الفصل المئة والثالث عشر: نصل الضباب السماوي
____________________________________________
تجهم وجه كونغ لينغ في الحال، وقال بنبرةٍ مُرّة: "يا أخ شانغ قوان، أليس هذا بالأمر السيء؟"
"همم؟" شددت من هالتك المحيطة بك، وسألت بتهديد مبطن: "هل رأيت في حياتك قبضة بحجم كيس الرمل؟!"
بدا العجز على وجه كونغ لينغ وهو يقول: "يا أخ شانغ قوان، ليس الأمر أنني أبخل عليك بوصفة التربية السرية، ولكن لظروف خاصة، لا يمكنني حقًا أن أمنحك إياها!"
رفعت ذقنك بتحدٍ: "دعني أسمع كيف ستبرر هذا الأمر."
"يا أخ شانغ قوان، طائفة ترويض الوحوش التي أنتمي إليها تمتلك بالفعل أكثر من طريقة لتربية الوحوش، ولكن أيًا كانت الطريقة، فلا بد أن تتم داخل نطاق الطائفة حتى تكون فعالة!"
فكرت للحظة ثم قلت: "إذًا ما يعنيه الأخ كونغ هو أن طائفة ترويض الوحوش لديكم هي أرض كنز ذات طاقة روحانية خاصة، حيث لا تنمو الحيوانات الصغيرة وتشتد قوتها إلا داخل حدود طائفتكم؟"
"بالضبط!"
سألت مجددًا: "هل زعيم طائفة ترويض الوحوش لديكم سيد أسمى من الدرجة القصوى؟"
استعاد كونغ لينغ بعضًا من ثقته وأجاب: "أجل، أجل، هو كذلك!" لكن طائفة ترويض الوحوش قد لا توافق على طلبك للتربية عن بعد، فهذا هو أساس قيام طائفتهم، ولن يسمحوا بسهولة بتدخل طوائف أخرى في شؤونهم.
"وإن لم يوافقوا..." تمتمت في سرك وأنت تفكر بعمق: "هناك أحد عشر سيدًا أسمى في المجمل، واحد من الدرجة القصوى، وعشرة من السادة الأسمى العاديين، أظن أنه من الممكن القضاء عليهم جميعًا..."
"أخ شانغ قوان؟!" تقلص بؤبؤا عيني كونغ لينغ بحدة وصاح: "يا أخ شانغ قوان، هل ما زلت هنا؟!"
عدت إلى رشدك وأجبت: "أنا هنا، أنا هنا. ما الأمر؟"
بدا الرعب على وجه كونغ لينغ وهو يقول: "يا أخ شانغ قوان، الكلام الذي تفوهت به للتو لم يكن كلامًا بشريًا!!"
نظرت إلى كونغ لينغ المصدوم وقلت: "كل ما أريده هو أن تساعدوني في تربية بعض الحيوانات الصغيرة، لكني أخشى ألا توافقوا."
"نوافق، نوافق! كلنا نوافق! بل لدينا خدمة رعاية شاملة تضمن لك الرضا التام!"
أخيرًا، أشرق وجهك قليلًا: "هذا هو الكلام الذي أود سماعه، أليس كذلك؟"
"هذا ما أقوله!" أومأ كونغ لينغ برأسه بسرعة كأنه مدق أرز.
لم يكن كونغ لينغ يعلم ما إذا كنت قادرًا على اختراق طائفة ترويض الوحوش بأكملها بمفردك، لكنه كان يعلم يقينًا أنك لو أردت قتله الآن، لكان الأمر أسهل من شربة ماء. فحتى سيد أسمى من الدرجة القصوى مثل الراهب جويه قد فر هاربًا من ضربة واحدة منك. كان كونغ لينغ يعتقد أنك لا بد أن تكون سيدًا أسمى لا مثيل له.
لكن الغريب في الأمر أن عدد السادة الأسمى الذين لا مثيل لهم قليل جدًا، ولم يسبق لكونغ لينغ أن رآك من قبل، لذا لم يتمكن من فهم طباعك على الإطلاق. ولهذا حذر نفسه من إثارة غضبك، ووافق على عجل في الوقت الحالي، على أمل أن يكون كل شيء آخر قابلًا للتفاوض لاحقًا.
نظرت إلى كونغ لينغ، الذي بادر إلى إهدائك ابتسامة متملقة. لم يكن بوسعك التحقق من صدق كلامه، لأن قرص استجلاء الحقيقة لا يؤثر في السادة الأسمى. لكنك في المقابل لن تذهب بمفردك إلى طائفة ترويض الوحوش للتحقق من الأمر بنفسك. كانت قوتك عظيمة، لكنها لم تكن كافية لتجعلك منيعًا في هذا العالم، فلو نصبت لك طائفة ترويض الوحوش فخًا أو استخدمت حيلة ما، لكنت في عداد الهالكين. كان الحذر واجبًا.
رفعت بصرك نحو الأفق البعيد، ثم بحركة من قوة المصدر لديك، أمسكت بخمسة من طيور سنونو البحر الصغيرة العادية. وضعتها أمام كونغ لينغ وقلت: "ساعدني في تربية هذه الطيور في طائفة ترويض الوحوش لمدة عام واحد. سأراقب النتائج، وسأغطي جميع التكاليف المتعلقة بذلك."
تنفس كونغ لينغ الصعداء حين رأى أنك لست شخصًا غير منطقي، وأنك تعرف أصول تسوية الحسابات.
"يا أخ شانغ قوان، بالطبع، لا مشكلة!" وافق كونغ لينغ بلهفة، ثم أردف: "إذًا، يا أخ شانغ قوان، سأستأذن بالانصراف!"
"انتظر!" ناديته لتوقفه قبل أن يهم بالتحليق بعيدًا.
نظر إليك كونغ لينغ بفضول. ابتسمت بخفة وقلت: "يا أخ كونغ، لم تعطني بعد وصفة التربية السرية التي وعدتني بها!"
عاد العجز ليرتسم على وجه كونغ لينغ: "يا أخ شانغ قوان، ما زلت تريد الوصفة السرية؟!"
"أنا أيضًا أحب الحيوانات الصغيرة، وأود أن أجري بعض الأبحاث والدراسات!"
شعر كونغ لينغ أنه قد أساء تقديرك، فأنت بالفعل شخص قاسٍ وغير منطقي. وبلا حيلة، أخرج كونغ لينغ ثلاث وصفات سرية وقدمها لك.
"يا أخ شانغ قوان، هل يمكنني المغادرة الآن؟"
ابتسمت مجددًا وقلت: "يا أخ كونغ، أنت دائم النسيان. ما زلت لم تعطني صقور الجمر الثلاثة!"
تأكد كونغ لينغ في تلك اللحظة أنك بالفعل شخص لا يمكن التفاهم معه.
قلت بنبرة جادة: "يا أخ كونغ، لا تنظر إليّ هكذا. أنا أبادلك خمسة من طيور سنونو البحر بثلاثة من صقور الجمر. أنت الرابح الأكبر في هذه الصفقة!"
امتقع وجه كونغ لينغ وقال بمرارة: "يا أخ شانغ قوان، أفضل أن أبادل مئة من طيور سنونو البحر بثلاثة من صقور الجمر!"
"أي نوع من الكلام هذا؟ هل تظن أنني سأدعك تخسر؟!"
لم يعد لدى كونغ لينغ حتى الرغبة في أن يلعنك في سره. اكتفى بخفض بصره والنظر إليك بنظرة ملؤها الاستياء.
"يا أخ كونغ، لقد أسأت فهمي. سآخذها فقط لأربيها وأتأملها لمدة عام. وعندما ينتهي الوقت، سأعيدها إليك. أؤكد لك أن ريشة واحدة من كنوزك الثلاثة لن تسقط!"
رفع كونغ لينغ حاجبيه واستعاد بعضًا من حيويته: "يا أخ شانغ قوان، هل تعني ما تقول حقًا؟"
"بالتأكيد! بعد عام، أحضر طيور سنونو البحر الخمسة إلى قصر العشرة آلاف حلم، وسأعيد لك صقور الجمر سليمة!" ثم وضعت قرصًا علاجيًا من الدرجة السابعة أمام كونغ لينغ، وقلت: "هذا عربون صدقي!"
حسبتها في عقلك بهدوء، فقيمة دم الجوهر لثلاثة من صقور الجمر تفوق بكثير قيمة هذا القرص من الدرجة السابعة.
أشرق وجه كونغ لينغ على الفور، وسارع بأخذ القرص قائلًا: "يا أخ شانغ قوان، أنت كريم حقًا!"
كان كونغ لينغ يتوقع أنك ستنتزع صقور الجمر بالقوة، لكنك الآن، من وجهة نظره، كنت تترك طائفة ترويض الوحوش تربي له ثلاثة صقور جمر مجانًا لمدة عام. وفوق ذلك، حصل هو نفسه على قرص من الدرجة السابعة. شعر أنه قد حقق مكسبًا كبيرًا. لكن ما لم يدركه كونغ لينغ هو أنه قد يكسب، أما أنت فلن تخسر أبدًا.
هذه المرة، بادرت أنت بالقول: "يا أخ كونغ، يمكنك الذهاب الآن. إلى أن نلتقي مجددًا!"
شعر كونغ لينغ بالارتياح واستدار ليحلق بعيدًا: "يا أخ شانغ قوان، أراك بعد عام!"
ما إن حلق كونغ لينغ بعيدًا حتى حاولت صقور الجمر الثلاثة اللحاق به. ولكن بحركة من قوة المصدر في يدك، ومهما رفرفت صقور الجمر الثلاثة الضخمة بأجنحتها، لم تستطع الطيران، بل ظلت تدور في مكانها.
بدا أن صقور الجمر الثلاثة قد شعرت بالخطر، فأخذت ترفرف بيأس في الاتجاه الذي طار إليه كونغ لينغ.
ضحكت قائلًا: "لقد تخلى عنكم سيدكم يا صغار."
ازداد رفرفة صقور الجمر الثلاثة جنونًا، حتى كادت أن تتكلم من فرط غيظها. لم تكترث لذلك، بل لففت الصقور بقوة المصدر واتجهت نحو قصر العشرة آلاف حلم. لقد حقنت علامة من قوة المصدر في طيور سنونو البحر الخمسة التي أعطيتها لكونغ لينغ، لذا لم تكن تخشى أن يقوم بتبديلها.
بينما كنت تحلق في الجو، أخذت تفكر فيما إذا كانت أراضي طائفة ترويض الوحوش تمنح الحيوانات بالفعل هذه الفائدة الهائلة. انطلاقًا من تعابير وجه كونغ لينغ، لا يبدو أن الأمر كان كذبة. لقد حصلت أيضًا على الوصفات السرية وأعطيت كونغ لينغ خمسة من طيور سنونو البحر لتربيتها، وبهذا يمكنك إجراء اختبار محكم.
"إن كان التأثير لا يحدث إلا داخل أراضي طائفة ترويض الوحوش، فلا بد أن هذا المكان يمتلك شيئًا مميزًا!"
تساءلت أيضًا عما إذا كانت طائفة ترويض الوحوش قد طورت قدرتها على ترويض الوحوش أولًا ثم وجدت هذا المكان لتؤسس طائفتها، أم أنها وجدت هذه الأرض المباركة أولًا ثم جعلت من ترويض الوحوش عملها الأساسي. خططت لأن تسأله في المرة القادمة.
قررت أنك بعد أن تجد مصدر الأرض الثاني ذا طبيعة تشيان المعدنية وتندمج معه، ستذهب إلى طائفة ترويض الوحوش لترى حقيقة ما يجري هناك. وبينما كنت تفكر في هذا، نظرت إلى وعاء مصدر الأرض في يدك.
رفعت الغطاء وخزنت مصدر الأرض بسرعة داخل جيبك المكاني. ثم دخل وعيك إلى تلك المساحة.
أصبح وعيك المتجسد أكثر صلابة واستقرارًا، وخمنت أن ذلك يرجع إلى التقدم الذي أحرزته في الرؤية الإلهية الدقيقة. بدأ الضباب الكثيف يتبدد تدريجيًا، كاشفًا عن المشهد الكامن في الداخل. وعندما رأيت شكل مصدر الأرض بوضوح، ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهك.
"هاها، يا للحظ!"
في وسط مصدر الأرض ذاك، كان يطفو نصل ثمين متقن الصنع، متناغم الشكل، يشع بهالة شاسعة لا تقاوم. تعرفت على مصدر الأرض على الفور.
"نصل الضباب السماوي، ذو طبيعة تشيان المعدنية، المصنف خامسًا!"