"ديلبرت ! ديلبرت ، أين أنتَ ؟"

بمجرد أن غادر دينيس الغرفة ، سارع بالعثور على كبير الخدم ديلبرت .

لقد كان دائماً هادئاً ، و لكن مظهره المتحمس الحالي قد جعلَ الخدم يتسائلون .

تركَ ديلبرت الكتب و إستقبلَ دينيس .

"سيدي ، هل تبحث عني ؟"

ضحكَ دينيس و اومأ برأسه .

"نعم . أريد أن أرى الإطارات التي إستخدمتها في المعرض الأخير . أين وضعتها ؟"

"هل تقصد معرض الفنان روبين ؟"

"هذا صحيح.''

كان دوق تريزيا الأكبر يرعى عدداً من المجموعات الفنية . كان من بين تلكَ الأنشطة إستضافة معارض للفنانين .

كان أحدث معرض هو رسم للمناظر الطبيعية للفنان روبين .

على الرغم من السؤال الغير متوقع ، حاول ديلبرت تذكر مكانهم و بحثَ عنهم بشغف .

"كنتُ أضعهم في المستودع الجنوبي ، لماذا تريدهم ؟"

"أنا بحاجة إلى إطار لوضع هذا فيه ."

فتح دينيس الورقة على مصرعيها طالباً النظر إليها بصوت مليئ بالفخر .

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تحول فضول ديلبرت إلى دهشة عندها رآها .

"أليس هذا السيد ؟ لا ، من رسم هذه ؟"

كان فم ديلبرت مفتوح على مصاريعهُ أثناء التحدث ، لم يستطع رفع عينه من على الصورة .

"رسمتها آستر ، لقد رسمتها بشكل جيد ، صحيح ؟"

"آنستي ؟"

هذا لأنها كانت صورة لا يُمكن رسمها بمهارة طفل .

جسدت القوة التعبيرية الدقيقة و القوة الوصفية الممتازة دينيس كما هو .

ليس ذلكَ فحسب ، بل كانت المشاعر الثرية التي شعرَ بها تنبعث من اللوحة تؤكد أنها عملٌ فني بالفعل .

"هذا رائع حقاً . بصراحة ، من الصعب تصديق ذلكَ ."

"لقد فوجئتُ ايضاً ، آستر هي الأفضل ."

في البداية ، لقد كان دينيس حذراً جداً من آستر ، و لكن كلما تعرف عليها كُلما أحبها أكثر .

"لكن ، هل الأمر بخير ؟ إنها الساعة الثالثة تقريباً ."

نظرَ ديلبرت إلى ساعة الحائط و قال ذلكَ .

كان روتين دينيس في الساعة الثالثة و الذي يتحرك ضمن جدول يومي ، دائماً يأخذ غفوة في هذا الوقت .

"لا بأس . لن أنام اليوم."

أصاب ديلبرت الذهول بسبب صوت دينيس العالي.

دينيس لديه هوس بفعل كل ما هو مُحدد . كان تغيير دينيس للجدول شيئاً كبيراً .

ظل دينيس يخبر ديلبرت عن آستر طوال الطريق إلى المستودع .

"لأنها تركز يتغير لون عينيها؟"

"لابدَ أنكَ رأيتَ الأمر بشكل خاطئ ."

"لا ، أنه حقيقي . هي لم تتعلم أبداً الرسم و لكنها ترسم جيداً ."

توقفَ دينيس ، الذي كان يتحدث بدون توقف ، عن المشي وتوقفَ فجأة .

"لقد فهمت ."

توقفَ ديلبرت ايضاً و هز كتفيه .

"عن ماذا تتحدث ؟"

"إنها أختي الصغيرة ، أعتقد أنني أعرف ماذا يعني ذلك ."

وجهة نظر دينيس .

كنتُ أشعر بالفضول بشأن ماهية الأخت الصغرى ولماذا تصرف سيباستيان بهذه الطريقة .

أردتُ معرفة الإجابة لذا طلبتُ تبني أختٍ صغرى .

لكن الآن ، أظن أنني أعرف الإجابة بالفعل .

'هل شعرَ سيباستيان بتلكَ الطريقة ؟'

عندما أجدُ شيئاً تجيده ، أشعر بالفخر و أشعر أنني أريد التباهي في كل مكان .

"ديلبرت ، كما تعلم .أعتقد ان آستر ستكون أفضل قليلاً من الكتب ."

"سيدي الصغير ..."

يبدو دينيس لطيفاً مع الجميع ، لكنه في الواقع لا يهتم بأى شخص . كان كل ما يفعله فقط هو القراءة في الكتب .

أعجب ديلبرت بالأمر و سحب منديلاً ليمسح دموعه و ينفخ أنفه و قد غرقَ المنديل بدون ان يدرك بالفعل «الله يقرفك يالمؤلفة.»

***

"كيفَ كان التدريب ؟"

"لقد كان سيئاً . لم يكن هناكَ أحدٌ على حق ."

كان وجه دي هين الذي ذهبَ إلى التدريبات المنتظمة مليئاً بالضيق .

فك ربطة عنقه و ألقى بها على المنضدة .

"الكل يعتقد أن الحرب قد إنتهت ، ماذا لو كان هناكَ تمرد كما من قبل ؟"

بسبب عبوس حاجبىّ دي هين ، بدى تعبير دي هين قذراً جداً . كان الجو من حوله بارداً كالجليد أكثر من المعتاد .

كما لو كان مُنهكاً ، دفن نفسه عميقاً في الأريكة . ووضع أرجله الطويلة على المكتب .

"أعطني تقريراً ."

"نعم ، تبدو متعباً لذا سأخبركَ بالقليل فقط."

كان يدخر ديلبرت الكلام حتى لا يُسئ قوله .

أبلغه عن جميع الأحداث بينما كان دي هين بعيداً . لكنه تنهد و أغمض عينيه كما لو أنه لم يعجبه شيئ ما .

"وماذا عن آستر ؟"

"اوه ، لقد كان الطبيب يفحصها كل يوم لمدة أسبوعين . الآن هي تبدو أكثر صحة مما كانت عليه قبل أسبوعين ."

لتبسيط الأمور ، حكى له قصص الأطفال ، و لكن يبدو أن قصة آستر كانت الأهم .

مسحَ ديلبرت عرقه البارد وشرح روتين آستر بالتفصيل .

أثناء الإستماع إلى قصة آستر ، خف تعبير دي هين البارد قليلاً .

"حسناً ، السيدة آستر ترسم بشكل جيد."

"رسم؟"

لمعت عيون دي هين النصف مغلقة .

"نعم ، رسمت صورة للسيد دينيس و لقد كانت مذهلة ."

"أين يُمكنني رؤيتها ؟"

"لقد علقتُها في غرفة السيد دينيس ."

دي هين ، الذي وقفَ فجأة ، فحصَ ساعة الحائط .

الوقت الحالي هو العاشرة مساءاً ، و لقد تأخر الوقت بالفعل لزيارة غرفة نومه .

"هل رسمت بشكل جيد ؟"

"إذا نظرتَ ، ستعرف ."

نما فضول دي هين .

لم يستطع أن يتخيل أن آستر قامت برسم صورة . لقد كان يشعر بالفضول لذلكَ لم يستطع المضي قُدماً .

"هل دينيس نائم ؟"

"نعم ، لابدَ أنه قد نام بالفعل بما أنه يعيش حياة عادية ."

"إن دخلتُ و شاهدتها ، سـيستيقظ ."

نظرَ إلى ديلبرت ليخبره أنه سيفعل ذلك على الفور .

لكن على الفور ، هزَّ ديلبرت رأسه بشكل حاد كالسكين . كانت فلسفته أن وقت نوم الطفل يجبُ أن يكون مضموناً تماماً .

"أرجوكَ تحلى بالصبر حتى الصباح ."

كان وجه دي هين عبوساً بشكل فظيع .

***

جلست آستر على سريرها و نظرت إلى الغرفة .

لقد مرّ شهر منذ أن كانت هنا .

الملابس النظيفة و الجميلة جعلت آستر تبدو بمظهر مختلف تماماً عن مظهرها في المعبد . بعد تناول الأطعمة اللذيذة كل يوم أصبحت سمينة جداً .

"لا أصدق أنني إعتدتُ على هذا."

لقد كانت الحياة هنا ممتعة بالفعل .

كان كل شيئ يفيض و كأنها كانت تتلقى تعويضاً عن الأشياء التي لم تكن تملكها .

و مع ذلكَ ، إن أدارت رأسها قليلاً كان بإستطاعتها رؤية وهم راڤيان الذي يطاردها .

'المصير لا يُمكن الهروب منه .'

إذا ماتت القديسة السابقة فإن راڤيان ستجد نفسها بطريقة ما .

إشتدت عينا آستر .

فتحت آستر الدرج الأخير من المكتب . بداخله كان هناكَ جسم متكتل ملفوف بقطعة من القماش .

"لا يُمكنكِ نسيان ذلكَ ."

لقد كان سكيناً أخرجته وهي تقول ذلك .

اعلم أن إيذاء النفس بلا فائدة على أى حال ، لكنني أنظر إليه كل يوم حتى لا أنسى أنه كان علىَّ الموت .

رفعت آستر إصبعها و جرفت النصل . كانت الشفرة حادة و جرحتها و لكنها لم تكن تشعر بالألم .

كان الدم الأحمر المتدفق من أصابعها سريعاً ما التئم.

".....؟"

شعرت آستر بالغرابة لأن السرعة كانت سريعة جداً .

هذه المرة أخذت سكيناً و قامت بقطع ذراعها ، تساءلت عما إن كان هناكَ جرح هذه المرة ، و لكن سرعان ما التئم .

نظرت إلى مرآة منضدة الزينة ، إتسعت عين آستر وهي تنظر إلى المرآة بدون تفكير .

"هل أنا واعية؟"

كان ظهر يد آستر يلمع بشكل خافت .

على الرغم من أنه كان ضبابياً ، إلا أن هذا المكان و العلامة هي بالتأكيد كانت الروح المقدسة التي تم نحتها على ظهر يد القديسة .

فركت آستر عينها بسرعة و لكن سرعان ما إختفت .

"ماذا حدث ؟"

رمشت آستر عينها عدة مرات من الدهشة .

النمط الذي ينتقل من قديس إلى قديس لأجيال لا يظهر أبداً قبل موت القديسة .

ومع ذلكَ ، لم يحن الوقت بعد لموت القديسة .

ولكن إن ماتت القديسة ، كان يُمكن إستدعاء الدوق الأكبر إلى المعبد على الفور .

إذا كان الأمر كذلك ، فهذا يعني أن هناك قديستين في الإمبراطورية .

'لا يـمكن هذا ."

لم يكن هناكَ مثل هذه الحالة في تاريخ القديسين الذي تعلمته في الهيكل .

خرجت آستر إلى الرواق وهي مرتبكة و ضربت في ظهر يدها .

إعتقدت انها رأت الأمر بشكل خاطئ ، لكنها لم تستطع تركها تسير على هذا النحو .

وجدت دوروثي التي كانت تسير في الردهة آستر و ركضت بسرعة .

"آنستي ، إلى أين أنتِ ذاهبة ؟"

"أتعلمين ، هل يُمكنني الحصول على بعض بذور زهرة الخزامي البنفسجية ؟"

"الخزامي ؟ أليست زهرة تستخدم في المعبد ؟"

الخزامي كما قالت دوروثي ، كانت زهرة تستخدم بشكل رئيسي من قِبل القديسين في المعبد لحضور الدروس . لقد كانت تُسمى برمز الإله و لقد كانت مُقدسة في الحد ذاته .

لقد كانت زهرة لا تُزرع بشكل عام ، لذا كانت دوروثي فضولية بشأن إستخدامها .

"هذا صحيح ، أريد زراعتها .... ألا أستطيع ؟"

"لا أستطيع ان أفعل ذلك . لا أعرف ما إن كانت زهرة عادية ... لذا سأطلب الأمر من البستاني و أعود ."

لوحت دوروثي بيدها .

لقد كانت تلكَ هي المرة الأولى التي تطلب فيها آستر شيئاً بعد مجيئها إلى القصر . لم يكن الأمر كبيراً ، لقد كانت مجرد بذرة لكنها لم تستطع تجاهل الأمر .

'أعقتد أنها تفتقد المعبد.' «لا يسطا انتي فهمتي غلط.»

كان إحضار آستر من المعبد سراً مكشوفاً بين الحاضرين «اهل المنزل والخدم» .

بدت بالغة جداً ، لكنها إعتقدت أن المعبد لايزال في قلبها .

بسبب شعورها بالأسف قررت أن تُحضر لها زهرة الخزامي .

"سأعود."

"نعم ، من فضلكِ ."

قامت آستر بقضم أظافرها وهي تنظر إلى ظهر دوروثي و هي تركض . لقد كانت عادة تظهر في الغالب عندما تكون متوترة .

قبل أن تُصبحَ آستر قديسة لم يكن لديها قوة مقدسة عالية جداً ، كانت تستغرق وقتاً أطول من المرشحات الأخريات حتى تتمكن من إزهار زهرة الخزامي .

ولكن ، إن أدركت قوتها المقدسة . فـستزهر الخزامي بسرعة .

سيُصبح الأمر واضحاً عندما تزرع الخزامي .

"هذا لن يحدث."

على الرغم من أنها إعتقدت أن الأمر لم يكن كذلك ، كانت عينا آستر قاتمة .

***

وقت الظهيرة الدافئ .

كان دي هين يعود إلى المنزل بعد الإنتهاء من جدوله المعتاد .

حتى في نزهته القصيرة ، لقد كان هناكَ وثائق في يده .

"العشاء الإمبراطوري الذي كان يوم الخميس المقبل ، تم تأجيله لمدة يومين ."

اومأ دي هين الذي كان رأسه عالقاً بالمستندات بدون أن يرفع رأسه .

"الكونت كراول يريد ان يلتقي بك ، ماذا أفعل في هذا ؟"

"حان وقتُ الشاي ." «مش عاوز يقابله بضحك»

"نعم ، و معلمة السيدة آستر ."

بمجرد ظهور إسم آستر ، رفع دي هين وجهه وحدقَ في بن .

"هل تحدثتَ بشكل جيد ؟"

يتبع...

اعذروني لو في اى غلطات إملائية . بتبقى من باب إني فالعادة بتكلم بالعامية المصرية و في حروف بكتبها زي ما بنطقها و بحاول على قد ما اقدر ماغلطش من الناحية دي بس سعات بسهوو .. سو أعذروني !!

مواعيد الصدور غير محددة كل ما بخلص فصل بنزله بما اني عندي عملين .

2021/04/07 · 935 مشاهدة · 1759 كلمة
نادي الروايات - 2025