لقد تغير دينيس الذي لم يكن مُهتماً بالقديسين ولا المعبد منذُ اليوم .

ذكّر دينيس الذكي ما قد يحدث إن أصبحت آستر القديسة الواحد تلو الآخر .

مع العلم أنها قديسة ، لم يكن بإمكانهم إرسالها للتبني ، لذلكَ ... لقد كان هناكَ إحتمال كبير أن المعبد لا يعرف شيئاً عنها .

ماذا لو ماتت القديسة سيسبيا و أصبحت آستر القديسة الوحيدة ؟

في ذلكَ الوقت ، كان يتطلع إلى المستقبل الذي كان فيه يحاول أخذ آستر من المعبد . انه أحد الكثير من الإحتمالات و لم يكن من السيئ التفكير فيه .

"آستر هي أختي ."

تحركَ دينيس وفتحَ الكتاب كما لو كان يتعهد . لم يكن هناكَ فرق إن أصبحت قديسة ، كان يعتقد أنه يجب أن يحمي آستر التي أصبحت أخته الصغرى حتى النهاية .

كل ما يحتاجه للقيام بذلكَ هو المعرفة الدراسة . لايوجد شيئ مُحدد حتى الآن .. لكن من الجيد معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات في الوقت الحالي .

شعر أنه لا يُمكن لأى شيئ أن يأخذ آستر إلى أى مكان .

***

جلست آستر بنظرة كئيبة على السرير ، كان هناكَ ايضاً الثعبان في السلة .

"آنستي ، هل أنتِ متأكدة من ذلكَ ؟"

لم تستطع دوروثي الإقتراب و لقد كانت على الباب وقالت أن الأفعى قد كانت مقرفة و غطت عينها .

"نعم ، إنها حقاً لا تعض ؟"

"مستحيل ، لاتزال الثعابين مخيفة ."

لم يكن الأمر أنها لم تفهم ردة فعل دوروثي ، لقد كانت الأفعى كبيرة لذا قد كانت تملأ السلة .

"هل تسمعين ؟ إن أردتِ العيش معي لا يُمكنكِ إستخدام السم . إن عضتتِ أحد لن يُمكنني حمايتكِ !"

حذرت آستر الأفعى بشدة التي كانت تخرج رأسها من السلة .

"هل تفهم ذلك ؟"

"نعم . أعتقد أنها تفهم ، صحيح ؟"

حدقت آستر فيها ،

كما لو كانت تُجيب عليها بالفعل ، تحرك الأفعى لأعلى و لأسفل .

"إنظري إلى هذا ، إنها تُجيب ."

"يا إلهي ... ما هذا ؟ إنه لأمرٌ مدهش ."

فتحت دوروثي فمها . لقد كان الأمر مدهشاً لكنها قالت أنها خائفة ولم تستطع الإقتراب .

بعد رؤية ردة فعل دوروثي ، خطر في بالها نظرات الخدم اللذين كانو يتجنبونها ، مما جعلها تشعر بعدم الإرتياح .

'هل سأكون بخير مع هذا؟'

لم يكن لدى آستر أيام سعيدة قبل هذه الأيام ، لكنها كانت خائفة من أن تنكسر حياتها اليومية . لم تكن تريد أن تفقد هذا السلام بعد .

نظرت آستر المكتئبة إلى سلة الأفعى .

أحضرته بشكل غير متوقع ولكنها كانت في حيرة من أمرها عن كيفية التعامل معها .

"هااه."

تنهدت آستر بعمق . ورفعت الأفعى الموجودة في السلة رأسها مرة أخرى وأخرجت لسانها .

وكأنها لديها شيئ ما لتقوله .

"ثثث."

"هاه؟"

عندما قامت بالتواصل البصري معها و ركزت ، بدى لها أنها تقول شكراً لكِ .

"من أين أنتِ ؟ هل لديكِ مكان تعودين له ؟"

عندما سألت آستر ، تحركت الافعى في السلة و رقصت .

لقد أحبت السلة كثيراً لدرجة أنها إستقرت فيها بشكل مريح وكأنه منزلها . لقد كان حجمها مناسباً تماماً .

الأفعى التي كانت في السلة ، رفعت رأسها و دارت حول آستر .

ثم تراجعت مرة أخرى .

"هل تريدين البقاء هنا ؟"

"ثثث!"

اومأت بسرعة و إنزلقت في السلة التي على السرير .

بدى أنها مسرورة و لقد كانت تحرك جسدها ذهاباً و إياباً .

لقد كانت تُفكر في إطلاق سراحها في مكان آمن ، لكنها لم تكن وحدها .. لقد كانت أفعى مع طفل ، لم تستطع إخراجها .

ظهور أنها ليس لديها مكان تذهب إليه و إحساس الرفض جعلها تتذكر نفسها .

'هل سيكون الأمر بخير ؟'

بينما كانت آستر تفكر ، تحركت الأفعى ووضعت وجهها على يد آستر .

تغيرت تعبيرات وجه آستر قليلاً بسبب الشعور الغريب من جلدها الذي شعرت به في البداية .

"حسناً ، أولاً سوف أناديكِ بام بام ."

آستر التي كانت تلعب مع الأفعى لفترة طويلة نظرت فجأة إلى مؤخرة يدها .

ثم ، كما لو كان رد فعل ... أصبحت عيون آستر ضبابية .

'...الآن يُمكنني رؤيتها دائماً .'

كام علاج هانز قوة علاجية فقط للقديسة . لم يكن لدى آستر في الماضي مثل هذه القوة .

ومع ذلكَ ، شُفيت ساق هانز تماماً بمجرد التفكير في أنها تريد علاجها .

في هذه الحالة ، تساءلت آستر عما كان عليه الأمر . لقد كانت ترغب في التحقق من القوة المقدسة .

'هل أجرب ؟'

شعرت آستر بإندفاع للحظة و مدت يدها بشكل مستقيم امامها .

ومع ذلكَ ، لم تكن تعرف كيفَ ذلك . لم تكن تعرف حدود هذه القوة ، لذلكَ قررت أن تكون حريصة .

"اااه.."

خرجَ تثاؤب آستر . فجأة بدأ النعاس يأتي بسبب إستخدام قوتها .

'ما الوقتُ الآن ؟'

كان هناكَ لايزال الكثير من الوقت المتبقي حتى وقت العشاء ، لذا كان من الجيد أخذ قيلولة .

قفزت آستر من على السرير و إستلقت على السجادة ، ثم بعد وقت قصير إنتشر صوت تنفسها في جميع أنحاء الغرفة .

على صوت أنفاس آستر ، خرجت الأفعى من السلة و توجهت الأفعى بشكل طبيعي نحو كوع آستر .

فقط دوروثي كانت تشاهد و تصرخ من الداخل ، وبدى كل من بام بام و آستر مرتاحتين للغاية .

***

سكبَ بالين بعناية الجرعة التي حصلَ عليها مم رئيس الكهنة في فم نواه .

عندما سكبها كلها دون ترك قطرة واحدة ، بدأت جفون نواه ترتجف .

إستعادت عيون نواه ، التي سرعان ما أصبحت واضحة ، التركيز . عند عودته إلى وعيه إستقبلَ نواه بالين بسعادة .

"كم كانت المدة هذه المرة ؟"

"أسبوعان . أنا آسف ، لقد كان الكهنة مترددين في مشاركة قوتهم المقدسة ، لذلكَ لم أستطع القدوم إليكَ بسرعة ."

"لا . الشكرُ لكَ ، يُمكنني الآن الإستيقاظ قليلاً ."

تمدد نواه وهو يدير رقبته المتيبسة ، أحنى بالين رأسه نادماً على هذا المنظر .

لكن نواه اليوم كان لديه مزاج مختلف تماماً ، لقد كان وجهه دائماً مليئاً باليأس و الإستسلام ، لكنه بدا الآن و كأنه يرفرف .

"بالين ."

كان صوته مليئاً بالقوة .

"نعم ، جلالتك."

غمرت المشاعر بالين مُتسائلاً ما الذي غيره بحق الجحيم .

مهما كان الأمر ، لقد كان مُمتناً لرؤية نواه مفعماً بالحيوية بدلاً من ظهور نواه اليائس .

"هل تتذكر الشخص الذي جاء لرسمي آخر مرة ؟"

"هل تقصد الآنسة آستر ؟"

"نعم ، أرجوكَ إطلبها مرة أخرى ."

لم يتصل نواه بأى شخص أبداً «لم يدعوه» منذُ أن حُوصر في هذا المكان .

كان من الطبيعي أن يكون هناكَ أوقات يكون فيها غير واعياً أكثر من الأوقات التي يكون فيها واعياً . نواه الآن يريد دعوة شخص ما مرة أخرى . لقد كان بالين متفاجئاً .

"فهمت ."

"وسـأطلب منكَ الإستعداد لتغير مكان الإقامة ."

كانت شفاه بالين متصلبة عندما حاول الإجابة .

"إن كنتَ ستنتقبل . فـإلى أين ؟"

"إقليم تريزيا . كلما كان المنزل أقرب من الدوقية الكبرى كلما كان ذلكَ أفضل ."

قال نواه هذا بإبتسامة ، لم يكن هناك أى أثر للمزاح في أي مكان

'إقليم تريزيا .'

ولكن ، قد كانت المشكلة أنه كان من الصعب لبالين قبولها .

لم يكن هناكَ ملجأ «مخبأ» في الإقليم ، أليس نواه لا يستطيع العيش يوماً واحداً خارج الملجأ ؟

ضغط بالين قبضته معتقداً أن الأيام القادمة كانت قليلة و لقد إستسلم .

"لكنكَ من غير المسموح لكَ أن تذهب للخارج ."

"لابأس . أنا لا أحاول أن أموت ."

"لكن..."

"يجب أن أذهب لهناكَ حتى أعيش ."

لقد كان صوت نواه واثقاً ، تحولت عيون بالين إلى اللون الأحمر عندما كانت هذه العيون مشرقة بعد فترة طويلة .

"بالين ، انتَ الوحيد الذي بجواري ."

عندما فقدَ كل السُلطة و هُجر . تخلى عنه كل من كان بجانبه وغادرو .

إبتسم نواه وحيداً وأمسكَ بيد بالين بإحكام .

"لا أريد أن أموت بسهولة حتى لو كنت آسفاً لي ."

شعر بالين بالإرتياح لأنه كان قوياً للغاية .

"حسناً ، سأحاول العثور على منزل في تريزيا ."

"شكراً لكَ ."

راقب بالين نواه لفترة أطول قليلاً قبل أن يخرج من الغرفة .

ثم تحول تعبير نواه الناعم إلى رصين . لقد كان كل ما يُفكر فيه هو آستر .

إن الحنين إلى آستر في كل مرة يستعيد فيه وعيه ، عمق مشاعر نواه .

'آستر ، أنا أراكِ كل يوم .'

أغمض نواه عينه و تذكر اليوم الأول الذي رآى فيه آستر .

الملجأ الذي تخلى فيه عن كل شيئ و إنتقل إليه بإنتظار الموت . في اليوم الأول له هنا ظهرت له آستر في المنام .

كل يوم لقد كان يحلم بطفلة لم يكن يعرفها . لقد مرّ وقت طويل ولقد كان يعرف أن إسم الطفلة كان داينا لكنها حصلت على إسم آستر لاحقاً .

في حلم طويل جداً ، شاهد نواه حيوات آستر العديدة . لقد كان مُحبطاً للغاية أنه لا يستطيع المساعدة .

تغيرت مشاعره تجاه آستر من التعاطف منذ البداية ثم التعاطف ثم الحب . لا ، لقد كانت مشاعر نواه مليئة بآستر .

كانت آستر هي سبب رغبة نواه في العيش مرة أخرى . كانت آستر سبب بقاء نواه .

"الآن أريد أن أرى آستر بأم عيني وليس في أحلامي كل يوم ."

نظرَ نواه من النافذة بعيون عميقة .

لقد كان من المضيعة ان يكونو منفصلين كل هذا الوقت . لقد كان يرغب في التحرك بالقرب من آستر بسرعة .

***

بعد التدريب ، عاد چو-دي إلى المنزل بعد ثلاثة أسابيع . عند وصوله ، كام المكان الأول الذي ذهب إليه هو غرفة آستر .

"سيد چو-دي ! انتَ هنا بالفعل ؟"

"نعم . آستر هل أنتِ في الداخل ؟"

أراد چو-دي مقابلة آستر بسرعة وإخبارها بما حدث .

كان عليه التحدث عن مطاردة سيباستيان و إختيار الذهاب إلى منزله .

حركَ چو-دي قدمه وحاول فتح الباب ، لكن دوروثي أوقفته بتردد .

"إنها بالداخل . لكنها نائمة الآن ، لقد نامت مبكراً ."

"حقاً ؟''

أصبح تعبير چو-دي قاتماً فجأة . لم يراها أثناء التدريب و لقد أراد رؤيتها بسرعة .

"حسناً ، سأغادر على الفور بعد أن أنظر إليها للحظة ، لن اوقظها ."

عندما قال چو-دي ذلكَ ، لم تستطع دوروثي تحمل الامر بعد الآن .

"إذاً ، كن حذراً ."

لم يكن چو-دي يفهم ما الذي تعنيه كلمات دوروثي بأن يكون حذراً ، ففتح الباب بهدوء و دخل .

يتبع ...

2021/05/03 · 869 مشاهدة · 1641 كلمة
نادي الروايات - 2025