89 - لساني لا يخون... حتى لو خانني الجسد

تجهّز يوشيرو برفقة ليان وساجور، وغادروا قرية هاكو في جنح الليل. كان الضباب كثيفًا لدرجة أنه لا يُرى أمامهم شيء. قال يوشيرو بصوت منخفض:

"تعويذة ظل."

فانطلقت من يده دائرة سوداء من الظل، كانت تدور حولهم بسرعة، لا تُرى من الخارج لكنهم من داخلها كانوا يرون الطريق بوضوح. ومع ابتعادهم عن القرية، بدأ الضباب يتلاشى شيئًا فشيئًا، ومعه اختفت الدائرة السوداء.

انطلقوا عبر السماء بسرعة. قال ساجور:

"سنصل قريبًا، لكن علينا أن نمر عبر جبال الذئاب العملاقة."

سألت ليان بقلق:

"هل سنقاتل؟"

أجاب ساجور:

"لا، سنحاول الهرب. لا نريد التأخر... لكن من الأفضل أن تُجهزوا أسلحتكم الاحتياطية."

قالت ليان بتوتر:

"ليس لدي سلاح..."

ابتسم يوشيرو ومدّ لها سيفًا مظلمًا يتوهج بنبضٍ خافت:

"خذي هذا، إنه سلاحك من الآن."

قالت وهي تتفاجأ:

"وماذا عنك؟"

أجابها بهدوء:

"لدي الكثير."

بدأ الجبل يظهر في الأفق، وفيه نفق مظلم ينغرس في أعماقه. دخلوا النفق، والبرد بداخله كان قارسًا، حتى أن ليان بدأت ترتجف من شدة البرد. قال يوشيرو وهو ينظر إليها:

"قيام."

فأحاطت بها مجموعة من الظلال، تدفئها بحرارتها الغريبة. ابتسمت ليان وقالت:

"نسيت أن أشتري ملابس شتوية."

قاطعهما صوت ساجور وقد شحب وجهه:

"ظهرت الذئاب..."

صاح يوشيرو:

"تجمعوا حولي!"

اختفت الظلال التي كانت تحيط بليان، وتجمع الجميع بسرعة حول يوشيرو. احمرّت وجنتا ليان خجلًا، فقال يوشيرو مبتسمًا:

"لا تخجلي... نحن عائلة الآن."

خرجت ظلال من جسد يوشيرو، وتجمعت حولهم مكونة دائرة دفاعية. في مقدمتها ظهرت مجرفة سوداء ضخمة. ما إن اقتربت الذئاب حتى اندفعت المجرفة تدفعها إلى الوراء. لكن الذئاب كانت كثيرة، والظلال بدأت تتراجع.

قال ساجور بصوت عالٍ:

"علينا الخروج من هنا بسرعة!"

بدأ ضوء خافت يظهر في نهاية النفق. قال ساجور:

"اقتربنا!"

لكن قبل أن يخرجوا، انشقّت الأرض أمامهم وخرج منها ذئب عملاق... كان واضحًا أنه قائدهم.

صرخ ساجور:

"احذروا!"

رفع يوشيرو يده وهتف:

"تحوّل!"

تحولت المجرفة السوداء إلى مثقاب لولبي ضخم، اندفع واخترق صدر الذئب العملاق، فتناثرت الدماء في كل مكان. ومع خروجهم من النفق، اختفت الظلال وتابعوا طيرانهم بسرعة دون أن يلتفتوا خلفهم.

---

في مكان آخر...

كان أريكان مسجونًا في زنزانة مظلمة، لا يُضيئها سوى شمعة سحرية صغيرة. كانت يداه مقيدتان إلى الحائط، وقدماه مربوطة بالأرض. جسده مليء بالكدمات وآثار التعذيب، ولا يغطيه سوى قطعة ممزقة من الثياب.

كان هناك عدد من الحراس يراقبونه بصمت، حين سُمع صوت ضحكة تقترب. دخل أوستن بخطوات واثقة، وقال بسخرية:

"أنت أحمق... تُعذّب نفسك فقط من أجل حماية الآخرين؟"

ضحك أريكان، رغم تعبه وألمه، وقال بصوت متقطع:

"أنا... أريكان... خادم كاسبر. كلّفني بحماية سيدي، ولن أخونه."

رفع أوستن حاجبه باستهزاء وقال:

"ومن هذا الذي كان صوته يصرخ في السماء؟ من ساعد البقية على الهرب؟"

أجاب أريكان بابتسامة خفيفة:

"أحد خدم كاسبر..."

سأل أوستن وهو يضحك:

"ومن يكون كاسبر هذا؟"

رد أريكان بهدوء:

"لا شأن لك."

ضحك أوستن من جديد، ثم التفت إلى الحراس وقال ببرود:

"عذبوه أكثر... ربما يتعلم الأدب."

قال الحراس بصوت واحد:

"أمرٌ مطاع."

2025/05/20 · 6 مشاهدة · 454 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025