في وقت العشاء بعد بضعة أيام .

إستمرت الوجبة بهدوء ، و دي هين الذي إنتهى من الأكل في وقت أبكر من المعتاد ظل يحدق في الأطفال .

"ما مشكلتك؟"

كان دينيس هو أول من نظر بعيداً و سأل وهو يمسح فمه .

"هل لديكَ ما تقوله لي ؟"

"أنا ؟"

"نعم."

كانت كلمات دي هين في الصميم .

و بمُجرد أن سمعَ ذلك إنطلق دينيس .

لم يستطع إخفاء ذلكَ لأنه كان يعرف أنه كان سـيسأل هكذا .

"...أنا آسف ."

"لقد كنتُ أعلم أنكَ تذهب إلى المدينة من حين لآخر لكنني قد تجاهلتُ الأمر لأنني أثقُ بكَ ."

ضغطَ دي هين على دينيس بصوت هادئ لكنه صارم .

فوضعت آستر و چو-دي الشوكة على الطاولة و نظرا حولهما .

"لكنكَ أخذتَ آستر معك . ماذا كنتَ ستفعل إن كدثَ شيئ ما ؟"

"هذا خطأي ."

مع العلم أنه هذا كان خطأه بدون عذر ، إعتذر دينيس بهدوء .

"لم أكن أتوقع أن تتعرضَ أنتَ لهذا الحادث لا چو-دي ، لماذا فعلتَ ذلكَ بحق الجحيم ؟"

"لقد كنتُ أريد أن أكون قريباً منها."

لن يسمح دي هين بحدوث هذا و لقد كان سـيوبخه بشدة .

لكن عندما رأى دينيس الذي قال أنه كان يريد أن يكون قريباً منها ، رقَّ قلبه .

"همممم . إنها طريقة خاطئة ، صحيح ؟"

"نعم . لذلكَ أنا أفكر من جديد."

"فهمت."

عندما هدأ غضب دي هين ، بدأ چو-دي في الحديث مرة أخرى و قال أنه ليس عادلاً .

"ماذا ! هذا سخيف جداً . أنتَ تقول أنكم خرجتما لوحدكما ، صحيح ؟ أخرجي معي ايضاً !"

"چو-دي!"

نادى دي هين إسم چو-دي بصوتٍ عالٍ .

بعد ذلك ،

رفع دي هين الذي هدأ كأس الماء الموجود على الطاولة و إبتلع الماء .

"هيا ، أكملو الوجبة ."

على الرغم من ذلكَ ، هم لم يكونو في مزاج مناسب لإكمال الوجبة .

"جلالتك ، لقد قلتَ أننا سنتناقش عن ذلك الشيئ."

"نقاش؟ أى نقاش ؟"

قام بن بالهمس إلى دي هين بالموضوع .

«حفلة عيد ميلاد السيدين.»

«آه!»

بالتفكير في الأمر ، لقد كان عيد ميلاد التوأم قريباً بالفعل .

لقد تبقى حوالي ثلاثة أشهر ، لكن بالنظر إلى فترة الإعداد .. كان يجبُ عليهم التحضير للحفلة من الآن .

كان حفل عيد ميلاد التوأم هو الحدث السنوي الأكثر ضخامة و الأكثر عناية بالنسبة لـدي هين .

لقد بذلَ قصارى جهده لجعلهم لا يشعران بالإحباط بسبب عدم وجود أمهم .

"دينيس ، چو-دي."

عندما نادى بأسماءهما بهدوء ، نظرا إليه بنفس ذات الوقت .

"عيدُ ميلادكما قريب . ماذا تريدان أن تفعلا هذه المرة؟"

"واو ، هل إقتربَ بالفعل؟"

"هممم."

حقيقة أن دي هين قام بتوبيخهما منذ فترة قصيرة قد إختفت بالفعل .

لقد كان دينيس و چو-دي متحمسان جداً و قد بدأ كل منهما في مناقشة المفهوم الذي ستكون عليه الحفلة .

"لماذا لا نرتدي أقنعة لكي لا يعرف كل منا الآخر ؟"

"ممل . دعونا نجري مناقشة عن كتاب بدلاً من ذلك."

"هل أنتَ مجنون ؟"

تظاهرت آستر بالإستماع إلى المحادثة و ضغطت على الشوكة بقوة .

لأن حلوى اليوم كانت كعكة الجبن المفضلة لديها .

لكن دي هين ، الذي كان يعتقد أن آستر قد تم إستبعادها ، توقف عن الكلام و تدخل .

"يحضر معظم الناس الحفلة التي نقوم بعملها . سنقدم آستر في ذلكَ الوقت."

آستر التي كانت تحاول وضعَ كعكة الجبن في فمها تصلبت كما هي .

"....انا ؟"

"نعم ، لقد كنت أتسائل متى سيكون الوقت المناسب للإعلان عن هذا ، لكن من الجيد ان يكون لدينا حفلة عيد ميلاد ، صحيح؟"

"آه .... نعم ."

اماءت آستر وحدها متظاهرة بالإتفاق مع دي هين .

أرادت أن تعيش بهدوء بدون أن يتم تقديمها ، لكن هذا قد يتسبب في إنتكاسة في خطتها .

"ثم ، سأحضر معلماً أولاً ."

"لقد إخترت عدداً قليلاً من المرشحين بالفعل."

كان بن ، الذي كان دقيقاً في التحضيرات ، قد أعدَّ معلماً للدروس الخصوصية في الوقت الذي قام فيه بإحضار آستر بالفعل .

نظراً لأن حفلة عيد الميلاد كانت جزءاً من الدائرة الإجتماعية ايضاً ، كان من الضروري تعلم الرقص و أداب السلوك المناسبة حتى تستطيع آستر الحضور .

"سأعطيكِ أفضل معلم . ثلاث أشهر سوف تكون كافية ."

أرادت آستر أن تقول أنها لا تحتاج مثل هذا الشيئ ، لكن كان عليها أن تطابق الآداب في الدوقية الكبرى .

"شكراً لكَ."

بالطبع لقد شعرت بشكل مختلف تماماً في داخلها .

'ثلاثة أشهر.'

هل سأبقى على قيد الحياة حتى ذلكَ الحين؟

لم يعرف أحد أن آستر تفكر بهذه الطريقة ، و لقد كانو متحمسين لحفلة عيد الميلاد التي ستكون بعد بضعة أشهر .

***

بعد الإنتهاء من الوجبة توجه دي هين بشكل مباشر إلى غرفة نومه . لقد كان سـيذهب إلى الفراش مبكراً اليوم لأول مرة منذ وقت طويل .

لكن هذه المرة تبعه بن إلى غرفة نومه .

"ماذا هناكَ؟"

"لقد عاد الرجل الذي أرسلته إلى المعبد."

"ماذا ؟ متى؟"

"فقط الآن . لقد تأخرتُ في إبلاغكَ بما أنكَ كنتَ تتناول الطعام."

أغلق دي هين الباب بإحكام و جلس على الأريكة و جلس بن أمامه و قام بإبلاغه بالتقرير.

"لقد بحثتُ في الأمر بالتفصيل ، لكن لم يحدث ابداً أنه قد تم إحتجاز مرشحة صغيرة ."

"هل أنتَ متأكد ؟"

"نعم . أماكن الإحتجاز محدودة . لن يعرف أحد إن تم إحتجاز أحد."

غرقت عيون دي هين بعمق .

في اليوم الممطر ، لقد كان يُفكر كثيراً في سلوك آستر .

بالتفكير في الأمر ، فلقد كان عملاً لا يُمكن القيام به إلا أنه تم اساءة معاملتها .

"من هي راڤيان؟"

"هذا ... هناكَ شخصٌ واحد فقط في المعبد بإسم راڤيان ."

"واحد ؟ إذاً ، ربما إبنة براونز ."

عبس دي هين وجعدَ المنديل الذي كان يحمله بيد واحدة .

"نعم ، هذا صحيح."

بعد كلمات بن ، أصبحَ يحيط بـدي هين جواً من الإشمئزاز . كان براونز أقل الأشخاص تفضيلاً لدى دي هين .

كان براونز أكثر البشر فساداً ، وكان دائماً يبحث بين العائلة الإمبراطورية و المعبد و يهتم بـمصالحه الخاصة .

و مع ذلكَ ، لا يُمكن إنكار أن عدد قليل من البراونز كانو على رأس عائلة الدوق .

"لـكن من الصعب القول أن إبنة الدوق و سيدتي كانتا على إتصال في المعبد."

حاول بن حل المشكلة و العثور على نقطة إتصال ، لكن لم يتذكر أحد مرشحة عادية مبتدئة .

حتى من الناحية المنطقية ، لا يبدو أن آستر اليتيمة ، و الدوقة راڤيان متورطتان مع بعضهما البعض .

"ولقد علمتُ أن راڤيان تُلقب بالقديسة التالية . ليس من المنطقي أن تُسيئ لها بصفتها شخص كهذا ."

كانت كلمات بن صحيحة .

لم يُوحى تقييم دي هين أن راڤيان التي كانت تناديها آستر هي إبنة براونز .

لكن عندما سمع هذا لم يستطع التخلص من هذا الشعور الغريب .

"لا يُمكنكَ العثور على أى شيئ آخر في المعبد ؟"

"صحيح."

في النهاية ، لم يكن هناكَ شيئ عن الصدمة التي تعرضت لها آستر .

كان دي هين الذي كان يريد أن يعرف ما هو الوضع الذي مرت به آستر ، مُحبطاً .

"هل هناكَ شيئ آخر ؟"

"هذا ... لقد كنتُ أحقق قليلاً بعد و وجدتُ شيئاً ما."

قام بن بإخراج الوثائق مؤكداً أن الأمر كان صعباً .

"هذا سِجل للمكان الذي كانت فيه الآنسة قبل أن تأتي إلى المعبد."

"هل كان هناكَ شيئ كـهذا ؟"

"نعم ، وجدتُ الكاهن الذي إشترى الآنسة بسعر زهيد و أحضرها إلى المعبد ، وهذه هي البيانات التي حصلتُ عليها منه ."

"لابدَ أنكَ قد واجهتَ وقتاً عصيباً ."

ضحكَ دي هين على بن لأنه إعتقد أنه كان يتحرك كثيراً .

ثم أصبح تعبير بن الذي كان قاتماً طوال الوقت ، أكثر إشراقاً بشكل ملحوظ .

"أسرع و أخبرني ."

"قال أنه قد عثرَ عليها في مدينة هارديستال الجنوبية . و رغم أنه كان هناكَ معبد صغير ، إلا أنه يظل معبد ، لذلكَ كان الفقراء تحت إشراف المعبد ."

هذا كان كل ما إكتشفه ، و لكن بالنظر إلى أن آستر كانت مرشحة صغيرة ، فـلقد كانت معجزة أنه إكتشف ذلكَ على الأقل .

"ثم ، سأضطر للذهاب إلى هناكَ ."

"لقد مرت بالفعل ٦ سنوات ... حتى لو ذهبتَ الآن ، ماذا يُمكنكَ أن تجد ؟"

إذا كنتَ تفكر بعقلانية ، لقد كان بن على حق . كان من الصعب أن يتذكر الطفل الذي قام ببيعه ببضعة بنسات .

و مع ذلكَ ، شعرَ دي هين أنه مضطر للذهاب إلى هناكَ لسببٍ ما .

"يجب أن أذهب لأرى هذا . سأذهب إلى هناكَ بنفسي لذا ضع جدولاً ."

"سموك ، هذا قليلاً ..."

"إذاً ، هل يجب أن نرسل شخصاً ما و نسمح له بتسريب معلومات عن آستر ؟"

"....لا"

"هارديستال ليست بعيدة ، لذا يجبُ أن يكون الأمر على ما يرام ."

اومأ بن برأسه .

على الرغم من وجود هارديستال في الجنوب ، كان من السهل التوقف على طول النهر في تريزيا .

"حسناً ، هذا يكفي للآن . لقد قلتَ أنه كان لديكَ مُعلماً مُرشحاً ؟"

أنهى دي هين التقرير و أمسكَ بـبن الذي كان يُحاول المغادرة ، جلس بن على الأريكة مرة أخرى و بدأ بالإبلاغ .

"نعم ، هناكَ حوالي خمسة أشخاص."

"أى منهم تخرج من الأكاديمية و كان على رأس صفه ؟"

"جميع الخمسة ."

قال دي هين «هووو.» عندما قال أن جميعهم كانو كذلك ، في الواقع .. لقد كان بن ايضاً من القمة .

"جيد ، من بينهم إختر شخصاً ترى أنه جيداً لتعليم آستر و مساعدتها بعدة طرق ، بالإضافة إلى الفنون الإجتماعية و الرقص ."

"بالطبع ، لكن هناكَ معلم وضعته في المرتبة الأولى لن يكون متوفراً إلا بعد سنة ."

عندما قال بن هذا في نهاية خطابه أصبح صوت دي هين حاداً .

"و لكن ، هل يُقرر هذا بنفسه؟"

"نعم ، يبدو أنه يعمل لدى عائلة الايرل و هم يدفعون له قدر كبير من المال."

إسترخى دي هين ووضع ساق على ساق براحة .

"حسناً ، قُل أنكَ سـتعطي له ضعف المال الذي يحصل عليه الآن ."

"ضعف المال ؟ لكن هذا قليلاً ..."

"أنه مال على أى حال و هو يفيض بالفعل . و الأهم من ذلكَ أن يكون لدى آستر معلم جيد."

"سوف أتواصل معه ."

ضغط دي هين على بن كثيراً حتى نجحَ .

لم يقلها شخصياً ، لكن قد مضت بالفعل ١٠ سنوات منذ أن كانا معاً .

"أحضره بأى طريقة ممكنة ، إن كان الأمر على ما يرام سأجعله مسئولاً عن التوأم ، و سأعرض له ستة أضعاف المبلغ ."

"نعم ...."

لم يكن مهتماً بتعليم ابناءه على الإطلاق . كان دائماً حذراً على أن يكبرو بمفردهم و لكن بصحة جيدة .

لا يُصدق أنه قد تغير هكذا .

إعتقدَ بن أن هذا كان شيئاً كان يجب أن يمر به منذ فترة طويلة .

يتبع ...

2021/03/20 · 1,106 مشاهدة · 1708 كلمة
نادي الروايات - 2025