في الصباح التالي ،

كانت آستر تكافح بسبب شعورها بالإختناق على صدرها ، و فتحت عينها .

"آه."

نظرت إلى الأسفل و هي تشعر ببعض الإنزعاج و لقد كانت لا تعرف السبب ، وجدت ساق چو-دي أعلاها .

"أوبا؟"

أصيب آستر بالذهول و دفعت ساق چو-دي . بشكل غير متوقع ، كان دفع ساقع بعيداً سهلاً ، و تحول جسده إلى الإتجاه الآخر .

و مع ذلكَ ، فإن هذا الإختناق لم يتم حله . تسائلت ما هي المشكلة ، كانت يدها اليسرى محاصرة بيد أكبر .

"الدوق ؟''

كان دي هين نائماً و هو جالس على الكرسي ، على الرغم من وضعه الغير مريح ، لم يترك يدَ آستر ابداً .

بدا وجه دي هين الذي تنعكس عليه أشعة الشمس و كأنه تمثال منحوت من قِـبل حِرفي ما .

'واو.'

نظرت آستر إلى دي هين بإعجاب ، بدا شكله النائم أكثر نعومة من المعتاد .

بعد فترة من التحديق ، إستعادت آستر رشدها و حاولت سحب يدها اليسرى .

حاولت سحبها بهدوء و لكن بمجرد أن قامت بتحريكِ يدها فتح دي هين عينيه .

"آه ، ماذا تفعلين؟"

كانت عيناه صافيتان تماماً لدرجة أنها إعتقدت أن هذا الشخص مازال نائماً حتى الآن .

إنحنت آستر عندما تذكرت الليلة الماضية . لقد كانت آسفة للغاية .

"أنا آسفة ، بسببي..."

"في هذه الحالة لا تقولين أنا آسفة ، بل تقولين شكراً ."

قال دي هين هذا كما لو أن شيئاً لم يحدث و ضربَ رأس آستر .

عندما قام بالتمدد ، لم يكن مرتاحاً في هذا الوضع طوال الليل ، لذلكَ سمعت صوت عظامه .

"چو-دي ، إذهب إلى غرفتكَ و نم."

هز دي هين يده لإيقاظ چو-دي الذي كان ينام بشكل جيد .

"نعم ، إتركني و شأني سأنام قليلاً بعد ."

لكن چو-دي صاح و غطى أذنيه بوسادة . يبدو أنن ليس لديه النية للرجوع إلى غرفته .

"إن لم تستيقظ سوف أرفعكَ رأساً على عقب ..."

"ايها الدوق ، لا بأس . لا بدَ أنه لم يستطع النوم بسببي ، أريده ان ينام أكثر ."

كان دي هين حقاً يُفكر بإيقاظ چو-دي و هو يحمله رأساً على عقب ، لكن بالنظر إلى وجه آستر ، قررَ أن يتحمل الأمر أكثر قليلاً .

"حسناً ، الوقت مبكر جداً ، لذا خذي قسطاً من الراحة و إنزلي لتناول الإفطار ."

"نعم ، شكراً لكَ."

اومأت آستر .

بإمتنان صادق ، أخفضت رأسها كما لو كانت تلمس الأرض .

'أعتقد أن المطر قد توقف.'

مشت آستر بإتجاه النافذة ، ثم فتحت الستائر على نطاق واسع ليتسرب الضوء إلى الغرفة .

"مشرق."

بينما كانت تشاهد المكان بالخارج ، تذكرت ما قاله دي هين ليلة أمس .

أن الظلام يذهب بعيداً بمجرد وجود الضوء .

"حقاً ؟"

لم أفلت من الظلام حتى الآن . دائماً الظلام بعده الظلام . يبدأ اليأس مرة اخرى فقط .

لذلكَ ، في اليوم التالي للرعد لم تكن تعرف بأنها يُمكنها رؤية مثل هذه السماء الصافية .

"هل يُمكنني فعل ذلكَ ايضاً ؟"

هل سيأتي اليوم الذي تدفع فيه الماضي بعيداً وتعتاد على هذه الحياة اليومية ؟

مددت آستر نفسها أمام النافذة ، و أغلقت عينيها . أحببت الشعور بدفء الشمس و الرياح .

"اوه ، الجو بارد ! أغلقو الباب ."

و لكن مع دخول نسيم الصباح ، عبسَ چو-دي من البرد و دخل إلى البطانية .

ضحكت آستر و أغلقت النافذة مرة أخرى .

السماء الصافية جيدة جداً ، لكنني أحببتُ چو-دي الذي كان ينام بجواري أكثر منها .

"هل أنام في الفراش مرة أخرى ؟"

لا يزال النوم على الأرض أكثر راحة من النوم على السرير ، لكنني كنتُ اتسائل عن كيفية تغيير عادتي السيئة .

***

بعد أن توقفَ المطر ، كانت الحياة اليومية كما هي .

تصرفت آستر كما لو أن شيئاً لم يحدث ، و لم يذكر دي هين ايضاً ما حدثَ أثناء العاصفة الرعدية .

اليوم ، بمجرد ان إنتهيتُ من الإفطار ، عدتُ إلى الغرفة و جلستُ بهدوء و أنا اتناول فطيرة قامت دوروثي بإعدادها .

"أين تريدين أن تذهبي ؟"

"هل هناكَ مكانٌ جيد لنذهب إليه؟"

"نعم ! هناكَ قلعة بالجوار و هناكَ بحيرة . هناكَ العديد من الحدائق التي لم تقومي بزيارتها ، سآخذكِ إلى هناك في أى وقت ترغبين به ."

إرتجفت أذنا آستر عندما سمعت كلمة بحيرة . لقد شعرت بالملل لأنها كانت عالقة في غرفتها كل يوم ، لكن زيارة القلعة لن تكون سيئة .

و لكن في اللحظة التي كانت فيها آستر على وشكِ الخروج ، سمعت طرقاً على الباب .

"من هناكَ ؟"

فتحت دوروثي الباب و إستقبلت دينيس بدهشة .

"اوه ، سيدي هذا أنت ؟"

"نعم ، هل يُمكنني الدخول ؟"

"بالطبع."

مشى دينيس متجهاً إلى آستر .

"ماذا كنتم تفعلون ؟"

"لقد كنت أستريح فقط للتو ."

شعرت آستر بعدم الإرتياح لدينيس دوناً عن جميع الناس في القصر . كان ذلكَ لأنه كان يراقبها علانية بنفسه .

لقد كانت تُفضل إن أظهر كرهه لها ، لكنها لم تكن تعرف ما كان يفكر به على الإطلاق .

سأل دينيس الذي كان يُحدق في آستر لمدة طويلة بإبتسامة .

"إذاً ، هل تريدين الخروج معي ؟"

إتسعت عينا آستر بسبب تلكَ الكلمات الغير متوقعة . كانت دوروثي تنظر بقلق نحوهما .

"إلى أين؟"

"أردتُ فقط أن أتحدثَ لكِ ، لنذهب معاً إاى حديقة هاربيل."

كانت نبرة دينيس لطيفة و مهذبة ، لكن عيونه لم تبتسم على الإطلاق ، لذلكَ شعرت أنه يتظاهر .

'ما هذا الحلم؟'

كانت آستر تشعر بالغرابة فقط بسبب قيام دينيس بعرض الأمر عليها .

"لماذا ؟ لا تريدين؟"

"لا . سأذهب ."

في البداية ، الفكرو لم تكن سيئة .

"سأذهب معك."

تسللت دوروثي وهي تشعر بشيئ غريب ، بصفتها خادمة آستر لم يكن غريباً أن تذهب معهما .

و مع ذلكَ ، سرعان ما رفضَ دينيس بصوت شديد التأنيب .

"لدينا شيئ نتحدث عنه."

"حسناً ، سأكون بعيدة . لقد تم إخباري أن أكون قريبة من السيدة أثناء النهار ."

"سنكون في القلعة على أى حال ، لماذا انتِ ثلقة ؟"

"لكن ، ما يزال ...."

نظرت دوروثي إلى دينيس و آستر بالتناوب بتعبير محرج .

"سأذهب وحدي . لا بأس ."

رمشت آستر لدوروثي لتطمأنها .

لم ترغب في جعل دوروثي غير مرتاحة ، فقد ساعدتها على التعود على المكان بعدة طرق .

"...حسناً ."

في النهاية ، ذهبت آستر و دينيس في نزهة بمفردهما .

لكن ، دينيس الذي كان ذاهباً إلى حديقة هاربيل ، سار على الجانب الآخر ، وليس الحديقة . كان طريقاً لم تسلكه آستر ابداً .

'لماذا نحن هنا ؟'

إعتقدت آستر ان الأمر غريب ، لكنها ظلت تتبع دينيس .

المكان الذي وصلت إليه سيراً على الأقدام لفترة طويلة كان بالخارج . كان أمام الجدار الخارجي و لقد كانت الشجيرات تنمو هنا بشكل عشوائي .

ركض دينيس عبر الغابة . بعد ذلكَ ، ظهرت حفرة كلب صغيرة بما يكفي لدخول و خروج شخص واحد .

"سنخرج."

"ماذا؟"

"أنا ذاهب إلى المدينة ."

بعد ترك آستر محرجة ، دخل دينيس اولاً إلى الحفرة .

"هيا."

لقد قامت بالتفكير للحظة ما إن كان عليها العودة ، لكنها ظنت أنه سيكون من الجيد مواكبة دينيس .

عندما دخلت آستر إلى الحفرة دون تردد نظر إليها دينيس بتعبير متفاجئ .

"إعتقدتُ أنكِ لن تدخلي ."

"الم تكن من طلب مني الدخول ؟"

"فعلت."

إبتسم دينيس الذي خرج من الحفرة اولاً ، و أمسكَ بيد آستر .

وفي لحظة ، عبر الإثنان جدار قصر الدوق الأكبر .

"كيف قابلتي والدي ؟"

"بالصدفة في المعبد."

كانت القصة بين دي هين و آستر ، شخصان فقط يعرفان تفاصيل القصة و يقومان بإخفاء الأمر .

"لكن ، لماذا أُعجبَ بكِ ؟"

"لا أعرف ."

هذا هو الشيئ الذي كانت آستر تشعر بالفضول نحوه . لم تكن تعرف الإجابة حقاً و لم تستطع الرد .

"أريد ان أوضح ذلكَ ، لكنني لم أقم بقبولكِ كأخت صغرى بعد."

قال دينيس أفكاره بدون قلق . لم يكن ذلك لانه كان يكره آستر ، لكن لأنه لم يكن لديه مشاعر .

لم تكن شيئاً قد أعجبه . و لم تكن جيدة .

يعتقد الجميع أن دينيس طيب و مهذب و لقد كان ألطف من چو-دي .

بدلاً من أن يكون لطيفاً مع الجميع ، لقد كان هناك تمييز واضح .

"إن كنتُ لا اعتقد هذا ، فلن أفكر فيكِ على أنكِ أختي الصغرى ."

"لا بأس."

أجابت آستر ايضاً بصراحة .

من الجميع أن نكون صادقين . كان من الطبيعي أن لا تحبني انا التي جأتُ إلى هنا بشكل مفاجئ كـأختكَ الصغرى.

"لكن لم اتوقع ابداً أن يقع لكِ أبي و چو-دي بشكل غير طبيعي ."

كان سبب موافقة دينيس على تبني طفل ، انه كان يشعر بالملل . مثل جلب جرو ، هكذا كان يفكر .

بالطبع لقد ظن چو-دي سيفكر بنفس الطريقة ، لكنه شعرَ بالفضول أكثر برؤيته قد وقع لها بشكل غير متوقع .

'ما الشيئ المميز بها ؟'

كان دينيس فضولياً بشأن ذلك ، لذلك أخذ آستر معه إلى المدينة . كان يرغب في النظر إليها عن قرب .

بالطبع ، كان هناكَ شيئ يريده من المدينة . كان هناكَ يوم تأتي فيه الكتب المحظورة إلى المدينة ، و لقد كان اليوم .

"هناكَ الكثير من الأماكن التي سوف نتوقف عندها."

ذهب دينيس بمهارة إلى المكتبة . كان هناك مكتبات في جميع أنحاء المدينة تبيع كتبه الذهبية .

بالطبع ، لم يهتم بآستر رغم أنه كان يذهب من مكان إلى آخر . آستر إتبعت دينيس بصمت بمفردها .

'حان الوقت لتشعر بالتعب .'

نظر دينيس إلى آستر التي كانت تقوم بإتباعه بشكل أفضل مما كان متوقع .

في البداية ، لقد كانت تصبر لأنهم لم يواجهو العقبات .

توقف دينيس الذي كان يبتاع الكتب المحظورة لفترة طويلة .

حصل على جميع الكتب التي كان يريد أن يحصل عليها ، و إضطر للعودة في غضون ثلاث ساعات لانه كان سـيستغرق وقت طويل للذهاب إلى المنزل .

'إذا ، لنبدأ.'

اخيراً بدأ دينيس في العمل لتنفيذ السبب الذي قام بإخراج آستر بسببه .

"آه . يا الهي . أنظرو إلى عقلي ، لقد كان هناك مكان يجب أن أتوقف فيه."

"لنذهب معاً "

"لا ، سأركض وحدي . إنتظري هنا ."

"وحدك؟"

"نعم."

نظرت آستر حولها .

لقد كان هذا منتصف الطريق الذي يسير فيه معظم الناس . من السهل أن تضيع ، و أرضية السوق حيث لا تعرف إلى أين ذهب أى شخص .

'هل هذا بسبب أنه لا يحبني ؟'

لقد كانت تشك في أنه سيتركها هنا و يذهي بمفرده .

و مع ذلك ، بالنظر إلى غرضه الأصلي بالمجيئ إلى هنا لم يكن عليه حرج .

بدلاً من ذلك ، لقد كانت فرصة جيدة للخروج من الدوقية الكبرى .

لكن عندما إعتقدت أن هذه هي النهاية ، ظهر الدوق و چو-دي اللذان كان يحرسانها أثناء الرعد في عقلها .

'لقد كان دافئاً جداً.'

اومأت آستر برأسها وهي تحاول الإبتعاد عن الندم .

"حسناً."

"إذاً ، سأجد الكتاب."

عند الإجابة ، إستدار دينيس على الفور .

"هل سيأتي مرة أخرى ."

وقفت آستر بلا حراك و حدقت في مكان إختفاء دينيس .

إختلط مع الناس في وقت قصير ، و يبدو انه من غير المتحمل أن يعود على الإطلاق .

يتبع..

بلا صياح أخوتي . أكيد دينيس بيلعب لعب عيال رخم شوية 🌚

2021/03/12 · 1,032 مشاهدة · 1786 كلمة
نادي الروايات - 2025