كما توقعت آستر ، لم يعد دينيس لفترة طويلة .

"حان وقتُ العودة.''

تمتمت آستر إلى نفسها و اتكأت على الحائط . لقد مرت ساعتان بالفعل منذ أن كانت تنتظر دينيس .

كان عقلها مشوشاً ، مُعتقدة أنه تم التخلي عنها فعلاً .

و مع ذلكَ ، لقد أخبرها أن تنتظر .. لذا إنتظرت بهدوء في نفس المكان .

لكن من بعيد ، لقد شعرت ببعض النظرات .

نظرت آستر إلى العصابة التي كانت تُحدق بها ، لقد كانو متنمرين يسحبون الناس .

يبدو أن هناكَ شيئاً خاطئاً .

بينما كانت تبقى في المنزل و خرجت ، لقد كانت ملابس آستر ملابس شخص نبيل .

كان المتنمرين يدورون و يدورون في الحي ، و يتنقلون ، ثم إقتربو من آستر .

"هل الفتاة الصغيرة ضائعة ؟"

من بينهم ، جاء رجل و بدأ الحديث و كان يبدو و كأنه قائدهم ، و ذراعيه معقودتان .

نظرت إليهم آستر بقرف .

"لا."

"بالنظر إلى ملابسك ، تبدين كـسيدة صغيرة ثمينة ... سنأخذكِ إلى هناك."

بطريقة ما ، كان الأمر اشبه بأخذ شخصية نبيلة و محاولة و محاولة أخذ شيئ كبير من هذا .

نظرت آستر إليهم بالتناوب و هي متكئة على الحائط . بخلاف ذلك ، لم تتفوه بشيئ .

"هاى ، اليست قصيرة قليلاً ؟"

حاول أنحف رجل في المجموعة أن يلمس آستر ، لكن قائده اوقفه .

"لا تلمسها ، هل تعرف من أي منزل هي حتى تلمسها بهذه الطريقة ؟"

"لا بأس . فقط ليس علينا لمس اطفال الدوق الأكبر ."

"هذا صحيح . لا يوجد سوى توأمين في هذا المنزل ."

عندما إستمعت آستر إلى محادثتهم ، تخيلت كيف ستبدو إن قالت أنها إبنة الدوق الأكبر .

"عزيزتي ، نحنُ لسنا أشراراً . نريد فقط أخذكِ إلى المنزل ."

تحدث الرجل مرة ثانية ثم وضع يده على كتف آستر .

فإندهشت آستر و دفعت يد الرجل .

"لا تلمسني ."

بسبب ذكرياتها السيئة ، أصبحت حساسة من أن يلمسها أى أحد .

جلعت نظرة آستر الشرسة حتى المتنمرين في حيرة من أمرهم .

"اووه... لن نلمسكِ ، سنعيدكِ إلى المنزل بأمان .. أين تعيشين؟"

شعرت آستر بالقلق بشأن الرجال اللذين من غيؤ المرجح أن يذهبو بسهولة .

طالما أنها أصبحت فريسة ، فلن يتم التخلي عنها بسهولة .

كان الناس يلقون نظرة خاطفة عليها ، على الرغم من أنها بدت أنها بحاجة إلى المساعدة . لكن لم يساعدها أحد .

'لا يُمكنني المساعدة إذاً .'

تنهدت آستر و أخرجت من جيبها السكين الصغير الذي كانت تحمله ، لقد كان سكيناً صغيراً و لكنه حاد .

"أيُمكنكَ رؤية هذا ؟"

ضحكَ المتنمرين على السكين الذي كان لا يضاهي آستر على الإطلاق .

"لن تستطيعي التعامل معنا بذلك ، كيف يُككن هذا ؟ مهلا ! ماذا تفعلين ؟؟"

و مع ذلك ، وجهت آستر السكين إلى نفسها و لسس إلى المتنمرين .

"إن واصلتم مدايقتي فـسوف أطعن نفسي ."

"آه ، لا . لماذا تفعلين هذا ؟ ألا يجبُ أن تعتزي بجسدكِ ؟ تخلصي من هذا الآن ، حسناً ؟"

على عكس المتوقع ، بدأ الرجال اللذين بدأو بالإبتزاز يتعرقون عرقاً بارداً .

بغض النظر عن مدى قوتهم ، فإنهم من عامة الناس ، سيتم إنهاء حياتهم بسبب أى جروح بجسد النبلاء .

"هل تعتقد أنني أكذب؟"

آستر بوجه خالي من التعبيرات قطعت ظهر يدها بالشفرة . على الرغم من ان الشفقرة لمست يدها برفق إلا أن الدم الأحمر قد تدفق من يدها بالفعل .

"مهلا ! لا تفعلي هذا !"

"ألن تضعي السكين جانباً ؟"

نظرت آستر إلى يدها ، لن تصاب بأذى حتى لو كانت تنزف . سوف يتوقف النزيف في أى وقت على أى حال .

"إذا أقتلوني هنا ."

بعد رؤية الدم ، إختفت جميع أفكارها . لم تفكر ابداً في نهاية كـهذه ، لكن إن كان بإمكانها الموت هنا ، فلا يهم .

"هنا ، السكين ."

وبدلاً من ذلكَ ، تراجع التنمرين إلى الوراء في دهشة بسبب آستر التي كانت تطالب بالموت ، و تراجعو خطوة إلى الوراء .

"أى نوع من الأطفال هي هذه؟"

"لا أستطيع . دعنا فقط نذهب ."

نظروا إلى بعضهم البعض ثم ذهبو و لم ينظرو إلى الوراء .

كان هناكَ إضطراب ، و كان الناس المارة يتجمعون و يحدقون فقط . الناس لا يساعدون ، فقط يشاهدون .

'أنه نفس أينما ذهبتُ .'

تذكرت الكهنة اللذين كانو يعلمون بوجودها و لكنهم فقط ينظرون إليها من بعيد ، كان صدر آستر مليئاً بالكثير من الأشياء فـتنهدت بعمق .

"هل كانت تلكَ مجرد فرصة ؟"

كانت آستر في حيرة من أمرها و هي تنظر إلى مؤخرة يدها المصابة .

لقد تركت المعبد لتموت ، ولا تخاف الموت أبداً . يُمكنها فعل أى شيئ إن كان بإمكانها الموت .

لكنها ترددت لأول مرة عندما إعتقدت أنها سوف تموت .

كان كل من وجه دي هين و چو-دي يتبادر إلى ذهنا الواحد تلو الآخر . بسبب الدفئ الذي قدموه لها ، إعتقدت انها يمكنها العيش لبضعة أيام أخرى ...

إن كانو قد أخذو السكين من يدها ، لكان إنتهى كل شيئ .

"لماذا فعلتُ هذا؟"

لا أعرف ما إن كنتُ قد إرتبطتُ بهم بالفعل .

نظرت آستر إلى السماء بعقل مشوش . لم يكن دينيس قد آتى بعد .

***

عصابة المتنمرين ، اللذين قد إختفو كما لو كانو يهربون ، ركضو إلى زقاق قريب كما لو كانو قد وعدو شخصاً ما بذلك .

كان دينيس موجوداً هناك ، الذي بدى غاضباً جداً ، ينتظرهم .

"هوووي ، هل رأيتَ هذا يا سيدي ؟"

"لم نتمكن من المساعدة."

في الواقع ، لم يكونو متنمرين . لقد كانو عمال بأجر يومي يتقاضونه ليأكلو فقط كل يوم ، لقد تم طلبهم بأمر من دينيس .

"لقد قلتُ لكم ألا تجعلوها تتأذى ابداً ! لديها جرح في يدها !"

هذا هو سبب غضب دينيس .

كان فقط يحاول أن يرى كيف سـتتصرف آستر ، لكن إصابتها كانت صادمة بالنسبة له .

"لم تكن طفلة عادية تلكَ التي كنا نتعامل معها ."

"وقعت في مشكلة لأنني كنتُ خائفاً ."

"هل لديكَ مشكلة في عينك ، صحيح ؟"

عيون دينيس الخضراء اللطيفة ، دائماً مليئة بالغضب .

لم يكن يظهر هذا المظهر المعتاد في أى مكان ، و كان مظهراً من شأنه أن يجعل حتى البالغين مرتعدين .

"حسناً ،سنذهب في طريقتنا الآن."

"يُمكنكَ زيارتنا في أى وقت مرة أخرى !"

العصابة التي أحست بالغرابة هربت بسرعة خوفاً من غضبه .

لف دينيس رأسه بدون أن يمسك بهم .

كان موقف آستر منذ فترة قصيرة بعيداً عن ما كان يفهمه .

"لماذا ؟ لماذا فعلت هذا ؟"

كان هذا كثيراً ليراه أحد .

بغض النظر عن مدى رغبتها في الإبتعاد عن المتنمرين ، لا يمكن لأحد أن يؤذي نفسه أو يلقي بـسكين ليقومو بقتله .

و مع ذلك ، لم تتزعزع عينا آستر على الإطلاق ، بدى الجميع خائفين .

كان دينيس مكتئباً بسبب الموقف الذي يقول أنها لم نكن خائفة من الموت ، و كان غاضباً من الطريقة التي تقوم بها بتهور بإيذاء جسدها .

حاول دينيس أن يهدأ و ذهب إلى منتصف السوق حيث كانت آستر تنتظر .

لوحت آستر بيدها عندما تعرفت على دينيس من بعيد .

"دينيس-نيم."

سألها دينيس الذي كان يتظاهر و أن لا شيئ قد حدث .

"هل كان كل شيئ بخير ؟"

"نعم ، ليست مشكلة كبيرة "

فقط ، كيف لم تكن مشكلة كبيرة ؟ تنهد دينيس .

على الرغم من أنه كان شيئ قد فعله بنفسه ، الا أنه لم يستطع تجاوز الأمر .

"لقد رأيتُ كل شيئ منذ قليل ."

"إنتظر ، هل رأيتَ ذلك ؟؟"

عندما رفعت آستر عينيها في حرج ، بدت أنها كانت تريد أن تقدم أى عذر على الرغم من أنها لم تفعل شيئاً خاطئاً .

"لكنهم ذهبو على الفور دون مشاكل ، لم يحدث شيئ."

"انا من أرسلتهم ."

"ماذا ؟ لماذا ؟"

"كنت أريد أن أرى ردة فعلكِ ."

بدت آستر عاجزة عن الكلام للحظة و نظرت إلى دينيس . و مع ذلك ، اومأ برأسه و قال انه يتفهم هذا .

لم يفهم دينيس آستر . لم يستطع معرفة فيما تفكر ابداً .

"لماذا تحملين سكيناً ؟"

"دفاع عن النفس."

"ماذا لو هاجموكِ حقاً ؟"

"فقط ...."

تأوهت آستر .

سينزعج دينيس إن قالت له أنها سوف تموت فقط .

"أليس جسدكِ ثميناً ؟"

إرتفع صوت دينيس ، كانت آستر في حيرة من أمرها بسبب دينيس الذي أصبح جاداً فجأة .

"لا تفعلي هذا مرة أخرى . لا تؤذي نفسكِ بأى شكل من الأشكال ، حسناً ؟"

"نعم."

جفلت آستر و أجابت بسرعة .

"إن متِ ، ماذا عنا ؟"

كانت عينا آستر مستديرة مثل الأرنب ، لم تكن تستطيع تفسير معنى «عنا» .

"نحن عائلة الآن ، الم تفكري في باقي أفراد عائلتكِ ؟"

فكرت آستر في سبب تأنيبها ووجدت تناقضاً في كلمات دينيس .

"لكنكَ قلت انكَ لا تعتبرني أختكَ الصغرى ."

"آه ، أنا لا أعرف . أنا لا أعرف."

كان دينيس نفسه مرتبكاً جداً .

لن أقبل آستر كأخت لي إلا إن وجدتُ سبباً لأفهمها .

و لكن عندما رأى آستر تؤذي نفسها بشكل عرضي ، غضب .. و شعر بالأسف .

كان دينيس الذي لم يشعر أبداً بمثل هذا الشعور تجاه الآخرين أدركَ أنه يهتم بآستر .

'لماذا غيرتُ رأى بهذه السرعة بعد أن أحدثت كل هذه الجلبة ؟'

سار دينيس بمفرده و مرّ أمامه طفل يبكي و أمه .

لعله ترك يدها و ضل طريقه ، بعدها قامت الأم بتوبيخ الطفل و إمساك يده بإحكام .

لم تستطع آستر أن ترفع عينيها عنهما إلا بعد أن إختفو . لم تكن تظن أنهازقد كانت تنظر إليهما ، لقد كانت عيناها مشتتة فقط .

"ماذا ؟ هل أنتِ حسودة ."

"لا."

"ليس لدىّ أم ايضاً ، لذلكَ لا أتذكر اشياء كتلك."

قال دينيس أنها لم تكن مشكلة كبيرة و تحدث عن نفسه ، في الواقع لقد كان لديه مثل نظرة الحسد تلك عندما كان صغيراً .

"أنا لستُ أمك ، لكنني سأمسكِ بيدكِ ."

"ماذا ؟ لكنني لست حسودة ."

فجأة تحول وجه آستر للون الأحمر متفاجئة من إمساك دينيس بيدها .

و مع ذلك ، كان دينيس يمسك بيد آستر بقوة و لم تستطع التخلص منه .

"و سـألغي ما قلته قبل قليل ، بشأن أنني لا أعتبركِ أختي ."

"بهذه السرعة ؟"

فوجئت آستر قليلاً ، لقد إعتقدت أن الأمر سيأخذ بعض الوقت ، لكن كان هذا أسرع مما كانت تعتقد .

"نعم ، بدلاً من ذلك .. لا تقولي أنكِ ستموتين بسهولة في المستقبل ."

"....."

فجأة وصل الإثنان أمام حفرة الكلب التي هربا منها سراً .

كما هو الحال عندما خرجا ، دخل دينيس إلى الحفرة أولاً و أمرَ آستر بالدخول .

"هيا بسرعة ، لقد تأخر الوقت ."

كافحت آستر بمفردها لبعض الوقت حول ما كانت تريد الدخول أم لا .

في الواقع ، عندما كانت تنتظر دينيس كانت تفكر في أنه لم يكن مهماً إن تخلى عنها . سيكون الموت أسهل .

و مع ذلك ، كان من الجيد رؤيته عائداً . لقد كانت سعيدة أنه أمسكَ بيدها و أنها كانت قادرة على العودة إلى المنزل .

'لم يمرّ شهر حتى بعد . مازال لدىّ الكثير من الوقت .'

معتقدة آستر أن السبب في ذلك أنها لم تستمتع بوقتها بعد ، عادت آستر بقدميها مرة أخرى إلى الدوقية الكبرى.

يتبع ...

مفيش فصول بكرا لأى عمل سواء لإبنة الشريرة أو القديسة عشان عندي بعد بكرا إمتحان، أرجو الدعاء 💘😭

2021/03/13 · 913 مشاهدة · 1810 كلمة
نادي الروايات - 2025