98 - إن كنتَ تقرأ هذا... فقد فات الأوان

أمسك ناد بالورقة المعلّقة على الباب ونزعها بهدوء، ثم فتحها متفحصًا محتواها.

سألته أكينا بقلق: "ماذا كُتب فيها؟"

قال ناد وهو يرفع الورقة: "دعوني أقرأها لكم."

ضحك كين بخفوت، واضعًا يده على فمه كي لا يفضح نفسه.

راح ناد يتأمل في الورقة بصمت.

أكينا لم تحتمل الانتظار، فقالت: "ناد، ما المكتوب؟"

ابتسم ناد بخفة وقال: "نسيت أن أخبركم... أنا لا أعرف القراءة."

انفجر كين ضاحكًا بصوتٍ عالٍ.

نظرت إليه أكينا بغضب وقالت: "ناد! هذا ليس وقت المزاح!"

قال ناد معتذرًا: "آسف، كنت فقط متحمسًا قليلًا..."

مدّت أكينا يدها وقالت: "أعطني الورقة."

ناولها ناد إيّاها، ففتحتها وبدأت تقرأ... لكن فجأة تغيّرت ملامح وجهها، وكأنها قرأت شيئًا صادمًا.

سأل ناد بقلق: "ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟"

قال هارو بسرعة: "أختي، حاولي أن تخبرينا بما كُتب."

قالت أكينا بصوتٍ خافت:

"تشو فانغ... لن يعود."

تجمّد الجميع.

ناد تساءل بذهول: "ماذا تقصدين؟"

قال كين وهو يحدّق في اكينا: "حتى أنا لم أفهم..."

سأل هارو: "هل تعنين أنه غادر؟ هل حدث له شيء؟"

أكينا قرأت بصوتٍ واضح:

> "لا تنتظروني، فلن أعود مجددًا إلى المنزل."

ساد الصمت لوهلة.

قال ناد بانفعال: "ما الذي حدث له حتى يتركنا بهذه الطريقة؟!"

أجابت أكينا وهي تطوي الورقة: "لا نعلم... لنَدخُل إلى المنزل أولًا."

---

في تلك اللحظة، كان أريكان في غرفته داخل القصر، يُفكر ويخطط بصمت.

قال لنفسه:

"يجب أن أتعلم سحر فتح البوابة... إن أردت الهرب. لكن كيف؟"

سكت قليلًا، ثم نهض من مكانه وقال:

"وإن لم أستطع الهرب من هذا العالم... فلِمَ لا أسيطر عليه؟"

ابتسم بخبث وتابع:

"لكن للسيطرة، عليّ أن أفهم هذا العالم أولًا."

خرج من الغرفة، واتجه نحو الغرفة التي كانت تقيم فيها الفتاة.

طرق الباب بهدوء.

جاءه صوت ساخر من الداخل:

"أول مرة في حياتي أرى مجرمًا يطرق الباب."

قال أريكان ببرود: "أنا مجرم محترم."

فتحت الفتاة الباب، ونظرت إليه باستياء: "ما الأمر؟"

دخل أريكان الغرفة دون استئذان.

صاحت الفتاة: "هذه غرفتي، أيها الأحمق!"

قال وهو يتجول بنظره في المكان: "أريد الحديث معك قليلًا."

قالت الفتاة بحدّة: "لا أرغب بالكلام."

رفع أريكان حاجبه وقال:

"حسنًا، لكن إن لم تتعاوني... قد يُقتل أحد أفراد عائلتك."

شهقت الفتاة، ثم تمتمت غاضبة:

"أيها الوغد... حسنًا، تكلّم."

جلس أريكان أمامها وقال: "أريد أن أعرف اسمك."

سألته الفتاة: "ولماذا تريد معرفته؟"

قال بصرامة: "أجيبي دون أسئلة... أنا من يسأل، وأنتِ من تجيب، وليس العكس."

قالت بتردد: "...روتيكا."

ابتسم أريكان ابتسامة باهتة: "روتيكا، إذًا..."

قالت ببرود: "نعم، هذا اسمي. هل هذا كل ما لديك من أسئلة؟"

هز رأسه وقال: "بل لدي الكثير..."

قالت روتيكا: "إذن اسأل، ولنرَ ما تريد."

2025/05/27 · 13 مشاهدة · 401 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025