'لماذا تنامين على الأرض ؟'

شعرتُ بالتعجب عندما وجدتُ أن آستر كانت تنام على الأرض وليس على السرير .

على الرغم من وجود قطعة من القماش النظيف على السجادة ، إلا أنني لم أفهم لماذا تنام على الأرض .

أعتقدُ أنها لم تكن المرة الأولى التي تكون فيها ة فعل دوروثي لا شيئ .

أردتُ أن اسألها عن ما معنى هذا لكنني لم أستطع إصدار أي صوت حتى لا تستيقظ آستر .

زقزقة–

مع سماع صوت زقزقة العصافير ، تخلى چو-دي عن مظهره الجاد . إرتفعت زوايا فم چو-دي عندما رآها نائمة و فمها مفتوح .

لم يكن يعرف كم إشتاق لها ، لقد كان يريد تحية آستر وأن يخبرها أنه قد قضى وقتاً ممتعاً .

تسلل چو-دي على أطراف أصابعه حتى لا يُوقظ آستر .

لم يكن چو-دي حذراً أبداً مع أى أحد ، لكن عندما يتعلق الأمر بآستر لقد كان الأمر مختلفاً تماماً .

كان هذا عندما كان چو-دي على وشكِ الجلوس على السجادة .

تواصل جو-دي بالبصر مع ثعبان لم يتخيل وجوده أبداً . في اللحظة التي رآى فيها تلكَ العيون الصفراء الزاهية وقف شعرهُ على الفور .

"...هاه؟"

"ثثثث ."

رفع بام بام رأسه وأخرجَ لسانه و كأنه يقول له أن لا يقترب .

"لماذا ، أفعى ... آه ، آهههه ."

صرخَ چو-دي الذي توقفَ لمدة ثلاث ثوانٍ تقريباً ، وضغطَ على رأسه بينما كان الثعبان يحاول الإقتراب منه .

"لا تقترب ! إذهب بعيداً !"

چو-دي عادتاً لا يخاف من أى شيئ ، لكن هناكَ شيئ واحد فقط . لقد كان خائفاً من الثعبان ... لقد كانتَ تلكَ هي المرة الأولى التي يرى فيها ثُعباناً .

"سيدي ! على أنتَ بخير ؟"

فوجئت دوروثي بصراخ چو-دي و دخلت إلى الغرفة .

"...چو-دي أوبا ؟"

بالطبع إستيقظت آستر التي كانت نائمة من النوم بفزع .

چو-دي الذي كان في فصل التدريب ظهر بشكل مفاجئ أمامها ، لقد كانت تظن أنها لاتزال في حلم ولقد كانت مرتبكة .

في هذه الأثناء تأوه چو-دي وهو قلق من لدغ الأفعى لآستر .

ركض چو-دي إلى نهاية الغرفة غريزياً لكنه إستعاد الشجاعة عندما فكر أنه بـحاجة إلى إنقاذ آستر .

صرخ چو-دي الذي إبتلع ريقه بصوت عال .

"آستر ، لا يجبُ أن تتحركِ .. هذا خطير ، سوف أنقذكِ !"

نظرت آستر إلى چو-دي والحية بالتناوب متسائلة عما يدور بحق الجحيم .

'تنقذ من ؟ أنا؟'

تحركَ چو-دي أولاً قبل أن تستيقظ آستر و تدرك الوضع .

سحب سيفه الذي كان معه أثناء التدريب وحاول مهاجمة بام بام .

تضخمت بام بام ايضاً لأنها كانت تعتقد أنه يحاول إيذاء آستر . عندما إقتربا من بعضهما البعض قفزت آستر بينهما .

"توقفا!"

توقف كل شيئ عندما عندما صرخت آستر .

وقفَ چو-دي بتعبير غير مفهوم و كان لايزال يحمل سيفه .

"لماذا؟"

وقفت بام بام بجانب آستر و أبدت تعبيراً مرعباً . ولقد إنتفخت كـتهديد .

"متى عدت ؟"

"قبل قليل ، أتيتُ إلى هنا اولاً ."

توقفَ چو-دي ونظرَ إلى الأفعى بتعبير غاضب .

"لن تؤذيكَ ، لقد إعتقدت بام بام أن أوبا سوف يهاجمني ."

"هل لديها إسم حتى ؟"

حدق چو-دي فيها ، وإنكشف العداء بشكل واضح .. بدا الأمر خطيراً في كل مكان .

"بام بام ، إدخلي إلى هناك ."

ومع ذلكَ ، تسللت بطاعة إلى السلة الموجودة على السرير بسبب كلمات آستر .

إتسع فم چو-دي عندما رأى الأمر .

"آستر ... ماذا فعلتِ للتو ؟"

"لا شيئ ."

هزت آستر كتفها وضحكت ، لأنها حقاً لم تفعل شيئ .

"لقد تحدثتِ مع ثعبان للتو ! ولقد أطعاعكِ ؟"

"هذا فقط حدث ."

"واو ! هل يُمكنكِ أن تُريني الأمر مرة أخرى ؟"

لقد كان چو-دي فضولياً للغاية و قال لآستر أنه يريد رؤية هذا الأمر مرة أخرى .

"آستر ، أنتِ رائعة . أنتِ أول شخص يتعامل مع الثعابين من حولي!"

لقد كانت تتسائل عما إن كان الأمر يستحق الثناء ، لم يكن خائفاً بل كان حسوداً .

همهم چو-دي و نظرَ إلى الأفعى ، لقد كان يريد التباهي بأخته أنها تعرف كيف تتعامل مع الثعابين .

"لكن ، هل سـيسمح لنا الدوق بتربية الثعبان ؟"

"إن الأمر خطير ، صحيح ؟'"

فكر چو-دي قليلاً وقد شعرَ بـشيئ غريب و رفع رأسه .

"آستر ، ولكن لماذا تستمرين بمناداة أبي بالدوق الأكبر ؟"

بما أنها لم تفكر حتى في أنه يجب عليها تغيير اللقب ، لقد كانت تشعر بالإحراج في كيفية الرد على هذا السؤال .

"هذا ..."

"لقد مرت فترة منذُ الوقت الذي أتيتِ فيه إلي هذا المنزل . ولكن مع ذلكَ تقولين له «ايها الدوق الأكبر .» كالغرباء ."

تمتم چو-دي قائلاً أنه قد يكون الأمر غير مريح الآن لكنها عليها أن تعتاد عليها .

على الرغم من أنه لم يشتكي ، لقد كانت آستر كذلك .

بقدر ما كان يعتبرها كأخته الصغرى ، أراد چو-دي من آستر أن تقبلهم كعائلتها الحقيقية .

ومع ذلكَ ، لقد كانت مناداة إسم «أبي» صعباً للغاية . بدون تغيير ذلك ، من غير المتحمل أن تضيق المسافة بينهم .

"لا أستطيع قول ذلكَ بعد ."

ترددت آستر . حتى لو كانت على إستعداد للقيام بذلكَ ، فإن نطق كلمة أبي كانت صعبة جداً بالنسبة لآستر .

"هل الأمر بتلكَ الصعوبة ؟"

طوى چو-دي ذراعيه بعمق بتعبير متجهم . لقد قالت هذا للتو لكنه لم يستطع الفهم .

عندما إقترب من آستر بصوت مرتفع محاولاً إقناعها قفزت بام بام بسرعة و إندفعت له .

"بام بام ، لا !"

على الرغم من أن صوت آستر قد تلاشى بالفعل ، إلا أن چو-دي قد تفاجئ بإندفاع الأفعى .

إحتاج چو-دي إلى المزيد من الوقت للإعتياد على تلكَ الأفعى الكبيرة .

"فقط حاولي الآن ، الآن سوف أغادر بما أنني قد رأيتُ وجهكِ ."

خرجَ چو-دي من الغرفة وهو يكافح من أجل العودة ، أبقى عينيه مفتوحتان تماماً في حالة هجوم الأفعى .

إبتسمت آستر بخفة على شكله اللطيف ، ثم سرعان ما أصبحت مرتبكة و أخذت نفساً عميقاً .

'أبي ...'

أنه لقب لـطالما إعتقدت أنه لن يكون لها علاقة به لا في الماضي ولا في المستقبل .

إنه إسم لم تفكر به ابداً في عدد مرات الحياة التي تكررت فيها بشكل لا يُحصى .

***

و

قت الوجبة في اليوم التالي ،

على عكس المعتاد ، لقد كانت غرفة الطعام صاخبة جداً ، الجميع بما في ذلكَ دي هين يكونون هادئين عندما يأكلون ، لكن الأمر قد كان مختلفاً اليوم .

"أصبح الجميع ضعفاء ولم يكونو خصومي ، هل كان ذلكَ بسبب أنني عدتُ من التدريب ؟"

"لقد كان الأمر مُشابهاً جداً لسيباستيان ، صحيح؟"

"سيباستيان لم يأتِ لأننا تقاتلنا . رغم أننا تصالحنا الآن ."

لقد كان هذا بسبب چو-دي الذي كان مشغولاً بالحديث المتراكم .

بعد ثلاث أسابيع من التدريب في المعسكر ، لقد كان صوته متحمساً للغاية .

ولقد مر وقتٌ طويل منذُ ان دخل دي هين إلى المنزل بسبب جدوله الزمني ، لذا تناول الجميع الطعام بهذا الشكل .

تحدثَ چو-دي بإستمرار على ما حدثَ في التدريب . ولقد كان فخوراً بنفسه في معظم الأوقات التي كان يتدرب فيها .

لم يستطع دي هين أن يرفع عينه من على چو-دي ، لقد مرّ أسبوعين فقط ولكن بدى الأمر و كأنه صفقة كبيرة .

"لقد كبرتَ قليلاً صحيح؟"

"صحيح ؟ لقد أصبحتُ الآن أطول من آستر بكثير."

نظرَ چو-دي إلى آستر ورفع صوته بكثير من المبالغة .

"وليس فقط طويل القامة ، لقد أصبح لدىّ عضلات . إنظرو ."

وضعَ چو-دي الشوكة على الطاولة ورقع ذراعه ، لقد كانت تظهر بعض العضلات الصغيرة .

"حقاً ؟ كان يجب أن أذهب ايضاً ."

"هذا ما حدث لي ، لا تستطيع أن تفعل هذا لمدة ثلاث أسابيع ."

كان دينيس وچو-دي يتشاجران ، لكن تعبير دينيس كان أكثر إشراقاً اليوم .

'متى أقول له هذا ؟'

كانت آستر الوحيدة التي تأكل في هذا الجو .

قبل أن تبدأ الوجبة ، وعدت چو-دي عدة مرات أنها يجب أن تلقب والدها بـ أبي اليوم .

ولقد حان الوقت .

"حسناً ، آستر .. لقد قلتِ أن لديكِ شيئ ترغبين في قوله ."

نادى چو-دي آستر بنداء غريب ، لقد كان توقيت إعطاء إشارة مسبقة .

"آه...هذا..."

رفعت آستر يدها ووضعت الملعقة ، ثم رفعت رأسها تجاه دي هين .

"هل لديكِ شيئ لتقوليه ؟"

مع ذلكَ ، في اللحظة التي نظرت إليه تبخرت الكلمات . لم يكن من المنطقي أن تقول أن هذا الشخص المثالي هو والدها .

حدق دي هين منتظراً أن تقول آستر شيئاً ، ولقد قالت ماخطر في بالها فقط لأنها كان من المفترض أن تقول شيئاً ما .

"هذا ... هل يُمكنني الحصول على حيوان أليف ؟"

أظهرَ دي هين فضوله ودفع جسده إلى الأمام .

"حيوان أليف ؟ ماذا تريدين أن تمتلكِ ؟"

كانت تلكَ هي المرة الأولى التي تطلب فيها آستر شيئاً ما ، لقد كان تعبيراً غير متوقعاً ابداً .

"ثعبان ."

مع ذلكَ ، بعد أن أكملت كلامها ... أصبحَ هناكَ علامة إستفهام كبيرة على وجه دي هين .

"إذا كان ثعبان ... هل هناكَ ثعابين أخرى غير التي أعرفها ؟ هل هناكَ نوع يكون حيوان أليف هذه الأيام ؟"

"لا ، مجرد ثعبان ."

طريقة آستر لا يُوجد بها شيئ غريب ، نظرَ دي هين إلى بن بتعبير مرتبك .

لكن بن لم يكن يعرف هو الآخر .

"سيدتي ، هل يُمكنني معرفة نوع الأفعى التي تريدين تربيتها ؟"

"إنه ثعبان عملاق كبير!"

قال چو-دي الذي قابل بام بام بالفعل وهو يرفع يده .

من الإسم أنه النوع الضخم من الأفاعي ، قام دي هين بتلويح حاجبيه و أخذَ منديلاً .

"أليست هذه أفعى ؟"

إنها ليست مجرد أفعى ، لكنها أفعى خطيرة بدرجة كافية لإستخدامها لصنع نوع قوي جداً من السموم .

سوف تقوم بتربية الثعبان الكبير أحد أخطر الأفاعي كـحيوان أليف !

"مسـتـحـيـل."

هز دي هين رأسه بقوة .

ماذا إن تعرضت آستر الضعيفة للعض ، لا يُمكنه وضع شيئ خطير كـهذا مع آستر .

"أنه ليس خطيراً ، يُمكنني التعامل معه ..."

تلعثمت آستر بحرج من رد دي هين الذي خرجَ بعناد .

"يُمكنكِ التعامل معه ؟ العملاق الكبير هو ثعبان يجد السحرة حتى صعوبة في التعامل معه . وإن تعرضتِ للعض منه فقد تفقدين حياتكِ ."

عندما قال دي هين هذا ، لم تستطع طلب المزيد .

"نعم ."

آستر التي أصبح وجهها أقتم ، أحنت رأسها . لقد كانت قلقة بالفعل عما يجب أن تفعله مع بام بام .

"آستر ، الآن !"

ثم همس لها چو-دي .

"ماذا؟"

"ناديه بـأبي ، وسوف يسمح لكِ بالأمر على الفور ، تريدين أن تبقي مع بام بام صحيح؟"

لم تفهم آستر ، لذا رمشت بعينها عدة مرات .

'هل سـيعمل ذلكَ حقاً ؟'

لم تكن تصدق ذلكَ ، لكنها إندهشت من فكرة أنها سوف تذهب إلى أسفل الخط . ثم قالت في نفسها «لا اعرف ، لا أعرف .» وفعلت ذلك .

"أ- ، أ- ، أبي !" م/ثغرة ممتاز 👌

يتبع ...

2021/05/06 · 829 مشاهدة · 1730 كلمة
نادي الروايات - 2025