الفصل المئة والثاني والثلاثون: الجسد الأولي
____________________________________________
[لم تستوعب سبب امتناع ذلك السياف عن دمج مصدر أرض ثمين كهذا.]
[لقد عاصره العديد من السادة الأسمى، مما يعني أن الآخرين كانوا يدمجون مصادر الأرض.]
["يبدو أن الامتناع عن دمج مصدر الأرض كان خيارًا شخصيًا لذلك السياف وحسب."]
[قطّبت حاجبيك مفكرًا: 'لماذا لم يدمجها؟ أيعقل أن ألوان مصادر الأرض هذه لم ترق له؟']
[تأملت مشهد مصدر الأرض "سيف يفتح الجبال" مجددًا، ولاحظت أن هيئة السياف وهو يلوح بسيفه كانت تنم عن مرارة وكآبة.]
[وعندما ربطت ذلك باسم مصدر الأرض الثاني في الترتيب "سيف يسائل السماء"، أدركت بوضوح الشعور المأساوي الذي يعتصر قلبه، وكأن طموحاته العظيمة لم تتحقق.]
[كما عبرت عن حنين السياف إلى وطنه.]
[في الحقيقة، لم تلحظ أي حنين للوطن، ولكنك قررت إضافتها على أي حال، فربما تحسب لك كنقطة إضافية.]
غرقت في دوامة من التكهنات دون أن تصل إلى أي نتيجة، فقررت في النهاية أن تضع هذه الأسئلة جانبًا في الوقت الراهن. لا بأس إن لم تجد تفسيرًا، فقد انقضت ألف سنة على أي حال، ومن المؤكد أن ذلك السياف قد مات، فلا يمكن أن يكون على قيد الحياة حتى الآن، لذا، لن يكون له أي تأثير عليك.
توقفت لتفكر لحظة، ثم خطر ببالك فجأة: 'ولكن، إن كان ذلك السياف قد عاش حقًا حتى يومنا هذا، فأخشى أن...' ثم أومأت برأسك وأنت تتمتم لنفسك: "أخشى أننا لا نملك إلا أن نقول إن حظه كان عظيمًا!"
لقد ترك ذلك السياف، بسيفه الوحيد، أربعة من مصادر الأرض الأعلى تصنيفًا في هذا العالم. ورغم ثقتك بنفسك التي لا تتزعزع، لم يسعك إلا أن تعترف بإعجاب قائلًا: "أيها الرفيق، أنت رجلٌ فذ حقًا. لقد كان خيارًا حكيمًا منك أن تولد قبل ألف عام، فهكذا تمكنت من تجنب مواجهة وهجي."
وقفت في الهواء مكتوف اليدين، غارقًا في تأملاتك للحظات. وبعدها، وجهت نظرك نحو الدرع الضوئي الذي يغلف جزيرة أفعى البحر، حيث كان مصدر الأرض يتأرجح بداخله، فتساءلت في سرك: 'أتساءل أي مصدر أرضٍ يكون هذا...'
تمتمت بصوت خفيض بعد تفكير عميق: "بما أن هذين المصدرين قد ظهرا في مكانين متقاربين، فربما يكون الذي داخل الدرع الضوئي واحدًا من تلك الأربعة التي تحمل اسم السياف ذاته!" ثم أردفت بحماس متزايد: "وإن صح هذا، فمن المحتمل أن يظهر المصدران الآخران بالقرب من جزيرة أفعى البحر أيضًا!"
كلما فكرت في الأمر، زاد يقينك باحتمالية حدوثه، حتى إنك فكرت في البقاء هنا لترصد ظهور مصادر الأرض، لكنك سرعان ما استبعدت الفكرة. فأنت لست سيدًا أسمى من طبيعة كون الأرضية، ولو ظهر المصدران الآخران بعيدًا عن الجزيرة، فلن تشعر بهما أبدًا، وسيكون بقاؤك مضيعة للوقت.
قررت أن الخيار الأسلم هو زيارة قصر رؤى اليقظة بين الحين والآخر للتحقق من وجود أي رسائل جديدة. وبعد أن اتخذت قرارك، استدعيت سفينتك الكبيرة إلى مساحة تخزينك، ثم تحولت إلى شعاع من الضوء وانطلقت بعيدًا عن جزيرة أفعى البحر، لكن وجهتك لم تكن محافظة يوتونغ، بل صحراء تسانغ وانغ.
كنت تنوي التوجه إلى نزل بوابة التنين لتترك رسالة لصديقتك المقربة، تدعوها فيها لزيارة قصر هي الخاص بك حين يتسنى لها الوقت، لتعميق أواصر صداقتكما النقية. وإذا سنحت الفرصة، كنت تنوي أن تكشف لها عن كنزٍ فريد تحتفظ به. وبما أن النزل لا يسمح إلا لأعضاء طائفة الإبادة بترك الرسائل، كان من الطبيعي تمامًا، بصفتك لاعبًا خاض جولات عديدة، أن تملك رمز عضوية أساسيًا في الطائفة.
وصلت إلى النزل بسرعة، حيث استقبلتك صاحبة النزل الفاتنة كعادتها، وتركت رسالتك وفقًا للإجراءات المتبعة. وبعد أن انتهيت، انطلقت مباشرة نحو سلسلة جبال الألف ضياء، فقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة تفقدت فيها أحوال العالم دونغ تشي جيه، وكنت تتساءل كم طفلًا أنجب هو وعروس البحر خاصته.
وفي صباح اليوم التالي، وصلت إلى وجهتك، حيث بدأ ضباب الصباح الذي يلف سلسلة جبال الألف ضياء بالانقشاع تدريجيًا. كنت قد أعددت نفسك نفسيًا هذه المرة، وقبل أن تدخل حديقة الوحوش الفرعية، أخذت نفسين عميقين لتهدئة اضطرابك. هبطت في بقعة منبسطة وسط الجبال الخضراء المورقة، حيث انتشرت منازل متفاوتة الأحجام.
توجهت مباشرة إلى مختبر دونغ تشي جيه، ووجدته هناك كما توقعت. كان منهمكًا في أبحاثه بوجه تغمره السعادة، وحينما شعر بوجودك، جفل للحظة. لكن ما إن رآك، حتى أشرقت عيناه ببريق ساطع وهتف: "سيدي الشاب هي! لقد أتيت أخيرًا!"
ابتسمت قائلًا: "صباح الخير يا سيد دونغ!"
هرول دونغ تشي جيه نحوك بخطوات سريعة وقال بحماس: "سيدي الشاب هي، لقد حققت تقدمًا جديدًا في أبحاثي!"
"وما الذي توصلت إليه؟ هل هو شيء يمكن لشخص سوي أن يراه دون أن يفقد صوابه؟"
أمسك دونغ تشي جيه بذراعك وجذبك نحو غرفة أعمق قائلًا: "تعال وانظر بنفسك يا سيدي الشاب هي!"
تبعته إلى الداخل، فرأيت غرفة صغيرة لا تحتوي سوى على وعاء زجاجي دائري يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار وقطره مترين. كان الوعاء مملوءًا بسائل شفاف ذي لون أخضر باهت، يطفو بداخله مخلوق شبيه بالبشر، يقل طوله عن مترين، وجسده مغطى بالكامل بعضلات وردية مكشوفة دون أي طبقة جلد، مما منحه مظهرًا شرسًا يوحي بقوة هائلة.
قطبت حاجبيك وسألته: "أيها الأحمق، هل عدت لجمع الجثث من ساحات الإعدام مجددًا؟"
"سيدي الشاب هي، هذا ليس إنسانًا، لقد قمت بتعديله من شمبانزي!"
أمعنت النظر، ولاحظت بالفعل أن أبعاد جسده مختلفة قليلًا عن البشر. فسألت: "وما المميز في هذا الشمبانزي؟"
أجاب دونغ تشي جيه وشغف متقد يتطاير من عينيه: "سيدي الشاب هي، أطلقت عليه اسم 'الجسد الأولي'، وميزته الكبرى أنه يمتلك قوة جسدية تعادل المرحلة المتأخرة من صقل العظام منذ ولادته!"
لم يكن أي وحش في حديقتك، على كثرتهم، يمتلك قوة جسدية تصل إلى هذا المستوى، فأقواهم لم يتجاوز ذروة صقل الجلد.
"يا إلهي، لقد صنعت شيئًا حقيقيًا بالفعل يا فتى!" ثم رفعت حاجبًا وسألت: "من كلامك أفهم أن هناك جيلًا ثانيًا وثالثًا؟"
أجاب دونغ تشي جيه: "نعم، لكنني لم أتمكن من رفع مستوى الصقل الأساسي بعد. أركز حاليًا على تعزيز الموهبة القتالية."
"انتظر لحظة، هل هذا الشيء قادر على الصقل بنفسه؟"
"أجل! مع كل جيل جديد، سأجعل جسده أكثر ملاءمة للصقل، مما يعني أن موهبته ستكون أعلى!"
نظرت إلى الجسد الأولي الطافي في الوعاء الزجاجي وقلت: "أخرجه ليرينا ما لديه، دعني أرى أعاجيبك."
بدا الارتباك على دونغ تشي جيه وقال: "سيدي الشاب هي، هناك مشكلة صغيرة."
"أي مشكلة؟"
قال وهو ينتقي كلماته بعناية: "الجسد الأولي لا يمتلك وعيًا في الوقت الحالي."
حدقت فيه بعينين متسعتين: "هل تحاول أن تكون لبقًا يا دكتور دونغ؟ بعد كل هذا العناء، تخبرني أن هذا الشيء مجرد جثة هامدة!"
"أنا أعمل على حل هذه المشكلة!"
أدركت في تلك اللحظة أن مظهر الجسد الأولي المخيف لم يكن سوى وهم، فهو مجرد كومة من اللحم المحفوظ في سائل لمنع تعفنه. لقد كان الطريق طويلًا جدًا قبل أن يصل إلى ما وصفه دونغ تشي جيه بالمخلوق الخارق.
ربت على كتفه وشجعته بكلمات عابرة: "واصل عملك يا دكتور دونغ، ستصبح شخصًا مميزًا يومًا ما!"
لم يميز دونغ تشي جيه بين المديح والتهكم، فرد بحماس: "نعم، نعم، سأفعل!"
بعد ذلك، توجهت لاستخلاص دم الجوهر من الوحوش التي ربيتها باستخدام مخطوطة ترويض الوحوش. ورغم انغماس دونغ تشي جيه في أبحاثه البيولوجية، فإنه لم يهمل واجباته الأساسية، فقد كانت الوحوش تنمو بصحة جيدة وأحجام كبيرة. استخلصت دم الجوهر من اثنين وتسعين نوعًا من الوحوش، وبدأت بصهرها خارج جسدك على الفور.
كان هدفك هذه المرة واضحًا، وهو أن تستشعر بعناية ذلك الإحساس بتبدد مادة غامضة الذي شعرت به سابقًا. سارت عملية الصهر بشكل طبيعي في البداية، ولكن عندما وصلت إلى القطرة الثامنة والستين من دم الجوهر، عاودك ذلك الشعور مرة أخرى.
اهتز كيانك من فرط الإثارة وهتفت في نفسك: 'إذًا فالأمر مؤكد! مزيج أرض سلسلة جبال الألف ضياء مع مخطوطة ترويض الوحوش هو ما ينتج هذا الإحساس!'
كنت مستعدًا هذه المرة، فقد أحطت المنطقة مسبقًا بقوة المصدر الخاصة بك، مشكلًا درعًا كرويًا عازلًا. بدأت بتقليص حجم الدرع ببطء، حتى أصبح بحجم قبضة اليد. ورغم أن ما بداخله كان لا يزال شفافًا، إلا أنك شعرت بوضوح بوجود مادة عديمة اللون والرائحة محتجزة فيه.
والأغرب من ذلك، أن هذه المادة منحتك شعورًا... بالألفة؟ نعم، لقد شعرت بألفة غريبة تجاه هذه المادة المجهولة. عقدت حاجبيك في حيرة، وواصلت تقليص الدرع حتى أصبح بحجم عقلة الإصبع الصغير، فازداد تركيز تلك المادة بشكل ملحوظ، وازداد معها شعورك بالقرب منها.
تساءلت في حيرة عميقة: 'ما هذا الشيء الذي يتسرب من دماء الوحوش؟'
وما إن خطرت هذه الفكرة في ذهنك، حتى أرسل المحاكي معلومة مفاجئة استقرت في عقلك مباشرة.
[وحالما تلقيت هذه المعلومة، اتسعت عيناك ذهولًا: "طاقة روحية؟!"]