قفز چو-دي و إتجه إلى الباب ، لكن دي هين أمسكَ به ووضعه على الأريكة مرة أخرى .

"جلالة الدوق ... هل أنتَ بخير ؟"

"... ماذا أنا ؟"

"....لا."

كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها دي هين ، الذي لم يرتجف أمام الإمبراطور حتى ، بالتوتر الشديد ، لذلكَ إضطر بن إلى كبح ضحكته .

بدا أن جميع الآباء و الأمهات اللذين لديهم أطفال غير قادرين على البقاء هادئين بجانب المعلمين .

"مرحباً ، أنا هو جيمس جريفث المعلم الذي سيعلم درس اليوم ."

المعلم الذي دخلَ إلى غرفة المعيشة إستقبلهم بأدب و أحنى رأسه .

"تعال ، إجلس هنا ."

حدقت آستر في جيمس بدون أن تفوت لحظة منذ دخوله وحتى جلوسه على الأريكة .

لقد كان صغيراً ، لقد بدى في الواقع في منتصف العشرينات من عمره ، ولقد بدى مُشرقاً .. ولكن كان وجهه جاداً جداً .

"أشكركم على دعوتي . منذُ تخرجي من الأكاديمية لقد كنتُ مُعلماً لستة أشخاص ."

بمجرد أن جلسَ على الأريكة ، قدمَ جيمس نفسه و ما فعله في حياته المهنية .

هناكَ العديد من الأطفال البارزين لذا سمعَ دي هين عنهم .

"اوه ، أنا أعرف .. سيرا ، لقد فازت بالمركز الأول في الأكاديمية ."

"هذا صحيح ."

كان أحدهم يعرف چو-دي ، ثمَ أومأ جيمس برأسه قائلاً أنه ليس بالأمر الكبير .

إنحنى دي هين نحو جيمس .

"رائع ، إذاً ... دعني أقدم الأطفال ."

إستقبلته آستر التي كانت تنتظر بهدوء بشكل ما .

"مرحباً أنا آستر ، و أنا الأصغر ."

"نحنُ توأم ، أنا چو-دي وهو دينيس ."

نظرَ جيمس إليهم بنظرة حادة .

في اللحظة التي تواصلت فيها آستر مع عينيه البُنيتين ، شعرت بالقبض بالرغم من أنها لم تفعل أى شيئ .

"اليوم سوف أعطيكم درساً بسيطاً . دعنا نتحدث عن العقد مرة أخرى عندما تُحب ."

"حسناً ، دعنا نذهب الآن ."

نهض الجميع لتغيير مكان الجلوس . لقد كان هناكَ غرفة في الطابق الثاني أعدها دي هين مُسبقاً كـغرفة للدراسة .

سبورة كبيرة وطاولة مستديرة وعدد صغير من الكراسي . بالإضافة إلى مساحة واسعة حيثُ بإمكانهم ممارسة الرقص .

لقد كانت غُرفة مُعدة بالكامل تقريباً .

جلس كل من آستر وچو-دي ودينيس ودي هين كل منهم الواحد تلو الآخر على الطاولة المستديرة .

وضع جيمس حقيبته و كان يستعد للدرس ، و توقف عندما رأى من كان يجلس .

"هل سيحضر جلالة الدوق الدرس ايضاً ...؟"

"نعم ، لايُمكنني الحكم إلا أن نظرتُ بنفسي ."

"...نعم ."

حدق دي هين إلى جيمس بنظرة تقول أنه سوف يأكله إن قام بإرتكاب أى خطأ .

بغض النظر عن مقدار ما يفعله جيمس ، لم يكن لديه الموهبة للفت نظر دي هين .

عندما رأى يد جيمس ترتجف ، هز بن يده و قال أن لا يُثقل كاهله .

"إنها مجرد مشاهدة ، لذا لا تُرهق نفسكَ و إسترخي ."

لكن الأمر لم يكن مريحاً على الإطلاق بغض النظر عن ما قاله ، لن يكون من المريح إلقاء الدرس أمام الدوق الأكبر .

إختفت ثقته بنفسه و إبتلع لعابه و لقد كان يتصبب عرقاً من التوتر .

"إذاً ... سأبدأ."

كان الدرس الذي أعده جيمس كان جزءاً من تاريخ الإمبراطورية للمبتدئين .

كان ذلكَ لأنه قيل له مُسبقاً أن يبدأ بأساسيات أى موضوع .

أوضحَ جيمس ما يُمكن أن يكون صعباً بأسهل الطرق .

سألت آستر بعض الأسألة ولقد كان الدرس على هذا المستوى .

"تبدأ القصة في العصر المظلم حيثُ إختلطت جميع الكوارث في العالم ."

عرفت آستر جيداً عن هذا لأنه كان مُحتوى سمعته من قبل في المعبد و لقد كان مُملاً .

"...إختلطت جميع أنواع الكوارث وهلكت جميع الأمم في القارة . ولكن تحت حماية الإلهة إسبيتوس ، طردت السيدة المُقدسة القديسة وصاحب الجلالة الإمبراطور الأول الظلام . واللذين نجو من الموت . لقد كان إسم العصر المظلم أوستن وبه تم تكوين إمبراطورية ." م/بلابلابلابلا ما علينا .

في تاريخ إمبراطورية أوستن ، كانت قصة الإلهة و القديسة لا رجوع فيها .

كان هناكَ حتى علماء تجادلو و قالو أن الإمبراطور الأول كان لا ديني و كان يعبد القديسة . م/إستغفر الله العظيم و أتوب إليه .

لهذا السبب كانت القوة مُتركزة بشكل غير طبيعي على المعبد .

"سأشرح لكم عن الجيل الرابع في المرة القادمة ."

كان جديداً و مُمتعاً أن تستمع إلى وجهات النظر المختلفة ، حتى و إن كنتَ تعرف كل هذه المعلومات بالفعل .

أحرقت حُمى الدراسة كل من آستر و دينيس و إشتعلت عيونهم .

"إن كان لا بأس بالأمر ... هل نُكمل أكثر من ذلك بقليل ؟"

لقد كان مُتحمساً ، ولقد نسي جيمس وجود دي هين وواصل الدرس بشغف .. طُرح عليه العديد من الاسألة و أجريت المناقشات .

دي هين الذي كان برفته حتى منتصف الدرس ، راقب الأطفال وهم متحمسين وسعداء و رحل .

***

بعد الدرس .

كان تقييم الأطفال لچيمس رائعاً . لذا قرر تعينه على الفور و إنتقل إلى العقد .

"هذا هو العقد."

جلسَ چيمس و بن وجهاً لوجه وتبادلو المُستندات أثناء شُرب الشاي .

"لقد وضعتُ الشروط المتفق عليها مُسبقاً ... لكن في حالة عدم معرفتك بالأمر يُمكنكَ قراءة الشروط مرة أخرى ."

"نعم ... ولكن على أى حال ، هل جلالته يحبُ الأطفال ."

"إنها طريقته ."

"لم أكن أعلم ."

إندهش چيمس لأنه كان مُختلفاً تماماً عن الشائعات التي سمعها عن دي هين للمرة الأولى .

على عكس الشائعات التي تُفيد أنه حتى أطفاله كانو بلا رحمة ، لكن العسل كان يقطر من عيون الأطفال .

تركَ بن الكلمات المُتفاجئة التي كان يسمعها كل يوم جانباً حيثُ قام بتسليم العقد الذي تم توقيعه من قِبل دي هين .

"إذا لم تكن هناكَ مشكلة في العقد فوقع هنا ، لقد اعددتُ المال مُسبقاً ."

كان هناكَ صندوق مليئ بالجواهر تحت الطاولة مُسبقاً .

"اوه ، بالنسبة للمبلغ ... أنا لا أحتاج إلى الضعف ."

"خذها الآن . بدلاً من ذلكَ ، يُمكن للأسياد الصغار الإنضمام إلى الفصل في بعض الأحيان لذا أرجو أن تكون كريماً ."

"نعم ... لابأس ، لابأس ."

طوال المحادثة ، لم يستطع چيمس النظر إلى عين بن .

ثم ، كما لو أنه قد قرر شيئاً ما ، نظرَ إلى بن و تحدثَ ببطء .

"في الواقع ، لقد سمعتُ الكثير عنكَ . لقد قال الأساتذة أنه لم يكن هناكَ شخص كفء مثلكَ منذُ تأسيس الأكاديمية ."

كانت نظرة بن إلى چيمس مليئة بالإحترام .

كان بن مُحرجاً وربت على كتف چيمس .

"هاها ، كل هذا مبالغ به . سأراكَ كثيراً في المستقبل و أظن أننا سنتفق ."

"نعم ، من فضلكَ علمني الكثير ."

"ما الذي يُمكنني فعله من أجلكَ ؟"

ومع ذلكَ ، ضحكَ بن لأنه لم يعجبه أن يهتم به من هم أصغر منه .

"من فضلكَ كن لطيفاً مع آنستي ، إن لديها الكثير من الجروح ."

"بالطبع."

تصافح بن وچيمس بقوة و تبادلا العقود الموقعة من كلا الجانبين .

***

"حسناً ، لقد إنتهى الأمر أخيراً !"

صرخَ چو-دي الذي أنهى لتوه ثلاث أسابيع من دروس فن المبارزة على المدى القصير .

لقد كان مُتحمساً للغاية لدرجة أنه لم يستطع إخفاء إبتسامته .

لقد مرت ثلاث أسابيع فقط ، لكن مظهر چو-دي تغير ايضاً قليلاً . لقد فقد بعض الوزن و تحسن جسده بالتأكيد .

لقد نمى ايضاً بضعة سنتيمترات ، لذلكَ لقد شعر بأنه أكبر قليلاً مما كان عليه قبل دخوله إلى الدروس .

لقد كان الخادم الشخصي الذي جاء لأخذ چو-دي سعيداً جداً بمظهره .

"عمل جيد سيدي الصغير ."

"ألا يوجد شيئ حدث في المنزل ؟ هل تُبلي آستر بلاءاً حسناً ؟"

"حسناً . هل كان تدريبكَ جيداً ؟"

"نعم ! أنا قوي جداً . و في الفصل الأخير فزتُ بالمركز الأول !"

واصل چو-دي إظهار فخره و بين أن الفصل كان ممتعاً للغاية .

إستمر في إخباره بنفس الشيئ لكن يبدو أنه بذل مجهوداً كبيراً في شد عضلات جسده .

"رائع . أولاً ، دعنا نذهب إلى المنزل و نتحدث ."

"لا ، لدىّ مكان أتوقف عنده ."

هز چو-دي رأسه و نظرَ إلى الأعلى فجأة .

كانت نظرة چو-دي التي كانت تقول أن لديه شيئ يجب عليه فعله ، تبدو و كأنها لعبة خطيرة .

رفض چو-دي العودة إلى منزله و توقف عند قريبة مهجورة .

القرية التي كانت تُعاد إحيائها لكنها إنهارت ، لقد كانت مزدهرة لفترة طويلة . ذهبَ إلى أحد المنازل المهجورة .

عندما وصلَ إلى باب المنزل وضعَ چو-دي يده على خصره .

ثم ركلَ الباب .

"سيباستيان ! أخرج !"

الإسم الذي ظهرَ فجأة هو سيباستيان .

لقد كان مكاناً يتجمع فيه سيباستيان وعصابته غالباً . لقد كانت تلكَ المعلومة التي إكتشفها چو-دي بضربن لطفل قد شاركَ في نفس الفصل .

كان سيباستيان غبياً ، لكنه كان الإبن الأكبر لعائلة الدوق ، لذلكَ كان لديه الكثير من الأتباع .

لقد اتى چو-دي إلى هنا للقبض على سيباستيان .

توقف الأولاد اللذين كانو يركضون بالداخل عندما رأو چو-دي .

"...فلـيخرج الجميع ."

بعد صمت قصير ، إندلعت ضجة هائلة . بدأ الجميع يركضون بخوف عندما رأو چو-دي .

قام چو-دي بفحص جميع الأطفال بالفعل لكن سيباستيان لم يكن بينهم .

"هل هربَ بالفعل ؟"

دخل چو-دي و أصدر صوتاً غاضباً .

كان في يده سيف خشبي قد قام بإحضاره مُسبقاً ، أثناء جره على الأرض قد أحدثَ صوتاً مرعباً .

لسوء الحظ ، لم يستطع الصبي الذي كان قريباً من الباب الهروب ووقفَ خائفاً و كان يرتجف .

وقفَ جو-دي أمامه و سأله سؤالاً بسيطاً .

"هل تعرف أينَ سيباستيان ؟"

"مو ، لا أعرف ."

لقد كانت كذبة للوهلة الأولى ، و لقد كانت عينه تهتزان بشدة .

"هل ما قلته الآن هو الحقيقة حقاً ؟"

"......"

"هل أعدُ لثلاثة ؟"

"......"

"واحد ."

"أنا ، أنا حقاً لا أعرف ..."

"إثنان ."

"إنه ليس هنا ، آشش ."

"ثلا...."

"آه ، آه ... لقد ذهبَ إلى هناك!"

غطى وجهه و صرخَ بكلمة واحدة في حالة تعرضه للضرب .

عندما سمعَ چو-دي الإجابة التي كان يريدها لم يكن عليه ضربه و سار في هذا الإتجاه .

"واو ، إنهم بلا ولاء ."

لحسن الحظ ، كان هناكَ آثار لسيباستيان كما لو أنها لم تكن كذبة .

في الواقع ، لم يكن جسد سيباستيان الكبير شيئ يُمكن إخفاءه في أى مكان . في الواقع ، لقد كان من المفترض أن يكون مختبأ خلف الجدار .. لكن كان يمكنه رؤية بطنه البارز جداً .

ضحكَ چو-دي بشدة على ذلك .

"وجدته !"

ركضَ چو-دي بحماس وضربَ جسده البارز بسيف خشبي .

ثم باام ، قفز سيباستيان إلى الأمام لأن ولقد كانت يده تتعرق بغزارة لأنه كان خائفاً .

"ماذا تفعل هنا يا سيباستيان؟"

بدا سيباستيان و كأنه على وشكِ البكاء .

أحنى رأسه لتجنب تعبير چو-دي الحاد .

"كنتُ ، آه .. فقط أستريح ."

يتبع ...

2021/04/26 · 900 مشاهدة · 1712 كلمة
نادي الروايات - 2025