغر ثم اختفت.
لكن حين اختفت، رأوا منظرًا مرعبًا.
كان الرجل الضخم يُمسك برقبة أريكان، الذي كان ينزف من كل مكان.
قذف الرجل أريكان بقوة على الأرض، حتى ارتجّت القرية وخلّف جسده حفرةً عميقة.
ركضت أكينا إلى الحفرة، لتجده مغطى بالدماء، كأن ألف طعنة أصابته.
صرخ الرجل بصوتٍ هائل:
"من هو إمبراطور هذه القرية؟"
لكن لم يُجبه أحد.
كان الإمبراطور مختبئًا بين الحشود، يتصبب عرقًا، وقال لنفسه:
"لقد دُمّر أريكان في ثوانٍ...!"
كرر الرجل صرخته:
"من هو الإمبراطور؟! هذه فرصتك الأخيرة... وإلا سأُسقط كرة نارية أخرى!"
تبادل الناس النظرات في ذعر، ثم تفرقوا بسرعة وهم يشيرون إلى الإمبراطور.
قالوا بصوت واحد:
"هذا هو الإمبراطور!"
همس الإمبراطور غاضبًا:
"ماذا فعلتم، أيها الحمقى؟"
هبط الرجل من السماء بسرعة، وأمسك الإمبراطور من عنقه.
لم يجرؤ الحراس على التدخل، فقد علموا أنهم سيلقون حتفهم فورًا.
قال الرجل بعيون مشتعلة:
"من قتل ابني... كايد؟"
أشار الإمبراطور مباشرة إلى عائلة هيسامي، وقال:
"إنهم... هم من فعلوا."
صرخ تشو فانغ:
"يا وغد! بعتنا من أجل خوفك!"
اقترب الرجل من العائلة، وتشو فانغ واقفٌ في المقدمة، سيفه في يده، ونظراته حادة.
سأله الرجل:
"هل أنت من قتل كايد؟"
أجاب تشو فانغ بثبات:
"نعم، حتى وإن لم أكن القاتل، فأنا من شارك في قتله."
خرج أريكان من الحفرة وهو يزحف، ينزف بشدة، وقال:
"أنا من قتله... ليس لهم علاقة بالأمر."
قالت آسيا فجأة:
"لا، أنا من قتل كايد!"
قال الإمبراطور:
"كفى كذبًا! لا علاقة لنا به!"
قال كين غاضبًا:
"أنت جبان...!"
رد الإمبراطور مذعورًا:
"إنهم كلهم قتلة!"
سأل الرجل:
"من هو قائدكم؟"
أجاب الإمبراطور:
"القائد... ليس معهم."
صرخ ناد:
"أيها الخائن! هكذا ترد الجميل لمن أنقذك؟!"
قال الرجل:
"إذن، عندما يأتي دعوه يدخل هذا البوابة."
نطق بتعويذة، ففتحت بوابة سوداء مظلمة في منتصف الساحة.
قال الرجل:
" أسمي اوستن تذكروا"
ثم أضاف:
"هذه البوابة ستبقى مفتوحة حتى يأتي قائدكم. إن دخلها أحد غيره... سيموت فورًا."
أمسك برأس أريكان، وأشار إلى عائلة هيسامي، وقال:
"اتبعوني."
دخل عبر البوابة، ولحقت به عائلة هيسامي، دون أن يعلموا ما ينتظرهم في الجانب الآخر...