في نفس الوقت...
كان أريكان يختبئ بصمت خلف أحد البيوت القديمة، يراقب محيطه بحذر. لكن فجأة، لاحظه أحد الحراس من بعيد، فأطلق كرة نارية إلى السماء كإشارة لإنذار. اشتعلت السماء وهجًا أحمر، وفي لحظات، اندفع الحراس من كل الجهات نحو مصدر الإشارة.
لم يدرك أريكان ما حدث إلا عندما رأى الملك أكيرا نفسه يصل إلى المكان، يرافقه أوستن وعدد من الحراس المدرعين. صرخ الملك:
– "هجوم! لا تدعوه يهرب!"
التفت أريكان ليجد نفسه محاصرًا من كل الاتجاهات، وأدرك على الفور الهالة العنيفة المنبعثة من الملك أكيرا، هالة جعلت الهواء ثقيلًا من حوله.
– "هذا الشخص... يملك هالة مرعبة..." تمتم أريكان لنفسه.
قبض على سيفه وانطلق بسرعة نحو الحراس يخترق صفوفهم، يحاول شق طريقه للخروج. صرخ الملك مجددًا:
– "أمسكوا به! لا تدعوه يفلت!"
كان أوستن أول من اندفع نحوه، واشتبك مع أريكان مباشرة. وبينما كان يقاتلهم، ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجه أريكان:
– "لقد وقعتم في فخي..."
فجأة، خيم الظلام على المكان. لم يعد أحد يرى شيئًا. من قلب الظلال، ظهر شخص آخر... ظل أريكان نفسه، وقد اتخذ شكل شيطان. تحوّل العالم من حولهم إلى لون أحمر قاتم.
– "مرحبًا بكم في عالمي الخاص... عالم التعذيب." قالها أريكان بصوتٍ بارد.
اندفع أوستن كالسهم، وسيفه يتجه نحو رقبة أريكان مباشرة. اخترق السيف عنقه وأسقطه أرضًا. ضحك أوستن بخفة:
– "وهذا هو من يظن نفسه خصمًا لي؟"
لكن أريكان بدأ يضحك أيضًا... رغم الدماء التي نزفت بغزارة.
– "ماذا...؟" تساءل أوستن بارتباك.
نهض أريكان، والابتسامة لا تزال على وجهه:
– "أنت أحمق... هذا عالمي، وأنا فيه الإله، أما أنت... فأنت مجرد لعبة."
صرخ أوستن:
– "هجوم!"
اندفع الحراس جميعهم، وسيوفهم تخترق جسد أريكان. لكن لم يكن هناك أي جرح.
– "لا فائدة... في عالمي، لا شيء يؤذيني."
رفع أريكان يده، وفجأة ظهرت أعمدة ضخمة، وامتدت سلاسل من العدم ربطت الحراس وأوستن بها، وجذبتهم نحو الأعمدة بقوة ساحقة.
– "كان يمكنني تعذيبكم طويلًا... لكن عليّ العودة إلى العالم الحقيقي الآن."
وبلحظة، انسحب من عالمه الخاص، تاركًا أوستن والحراس عالقين هناك.
...
عاد أريكان إلى الواقع، ليجد الحراس الآخرين يوجهون سيوفهم نحوه، والملك أكيرا يتقدّم.
– "أين أوستن؟!" سأل الملك بغضب.
– "لقد قتلتهم." أجاب أريكان ببرود.
صرخ الملك:
– "هجوم!!"
اندفع الحراس، لكن أريكان انطلق عاليًا نحو السماء. صاح الملك:
– "لا تدعوه يهرب!"
بينما كانوا يلاحقونه، غيّر أريكان اتجاهه فجأة، وانقض على بعض الحراس، ثم ضرب الأرض بقبضته ضربة هائلة أثارت سحابة كثيفة من الغبار حجبت الرؤية.
أطلق الملك رمحًا خرجت منه هالة أرجوانية مخيفة، اخترق الضباب، ونجح في خدش صدر أريكان، فسالت الدماء على الأرض.
– "كيف... كيف رآني وسط هذا الغبار؟" قال أريكان في نفسه وهو ينزف.
اندفع مبتعدًا، والدم يسيل من صدره، ثم اختفى تمامًا مع زوال الغبار.
قال أحد الحراس:
– "سيدي، لقد هرب!"
نظر الملك أكيرا إلى الأفق وقال بهدوء:
– "سوف نجده... عودوا."
...
أما أريكان، فكان يبتعد جريحًا، يتمتم بصوت خافت:
– "يجب أن أجد منزلًا أختبئ فيه... بسرعة."