عندما يتغير كل شيء من حولك، فإن آخر ما تملكه هو نفسك... فهل ستظل أنت؟
***
و قفت بارك يون جي وسط المقطورة، أنفاسها متقطعة، وعيناها شاردتان، حولها جثث الركاب متناثرة في برك من الدماء، والسيف في يدها يقطر بالسائل الأحمر الذي يحكي قصة لم ترد أن تكون بطلتها. بدا المكان وكأنه جحيم تجسد على الأرض، لكن الصمت الذي خيم فجأة زاد الأمر رهبة.
ظهرت نافذة زرقاء فوق رأسها، متوهجة بإضاءة ساطعة كما لو كانت تحتفل بانتصارها الدامي
[لقد حققت سلسلة من القتل]
[عدد الكائنات الحية التي قتلتها: 20 شخصًا]
[تم تحقيق إنجاز ’القاتل المجنون‘]
[حصلت على 500 عملة نقدية إضافية]
[مجموع العملات المكتسبة : 6,500 عملة]
حدقت يون جي في الأرقام، وشعرت بغصة تتجمع في حلقها.
’هل يجب أن أشعر بالفخر؟ لقد قتلتُ عشرين شخصًا.. ‘
ترددت الأفكار في ذهنها، فأحكمت قبضتها على السيف بشكلٍ أكبر رغم ارتجاف يداها. حاولت جاهدةً إقناع نفسها بأن ما فعلته كان دفاعًا عن النفس، محاولةً التمسك بواقع هش.
’ لو لم افعل ، لكنت انا الجثة الملقاة هنا. ‘
لكن صوتًا داخليا لم يكف عن مضايقتها:
’هل حقًا هذا ما تريدينه؟ هل هذا ما جعلكِ تقاتلين؟‘
أغمضت عينيها بشدة لتوقف سيل الأفكار التي تكاد تفقدها عقلها. لكن قبل أن تستجمع شتات نفسها، ظهرت النافذة المألوفة مجددًا معلنةً:
[أنتهى الوقت المحدد]
[الأختبار الرئيسي #1 - إثبات القيمة انتهى]
[تهانينا على نجاتك]
[جميع النقاط المكتسبة سيتم نقلها إلى حسابك]
[الاختبار الثاني سيبدأ خلال 10 دقائق]
” الأختبار الثاني..؟ لابد أن ذلك الشخص قد أنهى الأمر من جهته أيضاً! “
فتحت يون جي عينيها، وقد انتقلت من الصدمة إلى التركيز. بدأت تمسح المكان بعينيها، تبحث عن أي وسيلة لتستعد ولكن فجأة، تحركت الظلال في اطراف المقصورة ، تلتف كعناكب نسجت شباكًا سوداء ، لتظهر منها هيئة الاومبراكاي.
ظهر الكائن الغريب في منتصف المقطورة، يطفو في الهواء كالمرة السابقة بابتسامته الساخرة المزعجة التي تكاد تثير الجنون.
᜴مثير للأهتمام، لم اتوقع شيئاً من هذه العربة لكنها فاجأتني كثيراً! أنا مصدوم حقاً.
أخذ الكائن لحظة ليتأمل المشهد، ثم وجه عينيه إليها، كما لو كان يستمتع بما يراه.
᜴لم اتوقع هذا من طفيلية ضعيفة! لقد أثبتِ أنكِ تستحقين الحياة ولو بشكلٍ مؤقت.
رفعت يون جي حاجبيها بتحد محاولة إخفاء الاضطراب الذي يخالجها، ضغطت بقبضتها حول مقبض السيف وشدت ظهرها لتبدو أكثر صلابة مما شعرت به ثم قالت بهدوء:
" إن كنت ستتحدث، فاجعل الأمر موجزا. ليس لدي وقت لثرثرتك السخيفة.“
ضحك الأومبراكاي بخفة، كما لو كان يقرأ محاولتها للسيطرة على الموقف.
᜴حسنًا، حسنًا. دعيني أقدم لك نصيحتي إن أردت البقاء على قيد الحياة.
سحب الأومبراكاي نفساً مصطنعاً، ثم واصل حديثه.
᜴أولاً: لا تفكري في تجاهل الأختبارات مهما كانت، لأن العملات و المكافآت المكتسبة بعد كل أختبار مهمة للنجاة وبدونها ستضطرين إلى الأنغماس في العالم ”الرمادي“ وحينها سيعتمد بقاؤك على حظك التعيس غالبًا.
᜴ثانيًا: العملات المكتسبة ليست للديكور، يمكنك أستعمال متجر النظام لأنفاقه.
᜴واخيراً: هناك كائنات عليا، تراقبك دائماً. إن حالفك الحظ، قد تدعمك إحداها، ولكن ان اغضبتهم... سيكون موتك شيئا ابداعياً بالفعل!.
كانت تعبيرات يون جي متململة من الشرح، لأنها على معرفة بكل هذا من الرواية التي قرأتها، لكنها اضطرت الى الاستماع كي لا تثير الشكوك. لم تكن ترغب في أن يظن الأومبراكاي أنها تعرف كل شيء. كانت بحاجه إلى البقاء تحت المراقبة، وعدم الأنجراف وراء ردود أفعالها.
أنهى الأومبراكاي حديثه قائلاً بنبرة هادئة:
᜴آه، وأيضًا، إذا أردتِ النظر إلى قدراتك، ما عليك سوى قول ’نافذة الحالة‘. والآن، بما أنني انتهيت مما أردتُ قوله، سأترككِ لتستعدي. لم يتبقَّ سوى القليل على الاختبار الثاني.
ومثلما ظهر الأومبراكاي من الظلال، أختفى في الظلال أيضاً.
كان الوقت قد حان لبدأ الأختبارات الحقيقية في حاصد تحت ضوء القمر.
[كوكبة ” افق الخيال اللا محدود “ يظهر فضولاً نحوك]
[كوكبة ”السحابة الأرجوانية “ تحدق بك]
[حفنة من الكوكبات تظهر أهتماماً بك]
[كوكبة ”سيد الفوضى الصامتة“ تظهر أهتماماً بك]
لم تستطع يون جي إخفاء الصدمة التي اجتاحت وجهها بمجرد أن قرأت الإشعار القادم من كوكبة "سيد الفوضى الصامتة". كان الأمر كما لو أنها تناولت قطعة من الحلوى فظيعة المذاق.
انفجرت عيناها، وتجمّد وجهها للحظة، بينما ارتسمت على شفتيها تعبير لا يمكن وصفه سوى بـ"الذي لم تكن لتريده حتى في أسوأ كوابيسك".
"لا... لا يمكن!"
تمتمت، لكن الصوت خرج منها بنبرة منخفضة، وكأنها تحاول إقناع نفسها بأن ما قرأته ليس سوى خدعة.
ثم، كما لو أن جسدها قرر أن يتخذ موقفًا "مغادرًا"، مدت يدها على رأسها، معبرة عن حالة من الارتباك العميق، وكأنها كانت تبحث عن زر "إيقاف" لهذا المشهد المزعج.
أخيرًا، نزلت أنفاسها بشكل حاد، وهمست في نفسها:
"أشعر وكأنني وقعت في حفرة مليئة بالفوضى... والأمر الأسوأ هو أنني أصبحت جزءًا منها!"
تابعت يون جي التحديق في إشعار كوكبة "سيد الفوضى الصامتة" الذي لا يمكن أن يمر مرور الكرام. ثم فكرت في نفسها
’ماهو أسوأ من أن يظهر شيطان أهتماماً بك من أول ظهور؟ اللعنة، اكثر ما كان يجب أن أتجنبه من البداية هو الشياطين، وها أنا عالقة مع شيطان وليس شيطان عادي بل دوق شيطاني، اللعنة حقاً! ‘
أطلقت يون جي تنهيدة ثقيلة وهي تحدق في ذلك الأشعار. للحظة، بدا وكأن عقلها توقف تمامًا، ثم هزت رأسها بخفة، محاولِة إخراج هذه الأفكار من ذهنها. لم يكن هذا الوقت المناسب للغوص في دوامة القلق حول شيء مثل هذا.
أغمضت عينيها لثوانٍ، ثم حولت نظرها إلى كوكبة أخرى.
’ كوكبة أفق الخيال اللا محدود، من اسمه كائن صنع من الخيال.. هنالك كوكبة واحدة فقط كهذه في الرواية ، وهو آناكسوس، تذكرته لأنه كان كوكبة راعية لشخصية أخرى. لكن، لما كوكبة مثلها مهتمة بي؟ حسب ما اذكر أنها لا تحب نوع الشخصيات من أمثالي! لهذا أتخذت من ذلك الشخص تجسيداً لها. ‘
فكرت يون جي للحظة، لكنها لم تجد سبباً مقنعاً لذا أعتبرته نزوة كوكبة. ثم التفتت للكوكبة الآخرى.
’ كوكبة السحابة الأرجوانية؟ هذه الكوكبة بالكاد ذُكرت في الرواية. كانت دائمًا تراقب من بعيد ولم تتدخل أبدًا. من النادر أن تظهر كوكبة مثلها أهتمام بتجسيد! ‘
تنهدت يون جي بتعب، وشعرت كأن العالم كله يضغط على كتفيها دفعة واحدة.
’هل هذا جيد أم سيئ؟ ظهور اهتمام كوكبات قوية قد يعني بداية واعدة... لكنه أيضًا يعني المزيد من المتاعب.‘
في الرواية التي قرأتها يون جي، "حاصد تحت ضوء القمر"، كانت الكوكبات كيانات غامضة تفيض بالقوة والرهبة، أشبه بظلال خفية تراقب من أعماق الغمامات السماوية. بدت وكأنها كائنات أزلية، بعيدة المنال ولكن قريبة التأثير، تُحكم قبضتها على مجرى الأحداث دون أن تُظهر نفسها علنًا. كانت أشبه بعرائس تحرك خيوط هذه المأساة الكبرى من خلف ستارٍ كثيف من الأسرار، تغرس الخوف والتساؤل في قلوب كل من يدرك وجودها.
كان الوحيد الذي أستطاع تحدي هذه الكوكبات هو بطل الرواية التي قرأتها يون جي، لكنه دفع ثمناً غالياً مقابل ذلك.
بعد دقائق من التفكير، قررت كسر هذا الصمت القاتم. همست:
”نافذة الحالة“
ظهرت النافذة أمامها، تتوهج بضوء أزرق شاحب:
[الاسم: بارك يون جي.
العمر: 20.
الراعي: لا شيء.
السمة الخاصة: متجسد ( أسطوري) ناجية متكيفة (عام)
المهارات الحصرية: أساسيات السيافة ( المستوى 4 ) - الصقل (المستوى 1) - غريزة النجاة (المستوى 1) - عين الأدراك (المستوى 1).
العلامة المميزة: سيافة ؟؟؟(المستوى 1).
مهارة مخفية:؟؟؟
الإحصاءات العامة: القدرة على التحمل (مستوى 6) - القوة (مستوى 5) - رشاقة (مستوى 7) - طاقة السحر (مستوى 7).
العملات: 6,500]
” احصائياتي منخفضة مقارنة بذاك الشخص، لكن لا بأس بها يمكنني رفعها. ايضاً، بما أني أجيد أستخدام السيف فعلى الأغلب سأكون سيافة سحرية نظراً لطاقة السحر المرتفعة. أما الآن حان الوقت لأنفاق بعض العملات أستعدادًا للأختبار الثاني“
[تم استثمار 1,200 قطعة نقدية في "القدرة على التحمل"]
[القدرة على التحمل مستوى 6 > 10]
[تم استثمار 1,500 قطعة نقدية في "القوة"]
[القوة مستوى 5 > 10]
[تم استثمار 900 قطعة نقدية في "الرشاقة"]
[الرشاقة مستوى 7 > 10]
[تم استثمار 900 قطعة نقدية في "طاقة السحر"]
[طاقة السحر مستوى 7 > 10]
[الاسم: بارك يون جي.
العمر: 20.
الراعي: لا شيء.
السمة الخاصة: متجسد ( أسطوري) ناجية متكيفة (عام)
المهارات الحصرية: أساسيات السيافة (المستوى 4) - الصقل (المستوى 1) - غريزة النجاة (المستوى 1) - عين الأدراك (المستوى 1).
العلامة المميزة: سيافة ؟؟؟ (المستوى 1).
مهارة مخفية:؟؟؟
الإحصاءات العامة: القدرة على التحمل (مستوى 10) - القوة (مستوى 10) - رشاقة (مستوى 10) - طاقة السحر (مستوى 10).
العملات: 2,000]
” هذا جيد، توازن أحصائياتي مناسبة للأختبار الثاني، أما عن المهارات فلا يمكن رفعها او تطويرها بالعملات. الآن أنا جاهزة تماماً للأختبار الثاني “
بعد دقائق قليلة، سمعت صوت أزيز ! أبواب القطار المغلقة بأحكام فتحت جميعها بتزامن، واطلق صوت صرير معدني،
وكأنه ينذر بما هو قادم.
شعرت يون جي بارتعاشة خفيفة تسري في جسدها، لكنها تقدمت بخطى ثابتة، عيناها تراقبان المحيط بحذر شديد.
فور خروجها من القطار أنبثقت أمامها نافذة الأختبار الثاني.
[ الأختبار الثاني - الهروب ]
الفئة: فرعية
الصعوبة: E
شروط واضحة: الوصول لمحطة سيول خلال الوقت المحدد.
الوقت المحدد: ساعتين.
التعويض: 400 قطعة نقدية.
الفشل: الموت.
نظرت إلى شاشة الإشعار، عقدت حاجبيها بقلق. وهمست بصوتٍ جاف:
” ها قد بدأ “
ثم شدت قبضتها على مقبض سيفها، وتقدمت نحو المجهول، حيث لا مكان للراحة أو التردد.
***
وهذا الفصل الرابع مباشرة ~