أمسك ناد بالورقة المعلّقة على الباب ونزعها بهدوء، ثم فتحها متفحصًا محتواها.
سألته أكينا بقلق: "ماذا كُتب فيها؟"
قال ناد وهو يرفع الورقة: "دعوني أقرأها لكم."
ضحك كين بخفوت، واضعًا يده على فمه كي لا يفضح نفسه.
راح ناد يتأمل في الورقة بصمت.
أكينا لم تحتمل الانتظار، فقالت: "ناد، ما المكتوب؟"
ابتسم ناد بخفة وقال: "نسيت أن أخبركم... أنا لا أعرف القراءة."
انفجر كين ضاحكًا بصوتٍ عالٍ.
نظرت إليه أكينا بغضب وقالت: "ناد! هذا ليس وقت المزاح!"
قال ناد معتذرًا: "آسف، كنت فقط متحمسًا قليلًا..."
مدّت أكينا يدها وقالت: "أعطني الورقة."
ناولها ناد إيّاها، ففتحتها وبدأت تقرأ... لكن فجأة تغيّرت ملامح وجهها، وكأنها قرأت شيئًا صادمًا.
سأل ناد بقلق: "ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟"
قال هارو بسرعة: "أختي، حاولي أن تخبرينا بما كُتب."
قالت أكينا بصوتٍ خافت:
"تشو فانغ... لن يعود."
تجمّد الجميع.
ناد تساءل بذهول: "ماذا تقصدين؟"
قال كين وهو يحدّق في اكينا: "حتى أنا لم أفهم..."
سأل هارو: "هل تعنين أنه غادر؟ هل حدث له شيء؟"
أكينا قرأت بصوتٍ واضح:
> "لا تنتظروني، فلن أعود مجددًا إلى المنزل."
ساد الصمت لوهلة.
قال ناد بانفعال: "ما الذي حدث له حتى يتركنا بهذه الطريقة؟!"
أجابت أكينا وهي تطوي الورقة: "لا نعلم... لنَدخُل إلى المنزل أولًا."
---
في تلك اللحظة، كان أريكان في غرفته داخل القصر، يُفكر ويخطط بصمت.
قال لنفسه:
"يجب أن أتعلم سحر فتح البوابة... إن أردت الهرب. لكن كيف؟"
سكت قليلًا، ثم نهض من مكانه وقال:
"وإن لم أستطع الهرب من هذا العالم... فلِمَ لا أسيطر عليه؟"
ابتسم بخبث وتابع:
"لكن للسيطرة، عليّ أن أفهم هذا العالم أولًا."
خرج من الغرفة، واتجه نحو الغرفة التي كانت تقيم فيها الفتاة.
طرق الباب بهدوء.
جاءه صوت ساخر من الداخل:
"أول مرة في حياتي أرى مجرمًا يطرق الباب."
قال أريكان ببرود: "أنا مجرم محترم."
فتحت الفتاة الباب، ونظرت إليه باستياء: "ما الأمر؟"
دخل أريكان الغرفة دون استئذان.
صاحت الفتاة: "هذه غرفتي، أيها الأحمق!"
قال وهو يتجول بنظره في المكان: "أريد الحديث معك قليلًا."
قالت الفتاة بحدّة: "لا أرغب بالكلام."
رفع أريكان حاجبه وقال:
"حسنًا، لكن إن لم تتعاوني... قد يُقتل أحد أفراد عائلتك."
شهقت الفتاة، ثم تمتمت غاضبة:
"أيها الوغد... حسنًا، تكلّم."
جلس أريكان أمامها وقال: "أريد أن أعرف اسمك."
سألته الفتاة: "ولماذا تريد معرفته؟"
قال بصرامة: "أجيبي دون أسئلة... أنا من يسأل، وأنتِ من تجيب، وليس العكس."
قالت بتردد: "...روتيكا."
ابتسم أريكان ابتسامة باهتة: "روتيكا، إذًا..."
قالت ببرود: "نعم، هذا اسمي. هل هذا كل ما لديك من أسئلة؟"
هز رأسه وقال: "بل لدي الكثير..."
قالت روتيكا: "إذن اسأل، ولنرَ ما تريد."