شحذت عيون نواه عندما سمع شخصاً ما يقترب .

سُرعان ما قلب نواه لوحة آستر بوجه مبتسم . في نفس الوقت تقريباً فُتح الباب .

"...أيها الأمير ؟ كيفَ نهضت ؟"

تمتمت راڤيان التي فتحت الباب للتو و كانت على وشكِ الدخول بصوت منخفض و متفاجئ .

نواه الذي كان من المفترض أن يكون نائماً كان يقف .. ولقد ترددت و لم تدخل إلى الغرفة .

حدقَ نواه في راڤيان دون أن يطلب منها الدخول ، على عكس آستر ... لقد كانت عيونه جافة .

"سمعتُ أنكَ فاقد للوعي ، ماذا حدث ؟"

"لقد إستيقظتُ اليوم ."

"فهمت."

كانت راڤيان مُحرجة و سرعان ما إبتسمت .

مع نظرة أكثر ثقة على وجهها ، لم ينظر نواه حتى إلى وجه راڤيان .

"لقد أتيتُ طوال الطريق إلى هنا ، و انتَ لا تخبرني حتى بالدخول ؟"

"لماذا أنتِ هنا ؟"

لم يرفضها تماماً ، لكن كان هناكَ حد واضح .. قست إبتسامة راڤيان قليلاً عندما شعرت بالأمر .

"جئتُ إلى هنا لأنني كنتُ قلقة ... لم يمر الكثير من الوقت منذ أن كنا مخطوبين ."

"هذه الخطوبة ... قد تم فسخها ."

نواه و راڤيان كانو مخطوبين عندما كانا طفلين .

عندما مرض نواه ، الأمير السابع ، و إبتعد عن العرش .. تم التخلي عنه أسرع من أى شخص آخر .

لذلكَ لم تكن علاقتهم جيدة بما يكفي ليتقابلا .

"أنا لستُ معجبة بكَ ، أنا فقط إريدكَ أن تستيقظ من لعنة هابيل .. ها ، هذا كل شيئ ."

هزت راڤيان رأسها و جلست على الكرسي .

لقد كان هذا المكان الذي كانت تجلس فيه آستر منذ فترة ... عندما رأى نواه هذا عبس .

"حسب كلام الكاهن ، يصعب على الأمير أن يستمر لوقت طويل ."

"نعم هذا صحيح ."

فتحت راڤيان عينيها على مصرعيها كما لو كانت تتحدث إلى شخص آخر .

"يُمكنكَ أن تتوسل إلىَّ الآن ، يُمكنني أن أبقيكَ على قيد الحياة . إن بقيتَ معي ، ستكون بخير ."

"يُمكنني أن أنقذك ..."

فجأة بدأ نواه بالضحك ، تلكَ الإبتسامة التي كانت رائعة و لكن سرعان ما إختفت .

كان نواه فضولياً و سأل راڤيان .

"هل مازلتِ متأكدة أنكِ القديسة القادمة ؟"

بللت راڤيان شفتاها بقوة و بدت أنها لا تريد سماع هذا .

"ماذا إن كان الأمر كذلك ؟ أنتَ تعرف من هي عائلتي ."

"نعم ، أنا أعلم . ستجعلكِ عائلتكِ بطريقة ما القديسة التالية ."

بينما إستمر نواه في السخرية منها ، عبست راڤيان .

فجأة أظهرت فضولها عندما رأت قطعة الورق علر المكتب ، لقد كانت محاولة لتغيير الموضوع .

"ما هذا؟"

حاولت راڤيان إمساك الورقة و تحرك نواه لأول مرة .

ضغط نواه بكفه على الورقة حتى لا تتمكن راڤيان من رؤية اللوحة .

"لا تلمسيها ."

"ماهذا ؟'

"...شيئ لا يُمكنكِ لمسه ."

نظرَ نواه إلى راڤيان لأول مرة .

ضحكت راڤيان على كبريائها لكنها أحبت الأمر .

لقد كانت تعلم أن نواه ليس لديه مشاعر تجاهها ، لكنها شعرت بالإرتياح عندما نظر إليها بهذه الطريقة .

"راڤيان ."

"ماذا؟"

كانت توقعات راڤيان عالية بشأن أسمها الأول التي ناداها به نواه و أحمرّ وجهها .

"لمصلحتكِ ، لا تطمعي بشيئ ليس لكِ ... سواء أكان مقعداً أو كان إنساناً ."

لكنه أخرج كلمات باردو مختلفة تماماً عما كانت تتوقع .

لم تُخفِ راڤيان تعبيرها الآن . إختفت الإبتسامة الجميلة و حدقت تلكَ العيون الحاقدة في نواه .

كانت عيون الإثنين تتشابك في الهواء .

لقد كان بينهم خطوبة ذات مرة .. لكن تلكَ العلاقة لم تكن حلوة ، لقد كانت تبدو و كأنها علاقة عداوة . لقد كان الجو بارداً كالمشي على طبقة رقيقة من الجليد .

"لا شيئ ليس لي ، لا يوجد شيئ لا أستطيع الحصول عليه في هذه البلاد ."

"......."

"لقد جئتُ إلى هنا طوال الطريق لذا سأعطيكَ قوتي ... أنه أمر مؤسف قليلاً ، صحيح ؟"

عندما لم يرد نواه عليها تنهدت راڤيان و مدت يدها .

لكن نواه إبتعد بحزم .

"لستُ بحاجة لذلك ."

"هااه ، سأرى إن كان بإمكانكَ قول هذا عندما يحين وقت موتكَ ، سأذهب ."

في النهاية ، نهضت راڤيان على قدمها وهي غاضبة .

لم يكن نواه يُخفي مرضه ، لكن لم يرى راڤيان كـجزء من طريقه .

بعد مغادرة راڤيان ، إنحنى نواه كما لو كان مُنهكاً .

"أريد أن أرى آستر مرة أخرى ."

لقد كان هناكَ دفء في عيون آستر .

***

في اليوم التالي في وقت العشاء .

آستر الآن تستخدم السكين جيداً . أكلت جيداً دون أن يراقبها أحد .

"الطبق الرئيسي اليوم هو الروبيان و موضوع عليه الزيت ."

لمعت عيون آستر وهي تسمع شرح رئيس الطهاة .

كانت المأكولات البحرية ، وخاصة الروبيان ، مكوناً غذائياً لم تتناوله من قبل .

'ماذا سيكون طعمه ؟'

مع شهية آستر ، لاحظَ چو-دي .

"إنظري ، سيكون لذيذاً أكثر إن وضعتِ الروبيان في الخبز و غمزته في الزيت ."

بعد أن قامت بتقليده ، لقد كانت تعض قطعة كبيرة من الخبز .

لقد كان لها ملمس ناعم . و لقد أُعجبت بشكل عفوي بالطعم اللذيذ .

"كيف هو ؟ هل هو لذيذ؟"

اومأت آستر بقوة و مضغت كل شيئ .

"أعطي المزيد لآستر ."

أمرَ دي هين بذلك عندما وجدَ أن آستر تأكل جيداً .

إستمرت الوجبة ، و عندما أصبحت ممتلئة تقريباً تحدث دي هين .

"حسناً ، لقد حصلتُ على معلم ."

ركزت آستر وهي تضع الروبيان على الخبز .

"بعد تخرجه من الأكاديمية ، يعمل الآن كـمعلم و يبني مهاراته . ليس خبيراً جداً لأنه صغير في السن ، لكنكِ ستتعلمين منه الكثير لأنه مؤهل ."

"واو ، إذاً .. هل يُمكنني التعلم ايضاً ؟"

كان دينيس هو أول من أبدى إهتماماً ، فضلَ دينيس الدراسة بمفرده ، لكنه غير رأيه و فكر أنه سيكون من الممتع الدراسة مع آستر .

"لا مشكلة ، ولكن ... أولاً وقبل كل شيئ الإهتمام سيكون على درس آستر ."

كان أكبر اسباب الحصول على معلم هو الإستعداد لحفلة عيد الميلاد ... لذلكَ كان هذا هو الطبيعي .

"انا أعلم ، أريد فقط أن أحضر الفصل مع آستر ."

"ماذا ، إذاً ... سأذهب معكم ايضاً !"

حتى چو-دي الذي كان يكره فصوله الدراسية كان يريد الإنضمام ايضاً .

"چو-دي ، أنتَ على وشك دخول معسكر للسيف قصير المدى قريباً ."

"هذا كل شيئ ، يُمكننا أن نكون معاً عندما أعود ."

امسكَ دي هين برأسه الذي كان يخفق بقوة و ضرب الطاولة .

"أولاً و قبل كل شيئ ، سوف يبدأ الفصل في صباح بعد غد ... وسنقرر بعدها ."

بغض النظر عن مدى جودة تعليمه ، سيكون الأمر عديم الفائدة إن لم يكن مناسباً لآستر .

اومأت آستر بنعم . على الرغم من الأمر سيكون مرهقاً ، إلا أن الدروس الخصوصية كانت مهمة حتى لا تشعر بالحرج في الحفلة .

عند الإنتهاء من الوجبة ، تم ترتيب الأطباق ووضع الحلوى .

"نحنُ على وشكِ البدء في تحضير الحفلة لذا تحقق من القائمة ."

أشار دي هين إلى بن .

جاء بن الذي كان ينتظره بقطعة من الورق و سلمها إلى دينيس و چو-دي .

"هذه قائمة الدعوات ، إن كان هناكَ شخص آخر تريدون دعوته أخبروني ."

نظرَ چو-دي بجدية و من ثم ألقى الورية .

"لا حقاً ."

"أنا لا أملك ايضاً ."

لم يكن دينيس مختلفاً كثيراً .

إقترب عدد لا يحصى من التوأم ، كلما إقتربو أكثر كلما أُغلق قلب التوأم .

قلة من الناس من إعتقدو أن التوأم كانو أصدقاء حقيقيين و لم يفوتهم ذلك .

"إذا كان هناكَ أى شخص تريدين دعوته ، فأعلميني بذلك . و إن كان صديقكِ المقرب من المعبد ايضاً سيكون جيداً ."

"آه ..."

آستر التي بدت مظلمة ، وضعت الشوكة التي كانت تحملها .

مجرد تذكرها حياتها في المعبد جعلها تفقد شهيتها .

"لا بأس ."

"نعم ، إذاً سنرسلها كما هي ."

اومأ بن برأسه وخرج مع الأوراق .

"أبي ، ولكن كيف ستُقدم آستر ."

"إنها حفلة عيد ميلادنا ، لماذا لا نقدمها بعد ذلكَ مباشرةً ؟"

كان لـدي هين الكثير من المخاوف بشأن هذا الأمر .

إنها حفلة عيد ميلاد التوأم ، لكنها ستكون أول حدث رسمي لتقديم آستر .

"ماذا عن جعل آستر هي الشخصية الرئيسية في الحفل ؟"

"حسناً ."

فوجئت بعرض التوأم و صفقت آستر بيدها .

"لا !"

"لا نستطيع ؟"

تمتم دي هين بأن الأمر سيكون على ما يرام ، لكن عندما رأى أن آستر رفضت تراجع .

"سنتحدث عن التفاصيل لاحقاً ."

"نعم."

عبثت آستر بالمنديل وحاولت تخيل الحفلة التي سيقيمها الدوق الأكبر .

ومع ذلك لم تستطع تخيل حفلة ساحرة في رأسها لم تزرها ابداً من قبل .

***

بعد يومين .

إرتدت آستر ملابس أنيقة بعد أن أنهت الإفطار .

"هل أنتِ فضولية عن الشخص الذي سيأتي ؟"

"نعم . وماذا إن لم أتمكن من التماشي مع الدرس ؟"

عندما قيل أن المعلم قادم لقد كانت تشعر بالتوتر . لقد كانت قلقة من ان تُسئ إلى الدوق بسبب إفتقارها للثقة .

"ليس عليكِ أن تكوني قادرة على القيام بذلك في البداية ، لا أحد يكون جيد في البداية صحيح ؟"

أخبرتها دوروثي أن لا تقلق و ربطت شعر آستر بدقة .

بدى شعرها المربوط بشكل مستقيم كثيفاً للغاية .

عندما نزلت إلى الطابق الأول بعد الإستعداد كان دي هين و چو-دي و دينيس في الأسفل بالفعل .

جلسنا جميعاً على الأريكة و إنتظرنا المعلم .

"لننتظر أثناء شرب الشاي ."

وزع بن القهوة و المشروبات لتخفيف التوتر ، لكن دي هين لم يتحدث .

"أبي ، لماذا أنتَ متوتر جداً ؟"

ضحكَ چو-دي و سأله .

"أنا متوتر ؟ من قال أنني متوتر ؟"

"ستقوم آستر بعمل رائع لا تقلق ."

قام دينيس الذي كان يجلس بهدوء بقلب الكتاب .

في الواقع ، لم يكن من النادر الشعور بالتوتر ... لقد كان آستر ايضاً متوترة و جفت شفتيها .

لأن هناكَ كثير من الناس من كرهوها أكثر مما أحبونا في حياتها .

كلما قابلت شخص جديد لم يكن بوسعها فعل شيئ سوى القلق .

"أنه قاد الآن ."

وعندما حان الوقت المحدد جاءهم خبر بأن المعلم قد تجاوز الباب الأمامي .

في الوقت نفسه ، فُتحت عيون الأشخاص الأربعة الجالسين على الأريكة .

يتبع ....

2021/04/25 · 887 مشاهدة · 1618 كلمة
نادي الروايات - 2025