بعد ثلاث سنوات.

في ارض يابسة، شخصان كانا يتبادلان اللكمات.

زيكس الذي كان احدهما، وجه لكمة قوية نحو الشخص الذي يقابله.

الشخص كان فتى وسيما، هو انحنى للوراء وتجنب اللكمة من زيكس، بينما وجه ركلة نحو قدمه.

زيكس قفز قفزة عالية والتف عدة مرة في الهواء قبل ان يهبط بركلة قوية نحو الفتى "هذه ستكون ضربة قوية، زاك"

"هههه الازلت تستخف بي؟" قال الفتى زاك بابتسامة ورفع يده نحو زيكس الساقط "تقنية اللهب، بحر الرماد" تشكلت طبقة من النار بين زيكس وزاك.

زيكس الذي كان في الهواء، كان سيسقط لا محالة في اعماق اللهب امامه.

وفقط حينما بدا وكانه سيحترق وسط اللهب، هو ركل الهواء وقفز عائدا للوراء.

وقف زيكس في جهة يلهث، وفي الجهة الاخرى كان زاك بنفس الحالة.

"هاهاها، انت تملك قوة لا يستهان بها، سواء تعلق الامر باستخدام السحر او بقوتك الجسدية، ولكن لما لا تستخدم ميزتك؟ بموهبتك، لا اظن انك ستواجه صعوبة بايقاظ ميزتك! ايعقل انك ورغم الفترة التي قضيناها نتمرن معا لا زلت تحاول اخفاء الامور عني؟" تحدث زاك، هو قد تعرف على زيكس منذ فترة طويلة، لذلك هو شعر ببعض الغرابة كون زيكس لم يظهر اي ميزة.

"لا..." قال زيكس بينما قفز للامام ووجه لكمة مستقيمة نحو زاك بينما ترك الاخرى قريبة من وجهه من اجل الدفاع، اللكمة التي ارسلها كانت اقوى من العادة "ليس كما تظن، انا من عشيرة روريم، نحن لا نملك ميزة كما يعلم الجميع!"

زاك حرك راسه قليلا متجنبا اللكمة ووجه ضربة براسه نحو فم زيكس "انت من عشيرة روريم؟ الم يتم ابادتها قبل سنوات؟".

زيكس صد راس زاك باليد التي كان قريبة من وجهه بينما هاجم بركبته بطن زاك "ابادتها ليست بتلك السهولة، ماذا عنك؟ الم توقظ ميزتك بعد؟"

زاك انقلب في الهواء متجنبا ركبة زيكس، ثم هبط وراء زيكس بينما ظهراهما متقابلان "ليس كذلك، كل ما في الامر ان ميزتي ليست للاستخدام في المعارك"

زيكس ضرب بمرفقه نحو جدع زاك خلفه بينما تحدث "ماذا تقصد؟"

"انا من عشيرة العراف!" قال زاك بينما قفز مجددا متجنبا هجوم زيكس.

"وما ميزتك" قال زيكس بينما استلقى على الارض تعبا.

"هل تعرف ما اسم قريتكم الاصلي؟" ساله زاك واستلقى بجانب زيكس هو كذلك بينما يلهث.

"امم، انه ميرور!" اجابه زيكس بينما ظهر على وجهه الندم والحزن والشوق حينما تذكر قريته.

"لقد عكس العاكس الاول اسم عشيرتكم، ذلك يعني ان كل من يتذكر اسمها سيتذكره معكوسا، و كل وثيقة توثق اسمها سيتغير محتواها وينعكس الاسم، اليس هذا يعني انه لا يجب ان يعلم اي شخص عن اسمها الحقيقي؟" تحدث زاك بهدوء.

"بلى! اذا كيف عرف البعض ان اسمها الاصلي هو ميرور؟"

"لان اصحاب ميزة العراف علموا ذلك." اجابه زاك بثقة.

"ميزة العراف!؟ ما هي بالضبط؟"

"انها ميزة تسمح للشخص ان يعلم الماضي الذي لا يسبق اليوم الاسود، وان يتنبا بالمستقبل الذي لا يتجاوز اليوم الاخير"

"يالها من ميزة، ايمكنك اسداء معروف لي؟" قال زيكس مترقبا وتحول من الاستلقاء الى الجلوس.

"ما هو؟" نهض زاك بدوره كذلك.

"اخبرني من الناجون من قرية روريم" تحظث زيكس بينما هسر التحكم بمشاعره الجياشة.

"همم حسنا". قال زاك ثم اغلق عينيه وتانل لفترة.

في هذه اللحظة كانت كل المشاعر يمكن رؤيتها على وجه زيكس؛ الخوف، الترقب، القلق، الحماس، الندم، الغضب، الحزن، وكان جميع المشاعر المحتملة مجهزة كي تعلن نفسها للعالم حينما يعلم الجواب.

"الناجون هم.." فتح زاك عينيه اخيرا "الناجون من قرية روريم هم ثلاثة" تغيرت تعبيرات زاك الى الاسف لانه ادرك للتو ما عاناه زيكس حقا.

"ماذا عن الاشخاص الذين لا ينتمون للعشيرة.. جدي ليس من عشيرة روريم، ولا اظن انه قد مات" قال زيكس بكفر

"انا قد اخبرتك عن الناجين من قريتك عامة، لم اتحدث عن المنتمين لعشيرة روريم فقط، يبدو ان جدك ميت!" تحدث زاك بوجه حزين.

هنالك حكمة تقول انه عليك اما ان تكون الشخص الذي يوصل الانباء السارة، او لا توصل اي انباء، زاك تمنى حقا لو زيكس سمع عن هذا من فم اخر، ولكن لم يسعه سوى مسايرة الوضع.

"لابد انه هنالك خطا، اانت واثق مما تقول؟ فانا اعلم بوضوح ان خمسة فتيان اخرين تم انقاذهم معي"

"بقي منهم واحد، الاخرون ماتوا" اجابه زاك.

"اذا انا اعتقد ان الناجين هم انا والفتى الناجي وجدي!" قال زيكس بابتسامة مزيفة محاولا تجاهل الواقع، هو تحدث بالحاح سادج وعبث اعمى، هو لم يرد خقا تصديق ان جده مات.

"لا" صرخ زاك بصوت عال "الاموات قد ماتوا! اتحاول تجاهل الواقع والعيش في وهم!" امسك زاك ملابس زيكس القريبة من عنقه وصرخ في وجهه، بينما احمرت عيناه وظهر الحزن في عينيه "السبب الوحيد لموت المقربين لنا هو ضعفنا! تقبل الامر!"

خفف زاك يده الممسكة بزيكس بعد ان تملك نفسه وتحدث بصوت منخفض "الناجون هم انت والفتى، و.. انت؟" ظهرت صدمة على وجه زاك الذي كان متاثرا للتو.

"ما ه.." بينما حاول زاك سؤال زيكس هو اخيرا لاحظ شيئا، كان زيكس مغمى عليه! عندما تركه، سقط زيكس ارضا.

"الموت هو الدواء الوحيد للحزن، والقوة هي الطريقة الوحيدة لتجنب موت المقربين اليك في هذا العالم" كانت الدموع تنهمر من عيني زاك وكانه تذكر شيئا.

**********************

بعد ايام

كان هنالك ظلام، احيانا تظهر السنة لهب تحترق وتختفي، فجاة اختفى كل شيء، خيط افقي شق الظلام، الخيط اخد بالتوسع ليصبح خطا ابيضا من الضوء، الخط بنفسه توسع اكثر الى ان اختفى الظلام وحل محله ضوء معمي.

بعد لحظات، ظهرت هالات خضراء وزرقاء امامه، الهالات تشكلت ببطء لتتجمع اخيرا على شكل صورة بديعة، كانت الهالة الزرقاء سماءا والهالة الخضراء شجرة، رفعت يده للاعلى وظهرت في مدى الرؤية.. كانت تلك بالتاكيد يد زيكس، كان زيكس مستلقيا تحت ظل شجرة ينظر للسماء، وقد فتح عيناه للتو!

نظر زيكس الى جانبه ليرى زاك في مكان ليس ببعيد يجلس هادءا.

"اذا كان حزنك على جدك قويا، وكانت لك الارادة لتغيير العالم، لماذا لا تبحث عن الة الزمن؟" قال زاك بينما ينظر في الافق.. امامه، كان هنالك ارض خضراء واشجار كثيفة.

"الة الزمن" تحدث زيكس بتثاقل.

"لا تعلم عنها، صحيح؟"

"اجل"

"يقال ان رجلا كان يملك الة زمن قد لقي حتفه بسببها بعد ان عاد للماضي البعيد فتركت في مكانها منذ ذلك اليوم، وايضا، يقول العديد انها صنعت من تمثال وجود!"

"تمثال وجود؟!"

"اجل تمثال وجود!" قال زاك ونظر نحو زيكس "يقال انها كائنات خطيرة عكس ما نعتقده!"

"كيف يعلمون ذلك؟"

"لديهم وجهة نظر قوية! هل تعتقد ان كل تلك التماثيل المنتشرة في كل مكان هي مجرد ادوات وضعت للزينة؟ الم تستنتج انها شيء غامض عندما علمت انه لا يمكن تدميرها؟"

"مهلا! الا يمكن تدميرها؟"

"تبا.. من اين اتيت؟ اجل، لم اسمع عن احد استطاع تدمير احدها او تحريكها، لذلك زعم البعض انها ايضا من المخلوقات السامية!"

"ولماذا هي ساكنة اذا؟"

"لديهم جواب؛ ليست ساكنة! انها تتحرك ببطئ! ببطئ شديد! قيل انه مرت ملايين السنين ليلقي تمثال وجود التحية لتمثال اخر!"

"وكيف استطاعوا صنع الى زمن منهم بما انه لا يمكن تدميرهم؟" قال زيكس بنظرة شك.. الة زمن؟ ايوجد شيء كذلك في فهذا العالم؟

"لا اعلم!" قال زاك ونظر مجددا نحو الافق "كل ما اعرفه هو انهم الشيء الذي يملك طاقة كافية لاختراق الزمن!"

"همم" استغرب زيكس من ما سمعه، ولكنه تقبل الامر بسرعة "حسنا، اذا، ساجد الة الزمن" هو كان يريد تغيير الحاضر، كان واقعا في الياس والحزن، والان وجد الامل اخيرا..

"حسن، هنا ينفصل مسارنا، لدي موعد قريب، لذلك حظا موفقا" قال زاك.


2017/07/18 · 595 مشاهدة · 1138 كلمة
zikox
نادي الروايات - 2024