كان الإحتفال الذي يُقام مرة في العام أكبر إحتفال في شينجون.

خلال هذه الفترة ، كان يزور الكثير من الناس المعبد و خاصة الأجيال الأربعة من أقوى العائلات كان مطلوب منهم الحضور.

كانت فرصة جيدة للعديد من الغرباء للدخول إلى داينا التي لم تتمكن من الخروج من المعبد .

' الدوق الأكبر دي هين سوف يأتي ايضاً . '

جاء رجل ما إلى ذهن داينا الذي كان مُشوشاً بشكل ضبابي.

الدوق دي هين.

كان منزل الدوق تريزيا الأكبر من إحدى أكبر العائلات الرئيسية التي دعمت الإمبراطورية .

كان جيداً في القِتال بشكل خاص ، لذا كان دائماً في مُقدمة الصفوف في الحرب .

لم يخسر أبداً أي حرب قادها . و لقد كان مشهوراً بأنه لم يترك أي شخص من جيش العدو على قيد الحياة.

وصفهُ الناس بـ « القاتل المجنون بالذبح و الحرب »

يقول الشخصية الرئيسية لهذه الشائعات أن العدو يظل عدواً ، إن كان طفلاً سينمو و ينتقم .

' إن قمتُ بالهجوم على مثل هذا الشخص '

كان هناكَ إختلاف كبير بين اليتيمة العامية داينا و الدوق الأكبر ، و ليس من الغريب أن تموت على الفور لمعاملتها أحد النُبلاء بتلكَ الطريقة .

بالإضافة إلى أن ، العلاقة بين الدوق الأكبر و المعبد لم تكن جيدة . في الماضي ، كان هناكَ حالة لكاهنة إرتعبت من الدوق الأكبر و فقدت الوعي .

من نواحٍ عدة ، لقد كان أفضل شخص يقوم بقتل داينا . بالطبع لقد كان هناكَ الكثير من الثغرات لكن على داينا الإمساك بتلكَ القشة .

" أريدُ أن أجربَ . "

كانت داينا تريد كسرَ هذه الحلقة المتتابعة الضارة من الأحداث .

لا يُمكنها تفويت أي فرصة تأتيها مع تسارع الأحداث .

تحقيقاً لهذه الغاية ، قررت الموت على يد الدوق الأكبر الذي يُشاع أنه مجنون بالقتل .

***

غادرت داينا وهي متدلية الأكتاف . نظرت داينا إلى شكل المعبد عندما كانت تسير ببطء في الممر .

بالنسبة لـداينا التي كانت تجول في شوارع جوارا ، كان ذلكَ المعبد هو مسقط رأسها .

لقد كان مكاناً ثميناً للغاية .

حسناً . لكن الآن كان التواجد في المعبد مؤلماً جداً . في كل لحظة تمر كانت تشعر بالإشمئزاز .

" آه .... "

أصابني الدوار مرة أخرى .

" يجبُ أن أسرع و أذهب إلى غرفتي . "

كان وجهُ دايناً شاحباً ، و ليس ابيضاً تماماً .

كان هناكَ شخصٌ يقف خلفها لكن داينا التي كانت تشتعلُ من الغضب لم تلتحظ وجودهُ .

" داينا ! "

ضرب رجل ، كان يقف خلف داينا تماماً على كتفها.

تفاجئت داينا من مناداتها بشكل مفاجئ و تجمدت في مكانها .

لم تصرخ . لكن تفاجئت و تيبس جسدها .

بسبب ذاكرتها ، تفاجأت داينا برؤية هوية هذا الشخص .

" لماذا أنتِ متفاجئة ؟ أنهُ أنا كاليد . "

كان كاليد أحد المشاركين في تلكَ الإسائات المروعة . إمتلأت عينا داينا و بدت و كأنها غارقة في ضوء الشمس .

' كاليد ديماروى '

لقد كان بالضبط هذا ما أحبته فيه ، لقد كان صغيراً و لكن عنياه عيناه المنحنية على شكل نصف قمر كانت تبدو جذابة بالنسبة لأي شخص .

كاليد ، 14 عاماً ، مازال كما هو قبل أن يتم التحكم به من قِبل راڤيان .

خفق قلبُ داينا عندما تواصلا بالأعين .

في نفس الوقت تبادرت ذكرياتها طعنت قلبها بسكين .

' أكرهكَ. '

شعرت داينا بالرفض الشديد تجاههُ ، وتراجعت .

" داينا ؟؟ "

شعرَ كاليد أن حالة داينا غريبة وحاول الإقتراب منها . شعرت داينا بعدم الإرتياح و أبعدت جسدها .

" مرحباً . "

شعرت داينا أنهُ من حسن الحظ أن لهجتها غير رسمية.

" ماذا حدث ؟ لا تبدين سعيدة ، و وجهكِ شاحب جداً. "

" لا ؟ ليس حقاً ... فقط كالعادة . "

كان كاليد يكبرُ داينا بعامين ، كما أنه كان ايضاً فارساً مُتدرباً .

كان إبن عائلة إرستقراطية مشهور ، كما أن رِفاقه كان لديهم أفضل المهارات و كانو يتبعونه.

لقد إلتقى كاليد بـ داينا مُصادفةً و كان يعتني بها جيداً.

لقد كان حُبها الأول و هذا الحب قامت بدفنه في قلبها لنفسها لأنها إعتقدت أنه لمن الصعب الوصول إليه.

وبعد أن أصبح فارساً يحرس ريڤيان ، تحول إلى شخص مختلف تماماً .

لقد فعلَ كل ما قالته له ريڤيان ، حتى لو كان هذا يؤذي داينا .. لم يتردد أبداً .

لقد تم وضع السكين في داينا ، في العديد من الحيوات المُتكررة .. لم يُفكر أبداً في إنقاذ داينا .

' مخادع '

قلبُ داينا لم يعد ينبص لكاليد أبداً .

لقد كانت داينا تكرهه ، لا أكثر ولا أقل .

" داينا ؟ ما الذي تُفكرين به ؟ هل أزعجكِ المرشحين الكِبار ؟ "

" ليس حقاً . هل يُمكنني الذهاب الآن ؟ "

" هاه ؟ آه حسناً . "

تلعثم كاليد و أصبح مذعورة من طريقة داينا الجافة.

إستدارت داينا بعد الحصول على إذن كاليد ، لم تعد ترغب في رؤيته ، لذا إبتعدت بسرعة.

حاول كاليد مُطاردة داينا لكنه توقف ، لأنه شعر أن داينا كانت تحاول أن تتجنبهُ .

" هل فعلتُ شيئاً خاطئاً ؟؟ "

إرتبكَ كاليد و قام بحك مؤخرة عنقه ، تابعت داينا السير بعيون ثابته تنظر إلى الأمام .

***

بن هابر ، مساعد دي هين كان بجانبه .. بجانب الشخص الذي إشتهر عنه أنه كان مولعاً بالحرب .

بعد أن أصبح دوقاً أكبراً ، إشتهر دي هين بكثرة تغييره لمساعديه بإستمرار .

معظم المساعدين في نظر دي هين لم يكونو ذوي كفاءة ، لقد كان بن هو المُساعد الذي إستقز عليه دي هين .

كان بن مساعد اثبت أنه ذي كفاءة حتى و إن لم يتجاوز عمره الثلاثين عاماً . يُمكننا النظر إلى مدى كفاءة بن بمجرد النظر لوجوده بجانب الدوق لمدة عشر سنوات ، لهذا السبب ، كان بن مشهوراً بين النُبلاء . لقد كان هناكَ مجموعة من الأشخاص اللذين يودون التعرف على هذا المُساعد الممتاز .

في الواقع ، لقد كان بن قادراً على القيام بالأعمال التُجارية بشكل ممتاز . حتى عندما كان مسؤولاً عن المهام الصعبة ، لقد كان ينجزها بشكل ممتاز .

ما لم يكن الأمر يتعلق بعناد الدوق دي هين كـ الآن .

" هل حقاً تُخطط للذهاب بمثل هذه الملابس ؟ "

" أجل . من الغريب الذهاب للمعبد وأنا أرتدي زياً أبيض اللون . "

دي هين الذي قالَ ذلكَ كان يرتدي درعاً وكأنه ذاهب إلى الحرب . لم يستطع أن يقولَ له بن لا و لمس طرف ذقنه كما لو كان مُحرجاً .

لم تكن ملابس دي هين مناسبة للذهاب إلى المناسبات في المعبد حيث كان الجميع يرتدي ملابس بيضاء .

على الرغم من أنه كان يعرف ذلكَ ، فإن سبب إرتداءه للدرع كان بسبب كراهيتهُ للمعبد .

كانت علاقة دي هين بالمعبد سيئة للغاية ، كان ايضاً حديث الشائعات في كل حفلة إجتماعية.

لهذا السبب كان بن قلقاً للغاية ، حيثُ أنه إذا إرتدى مثل تلكَ الثياب فإن علاقته بالمعبد ستتشوه بطريقة لا رجعة فيها .

" جلالتكَ إن فعلتَ ذلكَ ... ما رأيك أن أقوم بتحضير الملابس لكَ ."

حاول بن أن يقترحَ إحضار ملابس الدوق حتى يقوم بالتغيير ، لكن عندما رأى نظرة الدوق الباردة سارع بالصمت و إبتلع ريقهُ .

وُلدَ دي هيين ليقوم فقط بإعطاء الأوامر .

كان جسدهُ أكبر من جسد الشخص العادي ، و لديه نظرة مخيفة .

وبغض النظر عن مقدار ما واجههُ ، لم يستطع بن التعود على ذلكَ ، لذا في كل مرة تلتقي عيناه مع عينا الدوق دي هين على مدار ال10 سنوات كان يعض شفتاه من الخوف .

" حسناً .. هيا بنا . "

"ماذا عن الأطفال ؟ "

" إنهم ينتظرون في الطابق الأول . "

ومضت عينا دي هين الخضراء بسرعة ثم قام بالرمش .

تبدو عيناه جميلة جداً عندما تلمع ، لكن قلة قليلة من الناس قد رأوها .

كان ذلكَ بسبب أن الناس كانو يشعرون بالخوف و الإرتباك قبل أن يتواصلو معه بالأعين . كا معظمهم يترددون عند الإتصال معه بالعين و كانو يتجنبون النظر إليه .

" لنذهب للأسفل . "

نزل دي هين على الدرج بحرص . عندما وصلَ إلى الطابق الأول قفز عليه ولداه اللذان كان يلعبان على الأريكة ، و إستقبلهما .

" أبي ، هل أنتَ مُغادر الآن ؟ "

" أجل . "

نظر دي هين إلى التوأم . على الرغم من أنهما كانا توأمان إلا أن جوهما مُختلف تماماً .

حتى من يراهم لأول مرة يُمكنه التفريق بينهم بكل سهولة ، فقط بالنظر إلى الملابس التي يرتديها الإثنان الآن .

كانت ملابس دينيس مُرتبة و أنيقة و خالية من العيوب ، و دائماً يمسك الكتب و يرتدي و يرتدي النظارات عن القراءة .

لكن ملابس چو-دي كانت مليئة بالأتربية ، القميص كان مزرراً بشكل خاطئ و شعره غير مرتب . تنفس دي هين الصعداء عندما رآهُ بهذا الشكل .

" چو-دي ، أين تشاجرتَ مرة أخرى ؟ "

ضحكَ چو-دي على سؤال دي هين ببراءة و رفع رأسهُ .

" أنا فقط أجريتُ سِباقاً مع تشين لكنني فزتُ. "

لم يكن على وجههِ اياً من علامات الخجل لإتلاف ملابسه ، لكن بدلاً من ذلكَ مد كتفيه منتصراً و أظهر الفخر .

" عمل جيد . "

حاولَ دي هين مدحَ چو-دي لفوزه ، لكنه إستعاد رباطة جأشه بتذكره أن هذا ليس الوقت المناسب .

" لا تفتعل المشاكل أثناء غيابي. "

خرج صوت ثقيل من خلال شفتيه . نظر دي هين إلى چو-دي نظرة تهديد .

" امم هل يُمكنني القيام بشئ صغير ؟ "

على أي حال ، ضحك چو-دي بإشراق أمام نظرة دي هين الباردة .

" إن قلتُ لا ، هل سوف تستمع لي ؟ "

" بالطبع ، ف أنا مُستمع جيد. "

" أجل ، بالطبع . "

لم يتوقع دي هين أن يبقى چو-دي هادئاً . كان يعلم أنه سوف يُسبب المشاكل ، لذا قال له هذا ليقلل من المشاكل قدر المستطاع.

" فقط فكر في الناس اللذين يقومون بإصلاح ما تفعله بعد ذلك ."

" لهذا هم موجودون. "

" ليس من أجلكَ ، بل من أجلي . "

عندما أصبحَ الحديث شديداً بين هذين الإثنين تدخل دينيس .

" أبي ، لا تقلق .. أنا سوف أعتني بـچو-دي جيداً "

نظر إلى الدوق بعينان كلها ثقة .

شعر دي هين بالحرج لكنه قرر تصديق كبام دينيس .

" أجل، أرجوكَ دينيس إفعل ذلكَ . "

' إنهما مختلفان بالعديد من الطرق . '

هز دي هين رأسه و هو ينظر إلى هذين التوأمين المتناقدين تماماً .

توقف دي هين الذي يُحاول مغادرة القصر و طرد التوأم مؤقتاً .

" سوف أحضر لكَ هدية في طريق عودتي ، أخبرني بما تريد . "

كان دي هين بعيداً في كثير من الأحيان عن القصر بسبب كثرة إنشغاله بالأعمال ، إعتاد إستبدال الهدايا المادية بالأسف لعدم وجوده مع الأطفال .

" أرجوكَ إشتري لي «كتاب صوت الإله » الذي تم كتابته بواسطة وزير كريسبر السابق ، لقد تم نشر أحدث طبعة لكن يُقال أنه فقط سيتم بيعها في المعبد خلال هذا الحدث"

فكر دينيس لفترة ثم قال إسم الكتاب على الفور ، اومأ دي هين برأسهوو امسك كتفيه .

" حسناً ، چو-دي ماذا عنكَ ؟ "

" أنا ... "

تلألأت عينا چو-دي كما لو انه كان ينتظر دوره. عبس دي هين عندما وجد أنه تلألؤ عيناه زاد عن حده بطريقة ما .

" أريدُ أختاً . "

كان قلقُ دي هين في محله.

تجمد الهواء في الجو كما لو كان يفهم تصريحات چو-دي الجامحة !!!

يتبع

2021/01/11 · 1,292 مشاهدة · 1825 كلمة
نادي الروايات - 2025