"حسناً ، أليست هذه لوحة ؟ إنها تبدو مثل الدوق الأكبر ."

"إنها لوحة مرسومة بشكل مدهش !!"

"كياا ، لا أعرف أى رسام أنت .. لكنني أريد أن أطلب منه أن يرسمني ."

فجأة ، أصبحت حيرتهم من الصورة غير متوقعة ، وبعد أن رأى الجميع اللوحة لم بستطيعو الصمت معجبين بمدى قداستها .

كانت ردود الفعل مختلفة ، لكنها في الغالب كانت إعجاباً .

"من برأيكم قام برسمها ؟"

رفع دي هين إحدى زوايا فمه و بدأ بالتحدث بصوت عميق .

"لرسم تلكَ ... بيركا ؟ اوه ، أو أعتقد أنه يُمكن أن يكون ليبان ...."

"هناكَ أيضاً معرض آخر مرة ، فـيمكن أن يكون روبن؟"

ذُكر أسماء الفنانين الواحد تلو الآخر . كُلما ذَكر النُبلاء أسماء الفنانين ، نمت إبتسامة دي هين .

كان دي هين أكثر سروراً من أى وقت مضى ، وأصبحت تلكَ الأكتاف المتصلبة ترتفع لأعلى .

"جلالتكَ ، من رسم هذه حقاً ؟ لم أرَ أبداً لوحة كـهذه ، أنه أسلوب جديد . هل بحثتَ عن شخص ما ؟"

بوهيبا ، المشهور بكونه جامعاً فنياً ، لم يستطع تحمل فضوله وذهبَ إلى دي هين . كانت عينه تلمع مثل وحش يبحث عن طعام .

ضَحِكَ دي هين بغطرسة متوقعاً ردة الفعل تلكَ .

منذُ اللحظة التي رُفعت فيها القماشة الحمراء كان فمه يهتز لأنه أراد التباهي بسرعة .

"إبنتي من رسمتها ."

في هذه اللحظة ، إجتاح مستوى مختلف من الصمت على المكان .

كان الهواء بارداً جداً كما لو كان هناكَ إعصار قوي حل على المكان .

تبادل النبلاء صدمتهم و همساتهم وهم ينظرون إلى دي هين .

"هل كان للدوق الأكبر إبنة ؟"

"لا ، لم أسمع بها من قبل ."

من الحقائق الشهيرة ، أن دي هين لم يتزوج بعد وفاة زوجته .

كان أبنائه التوأم الوحيدين اللذين قد ولدو من الزوجة السابقة .

ظهرت الإشاعات في كل مكان حول ما إن كان هناكَ طفل يخفيه .

قال لهم دي هين بوضوح حتى لا تأتي و تذهب كلمات عديمة الفائدة .

"لقد تبنيتُ طفلة قبل عدة أيام ."

كانت الحقيقة الأولى للتبني تم الكشف عنها في مكان رسمي .

لم ينتهي تبني الدوق الأكبر بمجرد التبني . لقد كان حدثاً كبيراً للغاية يُمكن أن يكون أبناءه خلفاء لبعرش في المستقبل .

"طفلة بشكل مفاجئ؟"

"لقد سمعتُ أن الدوق الأكبر يكره الأطفال ..."

لقد قيل أنه تبنى هذه الطفلة بعد أن قُتلت والدتها بوحشية في ساحة المعركة ، لقد كانو في حيرة من أمرهم .«بعض الشائعات بمعنى ادق»

"من أين ظهرت فجأة ؟"

"هل هذا مهم؟"

"لا."

لا أحد يستطيع أن يعترض أمام دي هين .

أدار الجميع عيونهم بعيداً عن عيون دي هين الباردة و أغلقو أفواههم .

"سنقيم حفلاً رسمياً قريباً ، لذا يُمكنكم تهنئتي وقتها ."

"هاها ، سأكون هناكَ بالتأكيد لذا من فضلكَ قُم بدعوتي ."

"مُبارك !"

كانت أفواه النُبلاء خفيفة للغاية و أقدامهم سريعة .

ربما بنتشر خبر تبني دي هين لطفلة في جميع الإمبراطورية خلال أيام قليلة .

على أى حال ، كان هدف دي هين هو إعلان وجود آستر .

تركَ دي هين النُبلاء بتحدثون بحرية وخرجَ للشرفة ليستنشق بعض الهواء .

"لا يُوجد قمر ."

لم يكن القمر موجوداً في السماء المظلمة .

في هذا اليوم عندما لم تنحني الآلهة فيه [؟؟؟] و هو يوم لا يوجد فيه نجوم. م/والله مش فاهمة ايه دا بس هو كلام إلحادي إستغفرالله 😂😂

شعرَ دي هين بطريقة ما أن هذا الظلام يُشبه آستر عندما قابل عين آستر للمرة الأولى و تأثر قلبه .

"لم أكن أعلم أنكَ تمتلكُ مثل هذا التعبير ."

تسلل بنچامين إلى جانب دي هين ، الذي كان غارقاً في التأمل . لقد إتبعه عندما رآه يخرج إلى الشرفة .

عند رؤية وجهه ، أظهر وجه دي هين علامات الترحيب لأول مرة منذ مجيئة إلى العشاء .

"بنچامين ؟ متى أتيتَ ؟"

"لقد وصلتُ للتو ، لقد تأخرتُ قليلاً لأن عجلات العربة قد خرجت في الطريق ."

كان بنچامين هو الشخص الوحيد الذي يعترف به دي هين ، لقد كانو رفاقاً يثقون في بعضهم البعض أثناء الحرب .

"هل رأيتَ اللوحة ؟"

"نعم ، بصراحة أنا متفاجئ .. أنتَ لم تخبرني بشيئ ."

"لقد كان قراراً مفاجئاً ، لذلكَ لم أستطع مناقشة الأمر ."

"سأستمع إلى الأمر بالتفصيل في المرة القادمة ."

"نعم ، فقط دعنا نتحدث في مكان آخر ."

هذا المكان الذي كان به الكثير من الآذان لم يكن مكاناً جيداً للحديث ، قرر الإثنان الإجتماع في مكان آخر و تصافحا بإبتسامة .

ومع ذلكَ ، تحدثَ بنچامين إلى دي هين بتعبير متوتر .

"جلالتكَ ، هل يُمكنني فقط أن أطلب منكَ طلباً صعباً ؟"

كان بنچامين قوياً و مخلصاً ولقد كان من النوع الذي لم يكن مهتماً بالنجاح .

كان دائماً يُساعد الآخرين و يرفض أن يتم مكافئته .

اومأ دي هين برأسه وهو ينظر عن كثب على تعبير بنچامين .

"ماذا؟"

"أعني ، تلكَ اللوحة .. لقد شعرتُ بالقوة المقدسة القوية منها ."

و بصفته بنچامين ، المسئوول حالياً عن إدارة أحد المعابد المحلية ، فقد أدركَ القوة المقدسة الموجودة في اللوحة بشكل أسرع من أى شخص آخر .

تفاجأ دي هين ، لكنه وافق بما أن آستر كانت إحدى المرشحات لمنصب القديسة .

ولقد فهمَ أن لوحة آستر ينبعث منها القوة المقدسة بسبب قوتها المقدسة .

"لذا أود منها أن ترسم ... سيد نواه ."

تردد بنچامين لفترة قبل أن ينطق بالإسم .

كان دي هين يُفكر في قبول أى طلب له ، لكنه أخفض صوته وجفل عندما ذكرَ بنچامين هذا الإسم .

"هل مازلتَ تنعتني بالسيد نواه ؟"

"ألن أضطر للبقاء بجانبه ؟ حتى لو إبتعد الجميع ، فسأظل أخدمه حتى النهاية ."

كان صوته الذي يتحدث به مختلطاً بالريح وحيداً وعميقاً ، كان صوته ممزوجاً بالعديد من المشاعر .

كان دي هين يشعر بالحرج و جرف دي شعره بقسوة.

"كيف كان حاله في الآونة الأخيرة ؟"

"لا يُمكنه أن يفتح عينه على الإطلاق ، لقد قال القس أنه لم يتبقى له الكثير من الوقت ."

"......"

"لذا ، كنتُ أريد ان أحتفظ بصورة له ، و إن كانت لوحة بورتريه بها قوة مقدسة كنتُ اتسائل ما إن كانت ستبدو حقيقية ."

بدا أن بنچامين كان مُتردداً ، فحنى رأسه لتحريك قلبه .

"أعلم أنه طلب صعب ، لكن ... ألا يُمكن لمرة واحدة ؟ لن أخبر أحداً ابداً ."

"هااه."

تنهد دي هين بعمق .

لا أريد أن أجعل آستر تقوم بشيئ خطير ، لكن بنچامين طلبَ مني هذا ولا أريد أن أقول لا .

"اولاً سأتحدث إلى إبنتي ."

"شكراً لكَ ."

تشابكت عيون الإثنين على الشرفة المظلمة .

***

كانت راڤيان تزور غرفتها في نفس الوقت كل يوم .

حتى اليوم ، كانت تحمل الدواء دون أن تفشل و لكن لسببٍ ما كانت القديسة جالسة على السرير .

بعد رؤيتها ، توقفت راڤيان عن الدخول .

'كيف نهضت ؟'

لم يكن هذا كافياً لتموت على الفور ، لكنها كانت تتحكم فيها حتى لا تستيقظ . لكنها تسائلت كيف حدث ذلك .

على أى حال ، أخفت راڤيان مشاعرها و رسمت إبتسامة حلوة على محياها .

"ايتها القديسة ! تبدين في حالة جيدة اليوم ، لقد مرّ وقت طويل منذُ أن نهضتِ ."

"نعم ، لقد أتت الآلهة إلى حلمي ."

عيون القديسة كانت واضحة جداً .

كانت هناكَ طاقة مشرقة تشبه عيونها في السابق .

عند رؤية هذا ، إقتربت راڤيان منها و جلست .

"واو ، حقاً !! لماذا ظهرت لكِ الآلهة ؟"

رفعت راڤيان قدمها بتعبير حسد ، لقد كانت جميلة جداً و عيناها الحمراء تلمعان مثل الياقوت الموجود في الفوانيس .

إنتشرت إبتسامة على وجه القديسة وهي تنظر إلى هذا الوجه اللطيف .

"لأنني لستُ بحالة جيدة ، لابدَ أن هذا كان وحياً عن القديسة التالية."

"...القديسة التالية ؟"

فتحت راڤيان فمها و شعرت بقلبها ينبض .

تضخمت توقعاتها مع إنتشار دمها فجأة في جميع أنحاء جسدها .

إرتفعت خدود راڤيان لأنها كانت تعتقد أن القديسة التالية ستكون هي .

"ماذا رأيتِ ؟"

"إنه ... ليس الوقت المناسب لقول هذا ."

"لن أخبر أحد ، أرجوكِ أخبريني حسناً ؟"

لا يُمكن للقديسة أن تتجاهل إلحاح راڤيان .

كان الأمر أكثر من ذلكَ ، لأنها كانت تعرف مكانة راڤيان في المعبد ولقد كانت تعتني بالقديسة كل يوم .

"إذاً ، أنتِ فقط من ستعلمين ، حسناً ؟"

"بالطبع ، انتِ تعلمين مدى ثِقل فمي !"

في النهاية ، أغلقت المرأة عينها لتتذكر الحلم الذي حلمت به ليلة أمس .

على الرغم من أن جسدها كان ضعيفاً ، لكنها لاتزال القديسة ، لذلكَ عندها تذكرت إرادة الإله أصبحت عيونها ضبابية .

"النجم الوحيد الذي يطفو في السماء السوداء و الشعر البني المائل للرمادي الذي يعانق العالم ..."

"بني رمادي ؟"

قاطع صوت راڤيان القديسة .

وبسبب ذلكَ ، إستيقظت القديسة و هزت رأسها .

"لا ، هل قُلتُ البني المائل للرمادي للتو ؟ لا ، أعتقدُ أنني مخطئة ."

"نعم ، لقد فاتكِ ذلكَ . لا يُمكن أن يكون هذا صحيحاً ."

يُمكن إعتبار نبرة القديسة المحرجة و تعبيرها على أن الأمر كان كذباً .

لكن راڤيان إبتسمت وهي تعرف أنه لم يكن كذباً .

"سيدتي ، أنتِ بحاجة إلى تناول الدواء صحيح ؟"

"شكراً لكِ ."

بعد عودتها مرة أخرى ، نامت القديسة بسرعة بسبب السم .

إرتجفت يد راڤيان بينما كانت تنظر إليها .

"ايتها الغبية . لا يُمكنها إلا رؤية اللون البني المائل للرمادي و ليس لون شعري ، بالتأكيد لقد كانت تهذي و تقول الهراء ."

لقد تظاهرت أنها بخير ، لكن في ذهن راڤيان بدأ القلق ينتشر بأن القديسة التالية قد لا تكون هي .

غادرت راڤيان الغرفة في وقت أبكر من المعتاد تاركة القديسة النائمة .

تبدو هادئة من الخارج لكنها تغلي من الداخل .

"من لديه شعر بني مائل للرمادي ؟"

على الرغم من أنه كان لوناً غريباً ، إلا أن قلة قليلة من الناس قد تبادرو إلى ذهنها من داخل المعبد . لم تستطع تخمين من كان بينهم .

قررت راڤيام التوقف عند المكتب . لقد كانت قلقة لذلكَ قررت التحقق من قائمة المرشحين لمنصب القديسة .

على الجانب الآخر ، قابلت راڤيان شخصاً ما .

فحصت راڤيان وجه هذا الشخص و إبتسمت على نطاق واسع .

كانت إبتسامة مليئة بالإخلاص لم تظهر على محياها من قبل ، هرعت راڤيان نحو هذا الرجل .

يتبع ....

2021/04/22 · 884 مشاهدة · 1632 كلمة
نادي الروايات - 2025