في نفس الوقت...
كان تشو فانغ جالسًا مع بقية أفراد عائلة هيسامي، والقلق بادٍ على وجوههم. الجميع يتساءل بصمت: ماذا حدث لأريكان؟
كسر ناد الصمت فجأة وقال بانفعال:
– "هل سنبقى هنا مكتوفي الأيدي؟!"
رد هارو بتوتر:
– "لكن... ماذا يمكننا أن نفعل؟"
قالت أكينا بثقة ممزوجة بالقلق:
– "علينا أن ننتظر... أريكان قوي، لا بد أنه سيهزمهم."
أومأ كين بثقة:
– "نعم... أنا أثق بأخي أريكان."
لكن تشو فانغ كان ينظر إلى الأرض، ثم قال وهو ينهض:
– "سأخرج قليلًا..."
نظرت إليه أكينا بحدة:
– "لا تفكر بالذهاب إلى الإمبراطور!"
ابتسم بسخرية وقال:
– "هل تعتقدون أنني أخاف؟ صحيح أني لا أحب هذا الوغد، لكنني أريد فقط أن أتنفس بعض الهواء."
خرج تشو فانغ من المنزل، يضرب الأرض بقدمه مع كل خطوة كأن الغضب ينهش قلبه. كان يتمتم لنفسه بصوت خافت:
– "هل تراجع مستواي القتالي؟... عند أول خطر أصبحت أهرب؟ الجميع يذكر اسم يوشيرو أو أريكان... أما أنا؟ فلا أحد يعتمد علي... لا أحد."
وفي تلك اللحظة، في مكانٍ آخر...
كان أريكان قد دخل أحد المنازل الخشبية المهجورة. ما إن رآه صاحب المنزل، حتى أمسك بسيفه وانقضّ نحوه دون تردد. لكن أريكان لم يتراجع، بل تحرك بسرعة نحو طفلة صغيرة كانت تقف في الزاوية، أمسك بها، ووضع سيفه على رقبتها.
– "تصرخ؟ سأقتلها!" قالها ببرود قاتل.
صرخ الأب مذعورًا:
– "دع ابنتي!"
رد أريكان:
– "ارمِ سيفك... الآن."
تردد الرجل لحظة، ثم ألقى سيفه بعيدًا.
ابتعد أريكان عن الطفلة ودفعها نحو والدها:
– "خذها، لن أؤذيها إن لم تتدخل."
وفجأة، صرخت امرأة من خلف الباب:
– "هذا هو المجرم! لقد رأيته!"
استدار أريكان نحوها، واقترب بسرعة خاطفة، ووضع حد سيفه على رقبتها:
– "أصرخي مجددًا... وسأغرسه."
تصلب جسد المرأة، وبدأ العرق يتصبب من جبينها خوفًا.
قال أريكان بنبرة حادة:
– "أحتاج فقط إلى مكان أختبئ فيه لبعض الوقت... ثم سأغادر."
قال الرجل وهو ينظر إلى زوجته وابنته:
– "حسنًا... ارتح هنا. نحن... سنغادر إلى مكان آخر."
ضحك أريكان بسخرية:
– "هل تنوي إبلاغي؟"
ارتبك الرجل وقال:
– "لا، نريد فقط أن نوفر لك الراحة الكاملة."
ابتسم أريكان بسخرية أكثر عمقًا:
– "حسنًا... لكنني أنا من سيختار المنزل."
نظر الرجل إلى زوجته، ثم أومأ مطأطئ الرأس:
– "كما تشاء."
اقترب أريكان منهم، وفجأة... خيم الظلام. لم يعد الرجل ولا المرأة يرون شيئًا. كل شيء غرق في السواد.
ثم تجسّد ظل شيطاني خلف أريكان، امتدت ملامحه كأنها تنتمي إلى عالم آخر.
– "مرحبًا بكم في عالم التعذيب..." قالها أريكان، وصوته يقطر جليدًا.
صرخ الرجل:
– "لماذا؟! ماذا فعلنا لتفعل بنا هذا؟!"
رد أريكان بهدوء مخيف:
– "لم تفعلوا شيئًا... هذا هو منزلكم الجديد."
ثم قال أريكان بصوت عالٍ:
– "اخرجوا، أيتها الأعمدة!"
خرجت ثلاثة أعمدة ضخمة ملتفة بالسلاسل، انطلقت بسرعة وقيدت الرجل والمرأة والطفلة، رافعة إياهم في الهواء.
ابتسم أريكان:
– "من اليوم، منزلي منزلكم... ومنزلكم منزلي."
ثم انسحب من عالم الظل، تاركًا خلفه صرخاتهم تتلاشى في العدم.
دخل غرفة مظلمة في المنزل، جلس بهدوء، وقال لنفسه:
– "يجب أن أُعالج هذا الجرح..."