96 - كل الطرق تؤدي إلى أريكان

داخل المنزل، وبينما كان أريكان يعالج جراحه، شعر فجأة بوجود غريب.

تحرك بخفة واختبأ خلف باب الغرفة، وقد كانت خطوات خفيفة تتقدم نحوه.

كانت فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، تنظر حولها بقلق وهي تنادي:

– أمي؟ أبي؟ أين أنتما؟ يجب أن تحذرا... الجميع يقول إن المجرم الذي قتل سيد كايد قد هرب!

دخلت الغرفة، تبحث بعيونها عن والديها، لكنها لم تجد أحداً.

لحظات، وخرج أريكان من خلف الباب وهو يضحك قائلاً:

– مرحباً... يا فتاة.

صرخت دون تردد، وانطلقت نحوه بمخالبها محاولة إصابته، لكن أريكان تفادى هجومها بسهولة وبابتسامة واثقة.

– حاولي ما استطعتِ، لكنك لا تملكين فرصة.

صرخت:

– ماذا فعلت بهم؟ أين أمي؟ وأبي؟ وأختي الصغيرة؟!

رد أريكان ببرود:

– قتلتهم.

عندها اتسعت عيناها، وهاجمته بجنون، لكن حركتها كانت مكشوفة. أمسك برقبتها ورفعها عن الأرض، ثم قال بنبرة هادئة:

– إنهم في مكان آمن... يكفي، لا تدفعيني لقتلهم فعلاً.

قالت وهي تلهث:

– وإن كنتَ تكذب؟

تمتم أريكان بكلمات غير مفهومة، وفُتحت بوابة سوداء خلفه، خرج منها والدها مربوطاً في عمود بسلاسل.

صرخت:

– أبي!

قال أريكان ببرود:

– لا تقلقي، لم أقتلهم... بعد. لكن إن أردتِ، يمكنك الانضمام إليهم.

نظرت إليه وهي تفكر: "إن دخلت، سنموت جميعاً... هذا المجنون سيقضي علينا في النهاية."

قالت بصلابة:

– لا، سأبقى هنا... في منزلنا.

ابتسم أريكان وقال:

– على راحتك، لم أجبرك على شيء... لكن، إن بلغتي عني، سأقتل كل من تحبين.

ردت بصوت منخفض:

– لن أبلغ أحداً... فقط دعهم أحياء.

توجه أريكان نحو الغرفة مجدداً، وأغلق الباب خلفه، تاركاً الفتاة في قلق وتفكير عميق بمصير والديها وأختها الصغيرة.

وفجأة، تردد صوت قوي في أرجاء المملكة، صوت الملك أكيرا يخاطب الشعب:

– المجرم الذي قتل كايد وأوستن، لا نعلم بعد مكانه. لقد اختفى بعد الاشتباك مع الحرس، وما زال حراً طليقاً. على كل من يعثر عليه أن يبلغ فوراً. إنه خطير... ومخادع.

ثم انقطع الصوت.

من داخل الغرفة، قال أريكان:

– لا تنسي مصيرهم...

تمتمت الفتاة بين نفسها وهي ترتجف:

– هذا الوغد... المجنون...

---

وفي مكان آخر، كان يوشيرو وساجور يحلقان في السماء باتجاه منزل عائلة تايغرون.

قال ساجور:

– سنصل قريباً... لكن الليل سيحل، من الأفضل أن نرتاح الليلة.

رد يوشيرو:

– لا بأس، اختر مكاناً مناسباً.

وبينما يحلقان، لمح ساجور موقعاً جميلاً بجانب نهر جارٍ، تحيطه الأشجار الكثيفة.

قال ساجور وهو يهبط:

– هنا، سيكون المكان آمناً.

هبط الاثنان على الأرض، وتمتم يوشيرو بتعويذة سحرية، فانبعث نور خافت وتكوّن منزل سحري صغير.

دخلا معاً، استعداداً لليلة هادئة... قبل أن تستأنف رحلتهما مع بزوغ الفجر.

2025/05/27 · 3 مشاهدة · 399 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025