قال أريكان بنبرة هادئة لكنها حادة:

"لكن عليكِ أن تجيبي بكل صراحة... أو تعرفين جيدًا ما سيحدث إن لم تفعلي."

نظرت إليه روتيكا باستياء وقالت:

"حسنًا، سأجيب بصدق... هل تركتَ لي خيارًا آخر؟"

قال أريكان وهو يقترب منها:

"هل تعرفين شيئًا عن جيوش الملك؟ وهل لديهم تصنيفات للقوة؟"

أجابت روتيكا بعد لحظة صمت:

"أعرف القليل فقط... في هذا العالم، هناك ملك واحد يُدعى أكيرا. لكنه لا يحكم كما يشاء، فهناك مجلس يُسمى مجلس القرارات، وهو الذي يصدر الأحكام والقوانين."

سألها أريكان باهتمام:

"كم عدد أعضاء هذا المجلس؟"

هزّت رأسها وقالت:

"لا أحد يعلم عددهم. أما عن الجيوش، فهي مقسّمة إلى ثلاث تصنيفات:

الأولى تُدعى الطاعون، وهي القوة الأضعف.

الثانية تُعرف بـالمتخصصين، وهم من يتعاملون مع قضايا السرقة والمجرمين، وأحيانًا يتدخلون في الأمور الكبرى.

أما الثالثة، فهي الأخطر... تُدعى الطغاة الكبار، وهم قوة لا يُعرف عدد أفرادها، لا يظهرون إلا في المهمات الصعبة، ويُقال إنهم بلا رحمة. يرافقهم أيضًا حيوانات مدرّعة ومدرّبة على القتل دون تردد."

تنهدت ثم أضافت:

"هذا كل ما أعرفه."

ابتسم أريكان ابتسامة باهتة وقال:

"شكرًا لك."

نظرت إليه روتيكا بريبة وسألت:

"لكن لماذا تسأل عن كل هذا؟"

أجاب أريكان ببرود:

"أنا لا أعلم كيف أخرج من هذا العالم... ففكرت، لماذا لا أجعله عالمي؟"

ضحكت روتيكا بسخرية وقالت:

"أنت مجنون... هذا العالم يحكمه قادة أقوياء، وعلى رأسهم قوة الطغاة الكبار."

رد أريكان بابتسامة تحدٍ:

"وما بهم؟ سأجعل هذا العالم تحت قدمي."

قالت روتيكا ببرود:

"سوف نرى..."

عاد أريكان إلى غرفته، وأخذ يرسم خطط السيطرة والتخريب، وهو يتمتم:

"يجب أن أُفرقهم... لكن كيف؟"

بعد لحظات، ابتسم وقال:

"وجدتها."

عند الفجر، بدأ أريكان بتنفيذ خطته.

وقف وسط الغرفة، وتمتم بتعويذة، فانطلقت من حوله عشرة مجسّمات بلا ملامح، كلٌّ منها يحمل سلاحًا.

رفع يده وتمتم:

"ارتدوا عباءتكم..."

فارتدت المجسمات عباءات بيضاء، ووجوهها مغطاة بأقنعة نصفها أحمر، والنصف الآخر أسود.

أمرهم بنبرة حاسمة:

"انشروا الخراب والدمار..."

وانطلقت المجسّمات في كل اتجاه.

بعضها أشعل الأسواق بالنيران، وبعضها دمّر المنازل، وبعضها قتل حراسًا من تصنيف الطاعون وحتى الحيوانات المدرعة.

وفي دقائق...

تحوّل العالم إلى جحيم من النيران والدخان والصراخ...

"منزلي!"

"رزقي!"

"لا تؤذوا طفلي!"

في نفس الوقت، وقف الملك أكيرا على شرفة قصره يراقب المشهد.

ثم صرخ بصوت غاضب:

"أيها المجرم أريكان! سلّم نفسك قبل فوات الأوان! هذه مشكلتك معي، فلا تؤذِ الأبرياء!"

ثم التفت إلى سكان العالم وقال:

"لا تخافوا، سنعتني بهؤلاء المجرمين، لكننا لا نعلم من أين أتوا..."

ولكن الخراب كان قد انتشر...

والناس تجمّعوا أمام قصر الملك وهم يهتفون:

"يجب أن تُمسكوا بالمجرم!"

"وفّروا لنا الحماية!"

خرج الملك مرة أخرى وقال بصوت مكسو بالأسف:

"أعدكم أنني سأمسكه وأعاقبه بشدة..."

لكن صرخات الناس تعالت:

"حياتنا في خطر!"

"من هؤلاء الذين ينشرون الفوضى؟!"

قال الملك بنبرة حزينة:

"لا نعلم من هم... لكن الأرجح أنهم مع المجرم."

ثم رفع صوته:

"عودوا جميعًا إلى منازلكم وأغلقوا الأبواب، حتى لا يتأذى أحد."

وهكذا...

عاد الجميع إلى منازلهم، وأغلقوا الأبواب على خوف يتسلل في القلوب...

بينما كانت المجسمات تتابع مهمتها...

والدمار لا يزال ينتشر بصمتٍ قاتم.

2025/05/27 · 17 مشاهدة · 469 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025