"هل هذا صحيح ؟ ظللتُ أناديكَ ، ألم تسمع ؟"

"نعم ."

"كـــاذب."

ضغطَ چو-دي على وجهه أمام سيباستيان .

كانت عيون سيباستيان مغلقة تماماً لأنه كان خائفاً من نظرة چو-دي الباردة .

"هاي !"

أمسكَ چو-دي ذقن سيباستيان .

وأُجبر على فتح عينيه و نظرَ سيباستيان له بوضوح .

"هل تعلم لماذا أنا هنا ؟"

"لا أعلم . لا أعلم . ما خطبكَ ؟ مهما حدث ، لن يبقى والدي ساكناً ."

"إذاً هل سيبقى والدي ساكناً ؟"

"......."

إذا كان فخوراً بوالده ، فإن الدوق الأكبر أعلى مكانة من الدوق والده .

عندما لم يرى على سيباستيان أى من علامات الإعتذار تنهد چو-دي ودفعَ سيباستيان إلى الوراء .

"هل لمستَ أختي الصغرى؟"

" أخت صغرى ، هل هي حقاً أختكَ الصغرى ؟ لا !"

قال سيباستيان وفمه مفتوح قليلاً .

"ما الخطأ الذي قلته ؟ إنها غير نقية .. العيون و الشعر لونهم مختلف تماماً ."

أصبحت عيون چو-دي باردة .

لم يقصد حقاً ضربه ، لكنه لم يستطع تمالك نفسه و وجه قبضته إلى شفاه سيباستيان .

بفف ، إنفجرت شفاه سيباستيان على الفور .

صَرخ سيباستيان ، الذي لم يتعرض للضرب من قبل و لم يُسفك دمه من قبل .

"آه ، أنا أنزف ... سأخبر والدي ! إنه مؤلم ، إنه مؤلم !"

قام چو-دي برفع معصمه كما لو كان على وشك الضرب مرة أخرى .

عندما كان چو-دي على وشكِ ضربه مرة أخرى ، لف سيباستيان يده حول وجهه .

"ماذا علىّ أن أفعل ؟ هل يجب أن أتعرض للضرب بهذه القسوة ؟"

"أيها الأحمق ، إن الأمر مؤلم لأنكَ تعرضتَ للضرب ، صحيح ؟"

"بالطبع أنه مؤلم صحيح ؟"

إستخدم سيباستيان شره و كأنه مظلوم .

تمكن چو-دي من إعطاء سيباستيان لكمة أخرى .

"أختي كانت تتألم أكثر بسببكَ ."

"لكنني لم أضربها ؟"

إذا ضربه مرة أخرى ، فسيتباهي بالأمر ... لكنه هدف مرة أخرى لضربه بشكل رقيق و لم يظهر أي شيئ .

ضرب–

بصوت حاد ، طار سيباستيان إلى الزاوية .

"هل أنتَ غبي ؟ هل الأمر سيكون مؤلماً فقط بالضرب ؟ يُمكنني شفاء الجروح ، لكن لا يمكنني شفاء الجروح التي لا أستطع رؤيتها .. يا صاحب الرأس الحجري !"

قال چو-دي بنبرة مثيرة للشفقة .

أمسكَ سيباستيان بمعدته ونظر إلى چو-دي .

لقد كان سيموت بسبب الألم الذي في معدته ، لكنه لم يستطع الصراخ لأن چو-دي سيضربه مرة أخرى .

"لم تستطع أختي الإستيقاظ لمدة يومين بعد رحيلكَ ."

"...بسببي ؟"

"نعم ."

تحطمت عيون سيباستيان كما لو كان هذا صادماً بعض الشيئ .

على الرغم من أنه كان يتحدث فقط ، إلا أن طبيعته الطبيعية لم تكن سيئة .

كان سبب الدعم الذي كان من حوله هو مكانته ، وكان هناكَ تحيز يعاني منه عندما كان يعيش مُعتقداً أن مكانته كانت حقيقية .

تربية الوالدين له هي أن يكون القوي للضعيف و الضعيف للقوي .

مشكلة سيباستيان صحيحة ، لكنها كانت في الأساس مسألة مجتمع أرستقراطي .

كان سيباستيان يبكي عندما سمع أن آستر كانت مريضة لمدة يومين بسببه .

تردد لفترة ونظر حوله في النهاية قال بهدوء .

"...آسف ."

"الإعتذار لي بلا معنى . قابل آستر و إعتذر لها شخصياً ."

"سيكون هذا محرجاً !"

"هل هذا صحيح ؟ ربما يجب أن أحاول أكثر قليلاً ."

إبتسم چو-دي و أظهر السيف الخشبي الذي أحضره .

نتيجة لذلكَ ، كان سيباستيان سهل الإنقياد .

كان من المحزن رؤية الدموع الغليظة تتساقط و أن تراه يمسح الدموع التي تجري على وجهه .

"سأفعل . سأعتذر . سأقابلها شخصياً ."

نظرَ چو-دي إلى سيباستيان و لقد كان هذا كافياً .

"فكرة جيدة."

"هل يجب أن أذهب الآن ؟"

"ماذا تريد أن تفعل ؟"

وقفَ سيباستيان مُمسكاً باليد التي أعطاها له چو-دي .

على الرغم من أنه جفلَ قليلاً في حالة أن چو-دي سيقوم بضربه مرة أخرى .

بعد أن نهضَ أخيراً ، لم يستطع التغلب على وزن جسده و سقط على الأرض مرة أخرى .

"هل تعلم . إن كان الأمر على ما يرام ، هل يُمكنكَ المجيئ إلى منزلي ؟ سأريكَ أختي ايضاً ."

"حسناً ، إذاً سآخذ آستر ايضاً ."

دعوة مفاجئة .

داقت عيون چو-دي وحاول قراءة قلب سيباستيان .

أصبح تعبيره أكثر إشراقاً لأنه تسائل ما إن كان لديه أحلام أخرى ، لكنه تأكد من أنه لن يستطيع فعل أى شيئ آخر لآستر .

"حسناً ."

كالأطفال البالغين ، تم عقد الوعد بالمصالحة بعد أن تم الضرب من جانب واحد .

***

"هاااه."

تنهدت آستر كما لو أنها ستخترق الأرض .

كانت تقف بجانب النافذة و تنظر إلى الخارج ، ولكن نظرتها كانت موجهة إلى مكان بعيد جداً .

تنهدت ، وهذه المرة نظرت إلى يدها بوجه جاد .

'لماذا أمسكَ يدي ؟'

على الرغم من مرور الوقت بالفعل ، كان نواه لا يخرج من رأس آستر .

هذا بسبب مظهره الذي لا يُنسى ، لكنها لم تستطع نسيان عيناه اللطيفتين و يده المشدودة .

"توقفي ، توقفي عن التفكير ."

هزت آستر رأسها وهي تصفع خديها .

إعتقدت أن الأمر كان صعباً بعض الشيئ لأنها لم تُكمل الرسم ، ولن تُفكر في الأمر بعدما تنتهي من الرسم .

لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة .

الرسمة التي كانت ترسمها وهي تنظر إلى النافذة .

قطعة الورق التي كانت تحملها آستر ، كان وجه نواه مرسوماً كاملاً تماماً .

لقد رأته مرة واحدة فقط ، لكن الرسم التفصيلي يُوضح مدى تفكير آستر بـنواه .

"يجب أن أكون مجنونة ."

تحول لون وجنتي آستر للون الأحمر من جديد لأنها كانت مُتفاجئة .

لم تعرف آستر ماذا تعرف لذا ألقت بقطعة الورق في كتاب أمامها .

كانت تتنهد وهي تقوم بتهوية وجهها الساخن ، وفجأة كان الجزء الخارجي من النافذة صاخباً .

'ماذا يحدث هنا؟'

أخرجت آستر رأسها من النافذة .

"اوه يا إلهي ، ماذا أفعل ؟ ... أعتقد أنني حصلتُ على عضة كبيرة ... هانز إنهض ."

"هاه...."

"إذهب و أحضر طبيب ."

"لن يأتو لمجرد أننا نطلبهم ."

كان هناكَ مزيج من الصراخ و الأصوات اليائسة بسبب الألم .

عندما ألقت نظرة فاحصة كان أحد أعضاء المطبخ مُستلقي .

"ساقي ... ساقي ..."

"هانز؟!"

كان الصوت عالياً وكأنه سيموت على الفور . وكان الألم شديداً لدرجة أنه قد شعرَ بالإغماء .

يبدو الأمر خطيراً للغاية بمجرد النظر إلى الوجه الأزرق و الساق المتورمة .

ركضت آستر المندهشة إلى الخارج في الوقت الحالي بدون التفكير في أى شيئ .

"آنستي ، إلى أين أنتِ ذاهبة ؟"

نادتها دوروثي ، لكنها كانت في عجلة من أمرها .

عندما فقدت أنفاسها من الركض و توجهت إلى الحديقة ، إكتشفت ما يحدث تقريباً .

هانز على الأرض و الخادمان يواجهان ثعباناً .

"هل عضكَ ثعبان ؟"

عندما حاولت آستر الإقتراب خاف الخدم وتوقفو .

"لا ، لا ، إن الأمر خطير .. هناكَ ثعبان على هذا الجانب ."

"نعم ، يجب أن لا تأتي ."

أمسكت دوروثي آستر من وسطها ومنعتها من الذهاب .

حتى للوهلة الأولى ، كان الثعبان خطيراً جداً ويهدد لـلدغ خادم آخر .

وقفت آستر في مكانها و نظمت أفكارها .

'هل هناكَ حاجة لإنقاذه؟'

شعرت بالثقة أنها تستطيع إنهاء هذا الوضع بدون صعوبة . ومع ذلكَ ، بعد إنقاذ هانز ... سيتم الكشف عن قدرتها ، كانت تتسائل ما إن كان ينبغي عليها المخاطرة .

"دوروثي ."

"ماذا؟"

"هانز ... هو من صنع لي الدونات في آخر مرة ؟"

"نعم ، أعتقد أنكِ محقة ؟"

لم تعرف ما الذي تقصده في تلكَ اللحظة ، لكن كان هذا الأمر مهماً لآستر .

بعد ان كانت آستر مريضة ، فكرت في العاملين في المطبخ كثيراً بعدة طرق .

على وجه الخصوص ، من قدمَ لها وجبة خفيفة .. تذكرت أن هانز كان يأخذ معه الكعك قائلاً أنه قد صنعها بنفسه .

'أنه رجل طيب لا يُمكنني تركه يموت .'

إنتهت آستر من التفكير و رفعت يد دوروثي .

"إبتعدي."

"لكن..."

"لا بأس ."

إختلطت قوة غريبة بهذه الكلمات ، لذلكَ تم تحرير يد دوروثي من تلقاء نفسها .

سارت آستر نحو الحية التي لم تكن تعرف من أين أتت .

كان جسدها منفوخاً فكانت نصف حجم آستر ولقد كان حجمها كبيراً جداً .

لقد كانت أفعى قاتلة مخيفة حتى لشخص بالغ . لكن الأمر لا يبدو خطيراً على الإطلاق بالنسبة لآستر .

نظرت آستر إلى عيون الثعبان الصفراء .

'اوه ، أنظرو إلى هذا الثعبان ... لديه بطن .'

لم تتحدث معه ، لكنها تعتقد أنها تعرف السبب الآن . هاجم الثعبان الناس لأنها كانت خائفة على نفسها و على صِغارها .

لقد كان تُهدد من قبل ، لكنها خائفة الآن وتريد الهرب .

"سأفعل ذلك."

تقدمت آستر إلى الأمام و إرتبكَ الخدم وتوقفو .

" لا ، لا مستحيل ، تراجعي !!"

"أنه أمر خطير حقاً ، آنستي الشابة ..."

كانت آستر طفلة صغيرة جداً وهشة بالنسبة للعاملين في المنزل .

عندما قالت آستر أنها ستتعامل مع الثعبان ، لم يكن هناكَ طريقة تمكنها من فعل ذلك .

إذا تعرضت آستر ، الآنسة الصغيرة للدوق الأكبر ، للعض ... فإنهم يعتقدون أن كامل المسئولية ستعود على عاتقهم .

"كل شيئ على ما يُرام ، لذا إبتعدو عن الطريق ."

ومضت عيون آستر الوردية للخدم .

مع زيادة قوة العيون الوردية ، إبتعد الخدم و تراجعو .

لسبب ما ، لم يستطيعو عصيان أوامر آستر الصغيرة .

إقتربت آستر من الأفعى ولقد كان الجميع يُحدق .

بمجرد أن توترت الأمور و كأنها على وشكِ الإنفجار ،

حدث شيئ غير متوقع .

توقف الثعبان و جلس القرفصاء برفق . لم يهاجم آستر ، و أصبح لطيفاً وتراجع .

نظرت آستر و سألت الخدم .

"أين السلة ؟"

"سـ،سلة ؟ إن كان لا بأس مع هذا ..."

لقد كان يقطف الفاكهة فكان لديه سلة .

أخذت آستر السلة و أخرجت جميع الثمار .

بعد ذلكَ ، أصبح حجمها مناسباً تماماً للثعبان .

"يُمكنكِ الدخول هنا ."

عندما إبتسمت آستر ومدت السلة ، دخلت الحية إلى السلة بلطف و كأنها كانت تفهم ما تقوله آستر .

يتبع ...

2021/04/29 · 837 مشاهدة · 1582 كلمة
نادي الروايات - 2025