"أنا؟"

تراجعت آستر فجأة محتارة بسبب السؤال المفاجئ .

'هل يكره المعبد ؟'

لم تكن تعرف أن نواه سيقول شيئًا كهذا ، لكنها فهمت أنه بسبب أن طرد نواه من القصر الإمبراطوري كان بسبب المعبد ، كان غضبه لايزال موجودًا .

"هل تريد أن تنتقم من المعبد ؟"

سألت آستر نواه بعناية و شعرت أن الجو غريب .

"نعم ، أريد الإنتقام . هل تعتقدين أنني على خطأ ؟"

"لا ، مغادرتكَ للقصر الإمبراطوري كانت بسبب المعبد. أعتقد أنه سبب كافٍ ."

كان نواه بنتظر اليوم الذي سيموت فيه ، لذلك لم يكن من الغريب القول أنه كان مستاء من المعبد .

أضاءت عيون نواه عندما سمع الإجابة التي توقعها مع آستر .

"أعتقد دائمًا أنه إن عانيت من أي شيء علىّ رده . و على الأقل علىّ رد ضعف هذا المبلغ ."

مد نواه قبضته أمام آستر ثم مدّ أصابعه ببطء .

"من الطبيعي أن أعوض ما عانيت منه . لهذا السبب أريد هدم المعبد ."

رمشت آستر عيونها وهي تستمع إلى نواه .

كانت الرغبة التي قمعتها في الداخل دون أن يعلم أحد على وشكِ الإنفجار .

'الإنتقام طبيعي ....'

في الواقع ، لقد فكرت أنها لن تخسر أمام أي شخص إن رغبت في الإنتقام من راڤيان .

ومع ذلك ، في البداية فكرت أنه ليس لديها طريقة للإنتقام ، ومن الممكن ان تتأذى أسرتها .

قبل كل شيء لقد كانت سعيدة ، لكنها أعتقدت أنها ستكون جشعة للغاية إن كانت تريد الإنتقام ، و كانت تخشى أن يتم تدمير حياتها اليومية التي كسبتها بصعوبة ، لذا حاولت الضغط على قلبها .

ولكن عندما قال نواه هذا ، كان الإنتقام من المعبد على وشكِ الإنفجار مرة أخرى .

"لذا عديني ، إن فعل أي شخص أي شيء لآستر عليكِ رده ."

ابتسم نواه إبتسامة جميلة و مدّ اصبعه الصغير لآستر .

سألت آستر بهدوء و هي تنظر إلى اصبعه .

"ماذا لو لم أستطع فعل ذلك ؟"

"لماذا لن تكوني قادرة على ذلك ؟ لديكِ أنا ، ولديكِ أشقاء توأم أقوياء ، و الدوق الأكبر دي هين أقوى دوق في الإمبراطورية بجانبكِ أيضًا."

تحدث نواه بوضوح ، مشيرًا للأشخاص اللذين بجانب آستر كأمر مسلم به .

"لذا أعدكِ. لن أسمح لأي شخص أن يزعجكِ ."

تسللت إبتسامة صغيرة لشفتيّ آستر عندما استمدت منه القوة .

حتى الآن . فكرت أنه إن كان عليها الإنتقام من المعبد ، كان عليها القيام بذلك بمفردها . لانه عملها الخاص .

ومع ذلك ، كما قال نواه . لقد كان إخوتها التوأم و دي هين أشخاصًا لن يتركوا راڤيان إن علموا بما فعلته .

"شكرًا لكَ ."

وضعت آستر إصبعها الخنصر في إصبع نواه .

اهتزت الأصابع الصغيرة في الهواء .

"ولدي شيء أخبركَ به ."

حاولت أن تسحب إصبعها لأنه كان موضوعًا جديًا ، لكن نواه وضع الكثير من القوة لذا لم تستطع سحب يدها .

"ماهذا؟"

ابتسمت آستر لنواه الذي بدا غير راغب في ترك يدها .

لذا غيرت وضعيتها حتى يتمكن نواه من رؤية ظهر يدها .

"هل ترى ذلك؟"

بمجرد أن فكرت في إطلاق القوة كما كانت تفعل دائمًا ظهر وعي القديسة على ظهر يدها .

"أنا ، أنا أعني ، أنا القديسة الحقيقية ."

كانت مترددة قليلاً في قول ذلك ، لكنها لم تكن ترغب في خداع نواه أكثر من ذلك . لذا أخبرته بكل شيء .

لقد قالتها بتصميم كبير ، لكن نواه الذي كان من المتوع منه أن يتفاجئ كان هادئًا .

"كنت أعرف ، كنت أنتظر أن تخبريني بنفسكِ فقط ."

ربت نواه على رأس آستر قائلاً : شكرًا على إخباري .

فوجئت آستر بردة فعله و رمشت عدة مرات .

"كيف علمت ؟"

"لقد شفيتِ مرضي ، كنت أعلم أن لديكِ قوة غير عادية . و لقد شعرت بذلك في يدي ."

لقد كان عذرًا مقبولاً .

"فهمت . كنت متوترة بدون سبب ."

ابتسم نواه لأنه كان من اللطيف أن آستر صدقته بسهولة .

"أنتِ القديسة الحقيقية و تظاهرت راڤيان أنها قديسة مزيفة ، صحيح ؟"

"....صحيح ، أنا الحقيقية ."

الشيء الذي كان متخثرًا بعمق في قلب آستر قد تم إطلاقه .

كان نواه أول شخص أخبر آستر أمامها أن راڤيان مزيفة .

قال نواه بقوة ووجه وجهه للجانب حتى تتمكن آستر من رؤيته بشكل صحيح .

"دعينا نُسقط المعبد معًا ، هل ستساعدينني ؟"

تبدوا وكأنها مجرد قصة أطفال غير منطقية ، لكن آستر القديسة ، و نواه ولي العهد ، كانا يتمتعان بهذه القوة .

على العكس ، أومأت آستر بقوة إلى نواه الذي أخبرها بالأمر الذي كانت تريده .

"نعم ، أريد حقًا أن أرى المعبد ينهار ."

كان وعد الخنصر بين الإثنان مرة أخرى ، شعرت آستر بالغرابة و فكرت .

'كيف يمكنني رد ذلك ؟'

بعد ردّ الأمر لراڤيان ، لقد اعتقدت أنه سيكون من المثير رؤية ذلك .

"كيف أصبح المعبد تالفًا لهذا الحد ؟"

"صحيح ."

توقف الإثنان عن التفكير للحظة و نظرا إلى السماء .

كانت سماء الليل المليئة بالنجوم جميلة جدًا .

"لكن آستر ، بينما كنا نتحدث نمت الزهور بجواركِ ."

حيث أشار نواه ، كان هناك زهرة بيضاء لم تكن موجودة من قبل .

كانت زهرة مقدسة نمت فقط كاستجابة للقوة المقدسة . حتى لو لم يكن هناك بذرة ، فقد كانت تنمو في أي مكان به قوة القديسة .

ومع ذلك ، فهي زهرة تتفتح عند بذل المجهود فقط . ولكن هذه الأيام ، تتفتح الشعلة بسهولة في أي مكان تتواجد به آستر .

"هل هذه شعلة ، صحيح ؟" (الشعلة طلعت وردة يولاد)

تلعثم نواه وهو يتذكر الشعلة و على دراية بها بطريقة ما ، لأنه قد تلقى عدة شعلات عند علاج المرض .

"هذا صحيح ."

"تفاخر المعبد أنها شعلة غالية للغاية لكنها تنمو بجانبكِ الآن ."

ذُهِلت آستر و لمست أوراق زهرة الشعلة التي كانت في إزهار كامل .

كانت ترغب في قضاء المزيد من الوقت بهذه الطريقة لكن دوروثي غمزت لها لأن الوقت قد تأخر .

"نواه ، هل ستعود غدًا ؟"

"نعم هذا ما ينبغي أن يكون ."

"متى يمكننا رؤية بعضنا البعض مرة أخرى ؟"

"سأعود قريبًا . أظن أنه سيكون هناك قاعدة بعد إسقاط المعبد ."

في غضون ذلك ، أدار نواه عينيه و نظر إلى آستر . امتلأت العيون السوداء بآستر مرة أخرى .

"دعينا نرى السماء معًا المرة القادمة ."

"نعم ."

وقف الإثنان في نفس الوقت و ابتسما ، ثم استدارت و عادت للغرفة .

بالعودة إلى الغرفة ، استلقت آستر على السرير كما لو كانت منهارة وفكرت في حديثها مع نواه في وقت سابق .

'انتقام ....'

اقترب شورو من آستر التي كانت تمد يدها و نظر لها .

"شورو ، سأنتقم . يمكنني فعل ذلك ، صحيح ؟"

عندما أغمضت عينها فكرت في كلمات نواه عندما قال لها أن يرد ما تلقته ضعفًا .

'أريد حقًا رؤية إنهيار راڤيان .'

كانت تشعر بالفضول عن كيف سيبدوا شكل راڤيان عندما يتم طردها من مقعد القديسة .

***

في الصباح التالي .

دي هين الذي كان مستعدًا تمامًا للخروج ذهب لمقابلة نواه في وقت مبكر من الصباح .

قابله نواه وهو مستعد تمامًا كما لو أنه كان يعرف أن دي هين كان قادمًا .

"لو كنت قد أرسلتَ رسالة فقط لكنت ذهبت ."

"لم يكن لديّ وقت لذا أتيت بنفسي ."

أ

علن دي هين قراره محدقًا في نواه بعيون لاتزال باردة .

"قررت إغلاق المعبد ."

منذ اللحظة التي بدأ فيها نواه و آستر الحديث عرف نواه قرار دي هين ، لكنه تظاهر أنها كانت المرة الأولى التي يسمع فيها هذا .

"شكرًا على القرار السريع ، ستكون مساعدة كبيرة ."

"هذا ليس من أجل العائلة الإمبراطورية بل لإحتياجاتي الخاصة ."

قال دي هين أنه ليس لديه سبب ليشعر بالامتنان له ، وخطى بحزم .

"لا أريدكَ أن تعمل مع العائلة الإمبراطورية . هدفنا مع المعبد واحد ."

نظر دي هين إلى نواه الذي كان مترددًا بشكل خاص و طوى ذراعيه .

"أنا ذاهب للمعبد ، هل ترغب في الإنضمام لي ؟"

على الرغم من عدم وجود رياح في الداخل على الإطلاق ، كان هناك وهم حول دي هين أن هناك رياح تهب من حوله .

ابتسم نواه بشكل مشرق و قَبِلَ على عجل اقتراح دي هين الذي لم يكن يعرف أنه سيطلب منه الذهاب معه .

"نعم سأذهب ."

حرك دي هين جسده و تبعه نواه على عجل بأمتعته خوفًا من أن يغير كلماته .

'أستطيع فعل ذلك .'

في الواقع ، كان دي هين على وشكِ الانزعاج عندما علم أن آستر و نواه تقابلا بشكل منفصل الليلة الماضية .

لذا كان يحاول أخذه بعيدًا حتى لا يلتقيا أثناء غيابه .

'يجب أن يكون الدوق الأكبر دي هين قد فتح لي قلبه ، هذا جيد أتمنى أن أستمر بهذه الطريقة .'

لقد أساء نواه فهم هذه الكلمات على أنها علامة إيجابية و هتف داخليًا لنفسه .

عندما خرج كان هناك حصان يقف في الخارج تم إعداده لنواه مسبقًا .

"أنتَ تعرف كيف تركب الأحصنة ، صحيح ؟"

دي هين الذي صعد على الحصان برشاقة سأل نواه كما لو كان الأمر طبيعيًا .

"لا تسقط ."

نواه الذي تعلم ركوب الأحصنة منذ الصغر صعد على الحصان بهدوء .

"سنذهب لمقر إقامة الفرسان ."

سحب نواه الحصان بسرعة ليتبع دي هين الذي كان يركض و يبتعد .

كان لكل من حصان دي هين الأسود وحصان نواه الأصفر اختلاف واضح في الحجم .

نواه الذي تم تركه بعيدًا في الخلف كان عليه قيادة حصانه بكل قوته حتى يتبع دي هين .

عندما وصلوا إلى مقر إقامة الفرسان ، كان قادرًا على رؤية الفرسان اللذين كانوا ينتظرون مسبقًا .

".........."

ابتلع نواه لعابه لأنه كان عاجزًا عن الكلام في هذه اللحظة .

الفرسان اللذين لا يهزمون اللذين يحققون النصر دائمًا . نُقِل له شعور غامر عن الشائعات التي كان يسمعها .

على الرغم من أنه قد تم جمع عدد قليل فقط من فرسان النخبة من بين جميع الفرسان إلا أن الشعور حولهم كان قويًا .

وفي تلكَ اللحظة أدرك ان الفارس الذي كان يرتدي درعًا أسود مثل دي هين لم يُطلق عليه أفضل فارس في الإمبراطورية من أجل لا شيء .

"من الآن سنذهب للمعبد ، إن الأمر عادل لذا لا شك فيما نفعله ."

اقشعرّ ظهر نواه بسبب صوت دي هين .

اشعلت كلمات دي هين روح الفرسان و تم نقلها إلى نواه .

"دعونا نذهب!"

تحرك دي هين و أشار لنواع حتى يتبعه .

ضغط نواه على أسنانه وشد على الحبل حتى يتمكن من اتباع دي هين و نظر للخلف بسرعة شديدة بينما كان يتبعه .

كان اتجاه القصر حيث كانت آستر .

'آستر ، لقد بدأ الأمر أخيرًا .'

على الرغم من أنها كانت الخطوة الأولى و هناك العديد من الخطوات للوصول إلى راڤيان .

بالرغم من ذلك .

كانت تلكَ هي اللحظة التي فُتِح فيها الإنتقام الخاص بآستر الذي طال انتظاره .

–يتبع ...

2022/03/05 · 230 مشاهدة · 1717 كلمة
نادي الروايات - 2024