5 - حين تصطدم الحقيقة بالقدر.

عندما تحاول الهروب من المصير، تأكد على الأقل أن المصير لا يملك حس دعابة أسوأ من حظك.

***

خرجت يون جي من القطار بخطوات مترددة، لتشعر على الفور ببرودة الهواء تلسع وجهها كما لو أن المترو قد احتفظ بحرارته لوقت طويل ثم أطلقها فجأة. حينما خطت أولى خطواتها، كان الصوت الصارخ لصوت حذائها على الأرض هو الوحيد الذي يملأ المكان، حيث كان صمت المحطة مخيفًا وكأن الزمن قد توقف هنا.

كانت المحطة مظلمة بشكل غير طبيعي، ولكن الضوء الخافت الذي ينبعث من المصابيح المعلقة في السقف كان يكفي لرؤية تفاصيل ملامح الجدران المتآكلة. والأعمدة الطويلة التي تدعم السقف.

شدت يون جي قبضتيها، محاولة كبح ارتجاف أصابعها.

’ عليَّ الخروج بسرعة من هنا قبل أن يتطور الوضع، لكن المشكلة أنني لا أرى بوضوح ‘

فكرت بصمت، قبل أن تدير رأسها بحذر يمينا ويسارًا. كانت عيناها تتحركان بسرعة، كأنها تحاول أن تمسح المكان بأكمله في لحظة واحدة. لم تكن ترى بوضوح كاف، مما جعل كل ظل يبدو كتهديد محتمل.

بعد دقائق من السير الحذر، وصلت إلى مفترق طرق في المحطة. كان هناك خريطة مترو معلقة على الحائط المقابل.

اقتربت منها بخطوات هادئة، عيناها تفحصان المكان من حولها كل بضع ثوان كأنها تنتظر ظهور شيء ما.

عندما تأكدت من خلو المكان، رفعت يدها لتلمس الخريطة، أطراف أصابعها ارتجفت قليلاً. كانت الخريطة تحتوي على شبكة محطات مترو سيول المترابطة، وكل محطة كانت مرقمة ومحددة بمسارات كثيرة.

"حسنًا... أنا في محطة وانغسمني الآن، الخط 5 و 2."

همست لنفسها، بينما تحركت عيناها بسرعة بين الخطوط والمسارات المرسومة على الخريطة. أخذت نفسًا عميقًا ثم تابعت بصوت منخفض بالكاد يسمع:

"إذا استمررت بالسير دون توقف سيستغرق الأمر حوالي ساعة ونصف للوصول إلى محطة سيول، وبالطبع تلك الكائنات البغيضة لن تجعل الأمر بهذه السهولة “

فجأة، مزق صوت نخير مشؤوم الصمت الثقيل. تجمدت في مكانها، ثم اندفعت بسرعة إلى إحدى الزوايا المظلمة القريبة، قلبها يخفق بقوة وكأنها قد شارفت على فقدان السيطرة عليه. التفتت برأسها بحذر شديد، فقط بما يكفي لرؤية مصدر الصوت.

ظهر امامها رجل... او بالأحرى ما تبقى منه. كانت عيناه فارغتين حفرتان مظلمتان بلا نهاية، وأحشاؤه تتدلى من جسده المشوه، جسده كان يتمايل بشكل غريب، وكأن عضلاته لم تعد تعرف كيف تعمل. الدماء التي غطته بدت وكأنها تجمدت على جلده، مما أعطاه مظهرا مروعاً.

الزومبي كان يجر خطواته ببطء، يتحرك بتعرج بينما يطلق تلك الأصوات المخيفة. شعرت يون جي بعرق بارد ينزلق على جانب وجهها ضغطت بيدها على فمها محاولة كتم أنفاسها وجسدها كله مشدود کوتر قوس على وشك الانفجار.

عيناها كانتا تحدقان فيه بلا توقف تتبع كل خطوة غير منتظمة يقوم بها. بدا وكأن الوقت قد تجمد، لكن في داخلها، كانت تشعر بأن قلبها ينبض بسرعة تكاد تجعلها تفقد السيطرة على أعصابها. أخيرًا، بعد دقائق بدت وكأنها دهور انحرف الزومبي مبتعداً متوجهًا إلى أحد الممرات الأخرى.

أطلقت يون جي زفرة مكتومة، لكنها كانت قوية بما يكفي لتجعل جسدها يهتز قليلاً. ثم وضعت يدها على قلبها، تحاول تهدئة نبضاتها المجنونة، قبل أن تنهض من مخبئها.

وقبل أن تخطو خطوة واحدة، سمعت صوت خطوات قادمة من خلفها. تجمدت في مكانها، وشعرت بأن الدم في عروقها أصبح أثقل من أن يتحرك.

حركت رأسها ببطء شديد للخلف، عيناها تحدقان في الظلام الذي بدا وكأنه يلتهم كل شيء. كان صوت خطوات الأقدام يقترب شيئًا فشيئًا، ويدها ارتفعت لا إراديًا إلى مقبض السيف المعلق عند خصرها، قبضت عليه بقوة، أصابعها ترتعش قليلاً لكنها ثابتة بما يكفي لتظهر عزمها.

تعابير مشدودة، وجسدٍ متصلب، وصوت انفاس بالكاد يسمع.

بقيت عينا يون جي مركزة وسط ذلك الظلام. متأهبة لأي حركة غير طبيعية.

الصوت يقترب أكثر، ومع كل خطوة كانت تشعر بأن قلبها ينكمش داخل صدرها. وأخيرًا، ظهرت هيئة شخص من بين الظلال. كانت حركته بطيئة ولكنها ثابتة، وعندما اقترب قليلاً إلى حيث يتسلل الضوء الخافت من مصابيح النيون المعلقة، تكشفت ملامحه شيئًا فشيئًا.

كان رجلاً طويل القامة، في العشرينات من عمره، يرتدي معطفًا أسود طويل ينسدل خلفه. وشعره الأسود اللامع يتمايل برقة مع كل خطوة. لكن ما جذب انتباه يون جي أكثر كان عينيه... عينان بلون أزرق باهت. وعلى وجهه ارتسمت نظرة هادئة ولكنها مهيبة، وكأنه غير مكترث بما يدور حوله.

فتح الرجل شفتيه أخيرًا، وصوته اخترق الصمت بنبرة هادئة.

"أأنتِ... ناجية؟"

يون جي لم تتحرك، بل بقيت تحدق فيه بعينين متسعتين، وكأن دماغها قد توقف عن العمل للحظات.

’إنه هو...!‘

صرخت داخل عقلها، الصدمة تكاد تسقطها أرضًا. الشعر الأسود اللامع، المعطف الطويل الذي ينسدل برقي غريب، وتلك العينان... لم يكن هناك شك. كان البطل. بطل الرواية!

ثم، كما لو أن الصدمة لم تكن كافية، أستوعبت يون جي لقائها بالبطل ثم تسائلت:

’ لماذا بحق الجميع التقيت به هنا؟ أليس من المفترض... ‘

توقفت للحظة، ثم رطمت رأسها بمقبض السيف.

’ بالطبع... بالطبع سألتقي به هنا! محطة وانغسمني متصلة بمحطة توكسيوم التي اتى منها. كيف لي أن أكون بهذا الحظ السيئ؟ لقد كنت أحاول تجنب الشخصيات الرئيسية بأي ثمن، وها أنا الآن... وجهاً لوجه مع البطل. كأن القدر يقول لي: لن تهربي من هذا يا يون جي ‘

شعرت بشفتها ترتجف قليلاً، قبل أن يرتسم على وجهها تعبير ساخر باهت، وكأنها تستهزئ بواقعها.

’ رائع. تمامًا كما خططت. دعونا الآن نشعل الألعاب النارية ونعلن للجميع أن يون جي دخلت اللعبة الكبيرة! ‘

فكرت بسخرية، وهي تقاوم رغبة قوية في تدليك جبهتها المحبطة. كانت يون جي قد خططت لتجنب الشخصيات الرئيسية بأي ثمن. لقاء كهذا يعني تغييرًا في مسار الأحداث. تأثير الفراشة يمكن أن يكون مدمرًا، وربما يتسبب في حدوث أسوأ سيناريوهات القصة.

"من أي محطة أتيتِ؟"

قاطع صوت الرجل أفكارها المليئة بالتذمر الداخلي. كانت نبرته هادئة لكنها قاطعة، وكأنه يتوقع إجابة دقيقة وسريعة.

بلعت يون جي ريقها بسرعة، محاولة الحفاظ على هدوئها الخارجي، قبل أن ترد بصوت منخفض لكن متماسك:

"محطة دابسميني."

وضع الرجل يده على ذقنه، عينيه الزرقاوين تتألقان بنظرة حادة.

"محطة دابسميني، إذن..."

تمتم بصوت منخفض، قبل أن يرفع رأسه فجأة ويطرح عليها سؤالاً مباشراً:

"هل هناك ناجون آخرون غيركِ؟"

ترددت للحظة محاولة تحليل الموقف، ثم قالت:

"لا، أنا فقط... طوال مسيري من محطة دابسميني لم ألتق بأي شخص. لكن، كان هناك زومبي يتسكع هنا قبل قليل."

عقد الرجل ذراعيه وتحدث بنبرة هادئة:

"رأيت بعضهم أيضًا في طريقي."

تحدث الرجل وكأن الأمر طبيعيٌ تمامًا، لكن يون جي نظرت إليه بعينين متسعتين وهي تفكر:

’بعضهم؟ فقط بعضهم ؟ ‘

يون جي كانت تدرك بالفعل أنها لم تكن بضع احياء موتى قتلهم، بل كانت العشرات منهم، وقد تجاوزهم بكل سهولة. بلعت ريقها مرة أخرى، ثم تمتمت في نفسها:

’ بما أن الرواية أصبحت واقعًا، أستطيع الآن فهم مدى قوة الشخصية الرئيسية. يبدو رجلاً عاديًا من الخارج، لكنه وحش هائج نائم تحت السطح.‘

بينما كانت تحدق به لوقت اطول مما ينبغي، تفعلت احدى مهاراتها بغتة! انبثقت نافذة زرقاء أمامها.

[تم تفعيل عين الأدراك]

ثم واحدة اخرى طويلة، تحتوي على معلومات الشخصية الرئيسية.

[ الاسم: لي هيون سو.

العمر: 24 سنة.

الكوكبة الراعية: ؟؟؟

السمة الخاصة: عائد (أسطورة) ، لاعب سابق (نادر).

المهارات الحصرية: سيف الهالة (المستوى 1) - عين الحقيقة (المستوى 2) - الإندفاع (المستوى 1) - القبضة محطمة الجبال (المستوى 1).

ستيجما: لعنة الشفق (مغلقة)

الإحصاءات العامة: القدرة على التحمل (المستوى 24) - القوة (المستوى 24) - الرشاقة (المستوى 25) - الطاقة السحرية (المستوى 23)

* الشخص الذي عاش حياته الثانية]

’يا للراحة... ستيجما اللعنة مغلقة حالياً. لن يفقد عقله قريبًا، على الأقل. لكن بجدية، كيف يمكن أن تكون إحصائياته بهذه القوة في أول اختبار؟ هل هو حتى بشري؟‘

تمتمت يون جي بصوت خافت، وهي تتنهد بعجز.

على الجانب الآخر، كان لي هيون سو يحدق بها بنظرة مليئة بالشك، حاجباه منعقدان وكأنه يبحث عن إجابة في ملامحها. لم يستطع إخفاء ارتباكه وهو يفكر:

’كيف تمكنت هذه الفتاة من النجاة؟ أتذكر جيدًا أنه في حياتي السابقة... لم يخرج أحد حيًا من محطة دابسميني. هل يمكن أن عودتي قد غيرت مصيرها؟‘

أدار رأسه قليلاً، متجنبًا التواصل البصري معها للحظات، لكنه لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة أخرى، وكأنه يحاول فك لغزها. في المقابل، لاحظت يون جي نظراته المتكررة، فرفعت حاجبًا وهي تقول بسخرية:

"لماذا تنظر إليّ هكذا؟ هل هناك شيء على وجهي؟"

شعر هيون سو بتيار خفيف من الإحراج، لكنه سرعان ما تدارك نفسه، وعاد وجهه للتجهم المعتاد.

"لا شيء... فقط أحاول فهم كيف نجوتِ، هذا كل شيء."

أجاب بجفاف، بينما شبك ذراعيه أمام صدره وكأنه يحاول إغلاق الموضوع. لكن يون جي لم تفوت الفرصة للرد:

"لماذا تهتم بفهم الأمر؟ ألا يمكنك ببساطة أن تفترض أنني نجوت... مثلما نجوت أنت؟"

قالت يون جي بحدة.

ارتفع حاجب هيون سو قليلاً، وكأنها أزعجته بجرأتها.

تقدم بخطوة صغيرة نحوها، ثم رد بصوت هادئ، لكنه مشحون:

"وهل تعلمين كيف نجوت أنا حتى؟"

لم تتراجع يون جي رغم قربه، واكتفت بابتسامة خفيفة مشوبة بالسخرية، ثم قالت بصوت خافت:

"ربما..."

ساد الصمت بينهما لثوانٍ مشحونة بالتوتر. التقت نظراتهما، وكأن كل منهما يحاول فك شفرة الآخر. كان الجو مكهربًا، حتى كسره هيون سو أخيرًا بعد أن ألقى نظرة على ساعته. أشار بيده إلى الوقت وقال:

"لم يتبق لدينا الكثير. ساعة ونصف فقط قبل أن نصل إلى محطة سيول."

تراجعت يون جي خطوة للخلف ووضعت يدها على ذراعها، محاولة تهدئة ارتجاف بسيط بدأ يتسلل إليها، ثم ردت بصوت منخفض، يخالطه القلق:

"أجل... ساعتان هي المهلة المحددة للاختبار الثاني. إذا لم نصل في الوقت المحدد..."

توقفت عن الكلام للحظة، مترددة، قبل أن تكمل بنبرة أثقل:

"قد يعني ذلك نهايتنا."

أخذت نفسًا عميقًا، لكنها لم تستطع إخفاء أفكارها التي أخذت تشتعل في ذهنها:

’إذا استطعت الانضمام إليه... قد أتمكن من تجاوز هذا الاختبار. بدونه، فرص نجاتي تكاد تكون معدومة. الطريق يعج بالموتى الأحياء، وأنا وحدي لن أستطيع الصمود.‘

رفعت عينيها ببطء نحو هيون سو، الذي بدا مشغولاً بحساب شيء ما في رأسه، ثم قالت بصوت أخف:

" هل يمكنني الأنضمام إليك هيون سو-شي؟ “

تجمد للحظة، حدقت عيناه فيها بدهشة، وكأنها تفوهت بشيء غير معقول.

’هاه؟ مالذي تفوهتُ به؟ ‘

تمتمت يون جي بأستغراب! وادركت انها اوقعت نفسها في مشكلة. حاولت تدارك الموقف، فتحت فمها لتبرر، لكن الوقت لم يسعفها. فجأة، سحب هيون سو سيفه بسرعة خاطفة، ووجهه نحوها دون تردد.

"م-مهلًا!"

حاولت الصراخ، لكن الأمر كان أسرع من أن تستوعبه. بحركة سريعة، سحبت سيفها في اللحظة نفسها، وصدت ضربته الأولى. قوة الضربة كانت هائلة، دفعتها للخلف، كأن الأرض تهتز تحت قدميها.

’تبا.. لما ذكرت اسمه؟ ‘

تمتمت لنفسها وهي تشد قبضتها على السيف لتثبيت وضعها.

لم يمنحها هيون سو فرصة للتفكير. اندفع نحوها من جديد، واصطدم سيفهما معًا، الشرر يتطاير في الهواء. وبنبرة مهددة ومليئة بالغضب، سألها:

"أنتِ... كيف تعرفين اسمي؟"

حدقت فيه بعينين متسعتين، العرق يتصبب من جبينها وهي تحاول الحفاظ على توازنها. كانت تعلم أن أي كلمة خاطئة قد تعني نهايتها.

"انتظر!"

صرخت بينما تصدت لضربة أخرى بصعوبة.

"أملك مهارة خاصة!"

توقف للحظة، سيفه متوقف في الهواء بينما يراقبها بعينين ضيقتين، وكأنّه يزن صدق كلماتها.

"مهارة؟" سأل ببرود.

هزت رأسها بسرعة، أنفاسها متقطعة:

"نعم! لدي مهارة خاصة تمكنني من معرفة بعض المعلومات عن الأشخاص... مثل أسمائهم أو أشياء بسيطة أخرى.“

بقي هيون سو صامتا لثوان، عينيه مثبتتين عليها وكأنهما تبحثان عن أي علامة على الكذب. أخيرا، خفض سيفه ببطء، لكن يده بقيت قريبة منه وكأنه مستعد لأي شيء.

”كيف يمكنني الثقة بكِ؟“ سأل بنبرة متشككة.

تنفست يون جي بارتياح، لكنها لم تجرؤ على الاسترخاء. احتفظت بسيفها مرفوعًا قليلاً، كإجراء احترازي.

” لي هيون سو، 24 عاماً، كوكبتك الراعية غير معروفة، لديك 4 مهارات واحدة منها سيف الهالة وأجمالي أحصائياتك 96!“

حدّق هيون سو فيها بصدمة، واتسعت عيناه للحظة قبل أن يضيقها مجددًا. بدا أن ما قالته قد أصابه في نقطة حساسة، لكنه لم يبدِ أي إشارة واضحة عن نواياه. أمسك بسيفه بإحكام، وكأن عقله يعصف بالتساؤلات.

"كيف...؟"

قال بصوت منخفض مليء بالشك، قبل أن يخطو خطوة أقرب نحوها.

"من أين حصلتِ على هذه المعلومات؟"

ابتلعت يون جي ريقها بصعوبة، لكنها لم تتراجع، محاوِلة الحفاظ على رباطة جأشها. كانت تعلم أن أي خطوة خاطئة قد تعيد السيف إلى رقبتها.

"أخبرتك... إنها مهارتي. أستطيع قراءة بعض المعلومات الأساسية عن الأشخاص المحيطين بي."

رفع حاجبًا واحدًا، كأنها تتلاعب به.

"وهل تستطيعين قراءة كل شيء؟"

هزت رأسها بسرعة.

"لا! فقط الأشياء البسيطة. الأسماء، الإحصائيات، وأحيانًا المهارات، لكن ليس كل شيء. إنه محدود."

ظل يحدّق بها للحظات، يدرس ملامحها وكأنه يحاول اختراقها بنظراته. شعرت يون جي بأن أنفاسها قد توقفت، وكأنها تنتظر حكمًا بالإعدام. أخيرًا، أطلق تنهيدة خفيفة وخفض سيفه تمامًا، لكنه لم يُرجعه إلى غمده.

"مهارتك... مثيرة للريبة."

قال بصوت منخفض قبل أن يشيح بوجهه عنها.

"لكنني سأصدقكِ الآن... فقط لأننا لا نملك وقتًا للعبث."

تنفست يون جي الصعداء أخيرًا، وشعرت بثقل كبير يُرفع عن كاهلها. أرخَت قبضتها على السيف، لكن حذرها بقي على حاله.

"شكرًا." قالت بصوت خافت.

أومأ هيون سو بصمت، ثم أدار ظهره وبدأ بالمشي بعيدًا.

"لدينا ساعة واحدة تقريباً للوصول إلى محطة سيول. إذا كنتِ قادرة على اللحاق بي، فلا مانع لدي من انضمامكِ."

راقبته يون جي وهو يتحرك بخطوات واثقة، ثم شحذت عزمها وسارت خلفه.

’هذا الرجل لا يُستهان به... لكن وجوده هو فرصتي الوحيدة للبقاء على قيد الحياة. سأثبت له أنني أستحق أن أكون هنا.‘

وبينما كانت خطواتها تقترب منه، كانت تعلم أن هذا التحالف المؤقت قد يحمل مفاجآت أكثر مما توقعت.

2025/02/22 · 5 مشاهدة · 2063 كلمة
Rafil
نادي الروايات - 2025